فرنسا ستوفر حماية على مدار الساعة للرياضيين الإسرائيليين خلال أولمبياد باريس
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إن بلاده ستوفر حماية للرياضيين الإسرائيليين على مدى 24 ساعة خلال دورة الألعاب الأولمبية التي ستنطلق في باريس الجمعة المقبل، وذلك بعدما قال مشرع يساري متطرف إن الوفد الإسرائيلي غير مرحب به في فرنسا ودعا إلى احتجاجات على مشاركته في الأولمبياد.
وتبدأ دورة الألعاب وسط مخاوف أمنية واضحة في وقت تتصاعد فيه التوترات الجيوسياسية نتيجة الحربين في أوكرانيا وغزة.
وأصبحت الحرب، التي تشنها إسرائيل على حركة (حماس) ودمرت قطاع غزة، مثار اهتمام لليسار المتطرف في فرنسا. ويتهم منتقدون الأعضاء المؤيدين للفلسطينيين من هذا التيار بمعاداة السامية.
وقال دارمانان في مقابلة مع قناة تلفزيونية مساء أمس الأحد إنه ستتم حماية الرياضيين الإسرائيليين على مدار الساعة خلال دورة الألعاب، وذلك بعد 52 عاما على مذبحة أولمبياد ميونيخ التي قتل فيها مسلحون فلسطينيون 11 إسرائيليا.
وظهر توما بورت النائب البرلماني اليساري المتطرف عن حزب فرنسا الأبية في مقطع مصور وهو يقول إن الرياضيين الأولمبيين الإسرائيليين غير مرحب بهم في فرنسا، وإنه لا بد من احتجاجات على مشاركتهم في دورة الألعاب.
وقال بورت وسط تصفيق "بعد أيام قليلة يقام حدث دولي في باريس، وهو الألعاب الأولمبية. وجئت إلى هنا لأقول لا.. الوفد الإسرائيلي غير مرحب به في باريس. الرياضيون الإسرائيليون غير مرحب بهم في الألعاب الأولمبية في باريس".
ولم يرد بورت بعد على طلب من رويترز للتعليق. وأحجمت السفارة الإسرائيلية عن التعليق.
وقال وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه خلال اجتماع أمام نظرائه من الاتحاد الأوروبي في بروكسل الاثنين "أود أن أقول للوفد الإسرائيلي، نيابة عن فرنسا، إننا نرحب بكم في فرنسا للمشاركة في هذه الألعاب الأولمبية".
وذكر أنه سيؤكد على هذه النقطة في اتصال هاتفي وشيك مع نظيره الإسرائيلي و"سأبلغه بأننا نضمن أمن الوفد الإسرائيلي".
وقال بول بينفي أحد مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية الذين ينسقون أمن بعثة الولايات المتحدة في تصريح لرويترز إن المشاعر المعادية لإسرائيل هي "واحدة من عدد من القضايا" التي تنظر فيها واشنطن و"جزء من تحليل مستمر لتحديد الاتجاه صوب تعديل استراتيجياتنا".
ودافع عدد من نواب الحزب عن تصريحات بورت بشكل جزئي. وقال مانويل بومبار، أحد كبار المسؤولين في الحزب والنائب عنه في البرلمان، في منشور على منصة أكس إنه يدعم بورت "في مواجهة موجة الكراهية التي يتعرض لها".
وأضاف "في ظل انتهاكات الحكومة الإسرائيلية المتكررة للقانون الدولي، من المشروع أن نطلب أن ينافس رياضيوها تحت راية محايدة في دورة الألعاب الأولمبية".
وتنفي إسرائيل انتهاك القانون الدولي في حربها في غزة التي اندلعت عقب هجوم شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وفي علامة على مدى تعقيد المسائل الأمنية المحيطة بالوفد الإسرائيلي، تم نقل احتفال تأبين الرياضيين الإسرائيليين الذين قتلوا في هجوم ميونيخ عام 1972 من أمام مبنى بلدية باريس إلى السفارة الإسرائيلية.
وانضمت اللجنة الأولمبية الفلسطينية الاثنين إلى الدعوات لاستبعاد إسرائيل من الألعاب في رسالة مفتوحة إلى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ.
