سجلت المواجهات الميدانية، التي حصلت في الأيام الأخيرة في الجنوب نقلة خطيرة في رفع منسوب الاقتراب من الحرب الشاملة، حيث ضاعفت إسرائيل عدد غاراتها اليومية على بلدات وقرى الجنوب مقترنة مع تكثيف لافت لعمليات ترصد واغتيال الكوادر والقادة الميدانيين في "حزب الله".   في المقابل، واصل حزب الله في اليومَين الأخيرَين ترجمة تهديد أمينه العام السيد حسن نصرالله وزاد عدد المستوطنات الجديدة التي استهدفها للمرة الأولى.

  وجاء في افتتاحية "النهار": هذا النموذج لمسار التطورات الجارية اكتسب دلالات شديدة الجدّية في خطورتها بما يعاكس تماماً اقتناعات وتقديرات ومعطيات معظم القوى اللبنانية، ولا سيما منها المراجع الرسمية المعنية، بتلقي التحذيرات الدولية والديبلوماسية حيال الخطورة التصاعدية للمواجهات الجارية بين إسرائيل و"حزب الله" وحلفائه الميدانيين في الجنوب، والتي تنذر باشتعال حريق إقليمي ينطلق من لبنان ويكون لبنان ساحة دمار مفتوحة أمامه.   وتبعاً لذلك، ثمة تقديرات جديدة دخلت على خط السيناريوهات المتّصلة بالوضع الميداني في الجنوب، وعبره يعتقد واضعوها من المعنيين والخبراء أنّ لبنان صار في عين العاصفة أكثر من غزة لجهة ترقّب العدّ العكسي لما ستفضي إليه التطورات بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن التي سيتوجه إليها اليوم الأحد.   ولذا، فإنّ ما يفصل لبنان عن نهاية تموز الحالي سيتّسم بترقُّب ثقيل وحذر وخطر، حيث ستكون عين على الوضع جنوباً وعين على الساحات الإقليمية من مثل الغارات الإسرائيلية أمس على مدينة الحديدة في اليمن ومنشآت تكرير النفط في ميناء المدينة ردّاً على المسيّرة الحوثية التي سقطت قبل يومين في تل أبيب، الأمر الذي باتت معه يعتبر من أخطر معالم وبوادر نشوب المواجهة الإقليمية الشاملة.   ويخشى أن تكون معالم الحريق الإقليمي قد بدأت تُسابق زيارة نتنياهو لواشنطن الامر الذي يضع لبنان في مقدم واجهة هذا التطور الخطير وتداعياته.

وتزامن ذلك مع تحذير وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس من أنّ الحرب الشاملة أصبحت وشيكة للغاية وطريقة منعها هي الضغط على إيران.   وفي حديث لصحيفة "وول ستريت جورنال"، قال كاتس إن "وقف إطلاق النار في غزة واتفاق الرهائن لن يمنع الحرب مع "حزب الله" شمالاً"، مؤكداً أن "إسرائيل لا تريد الحرب لأننا لا نريد أي شيء في لبنان، ولكن إذا اندلعت فلن تكون كما في غزة"، وأضاف: "إسرائيل لن تقبل بالهدوء مقابل الهدوء وأشك في إمكانية إقناع حزب الله بسحب قواته. إن الأمر الأخير المذكور (أي سحب القوات) سيحدث إما من خلال ردّ عسكري إسرائيلي أو إذا أمرته إيران بالانسحاب".   كذلك، قال كاتس إنّ "80 في المئة من قوّتنا الجوية لم تُستَخدم بعد، وإذا لم تقُم إيران بسحب حزب الله من حافة الهاوية فسنستخدمها".   وكتبت "الشرق الاوسط": يواصل "حزب الله" وإسرائيل حربهما المفتوحة على كل الاحتمالات بعدما لجآ مؤخراً إلى تعديلات جديدة في قواعد الاشتباك، كان أبرزها توسيع رقعة المواجهات.   وبرز السبت دخول "كتائب القسام"، فرع لبنان، مجدداً على خط القتال من الجنوب، إذ أعلنت هذه الكتائب في بيان "قصفها من جنوب لبنان مقر قيادة (اللواء 300 – شوميرا) في القاطع الغربي من الجليل الأعلى، شمال فلسطين المحتلة، برشقة صاروخية رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين في قطاع غزة".

