بعد تحليق 16 ساعة.. كيف حققت “يافا” اليمنية ما لم تحققه طائرات الـ F35؟
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
يمانيون – متابعات
بعد نحو 200 ضربة جوية يمنية كان آخرها استهداف العمق الاستراتيجي لـ”إسرائيل”، استهدفت طائرات الاحتلال مدينة الحُديدة في ضربة أشبه ما تكون “لرد الاعتبار” لا “لتحقيق الردع”.
اذ أن الضربة التي اختارت خزانات الوقود ومحطة الكهرباء جاءت نتيجة شح المعلومات الاستخباراتية التي استقتها “إسرائيل” من الولايات المتحدة.
والواقع، أن الأخيرة نفسها، التي نشطت في البلاد خلال 9 سنوات من الحرب، تدرك أن اليمن بات يعد “أرضاً محروقة” كتوصيف عسكري، قد تعرضت كل جغرافيته لآلاف الغارات، وأن استراتيجية “الدفاع السلبي” حافظت على قدرات القوات المسلحة وأثمرت إنجازات نوعية كتلك التي عجز دفاع الجوي الصهيوني عن صدها في سماء يافا “تل أبيب”.
انجلى الغبار عن المشهد الأولي لما جرى: طائرة مسيّرة يمنيّة بتكلفة رمزية وصلت إلى سماء يافا “تل أبيب” بعد رحلة استغرقت 16 ساعة وفق تقديرات صهيونية وحلّقت غرباً نحو السودان ثم اتجهت شمالاً، حتى وصلت إلى جنوب مصر ثم سيناء وتوجهت شرقاً إلى البحر الأبيض المتوسط ثم جنوباً إلى المياه الإقليمية لفلسطين المحتلة -وفق رواية الجيش الصهيوني- وعلى الرغم من أن اليمن يبعد اسمياً 1800 كيلومتر عن فلسطين المحتلة، إلا أن المسار الذي اختارته القوات المسلحة اليمنية للطائرة المسيّرة “يافا” وصل إلى أكثر من 2600 كيلومتر. فيما حققت هدفها باختراق الأنظمة الدفاعية الأكثر تقدماً في العالم واستهدفت العمق الاستراتيجي للكيان والذي يعد مساساً بالخطوط الحمراء وانتقلت بذلك إلى مرحلة أخرى من التصعيد.
بالمقابل أرادت “إسرائيل” “تحقيق الردع”، بإرسال سرب من عشرات طائرات F35 (بتكلفة 41986 دولاراً لكل ساعة طيران) برفقة طائرات F-15 بتكلفة (29000 دولاراً في الساعة) لتزودها بالوقود في عملية وصفها المتحدث باسم الجيش الصهيوني بأنها “مقعدة”، مع اعلان تفاصيل الحدث منذ انطلاق الطائرات إلى حين عودة الطيارين، لاستهداف المدينة التي استهدفت قبل ذلك عشرات المرات.
وتعلق صحيفة هآرتس العبرية على هذه العملية بالقول أنه “لا يمكن لـ”إسرائيل” أن تبذل جهداً عسكرياً متواصلاً بعيداً جداً. يجب إعادة المهمة إلى القيادة المركزية الأميركية”.
من ناحية أخرى، فإن اختيار خزانات الوقود هدفاً لم يكن عبثياً في ظل عدم توفر بنك أهداف ثمين. اذ أن الحكومة الصهيونية كانت بحاجة شديدة لمشهد النيران التي تلتهم المحطة لساعات طويلة، كأسلوب دعائي تشتري فيه هدوء جبهتها الداخلية أولاً.
لا تحتاج صنعاء لكثير من الدلائل على أن الاستهداف لم يغيّر من المعادلات المفروضة بشيء. خاصة وأن العملية التي استُهدفت فيها ايلات، جاءت بعد ساعات من القصف الصهيوني. في حين أن المعركة التي كانت اسناداً لغزة باتت اليوم في جانب من جوانبها أصالة عن نفسها ودفاعاً عن سيادتها.
طيلة سنوات جنّدت واشنطن ودول التحالف مختلف الموارد العسكرية والتكنولوجية والبشرية لاستعادة السيطرة على اليمن.
ولأجل ذلك، حاولت واشنطن -كما كشفت الأجهزة الاستخباراتية لحركة أنصار الله قبل أشهر- تجنيد العملاء للحصول على أكبر قدر من المعلومات خاصة تلك التي لها صلة بقيادات في الحركة. غير أن ما توصلت إليه أخيراً، وكان من نتاجه عدم القدرة على تأمين أهداف ذات قيمة عسكرية، أن اليمن، تاريخياً، ليس بيئة حاضنة لمثل هذه المشاريع.
