الكشف عن غضب أمريكي وبريطاني بعد طلب الجنائية إصدار أوامر اعتقال لقادة الاحتلال
تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT
قالت ثمانية مصادر مطلعة لرويترز إنّ "كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية قدم طلبا مفاجئا، بإصدار مذكرات اعتقال بحق قادة من الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس تتعلق بحرب غزة في 20 مايو/ أيار، في نفس اليوم الذي ألغى فيه مهمة حساسة لجمع أدلة من المنطقة".
وقالت أربعة من المصادر إن التخطيط للزيارة كان جاريا على مدى أشهر مع مسؤولين أمريكيين.
وذكرت خمسة مصادر على دراية مباشرة بما جرى من تواصل وقتها لرويترز أن المحكمة كانت تعتزم جمع أدلة من موقع الأحداث على جرائم حرب على أن تتيح لقادة إسرائيل الفرصة الأولى، لعرض موقفهم وأي إجراء اتخذوه للرد على اتهامات جرائم الحرب.
وذكرت المصادر أن قرار خان طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهي أول محاولة من المحكمة لاعتقال زعيم دولة مدعوم من الغرب وهو في منصبه، أطاحت أيضا بجهود قادتها الولايات المتحدة وبريطانيا لمنع المحكمة من الملاحقة القضائية لقادة إسرائيليين.
وقالت الدولتان إن المحكمة ليس لها ولاية قضائية على إسرائيل، وإن السعي لإصدار مذكرات اعتقال لن يساعد في حل الصراع.
وقال مكتب خان لرويترز إن قرار طلب إصدار مذكرات اعتقال، وهو متسق مع النهج المتبع في كل القضايا، جاء بناء على تقييم من المدعي العام بوجود أدلة كافية تسمح بذلك ووجهة نظر مفادها أن السعي لإصدار مذكرات اعتقال فورا يمكن أن يمنع جرائم ترتكب بالفعل.
وعمل خان على مدى ثلاث سنوات لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وهي ليست عضوا في المحكمة. وقالت أربعة مصادر إن خان طلب من واشنطن المساعدة في الضغط على حليفتها إسرائيل، وهي أيضا ليست عضوا في المحكمة، للسماح لفريقه بالدخول.
وأضافت المصادر أن الخطوة التي اتخذها أضرت بالتعاون العملياتي مع الولايات المتحدة وأغضبت بريطانيا وهي من الأعضاء المؤسسين للمحكمة.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن واصلت العمل مع المحكمة في تحقيقاتها في أوكرانيا والسودان لكن ثلاثة مصادر على دراية مباشرة بتعاملات الإدارة الأمريكية مع المحكمة أبلغت رويترز أن التعاون تأثر سلبا بقرار خان المفاجئ.
وقالوا إن مشكلات بدأت في الظهور في تجهيزات بشأن لوائح اتهام جديدة لمشتبه بهم في دارفور بالسودان والقبض على هاربين.
وذكر اثنان من المصادر أن عملية لاعتقال مشتبه به، أحجما عن الإفصاح عن تفاصيلها، لم تنفذ كما هو مخطط لها بسبب خسارة دعم أساسي من الولايات المتحدة فيها. وعبرت كل المصادر عن قلقها من أن قرار خان يعرض التعاون في تحقيقات أخرى جارية للخطر.
لكن خطوة خان المفاجئة حظيت بدعم من دول أخرى مما سلط الضوء على خلافات سياسية بين قوى دولية والمحكمة. وأصدرت فرنسا وبلجيكا وإسبانيا وسويسرا بيانات تؤيد قرار خان بينما أقرت كندا وألمانيا ببساطة باحترامهما لاستقلال المحكمة.
والمحكمة الجنائية الدولية هي المسؤولة عن الملاحقة القضائية للأفراد لضلوعهم في جرائم حرب، لكن ليس لدى المحكمة قوة شرطة لاعتقال مشتبه بهم وتعتمد في ذلك على 124 دولة صدقت على معاهدة روما التي تأسست بموجبها في عام 1998. وتتعاون دول غير أعضاء مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة وإسرائيل أحيانا مع المحكمة على أساس ظروف أو أغراض بعينها.
