شهد محيط الكونغرس الأميركي تجمعا رافضا لخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المرتقب أمام الكونغرس في وقت لاحق من مساء اليوم الأربعاء، في حين أعلن أعضاء من الحزب الديمقراطي مقاطعتهم خطاب نتنياهو.

وقال مراسل الجزيرة في واشنطن إن المتظاهرين رفعوا شعارات ضد زيارة نتنياهو وخطابه أمام الكونغرس، كما رفعوا شعارات تطالب باعتقال نتنياهو والمسؤولين الإسرائيليين عن الحرب على غزة.

كما يشارك في هذه الاحتجاجات جماعة ناطوري كارتا لليهود الأورثوذكس، المناهضين للصهيونية، وترفع هذه الاحتجاجات شعارات تطالب بإنهاء الحرب وبوقف تزويد إسرائيل بالسلاح.

وكان زعماء مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس الأميركي قد وجهوا في مايو/أيار الماضي دعوة لنتنياهو لإلقاء كلمة أمام اجتماع مشترك للكونغرس، وذلك في إظهار للدعم وسط انقسامات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

مناسبة تاريخية

وذكر مراسل الجزيرة أن وجود نتنياهو مناسبة تاريخية للمتظاهرين؛ حيث سيحضر الآن أمامهم للكونغرس ويشاهد احتجاجاتهم بعد أن تظاهروا سابقا في العديد من الولايات والمدن معارضين الحرب على غزة.

كما أشار المراسل إلى أن المتظاهرين يسعون لإيصال رسالة للإدارة الأميركية ونتنياهو في ذات الوقت بوجوب وقف تلك الحرب.

ويتساءل المتظاهرون عن موقف المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس وهل سيكون كموقف الرئيس جو بايدن الذي دعم إسرائيل دعما غير محدود وغير مشروط.

وفي سياق متصل أعلن نحو 80 مشرعا من الحزب الديمقراطي عزمهم مقاطعة خطاب نتنياهو واتهموه "بالخديعة".

ودعا السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين زملاءه في الكونغرس إلى مقاطعة الخطاب المنتظر لنتنياهو، مشيرا إلى أنه لا ينبغي للكونغرس أن يكون متواطئا مع خداعه السياسي المستمر حسب تعبيره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

ضوء أخضر أم مرحلة ثانية من الحرب.. ماذا يريد نتنياهو من ترامب؟

تأتي زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة  الجنائية الدولية– إلى واشنطن في توقيت لا يبدو أنه اختيار عابر، بل محسوب بدقة في سياق صراع مستمر مع إيران، يتنقل بين ضربة عسكرية محدودة وإمكانية تصعيد أوسع.

وبينما يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الملف الإيراني سيكون على أجندة لقائه المرتقب مع نتنياهو، تتداول التحليلات فرضيتين: الأولى سعي نتنياهو للحصول على "ضوء أخضر" لاستكمال التصعيد ولو منفردا، والثانية اعتبار الضربة الأخيرة تمهيدا لمرحلة ثانية من الحرب تحظى بدعم ومشاركة أميركية.

في هذه القراءة، يبدو أن نتنياهو لا يكتفي بالضربة الإسرائيلية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية، بل يعتبرها تمهيدا لخطة إستراتيجية أوسع، قوامها خلق واقع جديد تندمج فيه القوة العسكرية مع الغطاء السياسي الأميركي.

فبحسب محللين، لم تكن الغارات الأخيرة هدفا بذاتها بقدر ما كانت رسالة ردع وتأسيس لحرب مقطّعة زمنيا، تُستكمل بمرحلة لاحقة أكثر حسما، وربما أكثر دموية.

هذا المنطق يتسق مع طريقة إسرائيل في إدارة صراعاتها الكبرى تاريخيا، إذ تميل إلى ما يشبه "مرحلة الاختبار" قبل الدخول في معركة شاملة، وهو ما أشار إليه الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين خلال مشاركته ببرنامج "ما وراء الخبر".

وتحدث جبارين عن أن إسرائيل اعتادت خوض حروبها على مرحلتين، تبدأ بجولة أولى لكسر الحاجز أو اختبار الإرادات، ثم تليها لاحقا جولة الحسم النهائي، ومن هذا المنظور، فإن ما جرى لا يشكل سوى "النصف الأول" من معركة مفتوحة، لم تُكتب نهايتها بعد.

رهان إسرائيلي

وفي قلب هذه الحسابات، يبرز الرهان الإسرائيلي على شخصية ترامب، فنتنياهو يدرك -كما يرى محللون- أن الرئيس الأميركي يوازن بين رغبته في صناعة سلام تاريخي، وبين استعداده لاستخدام القوة عند الضرورة.

