فاز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان الذي يدعو إلى الانفتاح على الغرب، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية أمام المرشح المحافظ سعيد جليلي، المفاوض السابق في الملف النووي.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن سماح النظام الإيراني للإصلاحي مسعود بزشكيان، بالترشح إلى الانتخابات الرئاسية ومن ثم الفوز بها، يأتي باعتباره "خيارا آمنا" بعد إقصاء الإصلاحيين ذوي الوزن الثقيل.



وحاول بزشكيان الترشح لانتخابات الرئاسة من قبل وتم منعه ومعسكره الإصلاحي بأكمله من الترشح، حيث كانت آخر مرة عام 2021، إلا أنه خلال هذه الجولة من الانتخابات، سمحت السلطات الإيرانية لجراح القلب بالترشح، وهو ما كان بمثابة إشارة إلى أن المؤسسة الإيرانية اعتبرته "خيارا آمنا"، وفق "وول ستريت جورنال".

وأشارت الصحيفة، إلى أن بزشكيان بعد الفوز سيعمل مع المتشددين، وهو النهج الذي سيكون ضروريا بالنسبة له لتجنب الصدام مع النظام، حيث يملك المرشد الأعلى علي خامنئي الكلمة الأخيرة، وقال بزشكيان في تصريح للتلفزيوني الرسمي: "سنمد يد الصداقة للجميع، وعلينا أن نستخدم الجميع من أجل تقدم البلاد".


وخلال الحملة الانتخابية، تمسك الإصلاحي أيضا بمبادئ السياسة الخارجية الأساسية للنظام، حيث تعهد بـ"حماسة" بالولاء للنظام السياسي، وأشاد بالقائد العسكري قاسم سليماني، الذي هندس تحالفات إيران مع المليشيات في الشرق الأوسط قبل مقتله في ضربة أمريكية عام 2020.

وأوضح بزشكيان أنه لا ينوي تغيير رفض إيران الاعتراف بـ"إسرائيل"، وقال: "إن شاء الله سنحاول إقامة علاقات ودية مع جميع الدول باستثناء الاحتلال الإسرائيلي".

ومن ناحيته، قال مدير مجموعة الأزمات الدولية ومقرها بروكسل، علي فايز، إن بزشكيان كان "رهانا آمنا" للنظام، و"فريدا في نوعه، ولم تكن الأصوات التي صوتت له نابعة بالضرورة من الأمل في الأفضل، بل من الخوف من الأسوأ".

وفاز بزشكيان بنسبة 53 في المئة من الأصوات في الجولة الثانية من الانتخابات، ما يشير إلى مستوى القلق العام إزاء السياسات المتشددة التي تبناها خصمه، وفق الصحيفة، حيث مكن نهج بزشكيان الحذر والمتواضع في التعامل مع السياسة من "البقاء على قيد الحياة"، في حين تم إبعاد الإصلاحيين السياسيين ذوي الوزن الثقيل من الساحة السياسية.


ويُعد الرئيس الإيراني، المسؤول الثاني في البلاد بعد المرشد الأعلى، حيث يشرف على السياسة الاقتصادية ويعين صناع القرار رفيعي المستوى، ومع ذلك، فإنه يمكن للمرشد الأعلى أن يمنع أي شخص من تولي هذا المنصب، ويمكن للبرلمان أن يفعل ذلك، وللرئيس نفوذ ضئيل بالنسبة للمسائل الأمنية والعسكرية.

ويتمتع بزشكيان بـ "سمعة الغريب"، حيث إنه ولد في غرب إيران لعائلة من أقلية عرقية، وهو يتحدث اللغة الأذرية، لغة والده التركية، الأمر الذي جعله يحظى بشعبية كبيرة بين المجتمعات التي كانت تطالب في كثير من الأحيان بمزيد من الحكم الذاتي في الدولة التي يهيمن عليها الفرس، وفق الصحيفة.

ورغم انتقاد بزشكيان لحملة القمع المميتة ضد المتظاهرين الذين عارضوا شرعية إعادة انتخاب أحمدي نجاد في عام 2009، فإنه تجنب في كثير من الأحيان التصريحات العدائية حول القمع من قبل النظام الإيراني.

وكما أنه كان غير معروف في إيران قبل الحملة الانتخابية، فإنه لم يكن معروفا أيضا في الغرب، وفقا لمسؤولين غربيين تحدثوا لـ "وول ستريت جورنال".

وتعتبر "وول ستريت جورنال" أن بزشكيان قدم نفسه في هذه الانتخابات باعتباره "الترياق لعودة المتشددين"، حيث إنه تجنب بعناية تجاوز الخطوط الحمر للنظام، وانتقد تجاوزات شرطة الأخلاق، لكنه لم يدع إلى إنهاء الحجاب الإلزامي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية مسعود بزشكيان الإيرانية إسرائيل إيران إسرائيل مسعود بزشكيان الانتخابات الرئاسية الايرانية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وول ستریت جورنال

إقرأ أيضاً:

البعثة الأممية تعلق على انتخاب تكالة رئيسا للمجلس الأعلى الليبي

علقت البعثة الأممية للدعم في ليبيا، اليوم الثلاثاء، على انتخاب محمد تكالة رئيسا للمجلس الأعلى للدولة، وذلك في جلسة أثارت جدلا واسعا وانتقادات من واسعة من خالد المشري الذي ترأس المجلس بين عامي 2018 و2022.

