قرارات جديدة للمجلس الأعلى لشئون خدمة المجتمع
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
عقد المجلس الأعلى لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة اجتماعه الدوري، برئاسة الدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات، بحضور أعضاء المجلس، في مقر جامعة بنى سويف.
ووجه الدكتور مصطفى رفعت الشكر لأسرة جامعة بنى سويف على استضافتها اجتماع المجلس الأعلى لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، مشيدًا بمستوى أداء الجامعة في تنظيم المؤتمر البيئي الخامس لجامعة بني سويف، والذي نظمه قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالجامعة، تحت شعار"الأخضر أسلوب حياة" برعاية د.
وأكد الدكتور مصطفى رفعت أن المجلس الأعلى للجامعات يرحب ويدعم بشكل كبير كافة الفعاليات التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة، في إطار توجيهات القيادة السياسية، واهتمام وزير التعليم العالي بالتحول نحو الأخضر، موضحًا أهمية إدراج أهداف التنمية المستدامة ضمن مناهج الجامعات؛ لتعليم الشباب كيفية المحافظة على البيئة.
ولفت إلى أن التحول للأخضر بات ضرورة ملحة على المستوى المحلي، والإقليمي، والدولي، وأصبح أحد ركائز التنمية المستدامة في ظل التغير المناخي الذي أثر بشكل كبير على جودة الحياة، مشيرًا إلى أهمية دور الجامعات في قيادة التنمية في ضوء الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي التي أطلقها الدكتور أيمن عاشور ٧ مارس ٢٠٢٣.
قرارات مجلس شئون خدمة المجتمعوافق المجلس الأعلى لشئون خدمة المجتمع على اعتماد لائحة استرشادية موحدة لتنظيم آليات عمل وحدات حقوق الإنسان بالجامعات المصرية، كوحدة مستقلة تابعة لرئيس الجامعة، ولا تُضم لأي وحدات أخرى، فى إطار التعاون مع (وحدة حقوق الإنسان المركزية) بـوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وناقش المجلس الأعلى لشئون خدمة المجتمع آخر المستجدات بشأن عدد من الموضوعات، منها: قيام جميع الجامعات بإعداد نموذج تصنيف للمواد التي يمكن إعادة تدويرها أو بيعها، وكيفية الاستفادة منها، وما تم من أعمال في مسابقة أفضل جامعة صديقة للبيئة للعام 2024، وقيام جميع الجامعات بتنفيذ مقترح خلق الهوية البصرية لكل محافظة من محافظات الجمهورية
كما ناقش المجلس الأعلى لشئون خدمة المجتمع جهود الجامعات في تنفيذ العديد من المبادرات والمشاريع المهمة، وذلك في إطار سعيها لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز دورها في المجتمع، منها: إعداد دراسة للطلمبات التي يمكن استغلالها فى مشروع الدلتا الجديدة، والمشروعات الأخرى؛ لتعظيم الاستفادة من تلك الإمكانيات، دراسة المعوقات التي تواجه منطقة عتاقة الصناعية بمحافظة السويس، فيما يخص التوسع في تطبيق نظام التعليم المزدوج والتعليم التحويلي لتوفير العمالة المدربة والماهرة.
كما ناقش المجلس الأعلى لشئون خدمة المجتمع نشر ثقافة ترشيد الطاقة وتحسين كفاءة استخدامها بالجامعات، إعداد خطة عمل شاملة لقوافل توعوية ضمن جهود الدولة المصرية في مكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية، والإتجار بالبشر، مع تقديم خطة عمل على مدار العام 2024.
وفي إطار التعاون بين المجلس القومي للسكان والجامعات، تابع المجلس جهود الجامعات لتقديم بيان إنجاز الربع السنوي (يناير - مارس) 2024 للخطة السنوية للأنشطة السكانية للوزارة، وتأتي هذه المتابعة في إطار تفعيل العمل بالخطة التنفيذية 2023/2024 المنبثقة من الخطة الخمسية 2020-2025 للإستراتيجية القومية للسكان والتنمية 2023-٢٠٣٠.
وأحيط المجلس الأعلى لشئون خدمة المجتمع علمًا بعدد من الموضوعات، منها:
• مقترحات د.هبة مكرم شاروبيم عضو لجنة التعليم والبحث العلمي والاتصالات بمجلس الشيوخ، بشأن تفعيل المسئولية المجتمعية للطلاب، من خلال الحفاظ على البيئة، وإدراجها ضمن خطة الأنشطة الصيفية للطلاب.
