شهد الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري وزير الأوقاف احتفال وزارة الأوقاف بالعام الهجري الجديد 1446هــ من رحاب مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) بمدينة القاهرة، مساء اليوم السبت.

وفي كلمته أكد الدكتور يوسف عامر أنه إذا قرَأَ الإنسانُ السيرةَ النبويةَ فلا بدَّ مِن أمريْنِ مُهمّيْنِ أولهما استكمالُ أدواتِ الفَهمِ والِاستيعاب، وثانيهما إدراكُ أنَّ هذه سيرةُ النبيِّ المعصومِ الخاتَم، وهذا معناهُ أنَّ سيرتَه التي شاءَ الله تعالى أنْ تبْقَى إلى يومِ الناسِ هذا يتناقلُها العلماء وغيرُهم وترتاحُ الأفئدةُ إلى سَماعِها حتى معَ معرفتِها بكثيرٍ مِن أَحداثِها، هذه السيرةُ التي شاءَ اللهُ أنْ تبْقَى هيَ مصدرُ تشريعٍ وإلهامٍ إلى آخرِ الدهرِ، فعلى المسلمِ أنْ يقرَأَها بعنايةٍ حتى يَستلهِمَ منها كيفَ يَسيرُ في الحياة، ولا يصحُّ أنْ تُقرأَ السيرةُ على أنها تاريخٌ كسائرِ التواريخِ،  بل لا بدَّ أنْ نقرَأَها على أنها مصدرُ تشريعٍ وإلهامٍ لا ينقطعُ عطاؤُه، ومِن أحداثِ هذه السيرةِ المباركةِ هذا الحَدَثُ العظيمُ الذي نحتفلُ بذكراهُ اليومَ إنه حدَثُ الهجرةِ المشرَّفَةِ المليئَةِ بالدروسِ

وأشار  إلى قولِ اللهِ تعالى: "إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"، موضحًا أن الحُزْنُ في الواقعِ لا يَحصلُ باختيارِ الإنسانِ فكيفَ يُنْهَى الإنسانُ عن شيءٍ لا يحصلُ باختيارِهِ؟! النهيُ لا يكونُ عن شيءٍ خارجٍ عن حَيِّزِ الِاختيار، فليسَ المرادَ النهيُ عن الحزن ولكنَّ المرادَ النهيُ عن شيءٍ يدخلُ في حيِّزِ الِاختيار وهو الأمورُ التي يَتسبَّبُ عنها الحزن، نظر سيدُنا أبو بكر فوجدَ المشركين أمامَهُ واقفينَ أمامَ الغار لو نظَرَ واحدٌ منهم لِأَسفَلَ لَرَآهُما داخلَ الغار إنها لحظاتٌ عصيبةٌ التفاتةٌ بسيطةٌ يَنتهي على أثَرِهَا مصيرُ الدعوة ولا يُوجدُ جنودٌ يُدافعون ولا حواجزَ صَمَّاء انقطعتِ الأسباب، فعلينا أن نعيش المعية فاللهُ معَنا، ومن كانَ الله معه فلا يحزن، وهذا المعنى أرادَ اللهُ تعالى أنْ يكونَ حَيًّا في قلوبِنا.

من جانبه هنأ الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري بتعيينه وزيرًا للأوقاف، مؤكدًا أن الهجرة النبوية المشرفة فرَّقت بين الحق والباطل ورسخت دعائم المجتمع الإسلامي العظيم، وأعطت المزيد من العبر والدروس والعظات التي هي اقتداء برسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأنه كان في معية الله تعالى والتي تجلت في مواقف ظهرت فيها المعجزات.

وأكد الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم أنه عندما دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبا بكر الصديق (رضي الله عنه) الغار وقال أبو بكر لو نظر أحدهم إلى قدميه لرآنا فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما ظنك باثنين الله ثالثهما، فمعية الله تعالى هي أساس المزيد من المعجزات.

وأكد أهمية الاقتداء بالرسول (صلى الله عليه وسلم) حتى نكون في حصن الله ومعيته ورحابه مطمئنين، مشيرًا إلى أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) بنى المجتمع في المدينة على أسس ثلاثة أولها توحيد الصف وتوحيد القوة وتوثيق الصلة بالله تعالى، وثانيها المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار والتي أسفرت عن الإيثار، حيث يقول الحق سبحانه: "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة"، وثالثهما صحيفة المدينة التي أسسها الرسول (صلى الله عليه وسلم) بين المسلمين وغير المسلمين بما يسمى الآن الوحدة الوطنية وهي أول وثيقة عرفتها البشرية تتسم بالسماحة والمحبة والوحدة والوطنية.

