الكاوبوي الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل.. عمل متواصل رغم نيران حزب الله وصواريخه
تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT
رغم الغارات الصاروخية المتواصلة من لبنان المجاور، يواصل رعاة الأبقار في إسرائيل رعاية قطعانهم في مرتفعات الجولان السوري المحتل.
وفي ظل تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وغياب أي حلول واضحة للصراع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، تسببت الاشتباكات اليومية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في اندلاع حرائق دمرت الغابات والأراضي الزراعية على طول الخط الفاصل بينهما.
وحتى مع اعتراض الصواريخ، يمكن للشظايا المتساقطة أن تشعل المراعي بسرعة.
ويتكاتف رعاة الأبقار، الذين تمثل قطعانهم جزءا كبيرا من إمدادات لحوم البقر المحلية في إسرائيل، لمكافحة الحرائق عندما لا يتمكن رجال الإطفاء من الوصول إلى الموقع في الوقت المناسب.
ويشير راعي البقر إيريز أشتانكر إلى "التضامن الكبير في مواجهة الحرائق، حيث يجتمع الجميع لإطفاء النيران معًا، مشيرًا إلى أن الجهود الفردية لا تكفي لمواجهة هذا التحدي".
من جانبه، ذكر أرنون نوتمان، أحد رعاة البقر، لوكالة أسوشيتد برس، أن الحرائق دمرت المراعي التي تمثل مصدر غذاء الأبقار، مما يعوق عملية تغذيتها.
وأعرب عن أمله في انتهاء هذه الأحداث في أسرع وقت، حيث يرغب بالعيش بسلام ورعاية أبقاره وركوب خيوله في الحقول.
بسبب صواريخ حزب الله.. كريات شمونة شمالي إسرائيل تتحول إلى مدينة مهجورةرئيس الأركان المشتركة الأمريكية: واشنطن لن تكون قادرة على مساعدة إسرائيل ضد حزب اللهمسؤول إسرائيلي: "لا توجد خطة لإجلاء القاطنين في الشمال في حال نشوب حرب مع حزب الله اللبناني"بدأت الاشتباكات الحدودية في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، بعد يوم واحد من هجوم حماس المباغت على جنوب إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، بحسب السلطات الإسرائيلية.
أشعل هذا الهجوم فتيل الحرب الدامية التي تشنها الدولة العبرية منذ أشهر والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 38 ألف شخص، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
وبدأ حزب الله في إطلاق الصواريخ على شمال إسرائيل لفتح ما أسماه "جبهة مساندة" لحماس، لتخفيف الضغط عن القطاع المحاصر ودعم حليفه الفلسطيني.
وردت إسرائيل واندلعت المواجهات على طول منطقة الحدود.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، الأربعاء، أن صواريخ حزب الله أدت إلى اندلاع 710 حـرائق في الشـمال والتهام 180 ألف دونم من الأراضي.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية رصد قواعد ومواقع إسرائيلية في الجولان.. حزب الله ينشر مشاهد الحلقة الثانية طار بها "الهدهد" شاهد: شمال إسرائيل مشتعل مستعر وحرائق واسعة في الجولان بعد إطلاق حزب الله 200 صاروخ من الجولان السوري المحتل.. غالانت يتحدث عن "حرية كاملة للعمل" ضد إيران وحزب الله إسرائيل حركة حماس لبنان حزب الله الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الفن المعاصر روسيا ثقافة إسرائيل حريق الحرب في أوكرانيا الفن المعاصر روسيا ثقافة إسرائيل حريق الحرب في أوكرانيا إسرائيل حركة حماس لبنان حزب الله الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الفن المعاصر روسيا ثقافة إسرائيل حريق الحرب في أوكرانيا تحاليل طبية فولوديمير زيلينسكي مجاعة مارين لوبن فلاديمير بوتين السياسة الأوروبية یعرض الآن Next حزب الله
إقرأ أيضاً:
المقاومة ليست خيارا ديمقراطيا
في زمن خُلطت فيه المفاهيم، وغُيّبت فيه المعايير، باتت المقاومة تُساءل كما تُساءل الحكومات، ويُحاكم المقاوم كما يُحاكم الفاسد، ويُطلب منه ما لا يُطلب حتى من المحتل. وهي مفارقة أخلاقية قبل أن تكون سياسية.
المقاومة، في جوهرها، ليست خيارا ديمقراطيا، ولا خاضعة لمعادلات التصويت وصناديق الاقتراع، ولا ينتظر أصحابها نتائج استطلاع رأي ليقرروا ما إذا كان من "اللائق" أن يقاوموا أم لا. هذا المنطق، في ذاته، يحمل كارثة فكرية وإنسانية؛ لأنك ببساطة تساوي بين شعب واقع تحت الاحتلال، ومحتلٍ غاصبٍ يستبيح الأرض والإنسان.
من قرر أن يقاوم لا يحتاج إلى تفويض من أحد، ولا يستأذن المقهورين في الدفاع عنهم.. لا ينتظر أن يُنصَّب رسميّا على مشروع الدفاع، فالمقاومة ليست وظيفة تُرشَّح لها، بل هي فعل ينبثق من أعماق الروح الحرة التي ترفض الذل. حتى لو قرر الناس كلهم أن يرضخوا، فمن حق الفرد أن يتمرد، ولو خضع الملايين تحت نير الاستعمار، فصوت واحد يصرخ في وجه الباطل كافٍ ليبدأ التغيير.