• فعاليات ورشة عمل بعنوان "التكامل التعليمي – خطوة أولى نحو العالمية" التي أقيمت بجامعة جنوب الوادي ضمن فعاليات تحالف جامعات إقليم جنوب الصعيد.
• تقرير الجامعات بشأن أنشطة وإنجازات قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالجامعات خلال الفترة الماضية من العام الجامعي ٢٠٢٣/٢٠٢٤.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خدمة المجتمع شئون خدمة المجتمع المجلس الأعلى لشئون خدمة المجتمع المجلس الاعلى للجامعات المجلس الأعلى لشئون خدمة المجتمع خدمة المجتمع وتنمیة البیئة التنمیة المستدامة والبحث العلمی فی إطار
إقرأ أيضاً:
إيران.. الثورة والدولة
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
يُصنِّف المتابعون لأحداث العالم الثورتين البلشفية بروسيا عام 1917 بقيادة فلاديمير لينين ورفاقه، والثورة الإسلامية في إيران عام 1979 بقيادة الإمام الخميني ورفاقه، بأنهما ليسا أعظم ثورتين في القرن العشرين فحسب؛ بل أعظم حدثين في القرن.
سببُ التصنيف هو الآثار الارتدادية الكبيرة لهما في الداخل، ثم عبورهما الحدود والأجيال بعد ذلك، وما خلَّفته في الشعوب من حِراك بالتقليد والمحاكاة؛ الأمر الذي جعل الإجماع على تسمية القرن العشرين بقرن الشعوب، لما تخللت عقوده وأعوامه من حركات تحرُّر ونضال ضد الاستعمار والهيمنة والتبعية. ومع اختلاف الجغرافيا والثقافة والموروث والزاد الثوري بين الثورتين، إلّا أن بينهما بعض القواسم لعل أبرزها: قيامهما على نُظم حكم وراثية (قيصري بروسيا، وإمبراطوري بإيران). وكان عام انتصار الثورة 1979 عامًا مفصليًا بكل المقاييس؛ حيث تزامن مع خروج مصر من معادلة القوة في الصراع العربي الصهيو-أمريكي بتوقيع معاهدة كامب ديفيد، وبقاء سوريا وحيدة في مواجهة العدو، واغتيال أبو القنبلة الإسلامية ذو الفقار علي بوتو على يد قائد الجيش الجنرال محمد ضياء الحق؛ بإيعازٍ واضحٍ من أمريكا، إلى جانب رحيل الرئيس الجزائري هواري بومدين قبل هذا العام بثلاثةٍ أيامٍ مقتولًا بالسم، وإزاحة الرئيس العراقي أحمد حسن البكر وتولِّي صدام حسين الرئاسة، وتولِّي مارجريت ثاتشر رئاسة الحكومة في بريطانيا.
جميع هذه التحرُّكات والحِرَاكات كانت تحسُّبًا لنجاح الثورة في إيران أو صدى لانتصارها لاحقًا. ولم تكن الثورة الإيرانية حدثًا عابرًا ولا زلزالًا سياسيًا داخليًا فحسب؛ بل كانت حدثًا إقليميًا ودوليًا مدويًا، مُنطلقًا من جغرافية حضارية عريقة، وهنا كان الأثر الكبير لها. فقد أيقظت الثورة روح الإسلام، وروح الجهاد، وروح الانتصار للحق والمظلومية، لهذا أثارت المخاوف الكبيرة لدى البعض والفرح الكبير لدى البعض الآخر؛ حيث احتاط السوفييت حينها واحتلوا أفغانستان لمنع امتداد الثورة وفكرها إلى الجمهوريات السوفييتية المُسلِمة، وقامت أمريكا بالتجييش المذهبي ضد الثورة وسُلِّطت عليها حرب السنوات الثمان العجاف مع العراق، خاصةً بعد أن رفعت شعار "نُصرة فلسطين" وقطعت جميع صلات إيران مع العدو الصهيوني.
لقد أعادت الثورة رسم خارطة المنطقة مُجددًا، كما أعادت ملامح وقواعد اشتباك جديدة مع العدو، وانخرطت سريعًا في محور المقاومة لتعميد عروبتها السياسية إقليميًا، هذه العروبة التي اختُبِرت وصمدت وأينعت طيلة أكثر من أربعة عقود.