من جهة أخرى، تدرس وسائل الاعلام الغربية نتائج الضربة الصهيونية . وتقول صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مسؤولين أميركيين سابقين ان “الضربات الصهيونية لن تلحق ضرراً يذكر بالحوثيين.
وبدلاً من ذلك، قالوا إن الهجوم من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم المعاناة في اليمن، الذي يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم بعد عقد من الحرب”.
وأشار ملحق متقاعد من الجيش الأمريكي في اليمن، آدم كليمنتس، إلى أن “إن هدف الضربة يضر بالمواطن اليمني العادي أكثر من قدرة الحوثيين على شن هجمات على البحر الأحمر أو “إسرائيل”.
وذهبت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية إلى القول بأن “أعداء “إسرائيل” تردعهم الأفعال وليس الأقوال. ولو كانت للكلمات قوة ردع، فإن شمال البلاد ما كان ليظل تحت وابل من الصواريخ اليومية من جانب حزب الله، لأن التهديدات التي تطلقها إسرائيل ضد حزب الله بقيادة غالانت كانت كثيرة ومتكررة”.
* المادة نقلت حرفيا من موقع العهد الاخباري ـ مريم السبلاني
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
“غلوبس” العبرية: “قطاع السياحة ينهار تحت ضغط الصواريخ اليمنية
الثورة نت/..
كشفت صحيفة ” غلويس” العبرية في تقرير اقتصادي مفصّل عن تراجع حاد في أداء قطاع السياحة الإسرائيلي، مع تسجيل انخفاض بنسبة 29.5% في عدد المعاملات المالية مقارنة بنفس الفترة من عام 2024، في ظل استمرار انسحاب شركات الطيران الأجنبية وتدهور الوضع الأمني، لا سيما بعد سقوط الصواريخ الأخيرة على مطار “بن غوريون”.
وبحسب التقرير، الذي يستند إلى بيانات “مؤشر فينيكس جاما” المختص بمراقبة حجم مشتريات بطاقات الائتمان في السوق الإسرائيلية، فقد سجّل الأسبوع المنتهي في 25 مايو انخفاضًا بنسبة 10% في حجم التسوق المتعلق بصناعة السياحة، مقارنة بالأسبوع السابق، وهو ما اعتُبر “توقفًا حادًا في الطلب”، انعكس مباشرة في تراجع الاستهلاك وتغير في سلوك المسافرين الإسرائيليين”.
ويُظهر المؤشر أن “حجم المشتريات انخفض بنسبة 5.8%، في حين تراجع متوسط حجم المشتريات بنسبة 4.1%، وهو ما يشير إلى تردد واضح لدى الجمهور في التخطيط للسفر أو الإنفاق على السياحة”. أما على مستوى الأسعار، فقد سُجّل ارتفاع حاد بنسبة 16% في متوسط سعر الشراء، مما يبرز ارتفاعًا كبيرًا في تكلفة العطلات نتيجة نقص العرض من الرحلات الجوية واحتكار بعض الشركات المحلية للسوق”.
الصحيفة أشارت إلى أن هذا “الانهيار لا يقتصر على قطاع السياحة، بل امتد ليشمل قطاعات استهلاكية رئيسية أخرى، من بينها مبيعات الحواسيب والهواتف (انخفاض بنسبة 12%) والسلع الكهربائية (11%)، في حين ظل قطاع البصريات ثابتًا، ما يعكس توجهًا أوسع نحو كبح الإنفاق العام، في ظل مخاوف اقتصادية وأمنية متزايدة”.
وفي تعليقه على الأزمة، قال نداف لاهماني، الرئيس التنفيذي لشركة “كنترول” في مجموعة فينيكس جاما:”لقد واجهت صناعة السياحة والسفر تحديات معقدة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية حيث يؤكد الخبراء أن التعافي ليس مضمونًا، في ظل استمرار غياب شركات كبرى مثل رايان إير والخطوط البريطانية عن الأجواء المطارات وتزايد الإشارات على أن أزمة الثقة في السوق ما زالت في تصاعد”.
ويرى مراقبون أن المشهد يعكس أزمة مزدوجة: “عجز حكومة الاحتلال عن طمأنة الشركاء الدوليين، وتحوّل في وعي المستهلك الإسرائيلي تجاه المخاطر، ما يعني أن الكيان الصهيوني بات يواجه عزلة جوية واقتصادية لا تقل تأثيرًا عن ميادين القتال، في وقت تبدو فيه السلطة عاجزة عن تقديم استجابة حقيقية، مكتفية بتصريحات “تفاؤل حذر” لا تسندها الوقائع”.