قالت ثمانية مصادر مطلعة لرويترز إنّ "كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية قدم طلبا مفاجئا، بإصدار مذكرات اعتقال بحق قادة من الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس تتعلق بحرب غزة في 20 مايو/ أيار، في نفس اليوم الذي ألغى فيه مهمة حساسة لجمع أدلة من المنطقة".

وقالت أربعة من المصادر إن التخطيط للزيارة كان جاريا على مدى أشهر مع مسؤولين أمريكيين.

وقلب قرار خان طلب إصدار مذكرات الاعتقال الخطط التي دعمتها واشنطن ولندن لزيارة المدعي العام وفريقه لغزة وإسرائيل رأسا على عقب.

وذكرت خمسة مصادر على دراية مباشرة بما جرى من تواصل وقتها لرويترز أن المحكمة كانت تعتزم جمع أدلة من موقع الأحداث على جرائم حرب على أن تتيح لقادة إسرائيل الفرصة الأولى، لعرض موقفهم وأي إجراء اتخذوه للرد على اتهامات جرائم الحرب.

وذكرت المصادر أن قرار خان طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهي أول محاولة من المحكمة لاعتقال زعيم دولة مدعوم من الغرب وهو في منصبه، أطاحت أيضا بجهود قادتها الولايات المتحدة وبريطانيا لمنع المحكمة من الملاحقة القضائية لقادة إسرائيليين.

وقالت الدولتان إن المحكمة ليس لها ولاية قضائية على إسرائيل، وإن السعي لإصدار مذكرات اعتقال لن يساعد في حل الصراع.



وقال مكتب خان لرويترز إن قرار طلب إصدار مذكرات اعتقال، وهو متسق مع النهج المتبع في كل القضايا، جاء بناء على تقييم من المدعي العام بوجود أدلة كافية تسمح بذلك ووجهة نظر مفادها أن السعي لإصدار مذكرات اعتقال فورا يمكن أن يمنع جرائم ترتكب بالفعل.

وعمل خان على مدى ثلاث سنوات لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة وهي ليست عضوا في المحكمة. وقالت أربعة مصادر إن خان طلب من واشنطن المساعدة في الضغط على حليفتها إسرائيل، وهي أيضا ليست عضوا في المحكمة، للسماح لفريقه بالدخول.

وأضافت المصادر أن الخطوة التي اتخذها أضرت بالتعاون العملياتي مع الولايات المتحدة وأغضبت بريطانيا وهي من الأعضاء المؤسسين للمحكمة.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن واصلت العمل مع المحكمة في تحقيقاتها في أوكرانيا والسودان لكن ثلاثة مصادر على دراية مباشرة بتعاملات الإدارة الأمريكية مع المحكمة أبلغت رويترز أن التعاون تأثر سلبا بقرار خان المفاجئ.

وقالوا إن مشكلات بدأت في الظهور في تجهيزات بشأن لوائح اتهام جديدة لمشتبه بهم في دارفور بالسودان والقبض على هاربين.

وذكر اثنان من المصادر أن عملية لاعتقال مشتبه به، أحجما عن الإفصاح عن تفاصيلها، لم تنفذ كما هو مخطط لها بسبب خسارة دعم أساسي من الولايات المتحدة فيها. وعبرت كل المصادر عن قلقها من أن قرار خان يعرض التعاون في تحقيقات أخرى جارية للخطر.



لكن خطوة خان المفاجئة حظيت بدعم من دول أخرى مما سلط الضوء على خلافات سياسية بين قوى دولية والمحكمة. وأصدرت فرنسا وبلجيكا وإسبانيا وسويسرا بيانات تؤيد قرار خان بينما أقرت كندا وألمانيا ببساطة باحترامهما لاستقلال المحكمة.

والمحكمة الجنائية الدولية هي المسؤولة عن الملاحقة القضائية للأفراد لضلوعهم في جرائم حرب، لكن ليس لدى المحكمة قوة شرطة لاعتقال مشتبه بهم وتعتمد في ذلك على 124 دولة صدقت على معاهدة روما التي تأسست بموجبها في عام 1998. وتتعاون دول غير أعضاء مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة وإسرائيل أحيانا مع المحكمة على أساس ظروف أو أغراض بعينها.