عبقرية الثورة أنها عرفت من هُم معها ومن هُم ليسوا معها، لكنهم ليسوا ضدها، ومن هم أعداء لها. كما إن الثورة أٌكرهت على التدرُّج في برنامجها المُجفِّف للتغريب والتحلُّل الذي انتهجه الشاه؛ حيث تدرجت في فرض برنامج أخلاقي صارم في بدايتها، وصولًا إلى رد الأمر اليوم إلى الحرية والذائقة الشخصية، مع التشديد على ضرورة احترام الفضاء العام وحريات وحقوق الآخرين.
جميع المِحَن التي مرَّت على إيران الثورة منذ انتصارها حوَّلتها إلى مِنَحٍ؛ إذ إن حرب السنوات العجاف هَدَتْها إلى التصنيع الحربي الذي نراه اليوم، والحصار الغربي الجائر عليها جعلها تنكب على تعزيز الداخل وتحقيق الأمن الغذائي، كما جعلها تتجه للعِلم والبحث والمعرفة؛ فتُصبح من الأوائل عالميًا في البحث العلمي وعلم النانو والأمن السيبراني والهندسة العكسية والطب وغيرها. كما اكتسبت الثورة قوتها ومرونتها من قيام نظام جمهوري القالب إسلامي المضمون محمي بسُلط دستورية صلبة وبصلاحيات رقابية وتنفيذية واضحة وجلية تضمن سير الدولة وبسط ثقافة المؤسسات في دولة لا تُفنى ولا تزول بزوال الرجال.
ومنذ عام 1979، بات النظام السياسي في إيران يرتكز على عددٍ من المؤسسات المتداخلة، على مستويات النفوذ والصلاحيات، والمترابطة بطابع الحكم الديني في البلاد، في تراتبية واضحة، نوضحها كما يلي اعتمادًا على المصادر المفتوحة على الإنترنت:
المرشد الأعلى: وهو أعلى سُلطة في إيران. ووفق الدستور، يمتلك سلطات مُطلقة للفصل في كل شؤون الدولة؛ بما في ذلك السياسة النووية وقرار السلم والحرب، إضافةً إلى السُلطة المباشرة على الجيش والحرس الثوري وأجهزة الاستخبارات (المرشد الأعلى مؤسسة وسُلطة سياسية يرأسها فرد).
رئيس الجمهورية: يعد، وفق المادة (13) من الدستور، أعلى سلطة سياسية في البلاد بعد المرشد الأعلى. ويُنتخب لفترتين رئاسيتين كحد أقصى، مدة الواحدة منها 4 سنوات، ويتبع في معظم صلاحياته للمرشد الأعلى.
مجلس صيانة الدستور: يتألف من 12 عضوًا، بينهم 6 يُعيِّنُهم المرشد الأعلى. ويقوم هذا المجلس بمراقبة مُطابقة القوانين للدستور، كما يقوم بفحص أوراق المُرشَّحين الراغبين في خوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، ويصادق على نتائجها.
مجلس الشورى: (البرلمان)، يتألف من 290 مقعدًا، ومدة دورته 4 سنوات، ويملك المجلس سلطات سَنِّ القوانين، واستدعاء واستجواب الوزراء والرئيس. ويتولى أيضًا منح الثقة للحكومة وسحبها منها.
مجلس خبراء القيادة: هيئة دينية تتألف من 88 عضوًا، يُنتخبون لثماني سنوات، ويتولى المجلس اختيارَ المرشد الأعلى، وتحديدَ صلاحياته، ومراقبة أعماله وعزله، وهو بذلك مُتخصِّص في الحفاظ على تطبيق أسس وأركان، ما يُعرف بـ"نظام ولاية الفقيه".
مجلس تشخيص مصلحة النظام: هيئة استشارية من 31 عضوًا يُعيِّنُهم المرشد الأعلى. ويضطلع المجلس بحل أي خلافات تنشأ بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور، ويختار في حالة موت المرشد الأعلى أو عجزه، عضوًا يتولى مهامَه حتى انتخاب مرشد جديد.
قبل اللقاء.. فرزت الاحداث المتلاحقة في إيران طيلة العقود الأربعة من الحصار والمواجهات، الوطني والمواطن؛ فالوطني إنسان بداخله وطن، والمواطن إنسان بداخل وطن، ومع اشتداد المواجهات زادت مساحات الوطن وأعداد الوطنيين.
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصر