اكتشاف مدهش.. علاج جديد للأمعاء يمنع أحد أنواع فقدان السمع
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
من خلال الجمع بين الخصائص المغناطيسية التي يعتمد عليها الطب الصيني التقليدي والمعرفة المعاصرة حول ميكروبيوم الأمعاء، طوّر فريق من الباحثين الصينيين علاجاً فموياً جديداً لمنع وإصلاح فقدان السمع الناجم عن التعرض للضوضاء.
ويمكن أن يحدث فقدان السمع الناجم عن الضوضاء NIHL من التعرض لمرة واحدة لدفعة قوية من الصوت، مثل طلقة نارية أو انفجار أو التعرض المستمر لأصوات عالية لفترة طويلة، مثل بيئة العمل الصاخبة، بحسب ما نشره موقع New Atlas.
ومع زيادة التصنيع والتحضر في المجتمع، أصبح فقدان السمع الناجم عن الضوضاء مشكلة شائعة تؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار.
علاج صيني تقليدي وطب حديث
فيما تشمل العلاجات الحالية المعينات السمعية وزرع القوقعة، لكن فعاليتها تعتمد على عدد ووظائف الخلايا الشعرية التي تكتشف الصوت في الأذن الداخلية، وفقاً لدورية National Science Review.
ومن المعروف أنها لا تعالج الضرر الذي حدث بالفعل، لكن مجموعة من الباحثين الصينيين نجحوا في إيجاد علاج جديد يجمع بين مبادئ الطب التقليدي والفهم الحديث لميكروبيوم الأمعاء لمنع وإصلاح فقدان السمع.
آلية سماع الصوت
في الأذن السليمة، تنتقل الموجات الصوتية إلى الأذن الداخلية وإلى القوقعة الحلزونية الشكل حيث تلتقط الخلايا الشعرية في القوقعة الموجات الصوتية وتبدأ في التحرك لأعلى ولأسفل، مما يتسبب في اصطدام النتوءات المجهرية الموجودة أعلى الخلايا بهيكل علوي وانحنائها.
في حين يتسبب الانحناء في فتح القنوات، مما يتسبب في اندفاع المواد الكيميائية إلى الخلايا وإنشاء إشارات كهربائية تنتقل على طول العصب السمعي إلى الدماغ، حيث يتم تسجيلها على أنها صوت.
ويحدث فقدان السمع، في معظم الحالات، بسبب الضوضاء، إذ يؤدي التعرض المفرط للضوضاء إلى الالتهاب وتراكم أنواع الأكسجين التفاعلية الضارة ROS في الخلايا الشعرية، مما يؤدي في النهاية إلى موتها.
المغنتيت والهيماتيت
ولقرون، تم استخدام المغنتيت والهيماتيت وهما من أكاسيد الحديد المعدنية، في الطب الصيني التقليدي لعلاج الحالات العصبية، بما يشمل فقدان السمع.
ويُعتقد أن المغنتيت يمتلك خصائص مضادة للالتهابات ويحسن الدورة الدموية، من بين فوائد صحية أخرى.
ويُقال إن الهيماتيت يعزز الدورة الدموية والصحة الجسدية والعاطفية. ويتميز المغنتيت والهيماتيت بخاصية مغناطيسية، وهي التي أعاد الباحثون استخدامها في أسلوبهم العلاجي المبتكر.
جسيمات نانوية
قام الباحثون بتطوير مجموعة جسيمات نانوية من أكسيد الحديد الفائق المغناطيسية SPIOCA، ثم تم طلاؤها بمركب كربوكسي ميثيل السليلوز CMC المعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA، وهو مشتق من السليلوز القابل للذوبان في الماء، لضمان إمكانية تناوله عن طريق الفم.
كما تم التأكد من أن مجموعة الجسيمات النانوية SPIOCA تستجيب لدرجة الحموضة، مما يعني أنها يمكن أن تنجو من الظروف القاسية والحمضية للمعدة دون أن تتحلل.