إخطار قبل ساعات قليلة
قال اثنان من المصادر إن خان قرر شخصيا إلغاء الزيارة إلى قطاع غزة والقدس ومدينة رام الله بالضفة الغربية كان من المقرر أن تبدأ في 27 مايو أيار.

وكان من المزمع أن يجتمع مسؤولون من المحكمة مع مسؤولين إسرائيليين في 20 مايو أيار في القدس لوضع التفاصيل النهائية للمهمة. لكن خان طلب بدلا من ذلك إصدار أوامر في ذاك اليوم باعتقال نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت وثلاثة من قادة حماس هم يحيى السنوار ومحمد ضيف وإسماعيل هنية.

وأكد مسؤول في الأمم المتحدة، طلب عدم الكشف عن هويته، أن مناقشات أولية جرت بشأن زيارة خان لغزة تناولت مسائل الأمن والانتقالات.

وقالت سبعة مصادر تتفاوت درجات اطلاعهم على القرار إن تذاكر الطيران والاجتماعات بين كبار المسؤولين في المحكمة والمسؤولين الإسرائيليين ألغيت بعد ساعات فحسب من الإخطار، مما صدم بعض موظفي خان.

وذكر المسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية أن إلغاء زيارة مايو أيار ينتهك الممارسة الشائعة للادعاء المتمثلة في السعي للتواصل مع الدول قيد التحقيق. وقالت ثلاثة مصادر أمريكية، دون تقديم تفاصيل، إنه لم يُطرح تفسير واضح لدافع خان لتغيير المسار، وإن هذا التحول أضر بمصداقية المحكمة في واشنطن.

ولم يرد مكتب خان على هذه النقاط بشكل مباشر لكنه قال إنه أمضى السنوات الثلاث السابقة في محاولة تحسين الحوار مع إسرائيل ولم يتلق أي معلومات تظهر "إجراء حقيقيا" من جانب إسرائيل للتصدي للجرائم المزعومة.

وقال مكتب خان في رسالة بالبريد الإلكتروني إن خان "يواصل الترحيب بفرصة زيارة غزة... يظل منفتحا على التعامل مع جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة".

وقال باسم نعيم القيادي في حماس لرويترز إن حماس لم يكن لديها علم مسبق باعتزام خان إرسال فريق من المحققين إلى غزة.

ورفض مكتب نتنياهو ووزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق.

واشنطن مصدومة
اعترفت المحكمة الجنائية الدولية "بدولة فلسطين" في عام 2015. ويقول خان إن مكتبه يتمتع بالولاية القضائية للنظر في مزاعم الجرائم الوحشية التي ارتكبها فلسطينيون في إسرائيل وأي شخص في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.

ولا تعترف الولايات المتحدة أو بريطانيا بالدولة الفلسطينية، وبالتالي تعترضان على الولاية القضائية للمحكمة في القطاع.

وقالت أربعة مصادر قريبة من الإدارتين الأمريكية والبريطانية لرويترز إن واشنطن ولندن تتحدثان مع إسرائيل لمساعدة خان على ترتيب الزيارة رغم تصريحاتهما بأن المحكمة ليس لديها اختصاص في هذا الوضع.

وأضافت المصادر أنها كانت تعلم باحتمال أن يسعى خان لاستصدار مذكرات اعتقال لنتنياهو ومسؤولين إسرائيليين كبار آخرين وأن المدعي العام أو أعضاء فريقه أبلغوا حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين منذ مارس آذار على الأقل باحتمال توجيه اتهامات ضد قادة إسرائيل وحماس.

وقال مصدر دبلوماسي في دولة غربية بدون الخوض في تفاصيل إن جهودا دبلوماسية كانت تبذل في محاولة لإقناع المحكمة بعدم سلوك هذا المسار.

وأوضح مصدر أمريكي طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية القضية "عملنا جاهدين على بناء علاقة خالية من المفاجآت".

ووصف بلينكن في 21 مايو أيار قرار خان بأنه "خاطئ تماما"، وقال إنه لا يتماشى مع العملية التي كان يتوقعها وسيعقد احتمالات التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن أو وقف إطلاق النار. وقال أمام لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ إنه سيعمل مع الجمهوريين على فرض عقوبات على مسؤولي المحكمة.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون للبرلمان في نفس اليوم إن قرار خان كان خاطئا.