 

جاء ذلك بحضور كلًا من: السيد الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة نائبًا عن سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والسيد: السيد محمود الشريف نقيب السادة الأشراف، والأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئه كبار العلماء، والأستاذ الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، والشيخ الدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والأستاذ الدكتور محمد أبو هاشم عضو مجمع البحوث الإسلامية وأمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب،  الدكتور حسام الدين أبو سيف نائب محافظ القاهرة، والدكتور محمود صدقي الهواري الأمين العام المساعد للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور نوح عبد الحليم العيسوي رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، والدكتور محمد عزت أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور أيمن أبو عمر رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة، والدكتور أسامة فخري الجندي رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد والقرآن الكريم والدكتورخالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، ووفد من قيادات القوات المسلحة المصرية، وجمهور غفير من رواد مسجد السيدة زينب رضي الله عنها بالقاهرة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: وزير الأوقاف أسامة السيد الأزهري مسجد السيدة زينب رضي الله عنها العام الهجري الجديد 1446هــ وزارة الأوقاف الأستاذ الدکتور أحمد صلى الله علیه وسلم والأستاذ الدکتور الله تعالى وزیر ا

إقرأ أيضاً:

حـفظ المـال

لقد أحاط الإسلام المال بسياجات متعددة من الحفظ، فنهى عن أكل الحرام بكل صوره وأشكاله نهياً قاطعاً لا لبس فيه، يقول الحق سبحانه: ”يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا ومن يفعل ذلك عدوانًا وظلمًا فسوف نصليه نارًا وكان ذلك على الله يسيرًا”، ويقول سبحانه: «إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنما يأكلون فى بطونهم نارًا وسيصلون سعيرًا». 
وعن ابن عباس (رضى الله عنهما) أن سيدنا سعد بن أبى وقاص قال: يا رسول الله، ادعُ الله أن يجعلنى مستجاب الدعوة، فقال له النبى (صلى الله عليه وسلم): «يا سعد، أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذى نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام فى جوفه فلا يقبل منه عمل أربعين يوماً، وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به»، وقد كان بعض الصالحين يتركون بعض الحلال مخافة أن تكون فيه شبهة حرام. 
ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «إن الحلال بين وإن الحـرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعـلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه ومن وقع فى الشبهات وقـع فى الحرام كـالراعى يـرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن فى الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه ألا وهى الـقـلب»، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا إنى بما تعملون عليم}، وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم}، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذى بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟!». 
ويقول (عليه الصلاة والسلام): «إن رجالاً يتخوضون فى مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة» (صحيح البخارى)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به».
فأكل الحرام قتل للنفس وإهلاك وتدمير لها فى الدنيا والآخرة، فهو فى الدنيا وبال على صاحبه فى صحته، وفى أولاده، وفى عرضه، وفى أمواله، «ولعذاب الآخرة أشد وأبقى».
وحثنا الشرع الحنيف على كتابة الدين وتوثيقه والإشهاد عليه فقال سبحانه: «يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأبَ كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذى عليه الحق وليتقِ الله ربه ولا يبخس منه شيئاً فإن كان الذى عليه الحق سفيهاً أو ضعيفاً أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ولا يأبَ الشهداء إذا ما دعوا ولا تسأموا أن تكتبوه صغيراً أو كبيراً إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم».

الأستاذ بجامعة الأزهر

مقالات مشابهة

  • بالدليل العلمي.. أحمد كريمة يحسم الجدل حول ضريح السيدة زينب في القاهرة
  • وزير الري يشهد فعاليات ورشة عمل "خريطة طريق للجيل الثانى لمنظومة المياه 2.0"
  • خطيب الأوقاف: من أعظم نعم الله على الإنسان أن خلق له الوقت والزمن
  • خطيب الأوقاف: التطرف الرياضي مذموم شرعا ويجعل صاحبه يستحل الحرام
  • أوقاف سوهاج تفتتح 3 مساجد جديدة لخدمة الأهالي
  • الأوقاف تُكلّف الدكتور محمد الطوالبة ناطقًا إعلاميًا باسم الوزارة
  • وزارة الصناعة تنفي وجود أي حساب رسمي للفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة موقع "فيسبوك"
  • حـفظ المـال
  • «التعصب ليس مرتبطا بالدين وحده».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 12 ديسمبر
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يكشف ملامح شخصية عمر بن الخطاب قبل إسلامه