جلالة السلطان يهنئ رئيس كولومبيا
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
العُمانية: بعث حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ برقية تهنئة إلى فخامة الرئيس غوستافو بيترو رئيس جمهورية كولومبيا، بمناسبة ذكرى استقلال بلاده. ضمّنها جلالته أطيب التهاني والتمنيات لفخامته، وللشعب الكولومبي الصديق.
.المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
رسالة في بريد رئيسي مجلس السيادة والوزراء.. الفراغ أرض خصبة للفساد والتآمر
رسالة في بريد رئيسي مجلس السيادة والوزراء..
*الفراغ أرض خصبة للفساد والتآمر*
يقول ابن حزم: “لا شيء أضر على السلطان من كثرة المتفرغين حواليه..فالحازم بشغلهم بما لا يظلمهم فيه،فإن لم يفعل شغلوه بما يظلمونه فيه”
يشير قول ابن حزم هذا إلى حكمة بالغة في فن الحكم والإدارة، ويُعد تحذيرًا للسلطان من خطورة وجود الكثير من الأشخاص المتفرغين أو العاطلين حوله.
يرى ابن حزم أن وجود عدد كبير من الأشخاص الذين لا يملكون مهام أو مسؤوليات واضحة حول الحاكم يُشكل خطرًا جسيمًا على سلطته واستقرار البلاد والعباد
. وذلك لعدة أسباب:
البطالة تُولد السخط: فعندما يكون الأشخاص بلا عمل أو هدف، غالبًا ما يتولد لديهم شعور بالملل والسخط، مما يجعلهم أكثر عرضة للانخراط في الأنشطة الهدامة أو التآمر ضد السلطة.
* خلق الشائعات والمؤامرات: المتفرغون لديهم وقت فراغ كبير يمكن أن يستغلوه في نشر الشائعات، إثارة الفتن، أو حتى التخطيط لمؤامرات لزعزعة استقرار الحكم.
* الفساد والمحسوبية: قد يسعى هؤلاء المتفرغون إلى استغلال قربهم من السلطان لتحقيق مصالح شخصية، مما يؤدي إلى تفشي الفساد والمحسوبية داخل الجهاز الحكومي.
* استنزاف الموارد: حتى وإن لم يشاركوا في أنشطة هدامة، فإن وجودهم قد يُشكل عبئًا على موارد الدولة (رواتب، إعانات، إلخ) دون تقديم قيمة حقيقية.
يقدم ابن حزم هنا الحل لهذه المشكلة. يصف الحاكم الحازم (أي العاقل والحكيم) بأنه من يُدرك هذه الخطورة ويعمل على استباقها من خلال:
* توزيع المهام والمسؤوليات: بايجاد أدوار ومهام مناسبة لهؤلاء الأشخاص، بما يُمكنهم من المساهمة بشكل إيجابي في خدمة الدولة والمجتمع.
العدل في التكليف، بأن تكون هذه المهام عادلة ولا تُشكل ظلمًا عليهم. بمعنى أن تكون في حدود قدراتهم، وأن تُكافئ جهودهم، ولا تستغلهم.
* استثمار الطاقات: الهدف هو استثمار طاقاتهم وقدراتهم في ما هو نافع، سواء في الإدارة، الجيش، الزراعة، التجارة، أو أي مجال آخر يُفيد الدولة.
فإذا لم يُشغل السلطان هؤلاء المتفرغين بما هو نافع وعادل، فإنهم سيجدون لأنفسهم أعمالًا أخرى، ولكنها غالبًا ما تكون:
* التحريض على السلطان: قد يتآمرون عليه، يُثيرون الفتن، ويُشجعون على العصيان أو الانقلاب.
* الاستغلال والتعدي: قد يستغلون نفوذهم أو قربهم من السلطان في ظلم الناس، الاستحواذ على حقوقهم، أو ارتكاب الجرائم.
* تقويض النظام: يصبحون عامل هدم بدلاً من عامل بناء، ويُسهمون في إضعاف سلطة الحاكم وتآكل شرعيته.
* إثارة القلاقل: يُصبحون مصدر إزعاج وقلق مستمر للسلطان والمجتمع على حد سواء.
الخلاصة أن السلطان يجب أن يكون استباقيًا وذكيًا في إدارة من حوله. فالفراغ هو أرض خصبة للفساد والتآمر، والحاكم الحصيف هو من يُوجه طاقات من حوله نحو البناء والإصلاح، وإلا فسيواجه عواقب وخيمة تُهدد حكمه و دولته . هذا القول يُعد قاعدة ذهبية في السياسة والحكم، ويُمكن تطبيقها في مختلف المستويات الإدارية.
يس إبراهيم
خبير اعلامي