كشفت قضية قيام عدد من منظّمات المجتمع المدني الموالية للميليشيا الحوثية باختلاس 2.3 مليار ريال، حجم الفساد المستشري في مئات المنظّمات المدنية التي أنشأتها الميليشيا للعمل كأذرع أيديولوجية واقتصادية واجتماعية لها، وخاصةً منذ اجتياح العاصمة صنعاء ومحافظات عدّة في سبتمبر عام 2014 وما تلاه من حرب دامية اندلعت أواخر مارس عام 2015.

حيث أقرّت ما تسمّى "الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد" في صنعاء في خبر نشرته على موقعها الإلكتروني بـ "استكمال إجراءات التحرّي والتحقيق والفحص والمراجعة حول مصير مبلغ 2.356 مليار ريال، وتعقّب المنظّمات التي كان يجب أن تعزّز وتموّل مشاريع تنموية في إحدى المحافظات لاستفادة المجتمع اليمني منها".

وأسّس الحوثيون خلال السنوات الماضية الكثير من المنظّمات التي تتخفّى وراء واجهة العمل الإنساني والإغاثي والتنموي، لكنها في الحقيقة منظّمات سياسية تخضع لإدارتهم وتعمل لصالحهم وتتلقّى التمويل عبر "وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل" و"الهيئة العامة للزكاة" بصنعاء. 

وأبرز تلك المنظّمات "مؤسّسة بنيان التنموية" والتي يبلغ عدد شركاؤها 18 منظّمة وجمعية، و"مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية"، و"اتحاد الإعلاميين اليمنيين"، و"مؤسّسة اليتيم التنموية"، علاوة على الاستحواذ على "مؤسّسة الصالح الاجتماعية للتنمية" بصنعاء وتغيير اسمها وتحويلها إلى "مؤسّسة الشعب الاجتماعية للتنمية".

كما يستخدم الحوثيون تلك المنظّمات في الاستيلاء على المساعدات الإنسانية والإغاثية وتحويل وجهتها، وتوزيعها وفق كشوفات وهمية لتصل في النهاية إلى غير مستحقّيها أو تباع في السوق السوداء عبر تجّار ووكلاء موالين للحوثيين، وهو الأمر الذي دفع برنامج الأغذية العالمي "التابع للأمم المتحدة" إلى الإعلان في ديسمبر 2023 عن توقّف مؤقّت في المساعدات الغذائية العامة ما أثّر على حوالي 9.5 مليون مستفيد في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. 

ويعتبر قطاع المجتمع المدني في اليمن الذي يعتمد بشكل كبير على التمويل الدولي متذبذب مع وجود مجموعة واسعة من منظّمات المجتمع المدني عبر البلاد، بما في ذلك المنظّمات الخيرية، والمنظّمات الثقافية والاجتماعية، والمنتديات، والمبادرات، والاتحادات المهنية. ومع نهاية عام 2013 كان هناك 9701 منظّمة مجتمع مدني مسجّلة لدى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وهذا يمثّل زيادة مقدارها 600 منظّمة منذ عام 2012.

ويؤكد "تقرير استدامة منظّمات المجتمع المدني لعام 2013 لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" الصادر عن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن هناك ما يقدّر بـ 12 ألف منظّمة غير مسجّلة في اليمن.

ويوجد العدد الأقل من منظّمات المجتمع المدني المسجّلة في البلاد في محافظتي المهرة والبيضاء حيث يوجد بهما ثلاث منظّمات وخمس منظّمات على الترتيب.

ويسجّل العدد الأكبر من منظّمات المجتمع المدني لدى مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بصنعاء ويعمل معظمها في صنعاء ولدى المجلس المحلي حيث يوجد لديهما 1394 و960 منظّمة على التوالي.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: المنظ مات

إقرأ أيضاً:

جنرال أمريكي: الصين متورطة بتسليح الحوثي بسعر رخيص

كشف جنرال عسكري بارز في الجيش الامريكي عن مصرع خبيرًا من ميليشيا الحوثي الإيرانية يعمل في تكنولوجيا المسيرات أثناء تواجده في داخل الأراضي العراقية. متهمًا الصين بالوقوف وراء عمليات التسليح الكبيرة التي تحصل عليها أدوات إيران في الشرق الأوسط وبأسعار رخيصة.

