وزير الخارجية: مصر تحتل المركز الثامن بالنسبة للدول الأجنبية المستثمرة في تنزانيا
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
صرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية والهجرة، بأن الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، التقى مع جانواري يوسف ماكامبا، وزير الشئون الخارجية والتعاون الشرق أفريقي بجمهورية تنزانيا المتحدة، خلال مشاركتهما في أعمال القمة التنسيقية السادسة للاتحاد الأفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية بالعاصمة الغانية أكرا.
وقدّم الوزير بدر عبد العاطي فى بداية اللقاء التهنئة للوزير التنزاني على توليه مهام منصبة في شهر نوفمبر الماضي، مؤكداً على التطلع للتنسيق بشكل وثيق معه خلال الفترة المُقبلة.
وأشاد بالعلاقات الثنائية التاريخية المتميزة والتنسيق المستمر بين البلدين، مستعرضاً الطفرة التي تشهدها العلاقات المصرية التنزانية في السنوات الأخيرة، والتي شهدت زخم في تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين الجانبين، والتوقيع على عدد من مذكرات التفاهم.
واتفق الوزيران على أهمية استمرار هذا الزخم بما في ذلك التحضير لعقد الدورة الرابعة للجنة المُشتركة بين البلدين في أقرب وقت والمقرر أن تستضيفها تنزانيا.
وأضاف السفير أحمد أبو زيد، بأن د. بدر عبد العاطي أشاد بالتنامي الذي تشهده الاستثمارات المصرية في تنزانيا خلال السنوات الأخيرة، خاصة وأن مصر أصبحت تحتل المركز الثامن في قائمة الدول الأجنبية المستثمرة في تنزانيا، مؤكداً على حرص الحكومة المصرية على تعزيز وزيادة تواجد الشركات المصرية في السوق التنزانية من خلال إقامة مشروعات في قطاعات حيوية بالنسبة للبلدين.
كما أعرب عن تطلع مصر لقيام الجانب التنزاني بتقديم كافة أوجه الدعم والتسهيلات اللازمة للشركات المصرية الراغبة في دخول السوق التنزاني، واهتمام مصر باستشراف الفرص المُتاحة لمشاركة الشركات المصرية العاملة في مجالات الإنشاءات والبنية التحتية، وذلك في ضوء الخبرة المصرية المتميزة في هذه المجالات.
وخلال المباحثات، وفقاً لتصريحات المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية والهجرة، استعرض الوزيران مجالات التعاون المتنوعة بين البلدين، وعلى رأسها مشروع "سد جوليوس نيريري" الذي يقوم بتنفيذه تحالف شركات مصري، ووصل معدل انجاز المشروع إلى حوالي (96%)، والذي يعد نقلة نوعية ونموذجاً للتعاون المُشترك على المُستوى الاستراتيجي في القارة الإفريقية. وأكدا على أن الإرادة السياسية المتبادلة تعتبر الركيزة الأساسية لنجاح هذا المشروع.
ومن جانبه، حرص وزير خارجية تنزانيا على التأكيد على العلاقة الأخوية الخاصة التى تجمع بين مصر وتنزانيا تاريخياً، والتى تنعكس على كثافة الزيارات المتبادلة واستمرار التنسيق والتشاور الوثيق بين الجانبين تجاه القضايا والتحديات المشتركة، والتضامن فى مواجهة تلك التحديات.
كما شهد اللقاء تبادل وجهات النظر حيال العديد من القضايا الهامة والحيوية على الساحة الأفريقية والإقليمية والدولية لاسيما مستجدات الأوضاع في دول القرن الافريقي، مع التأكيد على توافق البلدين حيال بذل الجهود الحثيثة لإيجاد حلول ناجعة لتلك القضايا من أجل صون استقرار القارة الأفريقية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السفير أحمد أبو زيد وزارة الخارجية بدر عبد العاطي تنزانيا
إقرأ أيضاً:
لعنة العقد الثامن.. لماذا ارتهنت الأنظمة العربية للكيان؟
لماذا دعمت الأنظمة العربية الكيان الإسرائيلي في أكثر لحظاته دموية ضد شعبٍ أعزل في غزة؟ لماذا امتدت الجسور البرية والبحرية من عواصم عربية وإسلامية لتغذي آلة القتل؟ وهل كانت تلك الأنظمة بحاجة إلى أكثر من صمتٍ عالمي حتى تتحلل من كل خجل، وتدخل مرحلة التطبيع العسكري العلني؟
نحن لا نتحدث عن تطبيع ناعم أو لقاءات مخفية في عواصم غربية، بل عن دعم حربي مباشر:
جسر بري ينقل السلاح والدعم من أنظمة عربية إلى تل أبيب.