تعزيز بقاء الخلايا الشعرية
إلى ذلك اختبر الباحثون فعالية SPIOCA ضد حالات فقدان السمع بسبب الضوضاء لدى فئران المختبر، حيث تم إعطائها علاجاً عن طريق الفم ثم تم تعريضها للضوضاء البيضاء قياس 110 ديسيبل لمدة ساعتين.
وأدى العلاج المسبق لفئران المختبر بمركب SPIOCA قبل التعرض للضوضاء إلى تعزيز بقاء الخلايا الشعرية.
تعديل ميكروبيوم الأمعاء
كما اكتشف الباحثون أن المركب SPIOCA تم توزيعه بشكل أساسي في الأمعاء. عند النظر عن كثب، لاحظ الباحثون أنه في حين أن التعرض للضوضاء يغير بشكل كبير تكوين ميكروبيوم الأمعاء، فإن مجموعة الجسيمات النانوية SPIOCA تقوم بتصحيحه.
وبالفعل أمكن تقليل الزيادة في البكتيريا "السيئة"، الناجمة عن التعرض للضوضاء، والتي ترتبط بالالتهاب والعدوى، "بشكل ملحوظ" من خلال تلقي العلاج الجديد.
الصلة بين الدماغ والأمعاء
وأظهرت الأبحاث السابقة الارتباط بين الأمعاء والدماغ وكيف تسهم العوامل المؤيدة للالتهابات الناتجة عن ميكروبيوم غير متوازن في تعطيل حاجز الدم الدماغي الواقي BBB ويمكن أن تؤدي إلى التهاب الدماغ. يحمي حاجز المتاهة الدموية BLB في الأذن الداخلية القوقعة من العوامل الالتهابية بطريقة مماثلة.
واكتشف الباحثون أن SPIOCA يثبط تلك العوامل الالتهابية المرتبطة بالأمعاء، وبالتالي يحمي من الضرر الناجم عن التهاب القوقعة الناتج.
بكتيريا معوية مفيدة
وتبين ان أحد أنواع البكتيريا المعوية المفيدة، التي أدى العلاج بجسيمات SPIOCA النانوية إلى زيادتها هو بكتيريا Bacteroides، التي تنتجها فئة من الدهون تسمى السفينجوليبيدات، والتي تلعب دورًا حاسمًا في بنية الخلية ووظيفتها.
وتوصل الباحثون إلى أن التعرض للضوضاء قمع التعبير عن مستقبل سفينجوليبيد معين في خلايا شعر القوقعة، تحديدًا المستقبل S1PR2، والذي يحمي من فقدان السمع. وبالفعل نجح العلاج بجسيمات SPIOCA النانوية في تثبيط التفاعلات الضارة.
تأثير ترميمي إيجابي
وخلص الباحثون إلى أن "هذه الدراسة توضح آلية جديدة تؤثر بها ميكروبات الأمعاء على التهاب القوقعة، مما يوفر رؤى قيمة في مجال حماية السمع"، شارحين أن النتائج تكشف "للمرة الأولى عن التأثير الترميمي الإيجابي لمواد أكسيد الحديد النانوية على ميكروبات الأمعاء غير الحيوية.
من خلال استهداف تعديل ميكروبات الأمعاء، فإن SPIOCA لديها القدرة على أن تصبح دواء نانويًا فعالًا لعلاج فقدان السمع الناجم عن الضوضاء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الطب الصيني التقليدي الأمعاء ضوضاء فقدان السمع المغنتيت مضادة للالتهابات جسيمات نانوية میکروبیوم الأمعاء التعرض للضوضاء
إقرأ أيضاً:
أدوية شائعة قد تجعل بشرتك أكثر عرضة لحروق الشمس الشديدة
إنجلترا – مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يبدأ الكثيرون في التوجه إلى الهواء الطلق للاستمتاع بأشعة الشمس.
ولكن، هناك فئة من الناس يجب عليهم توخي الحذر، حيث قد تتسبب بعض الأدوية (سواء كانت بوصفة طبية أو بدونها) في زيادة تعرضهم لمخاطر حروق الشمس.