وجاء رد فعله غاضبا في أحاديث خاصة على تغيير الخطة، ووصف ذلك بأنه "جنون" لأن فريق خان لم يزر بعد إسرائيل وغزة، وهدد خان في اتصال هاتفي بانسحاب بريطانيا من المحكمة وقطع الدعم المالي عنها، وفقا لثلاثة مصادر على دراية مباشرة بالمناقشة.

ورفض مسؤول بوزارة الخارجية البريطانية التعقيب على الاتصال الهاتفي أو على علاقة بريطانيا بالمحكمة.

وسمحت المحكمة في يونيو حزيران بأن تقدم بريطانيا مذكرة مكتوبة توضح فيها حججها القانونية بأن المحكمة لا تتمتع بالاختصاص القضائي لنظر هذه القضية. وهناك انقسام بين الدول الأعضاء في المحكمة والدول غير الأعضاء على مسألة الاختصاص.

وعلاقة الولايات المتحدة بالمحكمة متوترة. وفرضت واشنطن عام 2020 في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عقوبات عليها لكن الرئيس جو بايدن ألغاها.

وقال مكتب خان إنه "بذل جهودا كبيرة للتواصل مع الولايات المتحدة في السنوات الماضية لتعزيز التعاون بينهما، وهو ممتن للمساعدة الملموسة والمهمة التي قدمتها السلطات الأمريكية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الجنائية اعتقال بريطانيا بريطانيا امريكا اعتقال الجنائية غضب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إصدار مذکرات اعتقال الولایات المتحدة المدعی العام فی المحکمة المصادر أن مایو أیار قرار خان مکتب خان خان طلب

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي: لا اتفاق حتى الآن بشأن شرق أوكرانيا في محادثات واشنطن

عواصم " وكالات ": أبدى حلفاء أوكرانيا الأوروبيون دعمهم للرئيس فولوديمير زيلينسكي، إذ أعربوا عن شكوك بشأن أجزاء من مقترح أمريكي لإنهاء الحرب مع روسيا.

واجتمع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس مع زيلينسكي لنحو ساعتين تقريبا بعدما اتهمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه لم يطلع على مقترحه الأخير لإنهاء النزاع مع روسيا والذي لم تُكشف تفاصيله بعد.

وفي مستهل الاجتماع، عبّر ميرتس عن "شكوكه" تجاه "بعض التفاصيل التي نراها في الوثائق الواردة من الولايات المتحدة"، من دون أن يحدد ما هي الوثائق التي يشير إليها، وقال "لا بد من مناقشة هذه المسألة ولهذا السبب نحن هنا".

وفي السياق ذاته، أفاد مسؤول أوكراني رفيع المستوى وكالة فرانس برس بأنّ مسألة الأراضي لا تزال "الأكثر تعقيدا"، إذ تطالب موسكو بانسحاب القوات الأوكرانية من بعض المناطق التي ما زالت تسيطر ليها.

وتريد روسيا التي تسيطر على الجزء الأكبر من دونباس، السيطرة على كامل هذه المنطقة، وهو مطلب رفضته كييف مرارا.

من جهته، قال الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه ليس لكييف الحق لا قانونيا ولا أخلاقيا للتنازل عن أراض أوكرانية لموسكو في أي اتفاق يهدف لوضع حد للحرب الروسية الذي بدأت قبل نحو أربع سنوات.

وقال الرئيس الأوكراني خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت "هل نفكر في التنازل عن أراضٍ؟ ليس لدينا أي حق قانوني لفعل ذلك، لا بموجب القانون الأوكراني ولا دستورنا ولا القانون الدولي. وليس لدينا أي حق أخلاقي أيضا".

وأوضح بأن الولايات المتحدة تحاول التوصل إلى تسوية بشأن المسألة.

وأفاد "تصرّ روسيا على وجوب تخلّينا عن أراض، لكننا لا نريد التخلي عن أي شيء. نقاتل من أجل ذلك كما تعرفون جيدا".