وتتهم الرسالة إسرائيل بانتهاك الهدنة الأولمبية التقليدية، والتي من المقرر أن تستمر من 19 يوليو حتى بعد الألعاب البارالمبية في منتصف سبتمبر، مع استمرار الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة.
وستنطلق دورة الألعاب بحفل افتتاح طموح يبحر فيه الرياضيون في نهر السين على قوارب. والمشاركة في الحفل اختيارية. ورفض المسؤولون الإسرائيليون تحديد ما إذا كان الرياضيون الإسرائيليون سيشاركون أم لا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الألعاب الأولمبیة دورة الألعاب فی باریس غیر مرحب فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
بعد خطوة باريس الجريئة.. هل تسير بريطانيا على خُطى فرنسا في الاعتراف بدولة فلسطين؟
في تطور دبلوماسي لافت، أعلنت فرنسا رسميًا عزمها الاعتراف الكامل بدولة فلسطين خلال الأشهر المقبلة، وذلك في إطار جهودها لإحياء مسار السلام في الشرق الأوسط.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أن القنصل الفرنسي في القدس سلّم رسالة رسمية من الرئيس إيمانويل ماكرون إلى السلطة الفلسطينية، تتضمن نية باريس إعلان هذا الاعتراف خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
ويأتي هذا القرار الفرنسي في وقت حاسم، إذ أشار ماكرون في تغريدة عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، إلى أن اعتراف بلاده بفلسطين يمثل "تجسيدًا لإرادة الشعب الفرنسي في تحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط"، مؤكدًا أن "لا بديل عن إقامة دولة فلسطينية".
وأرفق الرئيس الفرنسي تغريدته بنص الرسالة الموجهة إلى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مشددًا على الحاجة العاجلة لإنهاء الحرب في غزة، وتقديم المساعدة الإنسانية للسكان.
ووفقًا لتحليل أجرته وكالة الأنباء الفرنسية (AFP)، فقد اعترفت حتى الآن 142 دولة على الأقل بدولة فلسطين.
فرنسا تسلّم رسالة ماكرون الرسمية إلى السلطة الفلسطينية تمهيدًا للاعتراف الكامل بدولة فلسطين
مهاجما خطة ماكرون للاعتراف بدولة فلسطين.. روبيو: خدمة لدعاية حماس وصفعة لضحايا 7 أكتوبر
ومنذ مايو الماضي، انضمت دول مثل أيرلندا، إسبانيا، النرويج، وسلوفينيا إلى قائمة الدول المعترفة، فيما أشار رئيس وزراء مالطا مؤخرًا إلى نية بلاده اتخاذ خطوة مماثلة في المستقبل القريب.
وفي سياق متصل، يُعقد الأسبوع المقبل مؤتمر دولي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك للترويج لفكرة "إحياء حل الدولتين"، بقيادة فرنسا والمملكة العربية السعودية.
وقد تأجل المؤتمر سابقًا بسبب التوترات الأمنية الإقليمية، أبرزها ما سُمّي بـ"حرب الأيام الاثني عشر" بين إسرائيل وإيران.
ردود الفعل الإسرائيلية جاءت سريعة وغاضبة، إذ وصفت مصادر رسمية القرار الفرنسي بأنه "بقعة سوداء في التاريخ"، معتبرة أنه يشكل مكافأة لحركات مسلحة ويضعف موقف إسرائيل الأمني، وسط تخوف من أن يُشجع هذا الإعلان دولاً أخرى على السير في الاتجاه ذاته.
من جهتها، رحّبت السلطة الفلسطينية بالخطوة، وصرّح نائب رئيسها حسين الشيخ بأن "الاعتراف الفرنسي يشكّل دعمًا واضحًا للحقوق الفلسطينية"، ودعا إلى ضمان إعادة إعمار غزة ونزع سلاح الفصائل المسلحة، في إشارة إلى ضرورة التهيئة لمرحلة سياسية جديدة تشمل الأمن والاستقرار.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المبادرة الفرنسية تأتي في وقت حرج تشهده القضية الفلسطينية، وتعكس تحركًا دبلوماسيًا أوروبيًا أكثر جرأة تجاه إعادة إحياء حل الدولتين، في مواجهة الجمود الطويل في مسار المفاوضات وانهيار الأفق السياسي منذ سنوات.