وأعلن "حزب الله"، السبت، إدخال مستعمرة إسرائيلية جديدة إلى "جدول النيران"، رداً على ما قال إنه استهداف لمدنيين، علماً بأنه كان قد أدخل الجمعة 3 مستعمرات جديدة إلى هذا الجدول، تنفيذاً لتهديدات سابقة لأمين عام "حزب الله" حسن نصر الله.   وقال مصدر مطلع لـ "الأنباء الكويتية " ان ظروف توسع الحرب غير متوافرة، "وهذا الرأي عبر عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري في حديث إلى صحيفة "أفينيري" التابعة للكنيسة الكاثوليكية الإيطالية، اذ استبعد عدوانا إسرائيليا واسعا، مشددا على ان القرار 1701 هو الصالح لرعاية الوضع على الحدود.

ورأى المصدر أنّ "الصورة ستبقى ضبابية لما بعد المحادثات التي سيجريها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن".

وأشار "إلى اتساع رقعة الضغط الدولي على إسرائيل للإقرار بالحق الفلسطيني، الذي تمثل بقرار محكمة العدل الدولية بشأن فلسطين، إضافة إلى القناعة الأميركية بضرورة إنهاء الحرب في غزة، الأمر الذي سيجبر نتنياهو على التراجع عن تعنته ومماطلته في إنجاز الاتفاق الذي يراوح مكانه نتيجة الموقف الإسرائيلي".   وكتبت "الديار": أن الصراع دخل مرحلة جديدة تخطّت المحظور وهو ما يُنذر بتصعيد، خصوصا أن هيبة الجيش الإسرائيلي أصبحت في أدنى مستوياتها، بمعنى آخر سيقوم العدو الإسرائيلي إلى التصعيد لجرّ محور المقاومة إلى حرب تستفيد من خلالها "إسرائيل" من الدعم الأميركي في مرحلة إنتخابات رئاسية أميركية، قد لا تترك لبايدن خيارا إلا المُشاركة في هذه الحرب.   ويُضيف الخبراء أن إسرائيل أصبحت أضعف من أي وقتٍ مضى، خصوصا على صعيد المعنويات، وهو ما يجعل بعض المسؤولين فيها يرتكبون حماقات قد تؤدّي إلى حربٍ شاملة في المنطقة.   وشدّد الخبراء على أن حزب الله لا يزال يمتلك أوراقا موجعة ضد إسرائيل خصوصا فيما يخص المسيرات، وأن هناك سيناريوهات تمّ وضعها على مستوى محور المقاومة كفيلة بالردّ على أي حماقة قد تُرتكب من قبل العدو الإسرائيلي.   ويُضيف هؤلاء إلى أنّ حزب الله ما زال يمسك بزمام الأمور، ولم يستهلك من عتاده سوى نسبة قليلة من الصواريخ القريبة المدى (10 كلم أو 20 كلم) مثل "الكورنيت" أو الكاتيوشا أو الغراد أو البركان التي تصل لمسافات قريبة، ولكنه لم يستخدم حتى الساعة صواريخه طويلة المدى، وفق التقارير الاسرائيلية والغربية والأميركية، وهو ما يُثير مخاوف الغرب الذي يرفض سياسة "الجرّ إلى الحرب" التي يقوم بها نتنياهو. 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی الجنوب حزب الله

إقرأ أيضاً:

الشيخ نعيم قاسم: السلاح شأن لبناني ومن يطالب بتسليمه يخدم المشروع الإسرائيلي

الثورة نت/..

أكد أمين عام حزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، اليوم الأربعاء، أن سلاح المقاومة شأن لبناني، ومن يطالب بتسليمه يخدم المشروع الإسرائيلي، وأن أمريكا لا تساعد لبنان بل تدمره من أجل مساعدة الكيان الإسرائيلي.

