تهاني العابد: أطمح في تطوير السرد الروائي
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
سعد عبد الراضي (أبوظبي)
تهاني مختار العابد روائية سورية مقيمة في الإمارات، نشأت وتربت في بيت فني بامتياز، فوالدها هو السيناريست المعروف مختار العابد، الذي قام بالمشاركة في كتابة السيناريو والحوار للعديد من الأعمال الفنية الشهيرة، ومنها فيلم «سلطانة» عام 1966، وفيلم «زواج بالإكراه» عام 1972، وقد صدر لتهاني مؤخراً رواية «جُثة حلم» ووقعت عليها في أبوظبي الدولي للكتاب في دورته ال 33، بالإضافة إلى أنها أصدرت «في تجرأ على القلب» عام 2012 و«عندما تبكي الذاكرة» 2014.
تقول تهاني عن تأثير والدها عليها «والدي ألهمت سطور مؤلفاته مخيلتي، ودفعني استراق النظر إلى نصوصه لكتابة الكتب والنصوص الأدبية»، وتضيف: هو ملهمي الأول حيث كنت أقرأ بعض مما يكتب من سيناريوهات للمسلسلات والأفلام، وكذلك الروايات، مؤكدة أن موهبتها بدأت منذ الطفولة وأنها نالت دعماً وتحفيزاً وقتها من قبل المعلمات المختصات باللغة العربية، حيث شجعنها على كتابة المواضيع التعبيرية.
مغامرة وحلم
وعن روايتها الأخيرة «جُثة حلم»، تقول: تتحدث الرواية عن خوض مغامرة لتحقيق حلم دون دراسة أو حتى التفكير، إذا كان بمقدور المُقدم على تلك التجربة تجاوز الصعوبات والمشاكل التي سوف يتعرض لها، ورغم خطورة تلك التحديات قمت بالمجازفة دون الاطلاع على الأفكار الرئيسة للهجرة، وتعرّفت من خلال تلك الرحلة، على شريحة من المجتمع لم أكن على صلة معها من باب الأخذ بالعلم لا بدافع الفضول، وفي اعتقادي يجب أن يدخل المرء نفسه في معترك الحياة، ولا يُجنب ذاته التعامل مع الناس بكافة أطيافها لأن ذلك سوف يُدخله في دائرة الاستهجان، ويؤدي به إلى الصدمة تلو الصدمة، وصولاً إلى الكآبة المُزمنة، بالإضافة إلى أنني تعرّفت على قدراتي الذاتية وما يمكنني القيام به بمؤازرة طموحي، ورغبتي الشديدة بالتغيير والإبداع، ومقاومة الإحباط، ولكن اتضح أنني لم أستطع التغلب عليه كليّاً، ورغم استماتتي في السعي لتحقيق أمنية والدي رحمه الله أولاً، ورغبة أولادي ثانياً، لم أحقق الهدف المنشود.
الغربة الأولى
ولفتت العابد إلى أن الرواية كُتبت قي خمس سنوات، وأنها بدأت بكتابة نصوص قصيرة عن تلك التجربة، وهي الهجرة لتحقيق هدف معين، وبعد أن عادت إلى مسقط رأسها، اختمرت فكرة كتابة قصة طويلة، وذلك للأثر الذي تركته تلك التجربة، رغم أنها لم تكن الغربة الأولى.
وهنا تقول: شعرت برغبتي لما خلّفته تلك المرحلة من آثار نفسية عميقة وخيبة الرجوع، والتخلي عن الفرص التي لن يضعها القدر في طريقي مرة أخرى، والتقائي مُجدداً بأولئك الذين اعتقدت أنني سوف أحقق لهم أمانيهم المستحيلة، ولحسن الحظ كنتُ قد التقيت بالدكتور محمد ياسر شرف في إحدى الندوات الثقافية، وأخبرته الكثير عن التجربة التي خضتها في الغربة، وأيّد فكرة كتابتي للرواية، ولاحظ الأثر النفسي الضاغط، فاقترح أن أكتب رواية وأسرد فيها ما حصل معي، عوضاً عن تلك النصوص القصيرة رغم بلاغة التعبير فيها، وأخبرني أنها سوف تكون نوعاً من العلاج النفسي من الخيبة الملحوظة بالإضافة إلى تأنيب الذات، وقد طلبت منه مشكوراً بمساعدتي نحوياً، ولغوياً، بعد ذلك وضعت الأحداث المهمة ضمن مسودة، خوفاً من نسيان بعضها كما حصل ونسيت معظم التواريخ بالأشهر، وكنت كلما تذكّرت حدثاً أكتب عنه، وهكذا حتى اكتملت الرواية.
سرد روائي
وتقول العابد عن طموحها في المستقبل: أطمح في ترجمة الرواية الى لغات عدة، وتطوير السرد الروائي بما يناسب الأجيال التي انساقت وراء العالم الافتراضي، وحصولهم على المقولة أو النص بكبسة زر.
قراءات لا تنقطع
تستطرد تهاني العابد، قائلة: في مرحلة الطفولة كنت أقرأ قصص الأطفال الخيالية البعيدة عن الواقع، وأنخرط مع أبطالها، من البشر، والحيوانات، والغيم، وتمنّيت أن أبقى في ذلك العالم الساحر، أما في مرحلة النضوج نظّمت بعض القصائد الشعرية القصيرة، والتي فرّغت بعض انفعالاتي في الحب، والفقد، والحزن.