وتابع "هناك مشاكل صعبة متعلقة بالأراضي ولم يتم التوصل إلى أي تسوية حتى الآن".

واشار زيلينسكي إن المفاوضين الذين يناقشون مبادرة السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة ما زالوا منقسمين بشأن الأراضي، حيث أعرب الرئيس دونالد ترامب عن خيبة أمله في تعامل كييف مع الاتفاق موضحا بإن عناصر الخطة الأمريكية تتطلب مزيدا من المناقشة حول عدد من "القضايا الحساسة"، بما في ذلك الضمانات الأمنية للدولة التي مزقتها الحرب والسيطرة على المناطق الشرقية. وقال الرئيس الأوكراني إن المحادثات لم تسفر بعد عن اتفاق بشأن منطقة دونباس الأوكرانية، بما في ذلك مقاطعتي دونيتسك ولوهانسك.

وتابع زيلينسكي حديثه لوسائل الاعلام: "هناك رؤى للولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا - وليس لدينا رؤية موحدة بشأن دونباس". وتابع أن كييف تسعى إلى التوصل إلى اتفاق منفصل بشأن الضمانات الأمنية من الحلفاء الغربيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة،وإن المحادثات "طويلة وصعبة، لكنها ليست تصادمية". ومع ذلك، تشير تصريحاته إلى أن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود للتوصل إلى توافق في الآراء.

من جهتها، قالت الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي إن المفاوضين توصلوا إلى اتفاق مع كييف بشأن "إطار عمل لترتيبات أمنية" وناقشوا ما هو مطلوب لمنع هجوم آخر، على الرغم من عدم وجود ما يشير إلى تحقيق اختراق كبير.

وتتضمن خطة السلام الأمريكية مطالبة كييف بالتنازل عن مساحات شاسعة من أراضيها تشمل لوهانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون إلى روسيا فضلا عن تقليص حجم جيشها، من بين إجراءات أخرى. ورحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالخطة. غير أن الدول الأوروبية أعربت عن تحفظات بشأن الخطة السلام الأمريكية واقترحت تعديلات تخفف بدرجة كبيرة عددا من النقاط المهمة لتصب في مصلحة كييف.من جانبها رفضت موسكو التعديلات.

في هذه الاثناء، وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم، إلى روما لإجراء محادثات مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، بشأن نسخة جديدة من خطة السلام في أوكرانيا.

وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا)، اليوم الثلاثاء، أن زيلينسكي التقى أولا مع بابا الفاتيكان، ليو الرابع عشر، بمقر إقامته في بلدة "كاستل جاندولفو"، الواقعة بالقرب من روما.

وذ كر الفاتيكان في بيان أن البابا ليو شدد على ضرورة مواصلة الحوار الهادف إلى تحقيق "سلام عادل ودائم" وذلك خلال اجتماعه اليوم الثلاثاء مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وأضاف البيان أن البابا "أكد مجددا على ضرورة استمرار الحوار وعبر عن رغبته الملحة في أن تؤدي المبادرات الدبلوماسية الحالية إلى تحقيق سلام عادل ودائم".

وقال الفاتيكان الذي توسط بين كييف وموسكو في قضية الأطفال إنه "بالإضافة إلى ذلك، تمت مناقشة مسائل أسرى الحرب وضرورة ضمان عودة الأطفال الأوكرانيين إلى عائلاتهم".

والتقى زيلينسكي مع ليو في المقر البابوي في كاستل جاندولفو، على بعد حوالي 30 كيلومترا جنوب شرقي الفاتيكان، ومن المقرر أن يلتقي برئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني في روما في وقت لاحق من اليوم.

وتأتي المحادثات مع البابا وميلوني في ظل جهود يبذلها زيلينسكي، بمساعدة حلفاء أوروبيين، لموازنة مسودة اتفاق سلام مدعومة من الولايات المتحدة مع روسيا يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تميل لصالح موسكو.

وكان زيلينسكي قد بحث مسودة اتفاق السلام الأخيرة مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في لندن أمس. ثم أطلع قادة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) على المستجدات.

وكانت الولايات المتحدة قدمت إلى كييف في أواخر نوفمبر، خطة لإنهاء الحرب، إلا أن القيادة الأوكرانية وحلفائها الأوروبيين رفضتها بوصفها تتوافق بشكل وثيق مع الأهداف الروسية.

