الاحتلال يقصف رمزا لذاكرة الموساد مع نظام شاه إيران.. ماذا نعرف عن سجن إيفين؟
تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT
تكشف الأهداف التي ضربها الاحتلال اليوم في طهران، محاولة لخلق فوضى داخلية في إيران، لإحداث شرخ يضعف النظام، والتي كان من أبرزها مقر ثأر الله التابع للحرس الثوري المكلف بحماية طهران، ومقرات أمن معلومات للأمن الداخلي، لكن الملف كان قصف سجن إيفين الذي يضم سجناء سياسيين.
ويعزز هذه المؤشرا، ما ذكره وزير تراث الاحتلال، المتطرف عميحاي إلياهو، صاحب فكرة إلقاء القنبلة النووية على قطاع غزة، والذي قال في مقابلة مع قناة "أي24" إن "إسرائيل تتعاون مع المعارضة الإيرانية".
ويرتبط سجن إيفين بتاريخ من القمع، منذ تأسيسه إبان نظام شاه إيران، الذي سقط حكمه مع اندلاع الثورة الإيرانية، في العام 1979، والذي كان يتمتع بعلاقات عميقة مع الاحتلال الإسرائيلي فضلا عن الولايات المتحدة الأمريكية.
سجن للقمع
يعود تأسيس سجن إيفين، إلى العام 1972، إبان حكم شاه إيران محمد رضا بهلوي، وأوكلت إدارة لجهاز السافاك "منظمة الاستخبارات والأمن القومي" في فترة حكمه، من أجل احتجاز واستجواب المعارضين السياسيين للنظام.
وشيد السجن في على سفوح جبال ألبرز شمال غرب العاصمة طهران، في موقع المنزل السابق لضياء الدين الطبطبائي، الذي شغل منصب رئيس وزراء إيران في عشرينيات القرن الماضي.
واحتوى السجن لدى تأسيسه على زنازين تتسع لـ 320 سجينا، جزء منها انفرادية، وساحة مخصصة للإعدامات، وقاعة محكمة، وموقع لسجن النساء، وجرى توسعته عام 1977، ليتسع إلى 1500 سجينا، من ضمنها 100 زنزانة انفرادية للسجناء السياسيين الأكثر أهمية.
ذراع السافاك
خضع سجن إيفين بالكامل لإدارة جهاز السافاك، والذي أسسه بهلوي بمساعدة مباشرة من وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، وجهاز مخابرات الاحتلال الخارجي "الموساد"، وكان كما يصفه الإيرانيون مسلخا بشريا، قبل الثورة على نظام الشاه.
وكان المعتقلون يتعرضون لعمليات تعذيب ممهنج داخل السجن على يد "السافاك"، من أجل انتزاع الاعترافات، بالتعاون مع السي آي إيه والموساد، وجرى إعدام الكثيرين داخل السجن، من المعارضين السياسيين والمنتقدين لنظام الشاه، فضلا عن قتل الكثيرين تحت التعذيب أثناء الاستجوابات والاعتقال في المكان.
معتقلون إبان حكم الشاه:
خلال حقبة حكم شاه إيران، كانت أبرز الفئات التي تعتقل داخل سجن إيفين، هي النشطاء السياسيون، من التيارات اليسارية والليبرالية، مثل حزب توده "الشيوعي الإيراني"، وأعضاء منظمة مجاهدي خلق، والتي تحولت بعد الثورة لمعارضة نظام الجمهورية الإسلامية.
كما شهد السجن اعتقال القوميين الإيرانيين والإسلاميين الرافضين لتحالفات الشاه الواسعه مع الغرب والاحتلال الإسرائيلي، فضلا عن المطالبين بالحريات الدستورية في البلد الذي كانت الملكية تحكمه بقبضة من حديد لصالح أسرة الشاه.
واعتقل في السجن الكثير من طلبة الجامعات والنخب الأكاديمية، بتهم القيام بتظاهرات طلابية وأنشطة معارضة لحكم الشاه، كما سجن فيه أعضاء من اتحاد الطلبة الإيرانيين، ممكن استدرج بعضهم واعتقل من خارج البلاد.