تركيا، رغم شعاراتها، تدفع عشرة آلاف جندي لتأمين مصالح غير معلنة؛ أربعة آلاف جندي تركي يحملون الجنسية الإسرائيلية في غزة يشاركون في قتل الأطفال والنساء والذبح، وستة آلاف آخرون في الدعم اللوجستي. أغلبية البرلمان من الإسلامويين، ولم يصوّتوا أو يطرحوا حتى موضوع سحب الجنسية التركية، بل أُغلق الملف بعد فتحه بغموض كبير، ناهيكم عن ما يتعلق بنسبة الـ60% من واردات الكيان النفطية القادمة من دولتي أذربيجان وكازاخستان عبر ميناء جيهان التركي ، لو توقف لتوقف ذبح غزة.
الإمارات ترسل طائرات حربية للدعم العملياتي المباشر، وتعوّض شركات الطيران المقاطِعة أو المتوقفة عن الطيران إلى مطار اللد الدولي، المعروف اليوم باسم بن غوريون، ناهيك عن «الجسر الغذائي التسامحي» بين الأديان.
الأردن يضخ الخضروات يوميًا إلى الأسواق الإسرائيلية ولجيش الاحتلال القاتل، وكأن شيئًا لم يحدث. بل إن حماية الكيان أصبحت مقدّسة.
مصر، بوابة العرب الكبرى، تسمح بمرور البوارج المحمّلة بالسلاح عبر قناة السويس، ولم توقفها أو تتخذ موقفًا ضد ما يجري في غزة، التي كانت تحت ولايتها حين سقطت في 1967.
لم يُطرد سفيرٌ واحد.
لم يُوقف برميل نفط.
لم يُعلَّق اتفاق سلام، أو صفقة، أو حتى مؤتمر.
لم يُمنع تصدير، ولم تُحاصر سفارة.
لم يتوقف التداول بالدولار، ولم تتوقف الصادرات أو الواردات.
حتى الشعوب، كأنها صلّت صلاة الجنازة على غزة واكتفت بذلك. بل سمعنا صوت التصفيق المدوي حين قدّمت بعض أنظمة الخليج جزية معلنة لترامب بقيمة 4 تريليونات دولار، وها هم اليوم يضخون ما يقارب 25 تريليون دولار في صفقات دعم وتسليح واستثمارات غير مسبوقة لصالح أمريكا وأمن الكيان، دون أي اشتراط لوقف الذبح في غزة أو التجويع.
أمريكا وحدها، الدولة «الوسيط»، أرسلت ما يفوق 500 طائرة محمّلة بالسلاح لذبح أطفال غزة.
أما العرب؟ فقد عملوا وسطاء! لا مقاتلين، ولا حتى شركاء في موقف أخلاقي.
ومع ذلك، وفي لحظة مفصلية، حدث ما لم يتوقعوه:
في السابع من أكتوبر، فاجأت قلّة مؤمنة صابرة الكيان باقتحامات واسعة، أدّت إلى إبادة لواء غزة بالكامل، وأسر من تبقّى من جنوده.
في ساعات، هُزّت صورة إسرائيل.
انهار وهم التفوق.
وظهر جيل جديد، لا يطلب إذنًا، ولا يهاب موتًا.
هنا تحوّل الصراع:
لم تعد فلسطين «قضية إنسانية»، بل عادت إلى حقيقتها الأولى: قضية تحرر ومقاومة.
لقد تغيّرت النظرة، ليس فقط في الشارع العربي، بل في وعي الشعوب الغربية والشرقية.
وأصبح السؤال الآن أكثر إلحاحًا:
هل نحن أمام تحقق نبوءة «لعنة العقد الثامن»؟
هل ما بُني على الظلم والقتل يمكن أن يصمد أمام الحق المتجذر في أرضٍ تُولد فيها الأرواح من تحت الركام؟
لقد آن الأوان لإعادة صياغة المعادلات، وكشف الحقائق، وتجريد الأنظمة من أقنعتها.
غزة لم تسقط.
الأنظمة هي من سقطت.
لن تتحرر فلسطين قبل أن تتحرر الشعوب من أنظمة التبعية والولاء للصهيونية.
نحدثكم من تحت الأنقاض، من الجوع والعطش، من قلب الذبح والقصف.
الحقيقة ليست حرب «حماس»، بل حرب ضد كل من تحدّى إسرائيل ووقف في وجهها.
السابع من أكتوبر يوم، وفلسطين واجهت ألف مذبحة ومجزرة، ولم نسمع بتسليم سلاح، أو تهجير مجرم، أو تجويع شعب.
فقط في غزة، الكل مباح… لا استنساخ.
* كاتب فلسطيني