يُساءل المقاوم عن مصير المدنيين، بينما يُعفى المحتل من أي مساءلة وهو يقصف البيوت، ويدفن العائلات تحت الأنقاض، ويهدم المدارس والمساجد والمستشفيات
تاريخ الأمم يعلّمنا أن التحرر لا يُنتزع بتوقيع العرائض، ولا يُنال ببلاغات الشجب وحدها.. لم يُقم ثوار الجزائر استفتاء عاما قبل أن يبدأوا ثورتهم ضد المستعمر الفرنسي، ولم ينظّم الفيتناميون مؤتمرات حوار قبل أن يخرجوا لمواجهة المحتل الأمريكي، ولم يكن الجيش الجمهوري الأيرلندي بحاجة إلى أغلبية برلمانية لكي يدافع عن حقوق شعبه. هذه النماذج وغيرها لم تفكر بمفردات "التوافق الوطني" تحت وطأة الاحتلال؛ لأنها ببساطة كانت تعرف أن الحرية لا تأتي على طبق من فضة، ولا تهبط عبر البريد السياسي.
في المقابل، نحن نعيش اليوم حالة غريبة من "الترف السياسي"، حيث يُطلب من المقاوم أن يقدم تقريرا شاملا عن جدوى فعله، وتكلفته، وتداعياته الاقتصادية والدبلوماسية. يُساءل المقاوم عن مصير المدنيين، بينما يُعفى المحتل من أي مساءلة وهو يقصف البيوت، ويدفن العائلات تحت الأنقاض، ويهدم المدارس والمساجد والمستشفيات. يُطلب من المقاوم أن "يُراعي"، وأن "يتأنى"، وأن "يفكر بعقل الدولة"، مع أنه لا يملك دولة أصلا، ولا أرضا آمنة، ولا سيادة على شبر واحد من بلاده.
صحيح أننا نحب أن يُراعي المقاوم شعبه، وأن يحفظ ما استطاع من الأرواح، ولكن لا يمكن أن نحمّله وحده مسؤولية جرائم عدوه، ولا يجوز أن نخضعه لمقاييس الدولة المستقرة وهو يواجه كيانا عدوانيّا مسلحا مدعوما من أقوى القوى على وجه الأرض. من الظلم أن يُساءل من يدافع، بينما يُترك من يعتدي.
ليست القضية هنا أن نقدّس المقاومة أو نمنع انتقادها، ولكن أن نُعيد الأمور إلى نصابها، أن نفهم أن الاحتلال هو أصل الجريمة، وأن كل ما يتبعه من دم ودمار، هو نتيجة مباشرة له. ومن الظلم أن تُلقى الفاتورة على من يقاوم بدل أن تُحاسب من يحتل
ثم ما البديل؟ هل يُطلب من الناس أن ينتظروا رحمة المحتل؟ أم أن يقيموا مؤتمرات "سلام داخلي" وهو يذبح أبناءهم؟ هل المطلوب أن يُجروا انتخابات تحت الحراب ليقرروا إن كانوا يحبون المقاومة أم لا؟! وهل يفترض بالمقاوم أن يختبر شعبيته تحت القصف؟ هذا العبث لا يُقال في سياق الاحتلال، بل في أروقة دول تعيش استقرارا نسبيّا وتملِك قرارها السيادي، أما نحن، فالمعادلة مختلفة تماما.
أحيانا، حين تكثر الأصوات التي تُسائل المقاومة، أشعر أن البعض يتمنى لو لم تكن هناك مقاومة أصلا، كي لا يُحرَج أمام العالم، أو كي لا يضطر لتبرير موقفه. وهنا يصبح الخطاب الإنساني أداة للهروب من المعركة، بدل أن يكون حافزا لها. نريد مقاوما بلا معركة، ونضالا بلا ثمن، وتحررا بلا مواجهة. وهذا لا يحدث إلا في الخيال أو في كتب الأطفال.
إن المقاومة، بطبيعتها، مكلفة، وكل مقاومة حقيقية تحمل في طياتها ثمنا باهظا. هذا لا يعني أن نستسلم للفجائع، ولا أن نحتفي بالألم، ولكن أن نُدرك أن الصراع مع المحتل ليس مباراة متكافئة، بل هو معركة وجود، ومن يطالب المقاوم بأن يتصرف كما لو أنه يعيش في دولة ذات سيادة فإنه ببساطة لا يفهم معنى الاحتلال.
ليست القضية هنا أن نقدّس المقاومة أو نمنع انتقادها، ولكن أن نُعيد الأمور إلى نصابها، أن نفهم أن الاحتلال هو أصل الجريمة، وأن كل ما يتبعه من دم ودمار، هو نتيجة مباشرة له. ومن الظلم أن تُلقى الفاتورة على من يقاوم بدل أن تُحاسب من يحتل.
إن من حق كل شعب واقع تحت الاحتلال أن يختار طريقه نحو الحرية، ومن حقه أن يخطئ، وأن يتعلم، ولكن لا أحد يملك الحق أن يسلبه هذا الخيار باسم الديمقراطية أو الواقعية السياسية؛ لأن الحرية لا تُقاس بحسابات صندوق، ولا تُمنح بإجماع النخب، بل تنتزع بقرار فردٍ يرفض أن يعيش عبدا.