إخطار قبل ساعات قليلة
قال اثنان من المصادر إن خان قرر شخصيا إلغاء الزيارة إلى قطاع غزة والقدس ومدينة رام الله بالضفة الغربية كان من المقرر أن تبدأ في 27 مايو أيار.
وكان من المزمع أن يجتمع مسؤولون من المحكمة مع مسؤولين إسرائيليين في 20 مايو أيار في القدس لوضع التفاصيل النهائية للمهمة. لكن خان طلب بدلا من ذلك إصدار أوامر في ذاك اليوم باعتقال نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت وثلاثة من قادة حماس هم يحيى السنوار ومحمد ضيف وإسماعيل هنية.
وأكد مسؤول في الأمم المتحدة، طلب عدم الكشف عن هويته، أن مناقشات أولية جرت بشأن زيارة خان لغزة تناولت مسائل الأمن والانتقالات.
وقالت سبعة مصادر تتفاوت درجات اطلاعهم على القرار إن تذاكر الطيران والاجتماعات بين كبار المسؤولين في المحكمة والمسؤولين الإسرائيليين ألغيت بعد ساعات فحسب من الإخطار، مما صدم بعض موظفي خان.
وذكر المسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية أن إلغاء زيارة مايو أيار ينتهك الممارسة الشائعة للادعاء المتمثلة في السعي للتواصل مع الدول قيد التحقيق. وقالت ثلاثة مصادر أمريكية، دون تقديم تفاصيل، إنه لم يُطرح تفسير واضح لدافع خان لتغيير المسار، وإن هذا التحول أضر بمصداقية المحكمة في واشنطن.
ولم يرد مكتب خان على هذه النقاط بشكل مباشر لكنه قال إنه أمضى السنوات الثلاث السابقة في محاولة تحسين الحوار مع إسرائيل ولم يتلق أي معلومات تظهر "إجراء حقيقيا" من جانب إسرائيل للتصدي للجرائم المزعومة.
وقال مكتب خان في رسالة بالبريد الإلكتروني إن خان "يواصل الترحيب بفرصة زيارة غزة... يظل منفتحا على التعامل مع جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة".
وقال باسم نعيم القيادي في حماس لرويترز إن حماس لم يكن لديها علم مسبق باعتزام خان إرسال فريق من المحققين إلى غزة.
ورفض مكتب نتنياهو ووزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق.
واشنطن مصدومة
اعترفت المحكمة الجنائية الدولية "بدولة فلسطين" في عام 2015. ويقول خان إن مكتبه يتمتع بالولاية القضائية للنظر في مزاعم الجرائم الوحشية التي ارتكبها فلسطينيون في إسرائيل وأي شخص في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.
ولا تعترف الولايات المتحدة أو بريطانيا بالدولة الفلسطينية، وبالتالي تعترضان على الولاية القضائية للمحكمة في القطاع.
وقالت أربعة مصادر قريبة من الإدارتين الأمريكية والبريطانية لرويترز إن واشنطن ولندن تتحدثان مع إسرائيل لمساعدة خان على ترتيب الزيارة رغم تصريحاتهما بأن المحكمة ليس لديها اختصاص في هذا الوضع.
وأضافت المصادر أنها كانت تعلم باحتمال أن يسعى خان لاستصدار مذكرات اعتقال لنتنياهو ومسؤولين إسرائيليين كبار آخرين وأن المدعي العام أو أعضاء فريقه أبلغوا حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين منذ مارس آذار على الأقل باحتمال توجيه اتهامات ضد قادة إسرائيل وحماس.
وقال مصدر دبلوماسي في دولة غربية بدون الخوض في تفاصيل إن جهودا دبلوماسية كانت تبذل في محاولة لإقناع المحكمة بعدم سلوك هذا المسار.
