بوابة الوفد:
2025-06-18@05:51:48 GMT

القاهرة – باريس

تاريخ النشر: 10th, July 2024 GMT

وأنا أتابع بشغف قدرة الفرنسيين على التغيير فى الانتخابات النيابية الأخيرة، انتقلت فجأة لساحات التاريخ متأملًا المسافة الثقافية بين القاهرة وباريس. دخلت مصر إلى آفاق العصر الحديث عبر البوابة الفرنسية بنهاية القرن الثامن عشر وتحديدا مع قدوم الحملة الفرنسية (1798 و1801).. أحدثت الحملة احتكاكًا بالعقل المصرى تولدت منه شرارة حضارية من نوع ما أيقظت الشخصية المصرية التى انزوت وتوارت خلف ضعفها وهوانها ومستعمريها قرونًا طويلة.

لم يكن الفرنسيون فاتحين، كما كل الغزاة عربًا وعجمًا.. الكل جاء غازيًا مغرمًا بالمكان، وباستعباد خلق الله فى استنبات أرض فيها من الخيرات ما كان كفيلًا بتسييل لعاب الطامعين.. بصعوبة شديدة فتح المصريون أعينهم بعد قرون من ظلمة القهر، وإذا بهم امام محتل بغيض وفاجر ولكن ستظل الحسنة التاريخية للفرنسيين انهم نبهوا المصريين إلى أن هناك على الشاطئ الآخر عالم جديد فى فكره وعصره وعلومه ووسائل عيشه. قدم بونابرتة إلى مصر بعد 9 سنوات من أخطر الثورات فى العصور الحديثة – الثورة الفرنسية 1789 – التى صدرت للعالم قيما جديدة عن الحق والعدل والخير والجمال. خطط بونابرتة أن تكون مصر قاعدة للامبراطورية الفرنسية فى قلب العالم، وإذا بالمصريين العائدين من دهاليز وكهوف التاريخ يجبرونه على الرحيل، ويجبرون حملته وجيشه على مغادرة مصر للأبد بعد أقل من 3 سنوات من حملة بونابرتة.

خرج نابليون وذهبت حملته، واندفع المصريون من القاهرة إلى باريس لتعلم فنون وعلوم عصر جديد، لتتغير مصر وتنهض وتصبح درة الشرق الحقيقية التى هضمت التاريخ واستعادت قدرتها على تسجيل لحظات الزمن انطلاقا من العقل، بعيدا عن الخرافة. الفارق بين لحظة–641 م، و1798 م–أن اللحظة الأولى كانت لحظة إجهاض حضارى، أما اللحظة الثانية فقد كانت وظلت لحظة تنوير وإفاقة حضارية رائعة.. كل غزو ملعون بما فى ذلك حملة بونابرتة الآثمة، لكن عندما نتأمل التاريخ ونعيد قراءته بهدوء بعيدا عن مؤثراته الأولى سندرك أن هناك نوعًا من الغرام الحضارى بين الفرنسيين ومصر. لا يمكن أن نغفل أن اكتشاف حجر رشيد وفك طلاسم الحضارة المصرية القديمة كان على يد الفرنسيين، ولا يمكن أن نتجاهل أن بدايات النهضة الحديثة فى مصر منذ بدايات القرن التاسع عشر هبت رياحها قادمة من باريس. كما يقول الدكتور طه حسين فى مؤلفه مستقبل الثقافة فى مصر: إن وحدة الدين ووحدة اللغة لا تصلحان أساسًا للوحدة السياسية، ولا قوامًا لتكوين الدول. وبعد قرابة 15 قرنًا على تعريب مصر يبدو أننا يجب أن نعيد قراءة طه حسين من جديد.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح القاهرة باريس قدرة الفرنسيين البوابة الفرنسية الحملة الفرنسية

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم العالي يتابع سير الأعمال الإنشائية بالحرم الجديد للجامعة الفرنسية

تفقد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، صباح اليوم الأحد، موقع الجامعة الفرنسية؛ لمتابعة سير الأعمال الإنشائية بمقر الحرم الجديد للجامعة بمدينة الشروق، وذلك برفقة  إريك شيفالير سفير فرنسا بالقاهرة، والدكتور منير فخري رئيس مجلس أمناء الجامعة الفرنسية، والدكتور ماهر مصباح أمين مجلس الجامعات الأهلية، والدكتور محمود سالم نائب رئيس الجامعة الفرنسية، وعدد من قيادات الوزارة والجامعة.

واستمع الدكتور أيمن عاشور إلى شرح تفصيلي بشأن معدلات التنفيذ للإنشاءات الجارية بكافة مباني الجامعة، كما اطلع على معدلات الإنجاز للأعمال الإنشائية التي تسير وفقًا للجداول الزمنية المحددة.

وأكد الوزير أن مشروع الجامعة الفرنسية يحظى باهتمام كبير من الحكومة المصرية ضمن خطتها لدعم الجامعات الأهلية، وكجزء من إستراتيجية الوزارة لتطوير نماذج مُتميزة من الجامعات الدولية بالتعاون مع الدول ذات الخبرة في المجالات التعليمية والبحثية، مشيرًا إلى عمق العلاقات التي تربط بين البلدين وخاصة في التعاون الأكاديمي والبحثي.

