بعد تكريم السيسي لـ سلطانهم.. من هم البهرة وكم عددهم في مصر؟
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، على تكريم سلطان طائفة البهرة بالهند، مفضل سيف الدين، ومنحه وشاح النيل تقديرًا لجهوده المتواصلة في مصر.
استقبل الرئيس السيسي، اليوم الاثنين 7 أغسطس، السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، يرافقه أنجاله الأمير جعفر الصادق عماد الدين، والأمير طه نجم الدين، والأمير حسين برهان الدين، في حضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، ومفضل محمد، ممثل السلطان لدى القاهرة.
وقال المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس السيسي رحب بالسلطان مفضل سيف الدين ضيفاً عزيزاً على مصر، مشيداً بالعلاقات التاريخية بين مصر وطائفة البهرة، وثمن السيسي الدور المقدّر للسلطان والطائفة في ترميم وتجديد مقامات آل البيت وعدد من المساجد المصرية التاريخية، فضلاً عن الأنشطة الخيرية المتنوعة في مصر، بما يتكامل مع جهود الدولة لتحقيق التنمية، وحرصها على تطوير القاهرة التاريخية واستعادة طابعها الحضاري العريق.
مفضل سيف الدين هو سلطان البهرة الحالي، والابن الثاني لسلطان البهرة الراحل الدكتور محمد برهان الدين، وُلد مفضل سيف الدين في مدينة سورات الهندية في 20 أغسطس عام 1946، وينتمي إلى أسرة توارثت زعامة طائفة البهرة منذ مدة طويلة واعتنقت الإسلام منذ بزوغ شمسه في شبه القارة الهندية، تولى تربيته وتعليمه والده السلطان الراحل الدكتور محمد برهان الدين، وله خمسة أبناء، ثلاثة من الذكور أولهم الأمير جعفر الصادق ثم الأمير طه ثم الأمير حسين، وابنتان.
وفق اعتقاد أبناء طائفة البهرة وما تنص عليه كتبهم، فإنه لا يتولى زعامتهم سلطان جديد إلا بنص وتعيين من السلطان السابق، لذا فإن سلطان البهرة الراحل الدكتور محمد برهان الدين عين نجله مفضل سيف الدين خلفا له قبل وفاته بسنيتن عام 2011 في مدينة مومباي أمام مئات الآلاف من أبناء الطائفة.
تعتبر البهرة واحدة من أشهر الطوائف الإسلامية التي انتصرت لإمامة أحمد المستعلي الفاطمي، ضد أخيه نزار المصطفى لدين الله، بعد وفاة والدهما الخليفة المستنصر بالله الفاطمي عام 1094، الذي اختار ابنه المستعلي ليكون واليا، فنشأ خلاف بين الشقيقين، وانتهى الخلاف لصالح الطائفة المستعلية التي انهزمت مع هزيمة الدولة الفاطمية على يد صلاح الدين الأيوبي، الذي أسس الدولة الأيوبية وهزم الفاطميين وطردهم من مصر عام 1174، لينتشر البهرة إلى العديد من دول العالم.
تنقسم طائفة البهرة إلى فرق متعددة، منها “البهرة الداوودية” نسبةً إلى داود برهان الدين بن قطب شاه، وانتشروا في الهند وباكستان بعد نقل مركزهم من اليمن في القرن العاشر الهجري، وحاليًّا سلطانهم هو مفضل سيف الدين، ويقع مركزهم في مومباى ولهم جماعات في أكثر من 40 دولة في أنحاء العالم.ومن بين الفرق المنتمية إلى البهرة أيضًا “السليمانية” نسبة إلى سليمان بن الحسن، وتنتشر في اليمن والمملكة العربية السعودية. وعلى مر القرون، هاجر البهرة الداوودية إلى جميع أنحاء العالم رغبةً في الازدهار بتجارتهم، كما أن مستوطناتهم الصغيرة نمت وتحولت إلى جاليات كبيرة ذات طابع رسمي في دول كثيرة بالعالم.
كما هاجر أول وفد من البهرة إلى مصر في فترة الستينيات من القرن الماضي، ويبلغ عددهم في الوقت الحالي في مصر نحو 750 فردًا، وتعمل نسبة عالية منهم في التجارة، وتعني كلمة “البهرة” التاجر. ولانتمائهم إلى الفاطميين فإنهم يجتمعون غالبًا لإقامة الصلاة في مسجد الحاكم بأمر الله الفاطمي وغيره من المساجد الفاطمية.
