قيادي في حماس ينفي الانسحاب من محادثات وقف إطلاق النار، وفريق التفاوض الإسرائيلي يوجه "انتقادات لاذعة" لنتنياهو قبيل مغادرته إلى الدوحة
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
وقالت إسرائيل إن الهجمات كانت تستهدف محمد الضيف قائد الجناح العسكري لحركة حماس.
واتهم عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، في حديث لوكالة رويترز للأنباء، إسرائيل بمحاولة عرقلة جهود الوسطاء العرب والولايات المتحدة الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من خلال تكثيف هجماتها في غزة.
قالت السلطات الصحية في قطاع غزة إن الهجوم الذي وقع يوم السبت في خان يونس أودى بحياة ما لا يقل عن 90 فلسطينيًا، مما أثار شكوكا حيال محادثات وقف إطلاق النار.
وكان مصدران أمنيان مصريان مطلعان على محادثات وقف إطلاق النار التي تتوسط فيها الدوحة والقاهرة قالا يوم السبت إن المفاوضات توقفت بعد محادثات مكثفة استمرت ثلاثة أيام.
وواصلت القوات الإسرائيلية قصفها الجوي والبري لعدة مناطق في أنحاء القطاع الساحلي الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة، معظمهم نزحوا بسبب الحرب.
قال مسؤولون طبيون وإعلاميون إن 15 فلسطينيًا قتلوا وأصيب عشرات في غارة جوية على مدرسة تديرها الأمم المتحدة في مخيم النصيرات.
وقال الجيش الإسرائيلي إن المدرسة كان يستخدمها مقاتلو حماس قاعدة لمهاجمة قواته، مضيفًا أنه اتخذ إجراءات عديدة للحد من خطر إلحاق الأذى بالمدنيين، بما يشمل استخدام ذخائر دقيقة ومعلومات مخابراتية.
وقال سكان إن صاروخين استهدفا الطابق العلوي من المدرسة التي تقع في موقع قريب من السوق المحلية للمخيم.
وقال مسعفون إن إسرائيل شنت غارات جوية في وقت سابق من يوم الأحد على أربعة منازل في مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل 16 فلسطينيًا على الأقل وإصابة عشرات آخرين.
القناة 13 الإسرائيلية: نتنياهو يريد خطة "لمنع عودة المسلحين إلى شمال القطاع"
من جهتها، أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أنه من المرتقب أن تعقد جولة مباحثات في الدوحة اليوم الاثنين حول صفقة التبادل.
فيما عقد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الليلة الماضية جلسة مع طاقم التفاوض، وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن قادة الوفد الإسرائيلي المفاوض وجهوا "انتقادات لاذعة" لنتنياهو خلال اجتماعهم به أمس.
ومن المتوقع أن يتوجه رئيس الموساد دافيد برنياع إلى العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع المقبل لمواصلة المحادثات بشأن التوصل إلى صفة جديدة.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن نقطة الخلاف الرئيسية بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وفريق التفاوض هي "عودة سكان غزة إلى شمالي القطاع".
وطالب نتنياهو، وفق مصدر، الوسطاء بخطة "لمنع عودة المسلحين إلى شمال القطاع"، وأشار المصدر ذاته إلى وجود خلاف آخر بين نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية بشأن بقاء قوات الجيش في محور فيلادلفيا.
ويصر نتنياهو على وجود الجيش في فيلادلفيا بينما يرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي إمكانية التعامل مع المحور بطرق أخرى.
وبموجب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979، يعد محور فيلادلفي منطقة عازلة، وكان يخضع لسيطرة وحراسة إسرائيل قبل أن تنسحب الأخيرة من قطاع غزة عام 2005 فيما عرف بخطة "فك الارتباط".
كان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي قد قال الليلة الماضية إن الاتفاق لاستعادة الرهائن مع حركة حماس هو أمر "ضروري وُملح".
بينما جدد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش تأكيده اليوم، بأنه لن يوافق على أي صفقة تبادل مع حركة حماس، حتى لو كان ثمن ذلك إنهاء مسيرته السياسية، على حد تعبيره.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن سموتريتش قوله إن المؤسسة الأمنية في إسرائيل قررت المضي نحو صفقة "غير شرعية" بأي ثمن.
وقال إن هذه الصفقة ستؤدي إلى إعادة 20 رهينة إسرائيلية والتخلي عن الباقين ووقف الحرب دون "خطوط حمراء"، حسب وصفه.
"قصف المواصي": انتشال 400 شخص بين قتيل وجريح وتديمر 1،200 خيمة ومقر لتوزيع المساعدات
وأما بخصوص الأوضاع الميدانية، فقد أكد شهود عيان أن قوات الجيش الإسرائيلي انسحبت بشكل كامل من مناطق تل الهوا والشيخ عجلين وشارع الصناعة الواقعة جنوب غربي مدينة غزة، لكنها بقيت بالقرب من دوار النابلسي وفي محيط محور نتساريم، وذلك بعد 7 أيام من التوغل.