وكان من أبرز المعتقلين فيه رجال الدين الشيعة، من الحوزات العلمية، التي كانت تحمل أفكارا معارضة لنظام الشاه، وتوجهاته العلمانية والانفتاح على الغرب، والذين كانوا في طليعة من شاركوا في الثورة عليه بالاستناد إلى دعوات روح الله الخميني للإطاحة بالشاه.
حقبة ما بعد الثورة:
بعد نجاح الثورة والأطاحة بنظام شاه إيران وفراره من إيران، تحول السجن إلى مقر اعتقال لأعضاء نظامه، بعد الإفراج عن المعتقلين السياسيين.
كما اعتقل فيه خصوم النظام الإيراني بعد الثورة، وصدرت على مدار العقود الماضية، الكثير من التقارير التي تنتقد الوضع الحقوقي فيه، واتهامات بممارسة التعذيب واحتجاز النشطاء السياسيين من معارضي النظام.
وكشف قراصنة اخترقوا نظام كاميرات السجن، قبل أعوام، عن لقطات مسربة لعناصر من حراسة السجن، أثناء اعتقال وتعذيب عدد من المعتقلين داخله.
وهو ما أقر به رئيس مصلحة السجون محمد مهدي حاج حسيني، ووصفها بالممارسات غير المقبولة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الاحتلال إيران قصف إيران قصف الاحتلال سجن ايفين المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سجن إیفین شاه إیران
إقرأ أيضاً:
ماذا يعني الحديث عن توسيع العمليات العسكرية واحتلال قطاع غزة؟ الخبراء يجيبون
لا يعتبر الحديث الإسرائيلي عن توسيع العمليات العسكرية واحتلال قطاع غزة بشكل كامل حديثا قديما جرى الإعداد له بشكل متدرج خلال الشهور الـ20 الماضية، كما يقول الخبير العسكري اللواء فايز الدويري.
ووفق ما قاله الدويري -في تحليل للمشهد العسكري بالقطاع- فإن قرار الاحتلال اتخذ منذ بداية الحرب، وسيكون توسيع العمليات من خلال دخول المناطق الثلاث التي لم يعمل فيها جيش الاحتلال بشكل كامل خلال الشهور الماضية، وهي مخيمات الوسط ودير البلح والمواصي جنوبا.
ولم يعمل جيش الاحتلال في هذه المناطق بشكل واسع رغم قيامه بقصفها وتدميرها، ومحاولته دخول دير البلح مرتين في السابق، مما يعني أنه يعمل على تهجير السكان.
وسبق لجيش الاحتلال أن دخل مدينة رفح جنوب القطاع رغم الرفض الأميركي، وقد دمرها متجاهلا وجود أكثر من مليون و400 ألف مدني.
وتاريخيا، يتخذ الساسة القرار وينفذه العسكريون، لكن القائد العسكري يمكنه مواجهة القيادة السياسية ويلزمها بالتراجع عن القرارات الخاطئة، كما يقول الدويري.
الدخول لا يعني السيطرة
ويمكن لإسرائيل تنفيد العملية الواسعة بسبب فائض القوة التي تمتلكها رغم كل خسائرها مقابل تراجع القدرة القتالية للمقاومة، بسبب نفاد متطلبات القتال وانحسارها في استخدام المتاح.
لكن هذه القدرة على الدخول لا تعني أنه سيكون قادرا على فرض السيطرة، لأنه لم ينجح في السيطرة بالمناطق التي دخلها، ومن ثم فإن توسيع العملية هدفه إبقاء الحرب لفترة أطول، حسب الدويري.
واليوم الاثنين، نقلت يديعوت أحرونوت عن مقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب منحه ضوءا أخضر لاحتلال غزة بالكامل بعد وصول المفاوضات لطريق مسدود.
ووفقا للصحيفة، فقد أكد نتنياهو أن الأمور تتجه تحو احتلال القطاع تماما، وأن على رئيس الأركان إيال زامير الاستقالة من منصبه إذا لم يناسبه هذا القرار.
وسبق أن حذر زامير من احتلال القطاع بشكل كامل، وقال إنه سيجعل الجيش مسؤولا بشكل كامل عن حياة أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في غزة.