آمنة الضحاك: أشجار القرم ركيزة لتحقيق الحياد المناخي للإمارات
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةقالت معالي الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، وزيرة التغير المناخي والبيئة، نحتفل في 26 يوليو، باليوم العالمي لصون النظم البيئية لأشجار القرم، الذي يسلط الضوء على أهمية هذه الأشجار لحماية صحة كوكبنا.
وقالت معاليها: تعد أشجار القرم خزاناً طبيعياً للكربون مع توفيرها نظاماً فريداً يساهم في عزل الكربون وإمكانية تخزينه بنسبة 400 % أسرع من الغابات الاستوائية المطيرة. ولذلك تعتبر حماية غابات القرم وتطويرها أمراً بالغ الأهمية لتحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ.
وأضافت: تشكّل أشجار القرم جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيتنا الوطنية للتخفيف من آثار التغير المناخي، فضلاً عن كونها ركيزة رئيسية في تحقيق هدف الحياد المناخي لدولة الإمارات بحلول عام 2050. وعلى رغم فوائدها الهائلة للبيئة والسكان على حدٍّ سواء، فإن هذه الأشجار معرضة للخطر بفعل ارتفاع منسوب مياه البحار حول العالم، وتدمير الموائل، والتلوث وغيرها من الأسباب الأخرى. ولذلك تحتاج النظم البيئية لأشجار القرم في العالم إلى الحماية والدعم بشكل عاجل. ولطالما بذلت الإمارات جهوداً رائدة للحفاظ على أشجار القرم وحمايتها وزراعتها داخل الدولة وفي أنحاء العالم.
وأكدت: في مؤتمر الأطراف، أعلنت دولة الإمارات عن خطتها لزراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030. ويسعدنا أن يتعاون معنا القطاعان الحكومي والخاص والمنظمات غير الحكومية في دعم هذه المبادرة التي تأتي تحت مظلة المشروع الوطني لعزل الكربون..
كما عززت دولة الإمارات التزامها بحماية أشجار القرم من خلال إطلاق «تحالف القرم من أجل المناخ» بالتعاون مع جمهورية إندونيسيا، الذي يهدف إلى توسيع جهود الحفاظ على النظم البيئية لأشجار القرم واستعادتها وزراعتها لما فيه خير المجتمعات في دولة الإمارات وجميع أنحاء العالم.
وقد تم الإعلان مؤخراً عن وضع حجر الأساس لـ«مركز محمد بن زايد - جوكو ويدودو» لأبحاث القرم في بالي، وهو مشروع مشترك بين دولة الإمارات وإندونيسيا سيساهم بمجرد افتتاحه في إحداث تحول جذري في مجال زراعة واستعادة أشجار القرم على مستوى العالم، وذلك من خلال البحث وتبادل الخبرات والمعارف وأفضل الممارسات.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الحياد المناخي الإمارات التغير المناخي تغير المناخ التغيرات المناخية آمنة الضحاك أشجار القرم القرم دولة الإمارات النظم البیئیة أشجار القرم
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. عهد يتجدد ومشاريع تعانق السماء
حمود بن علي الطوقي
كل عام، ومع احتفال دولة الإمارات بيومها الوطني، نرى بأعيننا كيف يكتب هذا الوطن العزيز فصلًا جديدًا في كتاب النجاح؛ فالإمارات لم تعد دولة تُقاس إنجازاتها بالأعوام؛ بل بالأشهر وربما بالأيام؛ إذ أصبحت واحدة من أسرع دول العالم نموًا وتقدمًا، بفضل رؤية واعية استثمرت في الإنسان، وجعلت من الابتكار والمعرفة والاقتصاد المتنوع ركائز راسخة لنموها المتسارع.
من استكشاف الفضاء وإطلاق "مسبار الأمل"، إلى التحول الرقمي، واستقطاب المواهب، وبناء مدن ذكية عالمية المستوى، وصولًا إلى ترسيخ مكانتها مركزًا تجاريًا ولوجستيًا دوليًا… كل ذلك جعل الإمارات نموذجًا يُحتذى في الإدارة الحديثة وصناعة المستقبل.
ويصادف اليوم الوطني الإماراتي الثاني من ديسمبر من كل عام، وهو التاريخ الخالد لقيام الاتحاد عام 1971، حين اجتمعت إرادة القادة المؤسسين ليضعوا حجر الأساس لدولة حديثة أصبحت اليوم علامة بارزة في التنمية والابتكار والاستقرار. إنه يوم يحمل في ذاكرة الإماراتيين والعرب فصلًا مهمًا من فصول النهضة الخليجية.
وفي هذه الروح المتجددة، كان لي قبل أسبوعين شرف الظهور على تلفزيون أبوظبي بمناسبة اليوم الوطني العُماني، برفقة الصديق الشاعر الدكتور خميس المقيمي. كان حديثًا صادقًا من القلب، تحدثنا فيه عن عمق العلاقات التي تربط بين بلدينا، وعن الامتداد الطبيعي بين مسقط وأبوظبي، كما استعرضنا الإنجازات الكبرى التي تحققت في سلطنة عُمان منذ انطلاقة النهضة العمانية الحديثة بقيادة السلطان الخالد الذكر قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وصولًا إلى النهضة المتجددة في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وما تحقق خلالها من إصلاحات اقتصادية وتنموية وإدارية عززت مكانة عُمان الإقليمية والدولية.
وقد جاءت زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة؛ لتؤكد مستوى الترابط الذي بلغته العلاقات الثنائية. فقد جاءت الزيارة بدعوة كريمة من أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ووصفت رسميًا بأنها “زيارة دولة”، بما تحمله من دلالات الاحترام والمكانة الرفيعة. وقد بحث الجانبان خلالها آفاق التعاون في مختلف المجالات، وسبل الارتقاء بالشراكة الاستراتيجية بما يخدم تطلعات الشعبين الشقيقين.
كما سبقت هذه الزيارة زيارة تاريخية أخرى في سبتمبر 2022م، حين حلّ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ضيفًا على سلطنة عُمان، وشكّلت تلك الزيارة علامة فارقة في مسار العلاقات الحديثة، حيث تم توقيع نحو 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات اقتصادية ولوجستية وعلمية وثقافية وأمنية، مُحدثة نقلة نوعية في مستوى التعاون المتبادل.
ليس من المستغرب أن تكون دولة الإمارات اليوم أكبر شريك تجاري لسلطنة عُمان؛ إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 5.5 مليار ريال عُماني، إضافة إلى أن الإمارات تتصدر الدول المستقطبة للاستثمارات العُمانية في الخارج، كما تعد من أعلى الدول استثمارًا داخل السوق العُماني. إنها شراكة اقتصادية راسخة تعكس الثقة المتبادلة وتفتح آفاقًا واسعة للتنمية المشتركة.
والعلاقات العُمانية- الإماراتية لم تُبنَ في يوم، ولم تصنعها لحظة سياسية عابرة. إنها نتاج تاريخ طويل من الجوار الحسن، وصِلات القربى، والمواقف النبيلة، والتكامل الطبيعي بين الشعبين. وقد عبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أبلغ تعبير عن هذا العمق حين وصف العلاقات بأنها «أخوة متجذرة لا تزيدها الأيام إلا رسوخًا»، فيما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد المقولة الخالدة: «عُمان منا… ونحن منهم».
وبمناسبة اليوم الوطني لدولة الإمارات، نبارك للإخوة في هذا الوطن الغالي يومهم العزيز، وندعو الله أن يديم على الإمارات أمنها وازدهارها، وأن تبقى رايتها خفّاقة بالإنجاز والفخر.
كل عام والإمارات بخير، وكل عام والأخوة بين عُمان والإمارات أكثر رسوخًا وازدهارًا.
رابط مختصر