إعلان

ومن هنا، فإن الرهان الإسرائيلي يقوم على استثمار اللحظة السياسية لإقناع ترامب بأن أي اتفاق مستقبلي مع إيران بشأن برنامجها النووي يجب أن يُبنى تحت سقف تل أبيب، وبشروط تضمن لإسرائيل التفوق الإستراتيجي وردع طهران بصورة لا تقبل التأويل.

لكن هذا الطموح يواجه معادلة أكثر تعقيدا، لا سيما في ظل تباينات أميركية داخلية حول جدوى التصعيد العسكري، وقلق مؤسسات داخل الولايات المتحدة من الانزلاق إلى حرب واسعة في الشرق الأوسط.

فالصحفي الأميركي بيتر رووف، رغم دفاعه عن الضربات المحدودة بوصفها ضرورة أمنية، يؤكد أن ترامب لا يرغب في التورط بحرب شاملة، ويحرص على البقاء في خانة "صانع السلام"، لا في قائمة رؤساء الحروب.

هذا التعارض بين الطموح الإسرائيلي والتحفظ الأميركي يفتح الباب أمام سيناريو ثالث لا يقل خطورة، يتمثل في منح نتنياهو "تفويضا غير معلن" بمواصلة الضغط على طهران عسكريا، من دون مشاركة أميركية مباشرة.

وهو ما أشار إليه جبارين بوضوح، موضحا أن نتنياهو يسعى إلى جعل أجواء إيران مستباحة بشكل دائم، مثلما هو الحال في لبنان، دون الحاجة إلى موافقة أميركية لاحقة على كل خطوة ميدانية.

مشهد متشابك

وفي ظل هذا التوازن الحرج، تبدو إيران أمام مشهد بالغ التشابك، فعلى الجانب السياسي، لا تزال طهران متمسكة بخيار التفاوض المشروط، لكنها ترفض أي مسار لا يضمن حقوقها النووية، وتعتبر أي محاولة لإعادة طاولة المفاوضات تحت ضغط القصف فاقدة للشرعية.

أما على المستوى الأمني، فتعمل إيران على تعزيز منظومة ردعها تحسبا لأي مرحلة ثانية من الحرب، رافضة العودة للتفتيش أو التخلي عن التخصيب، باعتبار ذلك تنازلا في غير أوانه.

المفارقة أن الحديث عن "ضوء أخضر" أميركي لا يقتصر على الإعلام أو التحليلات، بل يظهر في مؤشرات متزايدة على تنسيق وثيق بين واشنطن وتل أبيب في المرحلة السابقة للهجمات.

ويكفي أن صحيفة "جيروزاليم بوست" أكدت أن نتنياهو يسعى خلال زيارته للحصول على موافقة من ترامب على إجراءات ردعية -وربما عسكرية- ضد أي مسعى إيراني لاستعادة برنامجها النووي، مما يعزز فرضية أن الجولة المقبلة ليست احتمالا نظريا، بل احتمالا يتم التحضير له سياسيا وميدانيا.

في المقابل، يرى مراقبون في طهران أن زيارة نتنياهو قد تمثل اللحظة الأخطر منذ اندلاع المواجهة الأخيرة، إذ تخشى إيران -وفق تعبير الباحث علي أكبر داريني- أن يقع ترامب مجددا في "فخ التصعيد" الذي ينصبه له رئيس الوزراء الإسرائيلي، ما يعيد سيناريو الضربات العسكرية من بوابة التواطؤ لا المفاجأة.

وبين هذا وذاك، لا يغيب عن المشهد البعد الإقليمي، إذ تراهن إسرائيل على أن تطبيعها مع دول عربية، وربما دمج إيران اقتصاديا بشروط غربية، قد يكرّس حالة استنزاف دائم، تفرض "نهاية بلا نهاية" وتُبقي الضغط مستمرا دون الذهاب لحرب شاملة أو تسوية نهائية.

مقالات مشابهة

  • وفد التفاوض الإسرائيلي يصل الدوحة وترامب يسعى للتوافق مع نتنياهو بشأن غزة
  • ضوء أخضر أم مرحلة ثانية من الحرب.. ماذا يريد نتنياهو من ترامب؟
  • إعلام عبري: ترمب يسعى للاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء الحرب على غزة
  • إعلام إسرائيلي: نخشى أن نتنياهو يريد صفقة ومواصلة الحرب
  • مظاهرات حاشدة في عواصم عالمية تدعو لوقف مجازر الاحتلال في غزة (شاهد)
  • قرار صلاحيات الحرب صراع بين الكونغرس والرئيس الأميركي
  • شاهد.. مظاهرات عالمية تطالب بوقف الإبادة في غزة
  • ملاحظات عامة بشأن مغالطات تتكرر في الخطاب العام عن الحرب وسبل ايقافها
  • مظاهرات حول العالم تطالب بوقف الإبادة في غزة
  • فرنسا بين شعارات الجمهورية وواقع التمييز.. المسلمون في مرمى السياسة