طب بنات الأزهر.. عناية مجانية لأطفال القدم الحنفاء
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت الدكتورة هناء عبد الحميد العبيسي، عميدة كلية طب البنات بالقاهرة، حرص الكلية على توفير خدمات طبية للأشخاص الأولى بالرعاية؛ دعمًا لجهود الدولة المصرية والمبادرات الرئاسية.
وأوضحت أن هذا التوجه يأتي امتدادًا لرسالة الأزهر الشريف جامعًا وجامعة برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، و الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، و الدكتور سلامة داود، رئيس الجامعة؛ بهدف خدمة المجتمع ومد يد العون للمواطنين في مختلف أنحاء الجمهورية.
وأضافت أنه تم توقيع بروتوكول تعاون مع نادي روتاري الشروق برئاسة زينب حلمي، رئيس النادي، ولوسي إسكندر، نائب رئيس النادي، وبحضور الدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس الجامعة لفرع البنات، وإشراف الدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث المشرف العام على قطاع المستشفيات الجامعية، لافتة أن البروتوكول يتضمن دعم (وحدة علاج القدم الحنفاء) بمستشفى الزهراء الجامعي والتي تأسست عام 2003م كأول عيادة تقوم بتوفير الأحذية الأميريكية الخاصة بعلاج أطفال القدم الحنفاء بالمجان، وبالتعاون مع المؤسسة الأمريكية Miracle feet والتي تعني بعلاج تشوهات أقدام الأطفال.
كما أضافت عميدة كلية طب البنات أن بروتوكول التعاون يتضمن أيضًا قيام أطباء وحدة القدم الحنفاء بقسم العظام بمستشفى الزهراء الجامعي بتقديم الخدمة الطبية للأطفال حديثي الولادة مجانًا حتى سن 4 سنوات وتمام الشفاء وعودة القدم طبيعية، كما تقوم الوحدة بتدريب شباب الأطباء من جميع أنحاء الجمهورية على تطبيق بروتوكول العلاج وإنشاء عيادات متخصصة مستقبلًا؛ بهدف التيسير على المواطنين، وجاء ذلك بحضور الدكتورة سوسن عبد الصبور، وكيلة الكلية للدراسات العليا والبحوث، والدكتورة أمل حجازي، وكيلة الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتور إيهاب عبده، المدير التنفيذي لمستشفى الزهراء الجامعي، والدكتور وائل شعبان، رئيس قسم جراحة العظام، والدكتور ياسر البطراوي، أستاذ جراحة العظام رئيس وحدة تقويم وتطويل العظام.
جدير بالذكر أن وحدة علاج القدم الحنفاء بمستشفى الزهراء الجامعي أنشأت أول عيادة بمصر تقدم خدمة تقويم القدم الحنفاء بطريقة برونزيتي، وتقدم خدماتها للمجتمع المصري منذ عام 2003م؛ حيث بدأها الطبيب الدكتور ياسر البطراوي (أستاذ جراحة العظام ورئيس الوحدة) بعد عودته من رحلة الحصول على (الدكتوراه) من الولايات المتحدة الأمريكية، وتدربه على يد مخترع الطريقة بروفيسور برونزيتي نفسه؛ حيث قام بنشر الطريقه تدريجيًّا في جميع أنحاء مصر، وأشرف على عديد من رسائل الماجستير والدكتوراه بها، وقام بتدريب جميع الأطباء العاملين بالقسم حتى أصبحت عيادة القدم الحنفاء بمستشفى الزهراء الجامعي قبلة المرضى من جميع أنحاء مصر، وتقدم الوحدة خدماتها وتوفر الأحذية الخاصة بالعلاج عالية الجودة بالمجان؛ خدمة للأطفال حديثي الولادة المصابين بالقدم الحنفاء أو المخلبية، هذا وتتبع وحدة علاج القدم الحنفاء بروتوكول أوكسفورد الأصلي لعلاج القدم الحنفاء وتسهم في إنشاء عيادات متخصصة مستقبلًا بدعم نادي روتاري الشروق؛ لتنظيم هذه الأنشطة التعليمية، كما يتولي توفير الأدوات اللازمة لتدوين الحالات بالعيادة المتخصصة؛ وذلك لخدمة البحث العلمي، مع تولي توزيع الأحذية الخاصة لكل طفل بعد علاجه بالعيادة وحتى عمر ٤ سنوات حتى تمام الشفاء لتكون قدمه طبيعية تمامًا؛ حيث كانت هذه المشكلة تتسبب في إعاقة كبيرة جدًّا ولم تفلح معها العمليات الجراحية التقليدية؛ حتى ظهرت طريقة بونزيتي والتي يؤدي تطبيقها بشكل صحيح إلى نسبة شفاء تصل إلى ١٠٠٪ وهي نسبة نادرة للنجاح في علاج أي مشكلة طبية.