وتُعرف هذه الحالة بـ”الحساسية الضوئية”، حيث تصبح البشرة أكثر تفاعلا مع الأشعة فوق البنفسجية، ما يؤدي إلى زيادة سرعة تأثير الحروق الشمسية وشدتها. وقد يسبب هذا تأثيرات مؤلمة قصيرة المدى، مثل الاحمرار والتورم والتقرحات الجلدية، والتي قد تعكر النوم. أما على المدى الطويل، فإن التعرض المتكرر لحروق الشمس يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
وبهذا الصدد، يوضح الدكتور تشون تانغ، الطبيب العام في بال مول، أن بعض الأدوية التي يتناولها الناس يوميا قد تجعل بشرتهم أكثر حساسية لأشعة الشمس. ويضيف: “قد يُفاجأ البعض عندما يعلمون أن الأدوية التي يستخدمونها قد تسبب تفاعلات جلدية غير متوقعة عند التعرض للشمس”.
ومن بين الأدوية التي قد تساهم في هذه الحساسية الضوئية، نجد المضادات الحيوية مثل “دوكسيسيكلين” و”سيبروفلوكساسين”، اللذين يوصفان عادة لعلاج العدوى. كذلك، تشمل الأدوية المضادة للالتهابات مثل “إيبوبروفين” و”نابروكسين”، وبعض علاجات حب الشباب مثل “إيزوتريتينوين”.
علاوة على ذلك، قد تساهم بعض مضادات الاكتئاب القديمة، مثل “أميتريبتيلين”، في زيادة الحساسية لأشعة الشمس.
وبالرغم من أن هذه الأدوية آمنة عند تناولها حسب التعليمات الطبية، إلا أن التعرض لأشعة الشمس قد يسبب ردود فعل غير متوقعة. وفي حالات معينة، قد تظهر ردود فعل شديدة مشابهة لحروق الشمس (التسمم الضوئي) أو طفح جلدي (الحساسية الضوئية).
وتعتبر موانع الحمل الفموية التي تستخدمها النساء من بين الأدوية الشائعة التي قد تسبب الحساسية للضوء، إضافة إلى مضادات الهيستامين وأدوية الفطريات وأدوية التهاب المفاصل وأدوية العلاج الكيميائي ومثبطات المناعة.
ويوضح تانغ أن “الأثر الأكثر وضوحا هو أنك قد تصاب بحروق شمسية أسرع بكثير من المعتاد، في بعض الأحيان بعد 10 إلى 15 دقيقة فقط من التعرض للشمس”. وفي هذه الحالة، قد يعاني الشخص من بشرة حمراء ومؤلمة ومتقرحة، قد تستغرق عدة أيام للشفاء.
ويمكن أن تشمل الأعراض أيضا طفحا جلديا مثيرا للحكة أو تغيرات في لون الجلد. وهذه الأعراض قد تُخطئ في التشخيص مع الطفح الحراري أو الأكزيما، لذا ينصح دائما بزيارة الطبيب أو الصيدلي إذا ظهرت أي أعراض غير متوقعة.
وهناك عوامل أخرى تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة لهذه التأثيرات، مثل الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة وكبار السن الذين يتناولون أدوية متعددة.
لذا، إذا كنت تبدأ في تناول دواء جديد، يُوصى دائما بمراجعة نشرة معلومات المريض أو استشارة الصيدلي للتأكد مما إذا كانت الحساسية للضوء قد تكون من الآثار الجانبية المحتملة.
ويوصي الخبراء باستخدام واقي الشمس الفعّال وارتداء قبعات وتغطية الجسم في ساعات الذروة (من الساعة 11 صباحا حتى 3 مساء) لتجنب التعرض المباشر.
وإذا كنت تعاني من أي ردود فعل تحسسية، يجب عليك استشارة الطبيب أو الصيدلي فورا.
المصدر: ذا صن