وأوضح مصدر أمريكي طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية القضية "عملنا جاهدين على بناء علاقة خالية من المفاجآت".
ووصف بلينكن في 21 مايو أيار قرار خان بأنه "خاطئ تماما"، وقال إنه لا يتماشى مع العملية التي كان يتوقعها وسيعقد احتمالات التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن أو وقف إطلاق النار. وقال أمام لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ إنه سيعمل مع الجمهوريين على فرض عقوبات على مسؤولي المحكمة.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون للبرلمان في نفس اليوم إن قرار خان كان خاطئا.
وجاء رد فعله غاضبا في أحاديث خاصة على تغيير الخطة، ووصف ذلك بأنه "جنون" لأن فريق خان لم يزر بعد إسرائيل وغزة، وهدد خان في اتصال هاتفي بانسحاب بريطانيا من المحكمة وقطع الدعم المالي عنها، وفقا لثلاثة مصادر على دراية مباشرة بالمناقشة.
ورفض مسؤول بوزارة الخارجية البريطانية التعقيب على الاتصال الهاتفي أو على علاقة بريطانيا بالمحكمة.
وسمحت المحكمة في يونيو حزيران بأن تقدم بريطانيا مذكرة مكتوبة توضح فيها حججها القانونية بأن المحكمة لا تتمتع بالاختصاص القضائي لنظر هذه القضية. وهناك انقسام بين الدول الأعضاء في المحكمة والدول غير الأعضاء على مسألة الاختصاص.
وعلاقة الولايات المتحدة بالمحكمة متوترة. وفرضت واشنطن عام 2020 في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عقوبات عليها لكن الرئيس جو بايدن ألغاها.
وقال مكتب خان إنه "بذل جهودا كبيرة للتواصل مع الولايات المتحدة في السنوات الماضية لتعزيز التعاون بينهما، وهو ممتن للمساعدة الملموسة والمهمة التي قدمتها السلطات الأمريكية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الجنائية اعتقال بريطانيا بريطانيا امريكا اعتقال الجنائية غضب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إصدار مذکرات اعتقال الولایات المتحدة المدعی العام فی المحکمة المصادر أن مایو أیار قرار خان مکتب خان خان طلب
إقرأ أيضاً:
مذيع بريطاني: إسرائيل تتجه نحو تدمير نفسها بسبب ما تفعله بغزة (شاهد)
علق الصحفي والمذيع البريطاني الشهير، أندرو مار، على خطاب وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، الذي انتقد فيه "إسرائيل" والتجويع الذي تمارسه في غزة، محذرا من أن "إسرائيل" تتجه نحو تدمير نفسها.
وقال مار في تعليقه إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تعامل الفلسطينيين في قطاع غزة جميعا على أنهم "حماس" وإن القتل الذي يحصل في غزة يعني أن "إسرائيل" تستعدي انتقاما قد يدمرها.
View this post on Instagram A post shared by LBC Radio (@lbc)
وانتقد لامي، الثلاثاء، سياسات إسرائيل وقال إنها من خلال خطابها وأفعالها، "تعزل نفسها عن أصدقائها والعالم"، مؤكدا أن سياساتها الحالية "تُضعف صورتها" أمام المجتمع الدولي.
وفي كلمة ألقاها أمام مجلس العموم البريطاني حول التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، انتقد لامي السماح بدخول 10 شاحنات مساعدات فقط إلى قطاع غزة المحاصر.
وقال: "هذا وضع مروّع، المدنيون في غزة يواجهون الجوع والتشريد والصدمات النفسية، وفي ظل القصف والنزوح والمعاناة، تلاشت مرة أخرى الآمال في انتهاء هذه الحرب".
وأشار إلى أن "إسرائيل" منعت إدخال المساعدات إلى غزة لمدة 11 أسبوعا بعد انهيار وقف إطلاق النار.
وأضاف: "إسرائيل استهدفت المستشفيات باستمرار، وتوقفت 3 مستشفيات في شمال غزة عن العمل خلال عطلة نهاية الأسبوع".
ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ، عمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظم مستشفياتها عن الخدمة، ما عرّض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتابع "بعد أن كان العام الماضي الأسوأ من حيث مقتل عمال الإغاثة الإنسانية، سقط المزيد من العاملين في المجال الإنساني والكوادر الطبية هذا العام".
وأعرب الوزير البريطاني عن دعم بلاده لجهود الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة وقطر ومصر، مشيرا إلى تزايد الجمود الدبلوماسي بين الطرفين.
وبشأن خطط تهجير سكان غزة، قال لامي: "ندخل مرحلة مظلمة جديدة من هذه الحرب"، واصفا الخطابات الصادرة عن بعض المسؤولين الإسرائيليين بأنها "متطرفة وخطيرة ووحشية ويجب إدانتها بأشد العبارات".
وأشار إلى أن جميع الأسرى الذين تم إطلاق سراحهم حتى اليوم في غزة، جرى تحريرهم من خلال التفاوض وليس بالوسائل العسكرية، مؤكدا أن "توسيع الهجوم على غزة لن يجعل إسرائيل أكثر أمنا".
ووسع الجيش خلال الأيام الماضية حرب الإبادة في قطاع غزة، معلنا "عملية برية في شمالي وجنوبي القطاع".
وأضاف لامي: "معارضة توسيع الحرب التي قتلت بالفعل آلاف الأطفال لا تعني مكافأة حماس".
وأكد أنه أبلغ المسؤولين الإسرائيليين، في لقاءات ثنائية، بأن "أفعال إسرائيل بلغت مستويات غير مقبولة".
ولفت إلى وجود أكثر من 9 آلاف شاحنة إغاثة تنتظر على المعابر، داعيا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إنهاء الحصار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
ويواصل الاحتلال سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود منذ 2 مارس/ آذار الماضي، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
وقال الوزير إنه "رغم كل جهودنا، تواصل الحكومة الإسرائيلية أفعالها وأقوالها المروعة"، مشددا على أن "إسرائيل أصبحت تعزل نفسها عن العالم وأصدقائها".
وأشار إلى أن أفعالها تقوّض صورتها، مضيفا: "بوصفي صديقا لإسرائيل ومؤمنا بالقيم التي نص عليها إعلان استقلالها، أجد ما يحدث مؤلما للغاية".
وأوضح أن الإجراءات التي تتخذها بريطانيا ضد "إسرائيل" مرتبطة مباشرة بسياسات حكومة نتنياهو.
وخاطب لامي الشعب الإسرائيلي بالقول: "نحن نريد علاقة قائمة على القيم المشتركة، وصداقة متنامية بين مجتمعينا".
وأكد أن الحرب على غزة "ألحق ضررا بالعلاقات الثنائية"، مضيفا: "كما قال رئيس الوزراء كير ستارمر، إذا واصلت إسرائيل عملياتها العسكرية ومنعت دخول المساعدات، فسنرد بشكل أكبر".
وشدد على دعم بلاده لحل الدولتين باعتباره السبيل الأمثل لتحقيق السلام الدائم، منتقدًا في الوقت ذاته الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وقال: "هذا الحل يتعرض للتقويض في غزة من خلال الهجمات، وفي الضفة الغربية من خلال الاحتلال والاستيطان بدعم من الحكومة الإسرائيلية".
وأكد أن عدد التصاريح التي تمنحها سلطات الاحتلال لإقامة مستوطنات في الأراضي الضفة تزايد، وأن العنف الذي يلجأ إليه المستوطنون وصل إلى ذروته.
ولفت إلى أن بريطانيا سبق أن فرضت عقوبات على مستوطنين ينهبون أراضي الفلسطينيين، مؤكدا على فرض بلاده عقوبات جديدة في هذا الإطار.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن لامي تجميد مفاوضات اتفاقية تجارة حرة جديدة مع "إسرائيل" وهدد بـ"خطوات إضافية"؛ جراء "الوضع المتدهور" في الأراضي الفلسطينية المحتلة.