هذا ويقوم أطباء الوحدة بتقديم الخدمة مجانًا للأطفال حديثي الولادة يوم الأحد أسبوعيًّا بمستشفى الزهراء الجامعي، ويعزز هذا التعاون دور كلية طب البنات الرائد؛ حيث كانت أول كليه طب تحصل علي شهادة الجودة، وتم تجديدها بنجاح بعد ذلك، كما يعزز هذا التعاون من دور نادي الشروق الذي يقدم خدمات مجتمعية متميزة في جميع أنحاء مصر، ويعمل تحت مظلة وزارة التضامن الاجتماعي، وإشراف كامل للدولة، وكان دوره كبيرًا في الحصول على التمويل اللازم لهذا المشروع الكبير من خلال منظمة Miracle feet الأمريكية لتعزيز الدور العلاجي للمرضي والدور التعليمي الرائد لأطباء وحدة عظام الأطفال بمستشفى الزهراء الجامعي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإمام الأكبر الأزهر الشريف التعليم الضويني جمیع أنحاء
إقرأ أيضاً:
عيد فوق الركام.. فعاليات لإعادة الفرح لأطفال الجنوب اللبناني
جنوب لبنان- في زاوية ساحة بلدة كفرشوبا، التي ازدانت بالألوان وضحكات الأطفال، وقف أبو علي يتأمل أبناءه وهم يركضون بين الألعاب، تغمر وجوههم بهجة غابت طويلا، بفعل حرب سلبتهم طفولتهم وأبسط أشيائهم.
وبصوت اختلطت فيه الدموع بالفرح، يقول أبو علي للجزيرة نت "منذ شهور لم أرهم بهذه السعادة، الحرب سرقت من وجوههم ملامح الطفولة، وجعلتنا نعدّ الأيام بين القصف والخوف، واليوم كأنهم يستعيدون حقهم في اللعب والحياة".
وحين رأيتهم يضحكون ويشاركون في المسرح يضيف أبو علي "شعرت وكأنني أتنفّس من جديد، هذه الفعاليات ليست لأطفالنا فقط بل شفاء لنا نحن أيضا كآباء، رأينا أبناءنا يكبرون على وقع الرعب بدلا من الأغاني"، ثم ينظر إليهم مبتسما ويواصل "العيد الحقيقي أن تراهم فرحين وآمنين، وهذا ما منحه لنا هذا اليوم".
وسط البلدة الجنوبية المنكوبة، وبين بقايا منازل هدمتها القذائف والصواريخ الإسرائيلية وقلوب أنهكها الخوف، بدأت الحياة تدب من جديد، فأطفال كفرشوبا، الذين خطفت الحرب ضحكاتهم، استعادوا شيئا من طفولتهم على وقع الموسيقى والألعاب ضمن فعالية مسرحية متنقلة جابت عددا من القرى الحدودية بمناسبة عيد الأضحى.
تقول ميرال القادري من سكان بلدة كفرشوبا للجزيرة نت "جميل رؤية مثل هذه الأنشطة في بلدتي بعد كل ما مرت به من محن ودمار، والأطفال هنا بحاجة إلى مساحات آمنة يعيشون فيها لحظات من الفرح والطمأنينة، ويسترجعون شيئا من الطفولة التي سرقتها الحرب".
وتضيف بحزن "الحرب تركت جروحا عميقة في نفوس الصغار، ومثل هذه المبادرات تُسهم في تضميد بعض تلك الجراح، لحظات بسيطة كهذه قد تترك في قلوبهم أثرا لا يُمحى، وتُعيد لهم ثقة بالحياة".