وأشارت إلى أنها تأثرت بالروائيين فيودور دوستويفسكي وأحمد خالد توفيق وهاروكي موراكامي، كما تأثرت بالشاعر محمود درويش، ومؤسس علم التحليل النفسي سيغموند فرويد.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات أبوظبي معرض أبوظبي الدولي للكتاب الأدب الثقافة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ثلاثة أسئلة من خارج المنهاج
صراحة نيوز- بقلم / نضال المجالي
عايشنا قبل أيام حالة من الغضب بين الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين، بسبب أحد نماذج أسئلة مبحث في الثانوية العامة، والتي كان عنوان الجدل فيها: «أسئلة من خارج المنهاج». وقد تصاعد الحديث إلى حد وصوله إلى أروقة اللجان في البرلمان الأردني، ليُوصَف لاحقا بأنه قضية رأي عام!
ما علينا من كل هذا «الحكي»، فهذه أسطوانة سنوية تتكرر ما دامت امتحانات الثانوية العامة «التوجيهي» تُشكّل وسيلة التقييم الأساسية للطلبة في شكلها الحالي. في المقابل، نحن بحاجة إلى طرح أسئلة أخرى للمعنيين، نأمل أن لا تكون «من خارج المنهاج» في أولويتها، على قطاعات هي أساس إدارة الحياة في الأردن حاضرا ومستقبلاً.
السؤال الأول: هل دواؤنا وغذاؤنا آمنان؟
في ظل ما نشهده من حديث مجتمعي واسع من حالات تراجع وضعف وغياب للرقابة على جودة وسلامة بعض المنتجات الأردنية، بغض النظر عن نوعها أو حكمها شرعاً، أو حتى طريقة توزيعها، يُطرح تساؤل جوهري: هل مَن اضطروا لشراء المنتج الرديء والرخيص بسبب ضيق الحال، كانوا وحدهم الضحية؟ ألا يمكن أن تكون هناك أخطاء أو تقصير حتى في المنتجات الأعلى جودة؟ فتكون الضحايا من طبقات أخرى فيكون الجميع في ضرر!
تخيل لو كان الغش أو الخطأ في منتج شعبي واسع الانتشار أو من الأجود منها لرأينا أسماء معروفة، وأعداد أكبر ترقد على أسرّة الشفاء، أو فقدهم أهلهم!
ولتنشيط ردة الفعل، أدعو كل مَن يقدر على شراء المنتج «الغالي» أو الشعبي الأكثر انتشارا أن يسأل نفسه: ماذا لو كنتُ أنا الضحية؟ نتيجة غش، أو عبث، أو تقصير، أو تهاون فيما يفترض أنه آمن! لعل هذا السؤال يُعيد ويعزز ويشدد التأكيد على ضرورة دعمهم لفرض أقصى العقوبات، وأعلى درجات الرقابة مستقبلاً لا الانسحاب من المشهد عاجلا!
السؤال الثاني: هل اقتصادنا واستثمارنا السياحي فاعلان في كل الظروف؟
منذ جائحة كورونا، ونحن نعيش ارتداداتها المتواصلة، ولم نتنفس سوى قليل في نتائج عام 2023، والتي كان محركها الشغف بالسفر بعد «السجن الانفرادي» الذي فرضته علينا كوارث الطبيعة والبشر.
وبعد تنفس مؤقت واجهنا جائحة الإلغاءات في حركة السفر بسبب حروب المنطقة، نسأل: هل يكفي أن تتحمل هيئة تنشيط السياحة وحدها عبء ضمان الانتعاش والاستمرار؟
رغم أنها الذراع التسويقي الأساسي للأردن، إلا أن واقعها – ماليا – بما يخصص لها غالباً ما يجعل إرادتها في الانطلاق لأوسع أفق وتحدي وانتشار مشلولة. ومع ذلك، تجد الأغلب يحاسبها على أرقام وموازنات لا تكفي أحيانا لتسويق منتج إلكتروني أو غذائي أو تجميلي لشركة ما وليس ما هو باتساع الوطن!
ولتنشيط ردود الفعل، أتساءل: لماذا لم تُؤسَّس حتى اليوم شركة تسويق أردنية ممولة من مستثمري ومشغّلي القطاع السياحي؟ أم أننا نكتفي بمهاجمة الهيئة وكأنها تملك عصا موسى، بينما نغضّ الطرف عن تقصيرنا في التفكير أو المبادرة؟
السؤال الثالث:
هل حالنا السياسي الداخلي ووعينا السياسي في بحبوحة ونضج كافيين لجعل التمثيل السياسي في البرلمان الأردني تمثيلاً حزبياً حقيقياً؟
تمثيل يُحكم باختيارات ما زالت عشائرية تُحدد عدد المقاعد المقبلة تصاعدياً، في وقت ما زالت تدار أغلب الأحزاب بعقلية «الشيخة السياسية» في اختيار قياداتها، أو بعقلية «نحن وحدنا خلفاء الله في الأرض» وكأن البقية من ديانة أخرى أو جنسيات متعددة!
بهذا النهج، صعد بأعلى المقاعد مَن هم أهل خراب وفساد، وهبط أو تراجع حلم مَن يدّعون أنهم أهل لخدمة الوطن.
اطرح ثلاثة أسئلة، لا أكثر، كل واحد فيها يمثل محورا من محاور الإصلاح الثلاثة الإداري والاقتصادي والسياسي أضعها أمام القائمين على صياغة أسئلة الامتحانات وجهات إنجاح المحاور ولن أزيد عليها لإيماني أنها وحدها -وأقصد الاسئلة وأجوبتها- قادرة على تحسن النتائج وخفض نسبة الرسوب أو زيادتها. ورغم أنها نابعة من صلب «منهاج حياتنا اليومي»، إلا أننا سنبقى ندور حول إجاباتها، وندعي أنها من خارج المنهاج، ونشكك بها، بدل أن نُصدق أنفسنا، ونتحمل مسؤولية الإجابة عليها أمام أعلى المستويات.