سودانايل:
2025-05-31@06:54:09 GMT

الفكرة اولا ام المادة

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

امجد هرفي بولس توما

wadharfee76@gmail.com

تبدو الجدليات في ادبيات الماركسيين، حول أيهما الأول الفكرة ام المادة، او بمعني هل الوجود المادي يؤدي الي الفكرة ام ان الفكرة تؤدي الي الوجود المادي للاشياء.
تبدو هذه الجدليات أقرب للجدليات السفسطائية حول هل البيضة من الدجاجة ام ان الدجاجة من البيضة .
يرجح الماركسيون حسب نظريتهم المادية، ان المادة سابقة علي الفكرة .


يبدا إنجيل يوحنا كلماته بأنه في البدء كان الكلمة . والكلمة هنا تعني عند المسيحيين السيد المسيح نفسه، والسيد المسيح نفسه اتي بفكرة جديدة علي العالم، ادت الي زلزلته والي انقسامه، فنستنتج من هذا ان السيد المسيح هو الفكرة السابقة علي المادة.
ويقول بعض المتصوفة المسلمون، ان هذا العالم المادي المحسوس، ما هو إلا انعكاسا لعالم روحي غير محسوس .
قالت الأستاذة سناء حمد عضوة المؤتمر الوطني، انه بإمكان المؤتمر الوطني الجلوس الي حميدتي ولكن من الصعوبة بمكان الجلوس الي تقدم . ونفس العبارات نسمعها من التقدميون لاحقا والقحتيون سابقا، انهم علي استعداد للجلوس مع الجميع فيما عدا المؤتمر الوطني .
ولعمري فإن كل هذا التشدد من الطرفين انما يعكس ان ما نشاهده اليوم من حرب ضروس تدمي لها قلوب السودانينون جميعا وجميع محبي السلام ومبغضي الحروب في العالم، ان هذه الحرب ما هي إلا انعكاس لمدي الانشقاق الفكري العميق والحادث بين المؤتمر الوطني ومتعاطفيه وبين التقدميين ومتعاطفيهم من الجهة الاخري.
فها هي هذه الحرب اللعينة، تدلل بأن الانشقاق الفكري الحاد بين صفوف الشعب السوداني، ادي في نهاية المطاف الي هذا الانشقاق العميق في منظومته العسكرية .
وبالطبع فلدي كلتا الفئتين الكثير من المرارات والاحقاد والروايات الدالة علي صحة موقفه، فالتقدميون يحكون عن مرارات ثلاثون عاما من حكم المؤتمر الوطني، ولعمري فإن حرب الخمسة عشر شهرا الماضية فاقت مراراتها مرارات حكم المؤتمر الوطني ذات الثلاثون عاما اضعافا مضاعفة . وأصبح محمد احمد المغلوب علي أمره يحلم بسنوات حكم المؤتمر الوطني كمن يحلم بالجنة وهو في النار يتلظي.
ومن المؤسف حقا ان معظم افراد الشعب السوداني المكتوي بنار هذه الحرب العبثية، لم يتثني له دخول الجامعات، او الجلوس في المنتديات الفكرية والثقافية، ولم يكون فكرة حول افكار هذه المجموعة او تلك، إنما وجد نفسه في خضم هذا الصراع العسكري البغيض، مقتولا او منهوبا او مسلوبا او نازحا او لاجئا.
فمتي يتنازل ساستنا هؤلاء القابعين في ابراجهم العاجية، ينافحون عن أفكارهم الدينية او اللبراية، تحت المكيفات بينما يتلظي المواطن السوداني المسكين، بحرب لا ناقة له فيها ولا جمل، ويدفع فاتورتها بالكامل بينما مثيروها هم اغلبهم خارج البلاد يؤججونها بفلسفات لن تلد إلا الخراب.
يقول المثل السوداني: عينه للفيل وبيطعن في ضله، فالواضح ان هذا الصراع إنما صراع بين تقدم وبين المؤتمر الوطني، فالي متي يرفضون الجلوس الي بعضهم البعض لانهاء هذه الازمه، بدلا من ان يتحاور الضل مع الضل؟ اما اذا كانت حالتهم النفسية او كما يقول السودانينون نفسياتهم لا تسمح لهم بالجلوس للتفاوض لانهاء هذه الحرب العبثية فعليهم ان يجدوا الي هذا سبيلا.
وليس هذا بغريب علي عالم اليوم فها هم جمهوري أمريكا مع ديمقراطيها تحت قبة كونجرس واحد وها هم محافظي بريطانيا وعمالها تحت قبة برلمان واحد، فمتي سيعلم الطرفان السودانيان بأن سحق كل طرف منهما بات امرا مستحيل، والمتضرر منه هو الشعب السوداني المسكين، فياتوا ليصافحوا بعضهم نادمين علي ما فعلوه في حق الوطن والمواطن.