وقال جهاز الدفاع المدني إن طواقمه انتشلت 10 جثامين من تل الهوا، وإن مجموع من انتُشِلوا خلال الأيام الماضية وصل إلى أكثر من 70 قتيلًا.
وفي ذات السياق، واصل الجيش الاسرائيلي قصف مناطق متعددة في القطاع بالطائرات والمدفعية، إذ قتل الليلة الماضية 5 اشخاص بينهم ثلاثة أطفال فضلا عن عدد من الإصابات، إثر قصف على منزل في مخيم المغازي وسط القطاع.
وأضاف شهود عيان أن طائرة استطلاع إسرائيلية قصفت مجموعة من المواطنين أمام برج السوسي بحي تل الهوى ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص.
وقُتِل شخصان آخران جراء قصف على مجموعة من المواطنين شرق رفح جنوبي القطاع.
وأعلن جهاز الدفاع المدني بغزة انتهاء عملية البحث في منطقة المواصي التي تعرضت لقصف اسرائيلي عنيف وغير مسبوق قبل يومين طال خيام النازحين، مؤكدًا أن طواقمه انتشلت 400 شخص بين قتيل ومصاب.
وأوضح في تصريح له بأن القصف دمر 1200 خيمة ومقر لتوزيع مساعدات خيرية ومحطة تحلية مياه.
القوات تشن مداهمات واعتقالات في مناطق في الضفة الغربية المحتلة
وفي الضفة الغربية المحتلة، نفّذت القوات الاسرائيلية مداهمات واعتقالات الليلة الماضية في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت مصادر محلية بوقوع اشتباكات بين مسلحين والقوات الإسرائيلية التي اقتحمت بلدة قباطيا، وسُمِعَت أصوات انفجارات يبدو أنها نجمت عن تفجير عبوات ناسفة بالآليات العسكرية.
وقالت المصادر إن القوات الإسرائيلية فجرت مركبة خلال اقتحامها للبلدة، دون تسجيل إصابات، وفي بلدة يعبد غربي جنين، داهمت القوات الإسرائيلية عدة منازل واعتقلت شابًا قبل انسحابها من البلدة.
ونفّذت القوات الإسرائيلية حملات تفتيش للمنازل وتحقيقات ميدانية طالت عددًا من الشبان في بلدة جماعين قضاء نابلس، كما هدم الجيش الإسرائيلي محطة للوقود في بلدة حزما شمالي مدينة القدس، بدعوى بنائها دون ترخيص.
وزير الخارجية البريطاني: الوضع الإنساني في غزة "مُروِّع"
وفي ذات السياق، التقى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي مساء الأحد برئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ في لقائين منفصلين في مدينة رام الله.
ودعا ديفيد لامي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال زيارته الأولى لإسرائيل والأراضي الفلسطينية كوزير للخارجية.
وأضاف: "أنا هنا للضغط من أجل وقف إطلاق النار، إن الخسائر في الأرواح خلال الأشهر القليلة الماضية... أمر مروع، ويجب أن يتوقف".
كما حث لامي على إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة وزيادة تدفق المساعدات إلى القطاع، وأعرب وزير الخارجية عن إحباطه إزاء عدم دخول شاحنات المساعدات البريطانية إلى غزة "بعد أشهر وأشهر من الطلب"، مرددا الشكاوى المستمرة منذ فترة طويلة من وكالات الإغاثة بشأن منع عمليات التسليم أو تأخيرها بسبب عمليات التفتيش المعقدة التي يفرضها الجيش الإسرائيلي.
وقال إن الوضع الإنساني في غزة "مروع" وأن المملكة المتحدة ستقدم مبلغًا إضافيًا قدره 5.5 مليون جنيه إسترليني إلى مؤسسة UK-Med الخيرية الطبية لتمويل عملها في القطاع.
وقال إنه سيدلي ببيان حول مستقبل التمويل البريطاني للأونروا - الوكالة الرئيسية للأمم المتحدة التي تقدم المساعدات في غزة - في الأيام المقبلة.
وتعهد حزب العمل، الفائز مؤخرًا بالانتخابات العامة البريطانية، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنه لم يذكر بعد متى سيفعل ذلك.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حماس اسرائيل فلسطين اطلاق النار الدوحة نتنياهو العاصمة القطرية الدوحة القوات الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی وقف إطلاق النار اللیلة الماضیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
سلام: أولويات لبنان الانسحاب الإسرائيلي ونزع سلاح حزب الله
قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام إن إسرائيل تتذرع بنزع حزب الله لعدم مغادرة النقاط التي تحتلها في جنوب لبنان بينما يرفض حزب الله نزع سلاحه ويتمسك به ما لم تغادر إسرائيل.
وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية اليوم الأربعاء قال سلام إن الإسرائيليين يقولون إنهم لا يستطيعون المغادرة إلا إذا نزع حزب الله سلاحه، ويقول حزب الله كيف يمكننا نزع سلاحنا طالما أن الإسرائيليين لا يفعلون ذلك".
وفي إشارة إلى الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان قال سلام "لدينا لاعب مطلق العنان يتصرف كقوة مهيمنة بقيادة نتنياهو وقوته تزداد".
