لوبوان: حل مجلس النواب أشعل حربا أهلية في فرنسا عام 1830
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
في التاسع من يونيو/حزيران، فاجأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كل مراقبي الحياة السياسية الفرنسية، وحلّ الجمعية الوطنية، ثم حذر -بعد أيام قليلة من ذلك- من "خطر نشوب حرب أهلية"، فهل كان يتذكر أن حل البرلمان كان قد أشعل النار ونشر الفوضى، في فرنسا قبل أقل من قرنين؟
بهذه المقدمة، بدأت مجلة لوبوان -تقريرا بقلم جوزيف لو كور- استعاد فيه قصة تعيين الملك شارل العاشر في أغسطس/آب 1829، جول دي بولينياك رئيسا لحكومته، وهو شخصية لم تكن تحظى بشعبية كبيرة في ذلك الوقت، وكل ما كان مشتهرا عنه هو ولاؤه الأعمى للملك، وهذا ما أثار سخط المنتخبين الذين رفض غالبيتهم وضع الثقة في بولينياك.
وكتب المنتخبون رسالة إلى الملك موضحين فيها أن "الميثاق يجعل التعاون الدائم بين وجهات النظر السياسية لحكومتك ورغبات شعبك هو الشرط الأساسي للسير العادي للشؤون العامة. إن إخلاصنا وتفانينا يجبرنا على أن نخبرك أن هذا التعاون غير موجود".
حل ثم ازدراء
شعر شارل العاشر بالإهانة "كيف يجرؤون؟"، وأعلن منزعجا حل البرلمان في 16 مايو/أيار واستدعى الناخبين في 23 يونيو/حزيران والثالث من يوليو/تموز 1830، ولكن يبدو أن الاستشارة التي قدمت للملك كانت سيئة، وبالتالي نشر في 13 يونيو/حزيران نداء موجها للفرنسيين في صحيفة "لو مونيتور" الدعائية، اتهم فيه نواب المجلس المنحل "بإساءة فهم نواياه"، وطلب من الناخبين "ألا يضللهم ما يقوله الخبيثون من أعداء رفاهيتهم".
وختم الملك نداءه قائلا: "إن ملككم هو الذي يسألكم.. إنه والد يتصل بكم قوموا بواجبكم، وسأعرف كيف أقوم بواجبي"، ولكن عباراته المؤثرة هذه بقيت دون جدوى.
وأظهرت النتائج عودة المزيد من النواب الليبراليين إلى مجلس النواب، وبالتالي أدى الحل إلى تفاقم الوضع بالنسبة للملكيين عندما أرسل الفرنسيون أغلبية أكثر ليبرالية إلى المجلس، مع عدد أكبر من المعارضين.
وذكر الكاتب ساخرا، بأن أي تشابه مع الأحداث الجارية اليوم محض صدفة، علما أن انتخابات يوليو/تموز تلك شكلت انتصارا للمعارضة التي ارتفع نوابها من 221 إلى 274 نائبا معاديا لبولينياك، ولكن الملك أصر على تعيين بولينياك.
ونظرا لعدم قبوله الهزيمة، لجأ شارل العاشر إلى مراسيم سان كلود السيئة السمعة التي نُشرت في 26 يوليو/تموز في صحيفة لو مونيتور، وأعلن لحكومته أن "التراجع الذي قام به أخي البائس لويس السادس عشر كان بمثابة إشارة سقوطه […] إذا استسلمت في هذا الوقت لمطالبهم، سوف ينتهي بهم الأمر إلى معاملتنا كما عاملوا أخي".
كان أثر هذا الكلام كبيرا على الشعب في باريس، وفي 27 يوليو/تموز ظهرت المتاريس في ضواحي تمبل وسان أنطوان، وسقطت باريس بعد 3 أيام في أيدي المتمردين، فيما سمي "ثورة الثلاثة المجيدة"، ليتردد النشيد الوطني في الشوارع ويرفرف العلم الثلاثي الألوان بفخر.