وقال الشيخ قاسم في كلمته خلال حفل تأبيني أقامه حزب الله في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد فؤاد شكر (السيد محسن): “نحن في لبنان اليوم معرضون لخطر وجودي، ليس على المقاومة بل على كل لبنان وكل طوائفه وشعبه، خطر من اسرائيل ومن الدواعش ومن الاميركيين الذين يسعوا ان يكون لبنان أداة طيعة ليندمج في مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي يريدونه”.

وأضاف: “هذا الخطر يتجاوز مسألة نزع السلاح بل المسألة مسألة خطر على لبنان خطر على الأرض”.

وتابع: “لن نقبل بأن يكون لبنان ملحقاً باسرائيل، ولو قتلنا جميعا لن تستطيع اسرائيل أن تهزمنا ولن تستطيع أن تأخذ لبنان رهينة ما دام فينا نفس حي وما دمنا نقول لا اله الا الله، وما دمنا نؤمن بأن الحق يجب أن يُحمى وأن دماء الشهداء يجب أن تُحمى”.

وجدد الشيخ قاسم التأكيد على أن “السلاح الذي معنا هو لمقاومة اسرائيل، وليس له علاقة بالداخل اللبناني، هذا السلاح هو قوة للبنان ونحن حاضرون لنناقش كيف يكون هذا السلاح جزءا من قوة لبنان”.

واستطرد: “لن نقبل أن يسلم السلاح لإسرائيل، واليوم كل من يطالب بتسليم السلاح، فهو يطالب بتسليم السلاح لإسرائيل”.

وذكر أن “أميركا تقول سلموا الصواريخ والطيران المسير، ومبعوثها براك قال إن هذا السلاح يخيف اسرائيل التي تريد امنها، أي أن الاميركي يريد السلاح من أجل اسرائيل”.

وأكد أمين عام حزب الله أن “الاحتلال لن يبقى والوصاية لن تبقى ونحن سنبقى”، لافتاً إلى أن “الخطر الداهم هو العدوان الاسرائيلي، الذي يجب ان يتوقف، والخطاب السياسي يجب ان يكون لإيقاف العدوان وليس لتسليم السلاح لإسرائيل”.

وقال: “في هذا المرحلة كل دعوة لتسليم السلاح والعدوان مستمر هي دعوة لإعطاء اسرائيل سلاح قوة لبنان. كل شي يقوي الدولة قدمناه، حتى السلاح الموجود هو لقوة الدولة وليس إضعافها”.

وأشار إلى أن “على الدولة اللبنانية أن تقوم بواجبين أساسيين أولهما ايقاف العدوان بكل السبل الدبلوماسية العسكرية ووضع الخطط لحماية المواطنين، فمن غير الممكن القول للمواطنين لا استطيع ان احميكم وتجردوا من سلاحكم حتى تكونوا عرضة للقتل والتوسع الاسرائيلي”.

وأضاف “المهمة الثاني هي الإعمار وهي مسؤولية الدولة. اذا كانت اميركا تضيّق علينا وتمنع دول العالم ان تساعدنا، هنا على الدولة أن تفتش عن طرق أخرى لأن هذه مسؤوليتها”.

وتابع: “لن نسلم السلاح لإسرائيل وكل من يطالب اليوم بتسليم السلاح داخليا او خارجيا او عربيا او دوليا هو يخدم المشروع الاسرائيلي مهما كان اسمه او صفته أو عنوانه. اذهبوا وأوقفوا العدوان وامنعوا الطيران من الجو واعيدوا الأسرى ولتنسحب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها، وبعد ذلك نتناقش”.

وأردف: “لدينا تجربة سوريا، ماذا فعل الأميركيون في سوريا؟ خرّبوا سوريا وتركوا الإسرائيلي يأخد راحته. الأمريكي شجع على عملية القتل والاغتيال ومجازر السويداء وقتل العلويين وكل الاعمال المشينة بطريقة أو بأخرى”.