امجد هرفي بولس
wadharfee76@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المؤتمر الوطنی هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

حكومة الجزيرة تمنع حرمان الطلاب من الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية بسبب الرسوم

شدد مجلس حكومة ولاية الجزيرة، في اجتماعه الثلاثاء برئاسة الأستاذ الطاهر إبراهيم الخير، والي الولاية، على عدم حرمان أي طالب من الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية بسبب الرسوم.وأكد الوالي التزام حكومته بمعالجة أوضاع الطلاب الذين دفعوا رسوم الامتحانات في العام الماضي ولم يتمكنوا من الجلوس لها بسبب الحرب.واستمع المجلس إلى تنوير من المهندس أبو بكر عبد الله، المدير العام لوزارة التخطيط العمراني والمرافق العامة والوزير المفوض، حول الجهود المبذولة لتطهير المصارف وإزالة الأنقاض، إضافة إلى حصر مناطق الهشاشة وتحديد الاحتياجات اللازمة لمقابلة طوارئ الخريف.من جهتها، كشفت دكتورة عرفة محمود، المدير العام لوزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية والوزير المفوض، عن اكتمال تحديد المساحات المستهدفة للزراعة في القطاع المطري هذا الموسم، مشيرة إلى توفير الوقود، وداعية إلى معالجة مشاكل الكهرباء وتوفير الآليات ومعينات العمل.وأكدت استمرار الجهود لتوفير التقاوي بالتنسيق مع وزارة الزراعة الاتحادية والمنظمات.وفي السياق، أعلن الأستاذ عبد الله أبو الكرام، المدير العام لوزارة التربية والتعليم، أن عدد الطلاب الممتحنين للشهادة السودانية بلغ 28,342 طالباً وطالبة موزعين على 792 مركزاً.وأوضح أن رسوم الامتحانات تبلغ 76 ألف جنيها، مشيراً إلى رصد أكثر من 6,000 طالبا معسر بالولاية.من جانبه، دعا الأستاذ عاطف محمد إبراهيم أبو شوك، وزير المالية والاقتصاد والقوى العاملة، إلى مخاطبة وزارة الري لفتح السيفونات، ووضع رؤى ودراسات هندسية لمناطق الهدام، كما استعرض التدابير الجارية لإنشاء محفظة لتمويل الموسم الزراعي المطري.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • نتيجة الصف الأول الإعدادي برقم الجلوس والاسم الترم الثاني 2025 .. بالدرجات
  • نتيجة الصف السادس الابتدائي برقم الجلوس والاسم 2025 .. ظهرت الآن
  • وزير المالية السوداني: وقف الحرب أولا وشعبنا سيحكم نفسه بنفسه
  • موعد امتحانات الدبلومات الفنية 2025.. رابط أرقام الجلوس
  • مستشار السوداني: إعادة تقييم مجالس إدارات المصارف خطوة استراتيجية لدعم الاقتصاد الوطني
  • البرهان يصدر قرار عاجل بشأن إتهامات أمريكية بإستخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية في الحرب
  • عرضوا حياة المواطنين للخطر.. أصحاب فيديو الجلوس أعلى سيارة بالشرقية يواجهون هذه العقوبة
  • القبض على أصحاب فيديو الجلوس أعلى سيارة بالشرقية
  • حكومة الجزيرة تمنع حرمان الطلاب من الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية بسبب الرسوم
  • عبر بوابة الأزهر .. رابط نتيجة الشهادة الإعدادية الأزهرية 2025 برقم الجلوس