تسعى طائفة البهرة لترميم كل القبور والمساجد المتعلقة بالفاطميين، ويدفعون أموالًا طائلة من أجل ذلك، وساهم سلطانهم بجهود مقدرة في ترميم وتجديد مقامات آل البيت في مصر، وعدد من المساجد المصرية التاريخية، من بينها أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، والحسين، والعديد من الأنشطة الخيرية في مصر.
وتعد طائفة البهرة السبب الرئيسي في إعادة ترميم مسجد الحاكم بأمر الله، كما كان لها دور مهم مؤخرًا في تجديد مبانٍ تراثية وأثرية من مقامات آل البيت والمساجد المتعلقة بمعتقداتها، مثل مساجد الأقمر والسيدة زينب والسيدة رقية.
يعمل أغلب البهرة في مصر في التجارة ولهم العديد من الأنشطة الخيرية، كما شهدت السنوات الماضية دعم الطائفة لصندوق “تحيا مصر”. ويستخدم البهرة تقويمًا قمريا إسلاميا بصيغة خاصة، جرى تطويره منذ زمن الفاطميين ويعتمد على حسابات فلكية لتحديد بدايات الأشهر، لذا فهو ثابت ويختلف بفارق يوم أو يومين عن التاريخ الهجري.
كما يحتفل البهرة بعيدي الفطر والأضحى إضافة إلى احتفالات أخرى منها الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وفي يوم 18 من شهر ذي الحجة بيوم غدير خم، وكذلك إحياء ذكرى يوم عاشوراء في العاشر من محرم من كل عام، ويتميزون بعاداتهم وتقاليدهم.
“صدى البلد”
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: مفضل سیف الدین طائفة البهرة فی مصر
إقرأ أيضاً:
المفكر عادل نعمان: عذاب القبر ليس من المعلوم من الدين بالضرورة
أكد الدكتور عادل نعمان، الكاتب والمفكر ، أن أحمد بن حنبل قال: "من قال إن هناك إجماع فقد كذب"، متسائلًا: "هل يمكن أن نقول أن الأمة كلها أجمعت على شيء؟"، مشيرًا إلى أنه لا يوجد إجماع في بعض المسائل التي قد تخالف العقل الآن، لكنها كانت متفقًا عليها سابقًا لأنها استقرت في ذهن الناس آنذاك.
وقال خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج «نظرة» المذاع على قناة «صدى البلد»، إن هناك علماء ومشايخ قالوا إنه لا يوجد عذاب في القبر، متسائلًا: "هل لو قلت إنه ليس هناك عذاب في القبر فأكون أنكرت شيئًا من الدين بالضرورة؟".
وأضاف أن مر علينا 1500 سنة وما زلنا نتحدث عن عذاب القبر، مشيرًا إلى أن الكلام المطروح اليوم ما هو إلا تجديد للأفكار القديمة، مؤكدًا أن كل شيء مطروح للنقاش، وأن الصدام والحوار واجبان.
وأوضح نعمان أن الإسراء والمعراج أنكرهم عدد كبير من العلماء، وأن السيدة عائشة قالت: "لم يخرج من مكانه، ما تسألوا السيدة عائشة"، مؤكدًا أن الإسراء موجودة.
وأضاف أن المعتزلة أنكروا الإسراء والمعراج، وأن فكره فكر معتزلي، وأؤمن بالإسراء، ولكن المعراج فيها نظر.
وأشار إلى أن أبو حنيفة كان يعتمد على الأحاديث القريبة من القرآن، وأن هناك أحاديث في البخاري تخالف العقل.
وأكد معارضته لجميع تيارات ما أسماه الإسلام السياسي، مشدداً على أن النجاة من التطرف تتطلب التمسك بمبدأ الدولة المدنية.
وأضاف أنه معارض لكل من ينادي بإقامة الدولة الدينية بلا استثناء، سواء كان إخوان أو سلفية أو غيرها.
وفي مناقشة للمصطلحات، أكد نعمان أن مصطلحي الدولة العلمانية والدولة المدنية واحد، لا فرق بينهما على الإطلاق، مبررا استخدام لفظ المدنية بأنه تعبير مفهوم لدى البعض، مبيناً أن الدولة المدنية هي السبيل الوحيد للنجاة من الأزمات الحالية.
كما أوضح نعمان أن تعريف الإسلام السياسي يشمل كل تيار ينادي بإقامة الدولة الدينية، حتى لو كان ذلك يتم بالمخادعة أو الوصول إلى الحكم ثم التحول لاحقاً إلى دولة خلافة.
واختتم نعمان: الهدف من التيارات الإسلامية إقامة الدولة الدينية لجميع الفصائل، سواء كانت الإخوان ، داعش، طالبان، أو السلفيين.
اقرأ المزيد..
ميدو: صلاح أسطورة الشرق الأوسط.. وحان وقت مغادرته ليفربول