وأضاف رئيس الوزراء اللبناني، في المقابلة أن "حزب الله يعلم أن الأمور قد تغيرت في المنطقة، لكنه لا يزال يحاول المقاومة".
وفي تصريحات أدلى بها سلام في مقر نقابة المحررين اللبنانية قال "إن هناك من يرى السلاح أولوية، والواقع أن الأمور مترابطة ببعضها البعض".
واعتبر سلام أن السلاح "كان له دور كبير في التحرير عام 200، ومنذ ذلك الحين لم تتم معالجة هذه المسألة التزاما باتفاق الطائف، ولم نحسن إدارة البلد بشكل جيد فوصلنا إلى ما وصلنا إليه. وإذا أردنا أن ننهض بالبلد لا بد من الأمن والاستقرار، ولا بديل من حصر السلاح لأجل ذلك".
وأضاف: "الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية هو أيضا أولوية، وقد بذلنا جهودا مضنية لتحقيق ذلك، لكننا حتى الآن لم نصل إلى نتيجة، وسنواصل جهودنا، وليس أمامنا سوى الخيار السياسي والدبلوماسي".
وقال: "نحن نحاول إعادة الثقة بالدولة من خلال تصحيح وتنظيم الإدارات وتعزيز الجيش ليحل محل اليونيفيل. هناك إجراءات اتخذت كتعيين الهيئات الناظمة وإعداد سلسلة قوانين في الإصلاح المالي".
إعلانوعن موضوع المفاوضات مع إسرائيل، قال: "ليس عندنا عقدة في هذا الموضوع والرئيس نبيه بري على حق عندما قال إن هناك لجنة الميكانيزم والتفاوض يتم من خلالها، لكن لم يتم التقدم في هذا المجال".
وردا على سؤال، أوضح رئيس الحكومة أنه التقى السفير الأميركي الجديد في لبنان مرتين "وهو لبناني الأصل وضليع في الأمور اللبنانية، ويتكلم العربية أفضل منا، وهو سيكون المسؤول عن الملف اللبناني كما أعتقد".
وسئل أخيرا عن مسألة العداء لإسرائيل، فقال: "نحن مرتبطون باتفاقية الهدنة، وما زلنا في حالة عداء مع إسرائيل".
وفي لقائه مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في بيروت أشار سلام إلى أن "الجيش اللبناني يقوم بواجبه في تطبيق قرار حصر السلاح بيد الدولة وتنفيذ قرارات الحكومة، إلا أن إسرائيل تستمر في خرق الاتفاق من خلال الاعتداءات اليومية واحتلال عدد من النقاط في الجنوب".
من جهته أكد وزير الخارجية المصري، خلال لقائه رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام، اليوم الأربعاء في بيروت، مواصلة مصر بذل كل جهد ممكن لحماية لبنان.
وشدد "على أهمية دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته للقيام بالمهام الموكلة إليه". وجدد تأييد القاهرة "لقرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيد الدولة".
وفي وقت سابق اليوم بحث الرئيس اللبناني جوزيف عون، الأربعاء، مع وزير الخارجية المصري، قضية حصر السلاح بيد الدولة والاعتداءات الإسرائيلية.
وقال الوزير المصري إن زيارته للبنان للمرة الرابعة خلال عام ونصف تعكس الاهتمام المصري بأمن واستقرار لبنان.
وأشار إلى أهمية التنسيق بين البلدين، لافتا إلى دعم مصر لمبادرة الرئيس عون المتعلقة باستعداد الجيش لتسلم جميع النقاط في جنوب لبنان.
وقال إن القاهرة تتحرك وفق محددات قائمة على الدعم الكامل للبنان، محذرا من احتمالات التصعيد في المنطقة. وأكد أن مصر تبذل جهودا لتجنيب لبنان "أي ويلات أو تصعيد"، داعيا إلى البناء على مبادرة الرئيس عون الأخيرة.
ولفت عبد العاطي إلى أن بسط سلطة الدولة اللبنانية أمر مهم جدا، وأن هناك تناغما بين الموقفين المصري واللبناني في هذا الشأن.
وشدد على أن "غطرسة القوة لن تؤمن الاستقرار لإسرائيل أو للمنطقة، ونحن مع الحلول الدبلوماسية والسياسية لا العسكرية".
وتابع: "المنطقة برمّتها على شفا التصعيد الكامل وهذا لا يخدم أي فريق على الإطلاق، ونوظّف اتصالاتنا لخدمة خفض التصعيد من خلال الحوار المباشر أو غير المباشر".
وبوتيرة يومية تنتهك إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار الساري مع "حزب الله". وخرقت الاتفاق ما لا يقل عن 10 آلاف مرة، بحسب اليونيفيل، ما أدى إلى مقتل 331 شخصا وإصابة 945 آخرين، وفقا لوزارة الصحة اللبنانية.
وكان يفترض أن ينهي هذا الاتفاق عدوانا على لبنان بدأته إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحول في سبتمبر/أيلول 2024 إلى حرب شاملة، وخلّف أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.