ترامب: أوروبا تمضي في اتجاهات لا تُحمد عقباها

من جهته ، حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوروبا من أنها تمضي في مسارات "خطِرة"، بعد أيام من نشر استراتيجيته الأمنية الجديدة التي تضمنت انتقادات حادّة للقارة بسبب قضية الهجرة.

وندّد الرئيس الأمريكي بالغرامة "الكريهة" التي فرضها الاتحاد الأوروبي على "اكس" التي يملكها إيلون ماسك بقيمة 140 مليون دولار، مقرّا بأنه لا يعرف الكثير عن تفاصيلها، قبل أن يصعّد نبرته إزاء أوروبا.

وقال ترامب للصحافيين "انظروا، على أوروبا أن تكون في غاية الحذر. يقومون بالكثير من الأمور ونريد لأوروبا أن تبقى أوروبا".

واستطرد "هي تسير في اتجاهات خطِرة، وهذا أمر بالغ السوء، سيّئ جدا لشعوبها. نحن لا نريد لأوروبا أن تتغيّر إلى هذا الحد وهم ينحون مناح سيئة جدا".

يأتي ذلك بعد نشر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة استراتيجية جديدة للأمن القومي تقوم على شعار "أمريكا أولا".

وانتقدت الاستراتيجية بشدّة الحلفاء الأوروبيين وقالت إن الولايات المتحدة ستدعم معارضي القيم التي يقودها الاتحاد الأوروبي ومنها تلك المتعلّقة بالهجرة.

وتشير الاستراتيجية إلى تراجع حصة أوروبا في الاقتصاد العالمي، وهو أمر ناجم إلى حد كبير عن صعود الصين وغيرها من القوى، وتقول إن "التراجع الاقتصادي يطغى عليه احتمال حقيقي وأكثر وضوحا يتمثل بالمحو الحضاري... إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فلن يعود من الممكن التعرّف على القارة في غضون عشرين عاما أو أقل".

وفي وقت يسعى ترامب لوضع حد للحرب في أوكرانيا بموجب خطة تمنح روسيا مزيدا من الأراضي، تتّهم الاستراتيجية الأوروبيين بالضعف وتؤكد أن على الولايات المتحدة التركيز على "محو الانطباع بأن الناتو حلف يتمدّد بلا انقطاع، والحيلولة دون تجسّد ذلك على أرض الواقع".

ورحّبت روسيا من جهتها بالاستراتيجية الأمريكية الجديدة، معتبرة أنها "تتماشى إلى حدّ بعيد" مع رؤية موسكو.

وينسجم موقف ترامب إزاء الاتحاد الأوروبي مع ذاك الذي يعتمده حليفه السابق إيلون ماسك الذي ما انفك يطلق تصريحات نارية بشأن الهجرة في الاتحاد الأوروبي.

ودعا ماسك بعد فرض غرامة على "اكس" إلى "حلّ" التكتّل الأوروبي، في تصريحات وصفتها بروكسل بـ"الجنونية بالكامل".

وقال ترامب عند سؤاله عن الغرامة التي فرضت على اكس "لا أعتبر الأمر صائبا"، موضحا أن "إيلون لم يتّصل بي لطلب المساعدة في هذا الخصوص" ومشيرا إلى أنه سيحصل على مزيد من التفاصيل لاحقا.

وزير الخارجية الألماني متشكك في فرص نجاح المفاوضات

من جهة اخرى، أعرب وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول عن شكوكه حيال فرص نجاح المفاوضات الجارية للتوصل إلى حل سلمي في أوكرانيا، في ظل إصرار روسيا على مطالبها بضم أراض أوكرانية.

وقال الوزير اليوم الثلاثاء على هامش زيارته لمدينة قوانجو الصينية: "لست متأكدا بعد من أنه سيكون هناك في نهاية المطاف ورقة قابلة للتوافق على الطاولة".

