صراحة نيوز- بقلم: عاطف أبو حجر
استيقظتُ هذا الصباح، وأنا أُواجه تاريخًا أعرفه جيدًا…
لكنّني لا أحتفل به.
اليوم عيد ميلادي،
لا كعكة، لا شموع، لا أحد يسألني عن أمنيّة هذا العام.
فقط صمتٌ معتاد… وحوار داخليّ قديم يتكرّر كل سنة:
هل حقًا مرّ عامٌ آخر؟
هل كبرتُ؟ أم فقط تراكمتِ الأيّام فوق ظهري دون أن أشعر بها؟
في هذا اليوم، لا أتذكّر عدد السنين…
بل أتذكّر كيف قضيتُها وأنا أُؤجّل الفرح،
وأتجمّل بالرضا، كي لا يظهر على وجهي خيبتي من كل عيدٍ لم يُحتفل بي فيه.
أنا لا أكتب لأشتكي،
ولا لأتلقّى التهاني…
بل لأتذكّر – وأُذكّركم – أنّ بعض الأعياد تبدأ متأخّرة،
وأنّ أول كعكة قد تأتي بعد الطفولة بسنين…
لكنّها، رغم التأخير، قد تكون البداية الحقيقيّة لكلّ شيء.
نشأتُ في بيتٍ بسيط، ضمن مجتمعٍ فقير،
لم نكن نعرف شيئًا عن “عيد الميلاد”.
كنّا نكتفي برؤية مظاهره في المسلسلات.
لم نكن نعرف الكيك المغطّى بالكريمة، ولا الفراولة، ولا الشموع.
كلّ ما نعرفه هو الكَكْس، البرازق، والقُرْشَلَة…
وفي أحسن الأحوال، تصنع أمهاتُنا قالبَ كيكٍ بسيطًا… فقط لنأكله، لا لنحتفل به.
حتى جاء ذلك اليوم.
دُعيتُ إلى أول حفلة عيد ميلاد في حياتي: عيد ميلاد رامي، زميلي في الصف.
والدته أجنبية، وطلبت منه أن يدعو الجميع.
ذهبتُ مع عبّود، صديقي، وأنا أحمل كيس قُطّين، وهو أحضر زبيبًا بلديًّا.
أمّا باقي الزملاء… فاعتذروا. البعض خجل، البعض لم يُسمح له، وآخرون لم يملكوا هدية.
عندما وصلنا بيت رامي، شعرتُ كأنني دخلتُ في مشهدٍ من حلم.
فيلا من الحجر، أشجار سرو وصنوبر، كلب ضخم عند الباب.
دخلنا، ورأينا صالةً فخمة، ثريّا تتدلّى من السقف، زينة، بالونات، موسيقى،
وأمّ رامي تُرحّب بنا بلكنةٍ أجنبية مكسّرة.
ثم جاءت اللحظة…
تم تشغيل أغنية عيد ميلاد، أطفأنا الشموع، وأكلتُ للمرّة الأولى كيكًا بالكريمة.
لم يكن مجرّد طعم جديد…
كان اكتشافًا.
لحظة دهشة نقيّة.
كأنّ الحياة نفسها قالت لي:
“أهلًا بك، لقد تأخّرت كثيرًا.”
خرجتُ من الحفلة وأنا مذهول، مشوّش،
لا أعرف ماذا أشعر، ولا كيف أُخبر أحدًا بما حدث داخلي.
ومنذ ذلك اليوم، تغيّرت نظرتي لعيد الميلاد.
لم يعُد مجرّد تاريخ ولادتي…
بل صار اليوم الذي وُلدت فيه روحي.
بعد أن اشترينا قالبًا لصناعة الكيك من محلّ “برجوس”،
ومنذ ذلك الحين، إن سألني أحدهم عن تاريخ ميلادي، أبتسم وأغضّ الطرف وأقول:
“غَطَّرِشْتُ عن الجواب، لأن الجواب نفسه… هو الجواب.”
أنا لم أكذب يومًا…
لكنّني أتجمّل.
كما قال أحمد زكي في فيلمه الشهير:
“أنا لا أكذب ولكن أتجمّل.”
العُمر لا يُقاس بعدد الشموع،
بل بعدد اللحظات التي شعرتَ فيها أنك حيّ،
تشعر بالدهشة الأولى، بالفرحة المفاجئة،
وبالعيون التي تلمع لأجلك.
وما دامت القلوب تنبض،
والذكريات تتجدّد،
“كم أشتاقُ إلى طَعمِ قالبِ كيكِ أمي، والمختومِ بخَتمِ ‘بَرْجوس’.”
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام
إقرأ أيضاً:
بكاش مايوة.. بسنت شوقي تثير الجدل بإطلالة جريئة
شاركت الفنانة بسنت شوقي جمهورها صورا من عطلتها الصيفية عبر حسابها بموقع التواصل الإجتماعي إنستجرام.
وخطفت بسنت شوقي أنظار جمهورها بأطلالة جذابة جريئة علي الشاطي مرتدية كأش مايوة باللون الروز، مما حازت الصورة علي إعجاب متابعيها.
وكانت قد نفت الفنانة بسنت شوقي الشائعات المنتشرة حول حملها وانتظارها هي وزوجها الفنان محمد فراج أول أبنائهما.
وقالت بسنت شوقي في مقطع فيديو على “إنستجرام”: “أنا مش برد على الإشاعات خالص، بس لقيت الموضوع بيكبر أوي أوي، وأنا لغاية النهارده جالي أكتر من 5 آلاف رسالة، سواء شخصية أو من الشغل بيباركوا لي وكده، وأنا حسيت إني لازم أطلع وأقول، أنا مش حامل وكل اللي حصل إني نزلت أنا ومحمد Story، إن فيه مفاجأة، والمشكلة إن محمد كان لازم بينك وأنا بقى لي فترة قاعدة بقول أنا مش قادرة أستغنى عن البينك، فالناس توقعت إني حامل في بنت”.
وأضافت: "بس والله العظيم أنا مش حامل، ولو أنا حامل، مش حاسة إن لا أنا ولا محمد هنقولها بالطريقة دي، وبعدين ليه بكرة حامل؟ ما أنا حامل النهارده، مش احنا".
وأردفت: "كان نفسي أقول لكم إن المفاجأة إني حامل فعلًا بس ما حصلش!".
وتابعت: المفاجأة كانت الفيديو كليب "مستنيك" لحسين الجسمي، عشان أنا ومحمد عمرنا ما عملنا حاجة زي كده قبل كده، لإن الفيديو كليب بفكرته وإخراجه وكل حاجة، لأن هشام جمال عمل حاجة مختلفة جدًّا عشان كدة احنا فضلنا نقول مفاجأة كبيرة".
وأشارت: عايزة أقول بس شكرًا جدًّا على كل المشاعر الجميلة، والدعاء اللي جالنا إن ربنا يرزقنا الذرية الصالحة يارب في يوم من ما ربنا يريد، وبجد أنا حاسة بكل الحب، بس لسه ربنا ما أرادش، وبعدين يا جماعة أنا خاسة أصلا!