وبعد فرار شارل العاشر وعائلته، اختار النواب نظاما ملكيا دستوريا أكثر ليبرالية، وغيروا السلالة الحاكمة، ليخلف الفرع الأصغر من آل بوربون المتمثل في آل أورليان، الفرع الأكبر، فأُعلن دوق أورليان "ملكا لفرنسا" تحت اسم لويس فيليب الأول، وحل العلم الأزرق والأبيض والأحمر محل العلم الأبيض بشكل نهائي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات یولیو تموز
إقرأ أيضاً:
32 قرار إزالة ضمن حملات موسعة لضبط المخالفين بالعاشر من رمضان
نفذ جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان، خلال الأيام الماضية، حملات رقابية موسعة على مختلف الأحياء السكنية والمناطق الصناعية، أسفرت عن تنفيذ 46 قرار غلق وتشميع و32 قرار إزالة استحواذات، في إطار جهود المدينة لفرض الانضباط ورفع كفاءة الخدمات وتحسين البيئة العمرانية.
وأكد الجهاز أن الحملات تأتي تنفيذًا لتوجيهات المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وبمتابعة مباشرة من المهندس علاء عبد اللاه مصطفى، رئيس جهاز العاشر من رمضان والمشرف على جهاز حدائق العاشر، بهدف مواجهة أي مخالفات تخل بالنظام العام وتؤثر على مظهر المدينة وحركة السكان.
وشملت القرارات التنفيذية عدداً من الأحياء السكنية المهمة بالمدينة، وهي الحي الأول (الزهور)، الحي الثاني (الصفوة)، الحي الخامس (الكوثر)، والحي السادس (النخيل).
وتم خلالها إزالة التعديات على الأرصفة والمناطق العامة، وتشميع المحال المخالفة التي لم تلتزم بالاشتراطات القانونية أو تمت الاستحواذ على أراضٍ مخصصة للخدمات العامة.
كما شملت الحملات المنطقة الصناعية، حيث تم رفع الإشغالات وتنظيم الحركة داخل الممرات الصناعية، بالإضافة إلى ضبط سيارات مخالفة وتروسيكلات وعربات فول كانت تعيق انسيابية المرور داخل المنطقة الإنتاجية.
وأكد الجهاز أن هذه الإجراءات تهدف إلى تهيئة بيئة عمل منظمة للمصانع والمشروعات، بما يضمن سلامة العاملين وسهولة حركة المركبات والمعدات.
وجاء تنفيذ هذه الحملات بمشاركة فرق متخصصة من إدارات الإشغالات والتعديات، والأمن والحركة والمعدات، والأحياء السكنية، وإدارة النظافة والتجميل، بالتنسيق مع شرطة التعمير ومباحث التعمير وشرطة المرافق، لضمان تطبيق القانون بشكل كامل وسريع دون تعطيل الحياة اليومية للسكان.
وأوضح الجهاز أن هذه الحملات تأتي ضمن خطة شاملة للمتابعة المستمرة لكافة مناطق المدينة، حيث تم التأكيد على أهمية التزام الجميع بالقوانين المنظمة للبناء والإشغالات، كما تم اتخاذ إجراءات صارمة تجاه المخالفين لضمان استعادة الانضباط في المدينة.
وأشار الجهاز إلى أن تنفيذ هذه القرارات يعكس حرص الإدارة على مواجهة العشوائية وتطبيق القانون بكل حزم، مع مراعاة توفير خدمات حضارية متكاملة، وتحسين جودة المرافق العامة، بما يساهم في رفع كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين وسكان المدينة.
وشدد رئيس الجهاز على استمرار الحملات الرقابية بشكل دوري، مع متابعة شاملة لكل الأحياء والمناطق الصناعية لضمان الحفاظ على النظام العام، وتوفير بيئة آمنة وسليمة للمواطنين، وتحقيق الانضباط الكامل داخل مدينة العاشر من رمضان.