وأضاف فاديفول أن العمل الجاد على صياغة ورقة تسوية أمر إيجابي، لكنه أشار إلى أنه كلما تقدمت المفاوضات، ازدادت صعوبة القضايا المتبقية، وقال: "القضايا الإقليمية كانت منذ البداية من أصعب الملفات"، مشددا على أن الأوكرانيين وحدهم هم من يمكنهم اتخاذ القرار بشأنها في نهاية المطاف، وقال: "ومن الواضح أن هذه القرارات لن تكون سهلة عليهم".

وتوقع الوزير أن تواصل جميع الأطراف المفاوضات المكثفة خلال الأيام المقبلة، مؤكدا أن الحكومة الألمانية تقف إلى جانب أوكرانيا مع فرنسا وبريطانيا، وتبذل جهودا لدعمها، وقال: "هذا الدعم لا يزال يحقق نجاحا كبيرا".

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جدد رفضه لمطالب روسيا المتعلقة بالتنازل عن أراض، رغم أن هذه النقطة تمثل عنصرا أساسيا في الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب.

مسؤول: الجيش الروسي يستهدف "ميرنوهراد"

وقي سياق الاعمال الميدانية، قال رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال فاليري جيراسيموف اليوم الثلاثاء إن قوات موسكو تتقدم على طول خط الجبهة بالكامل في أوكرانيا وتستهدف القوات الأوكرانية المحاصرة في بلدة ميرنوهراد.

وأضاف في اجتماع عقد مع ضباط من المجموعة المركزية التي تقاتل في منطقة دنيبروبيتروفسك الأوكرانية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطى أوامر بهزيمة القوات الأوكرانية في ميرنوهراد، وهي مدينة كان عدد سكانها قبل الحرب يبلغ نحو 46 ألف نسمة وتقع إلى الشرق من بوكروفسك.

وتابع أن روسيا سيطرت على أكثر من 30 %من مباني ميرنوهراد.

وقالت روسيا التي تستخدم اسم الحقبة السوفييتية كراسنوارميسك للإشارة إلى مدينة بوكروفسك المجاورة إنها سيطرت على المدينة بأكملها وتقول أيضا إنها حاصرت القوات الأوكرانية في ميرنوهراد التي يطلق عليها الروس اسم ديميتروف.

ونفت أوكرانيا مرارا المزاعم الروسية بسقوط بوكروفسك وتقول إن قواتها لا تزال تسيطر على جزء من المدينة وتقاتل في ميرنوهراد.

وتسيطر روسيا حاليا على 19.2 بالمئة من أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014 ولوجانسك وأكثر من 80 %من دونيتسك و75 %من خيرسون وزابوريجيا وأجزاء من مناطق خاركيف وسومي وميكولايف ودنيبروبتروفسك.

وتقول أوكرانيا إنها تحافظ على خطوطها الدفاعية وتجبر روسيا على دفع ثمن باهظ مقابل ما تصفه بمكاسب محدودة نسبيا.

وقال بوتين الأسبوع الماضي إن روسيا ستسيطر بشكل كامل على منطقة دونباس الأوكرانية بالقوة ما لم تنسحب القوات الأوكرانية، وهو ما ترفضه كييف بشكل قاطع.

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: لا اتفاق حتى الآن بشأن شرق أوكرانيا في محادثات واشنطن
  • ترامب يعلن قرب إصدار قواعد موحدة لتنظيم قطاع الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة
  • أردوغان يدعو مادورو إلى مواصلة الحوار مع الولايات المتحدة
  • إردوغان يدعو مادورو إلى مواصلة الحوار مع الولايات المتحدة
  • إيران تعلن ترحيل 55 من مواطنيها من الولايات المتحدة وتتّهم واشنطن بمضايقات ممنهجة
  • بايدن يتلعثم في نطق أشهر كلمة في الولايات المتحدة (شاهد)
  • وزير الخارجية قطر: علاقتنا بحماس بدأت بطلب أمريكي وكل المساعدات إلى غزة بتنسيق مع إسرائيل
  • المستشار الألماني لقادة الاحتلال: يجب على إسرائيل وقف خطط ضم الضفة الغربية
  • الولايات المتحدة تطالب أوروبا بتحمل العبء الدفاعي الأكبر داخل الناتو بحلول 2027
  • تحوّل استراتيجي كبير.. الولايات المتحدة تدفع أوروبا لتحمّل مسئولية دفاع الناتو