وأوضح أن حزب الله “يعمل على مسارين: مسار المقاومة لتحرير الأرض بمواجهة اسرائيل، والمسار الثاني مسار العمل السياسي لبناء الدولة. لا نغلّب مسار على آخر ولا نختار بينهما بل نعمل على المسارين بشكل منفصل بالتالي لا يمكن المقايضة بين المسارين”.

وأشار إلى أن “انتخاب رئيس الجمهورية جوزيف عون حصل بعد سنوات من وضع الدولة المهترئ بشكل كبير، حيث أثبتت المقاومة انها دعامة أساسية من دعائم بناء الدولة بتسهيل انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة وما بعدها”.

وأكد الشيخ قاسم أن المقاومة اللبنانية “نشأت كردة فعل على الاحتلال وسدت فراغا في قدرة الجيش اللبناني وأنجزت تحريرا مضيئا في سنة 2000 وتتابع موضوع ردع اسرائيل وحماية لبنان وقلنا مرارا وتكرارا هي ليست وحدها، بل أن هذه المقاومة مع الجيش والشعب ولا تصادر مكانة احد ولا عطاء أحد ولا مسؤولية احد”.

وأوضح قائلاً: “الجيش مسؤول وسيبقى مسوؤلا ونحن نحييه على أعماله والشعب مسؤول وسيبقى مسؤولا ونحييه على هذا الالتفاف العظيم الذي أعطى قوة بهذه المقاومة”.

وقال أمين عام حزب الله: “جاء براك بالتهويل والتهديد بضم لبنان الى سوريا وأن لبنان لن يبقى على الخارطة ولن يكون محل اهتمام العالم مستخدماً في الوقت نفسه العدوان والتهديد بتوسعة العدوان”.

واستدرك قائلاً: “فوجئ براك بأن الموقف اللبناني الرسمي الوطني المقاوم الذي يحرص على مصلحة لبنان، وكان موقفا موحداً: فليتوقف العدوان وبعد ذلك نناقش كل الامور”.

وحول جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، قال الشيخ قاسم إن العدو الصهيوني يمارس “الاجرام الوحشي البشري على الهواء مباشرة بشكل منظم.

وأكد أن “الاميركيين والصهاينة يقتلون الاطفال والنساء والابرياء ويجوعون الناس“، متسائلاً: “أين يوجد مثل هذا الاجرام في العالم؟ قتل الحوامل؟ تجويع الاطفال؟ قتل الناس في خيامهم وبيوتهم؟”.

ولفت إلى أن “كل ذلك يتم بتأييد كامل من أميركا”، مشيراً إلى أن “الشعب الفلسطيني لن يستسلم.

وتسائل الشيخ قاسم: “أين الدول والمنظمات التي تدعي حماية حقوق الانسان؟”، مضيفاً: “البيانات لم تعد تنفع وانما يجب تقديم ضمانات لوقف العدوان ومنع اسرائيل عن طغيانها”.

مقالات مشابهة

  • الشيخ نعيم قاسم: السلاح شأن لبناني ومن يطالب بتسليمه يخدم المشروع الإسرائيلي
  • الأمين العام لحزب الله: كل من يطالب بتسليم السلاح يخدم المشروع الإسرائيلي
  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
  • ماذا يعني إعلان الحوثيين مرحلة جديدة من التصعيد ضد إسرائيل؟
  • إعلام عبري: حزب الله يستنفر في الجنوب ويوزع معدات استعدادا لاحتمال الحرب مع إسرائيل
  • مغردون يثنون على حارسة منتخب إنجلترا التي تحدت مرضها وحققت الفوز لبلادها
  • بعد زلزال روسيا والتسونامي الذي ضرب عدداً من البلدان... هذا ما كشفه خبير جيولوجي عن لبنان
  • التحضيرات الميدانية لمهرجانات صيدا انطلقت
  • غزة: تشدُّد أمريكي يتجاوز إسرائيل وخطط استيطانية تهدّد جغرافيا فلسطين
  • إتفاق بري - برّاك في مرمى النيران الصديقة