إمام الحرم: التنزه عن الأحقاد والمشاحنات سبيل المؤمن إلى السعادة
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
قال إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ د. أسامة بن عبدالله خياط، إن سعادة القلب وسرور النفس وطيب العيش غاية يسعى لها الناس جميعا وهدفا ينشده الخلق كافة، فتراهم يعملون كل وسيلة ويتخذون كل سبب يبلغون به هذه الغاية.
وأشار إلى أن من أنار الله بصيرته بعلم أن غاية سعادة العبد إنما هي في معرفة الله تعالى وتوحيده والأنس به والشوق إلى لقائه.
أخبار متعلقة طقس المملكة.. استمرار الرياح المثيرة للأتربة على أجزاء من المناطقخلال أسبوع.. تطهير وتعقيم 5964 موقعًا في المدينة المنورةوقال إن آيات الكتاب الحكيم تؤكد أن طاعة الله والاستقامة على منهجه واتباع رضوانه وترك معصيته تضمن التمتع بالحياة الطيبة في الدنيا بطمأنينة القلب وسكون النفس مستشهدا بقول الله "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة".
فيديو | خطيب المسجد الحرام الشيخ أسامة خياط: طهروا نفوسكم من النميمة لراحة وسلامة صدوركم#الإخبارية pic.twitter.com/P17vzaiRTw— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) July 19, 2024التنزه عن ذميم الصفاتوبين أن من أعظم ما يدرك به المرء حظه من السعادة وينال به نصيبه من النجاح، التنزه عن ذميم الصفات وسلامة الصدر من الأحقاد وصيانته من الشحناء.
وأوضح أن الله تعالى شرع لعباده من المبادئ والمسالك ما يدفع عنهم عوادي الفرقة وينشر بينهم السعادة والصفاء، ومن ذلك النهي عن التحاسد، وتحريم الغيبة والنميمة.
ونصح بالحرص على سلامة الصدور أن تفسدها الأحقاد وتعكر صفوها الضغائن، التي تتكدر بها الحياة.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: التسجيل بالجامعات التسجيل بالجامعات التسجيل بالجامعات اليوم الدمام إمام الحرم خطيب المسجد الحرام الجمعة خطبة الجمعة
إقرأ أيضاً:
في ذكرى الهجرة.. إذا استنفرتم فانفروا
مع بداية شهر المحرم بعد غد الخميس ـ وفقا للحسابات الفلكية - تحتفل الأمة الإسلامية بذكرى الهجرة النبوية المباركة، التي مهدت وأسست لبناء دولة الإسلام العظيمة التي كانت خيرا وبركة على الإنسانية كلها، إذ أخرجت الناس من الظلمات إلى النور، ومن الجور إلى العدل، برسالة الإسلام العالمية التي هي آخر رسالات السماء إلى الأرض، وختام الوحى بما نزل على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل صلاة وأزكى سلام.
وكثيرا ما يتردد في الاحتفالات بهذه الذكرى العطرة الحديث الصحيح، الذى رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث عائشة، ومن حديث ابن عباس، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا" ومعناه عند أهل العلم: لا هجرة من مكة بعدما فتحها الله على يد نبيه عليه الصلاة والسلام، وليس المعنى نفي الهجرة بالكلية، بل المراد: لا هجرة بعد الفتح يعني: من مكة إلى المدينة، لأن الله سبحانه جعلها دار إسلام بعد فتحها، فلم يبق هناك حاجة إلى الهجرة منها، بل المسلمون يبقون فيها.
والحديث يؤكد على أن المسلم ينبغي أن يكون دائما في حالة "جهاد" بمعنى السعي الدائم لفعل الخير وتصحيح النية، وأن يكون مستعدا للدفاع عن دينه وأمته إذا استدعى الأمر، وهذا ما نفهمه من قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "وإذا استنفرتم فانفروا" أي إذا طلب منكم رئيس الدولة أو ولي الأمر الخروج للجهاد في سبيل الله، سواء كان للدفاع عن بلاد المسلمين أو لنصرة المظلومين، فانفروا: فإنه يجب عليكم الاستجابة والخروج للجهاد.
وجاء في الحديث الآخر الصحيح: "لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، فمن كان في بلاد الشرك واستطاع أن يهاجر فعليه أن يهاجر" كما قال الله سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا" [النساء: 97].
وجاء في تفسير الحافظ ابن كثير رحمه الله: إن الآية تدل على وجوب الهجرة، وقال: ذلك مجمع عليه بين أهل العلم أن الهجرة واجبة على كل من كان في بلاد لا يستطيع إظهار دينه، فإنه يلزمه أن يهاجر إلى بلاد يستطيع فيها إظهار دينه، إلا من عجز، كما قال تعالى في الآية بعدها: "إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً - يعني: بالنفقة - وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا" - يعني: لا يعرفون الطريق حتى يذهبوا. "فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ"، و"عسى" من الله واجبة، والمعنى: فأولئك معفو عنهم، الرجل العاجز والمرأة العاجزة، وهكذا الولدان الصغار.
وفى صحيح البخاري حديث عبد الله بن عمرو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسَانِهِ ويَدِهِ، والمُهَاجِرُ مَن هَجَرَ ما نَهَى اللَّهُ عنْه"، وهذا الحديث من جوامع كلمه - صلى اللهُ عليه وسلم -، وفيه بيان أن المهاجر الكامل هو من هجر ما نهى اللهُ عنه، وهو الذي جمع إلى هجران وطنه وعشيرته هجران ما حرم اللهُ تعالى عليه.
والحديث يبين - في جلاء - أن الظواهر لا يعبأ اللهُ تعالى بها إذا لم تؤيدها الأعمال الدالة على صدقها، فنسأل الله تعالى أن يوفقنا دائما إلى هجر ما نهى الله عنه، وأن يجعل العام الهجري الجديد عام خير وبركة على أمتنا المصرية، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يوفق ولاة أمورنا إلى ما فيه خير البلاد والعباد.. اللهم آمين.