إعلانأما آلاء الغربي، فتؤكد أهمية الأنشطة التي نُظّمت خلال العيد، وتقول إنها لم تكن مجرد ترفيه، بل حاجة نفسية لأطفال أنهكتهم أصوات الانفجارات ومشاهد الدمار، والكل يعرف كم اختفت الابتسامة عن وجوههم، وكم عاشوا من الخوف ما لا يحتمله قلب طفل.
وتضيف للجزيرة نت "اليوم تعود البهجة إلى قلوبهم، نراها في أعينهم وهم يركضون ويلهون وكأنهم يعلنون انتصار الحياة على الموت والأمل على الألم".
وختمت الغربي آملة "أن يعمّ السلام هذه الأرض، ويحمل الغد طمأنينة لكل قلب موجوع، عسى أن تكون هذه الفعاليات فاتحة خير، وهدية ربانية تعيدنا جميعا إلى الحياة من جديد".
وعلى مقربة من الغربي، كان الأب محمد يقف يتأمل أطفاله الثلاثة وهم يضحكون ويلهون بين الزينة والهدايا، ويقول للجزيرة نت إن أبناءه عاشوا لحظات قاسية خلال الأشهر الماضية، بين أصوات الانفجارات والسهر ليالي طويلة بفعل الرعب والخوف، حتى من صوت إغلاق الأبواب بالمنزل، واليوم لأول مرة أراهم يضحكون من القلب في عيد الأضحى، وهذا وحده كاف ليملأ قلبي بالرضا".
ومن قلب الحدث، توضح ديما القادري من جمعية "أوردا"، التي نظّمت سلسلة من الأنشطة الترفيهية والمسرحية في 5 قرى حدودية تضررت بشدة خلال الحرب، من بينها كفرشوبا، وتقول إنهم أعدوا عرضا مسرحيا متنقلا تخلله توزيع هدايا وحلوى وألعاب على الأطفال.
وتضيف أن "الفعالية ليست ترفا بل رسالة حياة تعكس روح الجنوب المقاوم الذي لا ينكسر، نحن هنا لنقول إننا رغم كل ما مررنا به ننهض من تحت الركام ونمنح أطفالنا حقهم بالفرح".
ولأن "الطفولة لا تنتظر، والوجع لا يُؤجل"، حسب قادري، فهم يسعون عبر هذه المبادرات إلى دعم الأطفال نفسيا، وتخفيف الآثار التي تركتها الحرب عليهم، وتردف "نريدهم أن يعيشوا طفولتهم كأي طفل في العالم".
إعلانوتؤكد أن ما لمسوه من تفاعل الناس كان مؤثرا للغاية، حيث استقبلوا بالورود في كل قرية دخلوها، "كانت لحظة صادقة تختصر كل شيء، رغم الألم، لا يزال في هذه الأرض من يزرع الفرح ويؤمن بالغد".
وأمام استمرار القصف والخروقات الإسرائيلية، لم تغب مظاهر العيد كليا عن قرى وبلدات الجنوب اللبناني، إذ يصرّ الأهالي، كلما سنحت الفرصة، على العودة إلى بلداتهم ولو لساعات لزيارة منازلهم وإحياء ما تيسّر من تقاليد العيد.
ورغم الدمار الواسع الذي لحق بمعظم القرى الحدودية، لا سيما بعد واحدة من أعنف الليالي التي شهدتها الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت عشية العيد بفعل القصف الصاروخي الإسرائيلي، لم يمنع ذلك عشرات العائلات التوجه إلى بلداتها لتبادل التهاني، وإقامة صلوات العيد الجماعية التي تحمل رمزية خاصة في بثّ الحياة من جديد وتعزيز الروابط الاجتماعية والعائلية.
يحلّ عيد الأضحى هذا العام ولبنان لا يزال تحت وقع الضربات الإسرائيلية المستمرة، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وبين مشاهد الركام والأزمات الاقتصادية الخانقة المتواصلة منذ 2019، يتمسك كثيرون بإرادة الحياة، ويحتفلون بما تيسّر من مظاهر الفرح، كأنهم يواجهون الموت بمزيد من الحياة، والخسارة بصمود وتماسك أكبر.