Read also :فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيين

وأوضح قائد القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم"، الجنرال مايكل كوريلا، أن جيش بلاده تمكن في أبريل 2024 من قتل خبيرًا حوثيًا في تكنولوجيا المسيرات وأخر من حزب الله اللبناني أثناء تواجدهما في العراق. مشيرًا إلى أن الخبيران كانا يقدمان الدعم الفني لكتائب حزب الله العراقية. وأضاف إن ميليشيا الحوثي في اليمن تمثل التحدي الأكبر في صفوف وكلاء إيران في المنطقة.

وأشار الجنرال الأمريكي إلى ان استمرار الدعم العسكري والتقني المباشر من خبراء الحرس الثوري الإيراني، ساعد ميليشيا الحوثي على تطوير منظوماتهم الصاروخية. موضحًا أن الجيش الأمريكي يواصل بشكل مستمر إسقاط الطائرات المسيّرة الحوثية الموجهة نحو إسرائيل، مشيرًا إلى أن هذه المسيرات إيرانية الصنع لكنها خضعت لتعديلات من قبل الحوثيين لزيادة مداها العملياتي.

وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية خلال إحاطة قدمها أمام الكونغرس الأمريكي أن وقف تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين يشكّل تحديًا مستمرًا، وأن إيران تستخدم الحوثيين لتوسيع نفوذها الإقليمي عبر اختراق شبكات متطرفة على سواحل إفريقيا المطلة على البحر الأحمر.

وألمح المسؤول العسكري الأمريكي إلى أن الصين قدمت معدات وتجهيزات عسكرية للحرس الثوري وميليشيا الحوثي وحزب الله اللبناني. وقال كوريلا: "أن مبيعات الأسلحة الصينية إلى الشرق الأوسط ارتفعت بنسبة 80% في السنوات الأخيرة، مرجعًا ذلك إلى سهولة الحصول على المعدات الصينية بأسعار رخيصة ودون شروط سياسية معقدة، وهو ما يمنح بكين نفوذًا متزايدًا في أسواق السلاح الإقليمية".

وأضاف قائد القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم: "رغم تحول الحوثيين إلى أداة رئيسية بيد إيران، فإنهم غير قادرين ولا راغبين في إدارة شؤون اليمن بما يخدم الشعب اليمني، الذي يعاني من أزمات اقتصادية وإنسانية خانقة".

وكان تقرير حديث صادر عن مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح، بعنوان "عملية الراكب الخشن" كشف عن شن الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من 15 مارس وحتى 5 مايو الماضي 461 غارة جوية وهجوماً بطائرات بدون طيار على أهداف متعددة تابعة لميليشيا الحوثي في شمال اليمن". وأشار التقرير إلى أن العملية العسكرية الأمريكية أسفرت عن مصرع 384 عنصرًا حوثيًا.

مقالات مشابهة

  • ريال "الشرعية" ينهار بشكل مرعب.. فجوة صادمة في أسعار الصرف بين عدن وصنعاء
  • مليار ريال حجم تداول العقارات في أسبوع
  • سوريا تشارك في منتدى التحالف العالمي للعدالة الاجتماعية
  • الدفاع الشعبي والعسكري تنفذ فعاليات لدعم المجتمع المدني
  • الدفاع المدني يخمد حريقاً في شارع تعز بأمانة العاصمة
  • قوات الدفاع الشعبي والعسكري تنفذ عدد من الأنشطة والفعاليات لدعم المجتمع المدني
  • قوات الدفاع الشعبي والعسكري تنفذ عددا من الأنشطة والفعاليات لدعم المجتمع المدني
  • 1.011 مليار ريال حجم تداول العقارات في أسبوع
  • جنرال أمريكي: الصين متورطة بتسليح الحوثي بسعر رخيص
  • مكتب الزكاة بحجة ينفذ مشاريع بأكثر من مليارين و186 مليون ريال خلال 2024م