ورحبت البعثة الأممية بانتخاب تكالة، وقالت إنّ "التصويت جرى في ظروف طبيعية وشفافة"، مؤكدة أن "حضور ثلثي أعضاء المجلس يعكس توافقاً واسعاً بين الأعضاء على تجاوز الانقسام، الذي أعاق قدرة المجلس على الاضطلاع بمسؤولياته خلال العام الماضي".

وأعربت عن تطلعاتها لـ"انخراط جميع أعضاء المجلس لكسر الجمود السياسي، والدفع قُدماً بالعملية السياسية"، داعية "أعضاء المجلس إلى الوفاء بواجباتهم الوطنية، والارتقاء إلى مستوى توقعات الشعب الليبي، من خلال دعم عملية سياسية يقودها ويملك زمامها الليبيون بتيسير من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا".

وفي أغسطس/ آب 2024، وقع خلاف داخل مجلس الدولة خلال جلسة انتخاب، حيث حصل خالد المشري على 69 صوتا مقابل 68 لمحمد تكالة، بينما وقع جدل بشأن قانونية تصويت أحد الأعضاء، ما أسفر عن عقد جلسة الأخرى الأحد، أفضت إلى انتخاب تكالة، وهو ما رفضه المشري.

ومنذ ذلك التاريخ حتى جلسة الأحد، اعتبر كل من تكالة والمشري نفسه رئيسا للمجلس الأعلى، ما فاقم حدة الانقسام الداخلي.

تعقيب المشري
وفي تعقيبه على بيان البعثة الأممية، قال المشري، إنه تابع "باستغراب شديد بيان البعثة الأممية الذي يفتقر إلى الدقة ويجافي الحقيقة والواقع"، وفق قوله.




وأضاف، في بيان، أن "الجلسة لم تحظ بشرعية قانونية أو توافق فعلي، في ظل مقاطعة أكثر من خمسة وأربعين عضوا لها، ومخالفتها الصريحة لأحكام النظام الداخلي للمجلس"، معربا عن رفضه لما أسماه "تدخل البعثة في نزاع قضائي جار".

ورأى موقفها "تجاوزا غير مبرر يمس باستقلال القضاء وانحيازا لطرف دون آخر"، مؤكدا أن "شرعية المؤسسات تُستمد من القانون والإجراءات السليمة، لا من بيانات خارجية"، وطالب "الجميع باحترام السيادة الوطنية، وعدم التدخل في مسارات العدالة".

ويعتبر تكالة حاليا، رئيس المجلس الأعلى للدولة ما لم يسع المشري إلى استصدار قرار من القضاء يلغي رئاسته، وهو ما لم يحدث حتى اليوم.

فوز تكالة بالمرة الأولى
في 6 أغسطس/ آب 2023، فاز تكالة للمرة الأولى برئاسة المجلس الأعلى للدولة، إثر حصوله على 67 صوتا مقابل 62 صوتا لخالد المشري.

وهذه هي الدورة العاشرة لانتخابات المجلس الأعلى للدولة، وتبلغ مدة ولاية أعضاء المكتب الرئاسي عاما واحدا، تبدأ من تاريخ انتخابهم.

وتقود البعثة الأممية لدي ليبيا جهودا تهدف لإيصال ليبيا إلى انتخابات تحل أزمة صراع بين حكومتين إحداهما عينها مجلس النواب مطلع 2022 برئاسة أسامة حماد ومقرها بنغازي (شرق) التي تدير منها كامل شرق البلاد ومعظم مدن الجنوب.

والأخرى حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومقرها طرابلس (غرب)، التي تدير منها كامل غرب البلاد.

ويأمل الليبيون أن تؤدي الانتخابات التي طال انتظارها إلى وضع حد للصراعات السياسية والمسلحة وإنهاء الفترات الانتقالية المتواصلة منذ الإطاحة بنظام حكم معمر القذافي (1969-2011).

مقالات مشابهة

  • «خامنئي»: الغرب يستغل الملف النووي كذريعة للاصطدام مع إيران
  • غرف التجارة والصناعة: معرض دمشق الدولي يعكس حالة التعافي وإرادة الانفتاح على الشركاء الاقتصاديين
  • «الجزار» رئيساً لنادي أدب المحلة
  • البعثة الأممية تعلق على انتخاب تكالة رئيسا للمجلس الأعلى الليبي
  • «المركزي»: عودة الخدمة للنظام الوطني لشبكة الصراف الآلي ونقاط البيع (NAPS)
  • الضم الإسرائيلي للضفة الغربية: فشلٌ متكرر للنظام الدولي (قراءة قانونية)
  • الشاعر البيومي عوض رئيساً لنادي الأدب المركزي بالغربية
  • وول ستريت جورنال: الديمقراطيون يختارون ممداني الثاني في مينيابوليس
  • بعد فوزه بـ59 صوتاً.. تكالة رئيساً لـ«لمجلس الأعلى للدولة» والدبيبة يبارك ويدعو لتسريع الانتخابات
  • اقتصاديون أردنيون: العلاقات السورية الأردنية تشهد تحولاً نحو الانفتاح والتكامل