وأضاف الدكتور أيمن عاشور أن الوزارة تهدف إلى تنويع منظومة التعليم الجامعي في مصر؛ للمساهمة في إتاحة فرص عديدة أمام الطلاب للاختيار بين الكليات والتخصصات العلمية التي تقدمها الجامعات، وللارتقاء بالمنظومة التعليمية وتأهيل الخريجين ليكونوا قادرين على المنافسة في سوق العمل، مؤكدًا أن الوزارة تدعم وتشجع إقامة شراكات واتفاقيات تعاون مع كبرى الجامعات الأجنبية ذات التصنيف الدولي المُتقدم، بهدف تبادل الخبرات العلمية والأكاديمية وتقديم برامج دراسية حديثة متميزة.

وأشار الوزير إلى الدعم الكبير لمشروع الجامعة الفرنسية من جانب القيادة السياسية في الدولتين، خاصة في ظل حرص الحكومة المصرية على تقديم المساندة للجامعة الفرنسية؛ بهدف تحويلها إلى مؤسسة أكاديمية وبحثية متميزة، معربًا عن تطلعه لتحقيق إنجاز في خطوات تنفيذ المشروع لاستكماله بأفضل صورة، مؤكدًا أن الجامعة الفرنسية تمثل إضافة قوية للمنظومة التعليمية وخطة الدولة؛ لتكون مصر منصة تعليمية ذات تنافسية دولية عبر تقديم نماذج متنوعة ومتميزة من الخدمات التعليمية لكل أبناء المنطقة.

وسلط الدكتور أيمن عاشور الضوء على الزيارة التاريخية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لجمهورية مصر العربية، والتي شهدت زيادة أوجه التعاون بين الجانبين، حيث تم توقيع 42 بروتوكول تعاون بين الجامعات المصرية ونظيرتها الفرنسية، لتقديم 70 برنامجًا أكاديميًا، مع التركيز على قضايا الابتكار والذكاء الاصطناعي وتغير المناخ، دعمًا للتنمية المستدامة، خاصة في إفريقيا والدول الفرنكوفونية.

ومن جانبه، رحب السفير الفرنسي بالحضور لزيارة مقر الجامعة الجديد، مؤكدًا أنها تعد خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجال التعليم العالي، مثمنًا التقارب الكبير والتعاون في العديد من المجالات، وخاصة في التعاون الأكاديمي والبحثي والعلمي بين الجانبين.

وأشار السفير الفرنسي إلى أن إنشاء الحرم الجامعي الجديد للجامعة الفرنسية في مصر في مدينة الشروق يعد نقطة انطلاق جديدة للجامعة، حيث سيتيح استيعاب عدة آلاف من الطلاب، فضلًا عن عقد شراكات مع جامعات فرنسية جديدة، لافتًا إلى أن إنشاء الحرم الجديد للجامعة الفرنسية في مصر، يُعتبر نتيجة للدعم الهائل الذي قدمه كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، لافتًا إلى إتاحة الفرصة للطلاب للحصول على شهادة فرنسية في مصر.

ومن جانبه، أكد الدكتور محمود سالم نائب رئيس الجامعة الفرنسية أن الجامعة الفرنسية تهدف إلى إنشاء حرم جامعي جديد يتم تزويده بأحدث الوسائط التكنولوجية، وتقديم تخصصات علمية وبرامج دراسية حديثة ومتميزة لمواكبة متطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، ولتقديم تجربة تعليمية متكاملة تحاكي نظم الدراسة بالجامعات الفرنسية.

حضر الزيارة التفقدية من جانب الوزارة، الدكتور هاني مدكور الرئيس التنفيذي لصندوق الاستشارات، والدكتور حسين فريد منسق المشروع بكلية الهندسة جامعة عين شمس.

وجدير بالذكر أن التصميمات المعمارية للحرم الجامعي الجديد للجامعة الفرنسية، فازت بجائزة فرانس ديزاين "France Design" العالمية، وقد تم إطلاق مسابقة للتصميم في 2021، ليكون مبنى صديقًا للبيئة والحفاظ على الطاقة، واستخدام الطاقة الجديدة، وإعادة تدوير المياه.

مقالات مشابهة

  • «التعليم العالي» تعلن فتح باب التقدم لـ منح الدكتوراه المصرية الفرنسية
  • مشيرب: كتب مادة التاريخ في مدارسنا “مزورة”
  • محافظ القاهرة يعلن تعميم تجربة زراعة أسطح 450 عقارًا بالأسمرات بعد نجاح مبدئي مذهل
  • سقط لحظة دخول المصعد .. وفاة رجل الأعمال السوداني عمر محمد عثمان العشي في منطقة كعابيش بفيصل في العاصمة المصرية القاهرة
  • ميار شريف تتوج بلقب بطولة بياريتز الفرنسية للتنس
  • انتهى زمن الحرب الخاطفة.. أخبروا من لم يقرأ التاريخ
  • من القاهرة إلى باريس ودارفور… العالم بين خيوط الجريمة ومآسي الجوع وسقوط الرموز
  • بيان مشترك بين دولة قطر والجمهورية الفرنسية بشأن الحوار الاستراتيجي الثالث بينهما
  • وزير التعليم العالي يتابع سير الأعمال الإنشائية بالحرم الجديد للجامعة الفرنسية
  • وزير التعليم العالي يتابع سير أعمال إنشاء الجامعة الفرنسية بالشروق