قررت لجنة تسعير المنتجات البترولية والمشكّلة بقرار رئيس الوزراء رقم 1558 لسنة 2019 زيادة أسعار المنتجات البترولية اعتباراً من الساعة السادسة يوم 25 يوليو 2024 على النحو التالى: 15 جنيهاً/ لتر للبنزين 95، 13.75 جنيه/ لتر للبنزين 92، 12.25 جنيه/ لتر للبنزين 80، وزيادة أسعار لتر السولار ليصبح سعر السولار 11.

50 جنيه/ لتر، وزيادة أسعار المازوت الصناعى ليصبح 8500 جنيه/ طن وتم تثبيت سعر المازوت المورّد للكهرباء والصناعات الغذائية.

وتعود الزيادة فى أسعار المنتجات البترولية إلى استمرار الدولة فى سياسات الإصلاح الاقتصادى وزيادة سعر برميل البترول الخام عالمياً والظروف الجيوسياسية الإقليمية والدولية الضاغطة على الأسعار، خاصة الصراع الروسى الغربى على أرض أوكرانيا والعدوان الإسرائيلى على غزة ومناوشات الحوثيين عند مدخل باب المندب وبوادر حروب تجارية شرسة بين الشرق والغرب، ورغبة الحكومة المصرية فى الوصول بالاقتصاد المصرى أن يكون تنافسياً مع التوجه الحكومى وأمانة الحوار الوطنى لدراسة الانتقال من الدعم النقدى إلى الدعم العينى وذلك فى إطار خطة الدولة للوصول إلى نقطة توازن ما بين أسعار البيع للمنتجات البترولية فى السوق المحلية وأسعار التكلفة.

ومن الجدير بالذكر، أنه نتيجة للأحداث العالمية والإقليمية التى يمر بها العالم وتأثيرها على أسعار النفط وكذلك أسعار الصرف والتى أدت إلى مضاعفة أسعار التكلفة للمنتجات البترولية من البنزين والسولار وارتفاع فاتورة دعم المنتجات البترولية، حيث بلغ سعر تكلفة دعم السولار أكثر من 400 مليون جنيه يومياً وتكلفة دعم البنزين تصل لـ90 مليون جنيه يومياً وسعر تكلفة لتر السولار عالمياً تخطى الـ33 جنيهاً للتر حالياً.

وجاءت مصر فى المركز الرابع كأرخص دولة بالعالم فى أسعار بيع البنزين بمتوسط سعر لتر بنزين بلغ حوالى 0.279 دولار وجاءت دولة إيران فى المركز الأول فى ترتيب أرخص دول العالم، تليها ليبيا وفنزويلا ومصر.

ونشير إلى أن متوسط سعر البنزين عالمياً سجل نحو 1.32 دولار للتر، ما يعادل نحو 60 جنيهاً، وكان تأثير زيادة المحروقات سريعاً على الأسعار، حيث شهدت أسعار الحديد اليوم 25 يوليو 2024 ارتفاعاً جديداً فى بداية التعاملات بالأسواق، ليصعد سعر طن حديد عز بنحو 876 جنيهاً، فيما ارتفعت أسعار الأسمنت أيضاً، كما زادت أسعار بعض الخدمات وخاصة النقل، كما أنه من المتوقع زيادة أسعار العديد من السلع والخدمات بنسب مختلفة بما قد يؤدى إلى خفض وتيرة الاتجاه النزولى لمعدلات التضخم.

هذا، وتبذل الدولة محاولات منذ عام 2016 للوصول للاكتفاء الذاتى حيث تم تنفيذ استراتيجية طموحة لتطوير أداء صناعة تكرير البترول، والتى اهتمت بزيادة الطاقات الإنتاجية من السولار والبنزين والبوتاجاز للمساهمة فى سد جانب كبير من الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك المحلى وتأمين هذه المنتجات الحيوية محلياً وتقليل الاستيراد.

كما شهدت التسع سنوات الماضية تشغيل 8 مشروعات جديدة فى مجال تكرير وتصنيع البترول وتوسعات مصافى التكرير بتكلفة استثمارية إجمالية تزيد على 5 مليارات دولار، وتعاظمت أهمية المشروعات التى تم إقامتها بشكل كبير خلال العامين الأخيرين، حيث كانت بمثابة صمام الأمان لتوفير جانب كبير من احتياجات السوق المحلية فى أوقات التحديات والأزمات العالمية التى مر بها العالم.

وتلخيصاً للموقف الحالى نعرض لما يلى:

الأسباب الموضوعية لهذه الزيادة:

- التغيرات العالمية فى أسعار النفط: تتأثر أسعار المنتجات البترولية محلياً بالتغيرات العالمية فى أسعار النفط الخام، والتى تتأثر بدورها بعوامل عديدة مثل العرض والطلب، والصراعات الجيوسياسية، والقرارات التى تتخذها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

- السياسات الاقتصادية الحكومية: تسعى الحكومة المصرية إلى تحقيق التوازن بين دعم المستهلكين وتأمين الإيرادات اللازمة لمشروعات التنمية والبنية التحتية وتوجيه الوفورات إلى الطبقات الأكثر احتياجاً، وقد يكون رفع أسعار المنتجات البترولية جزءاً من هذه السياسات.

الآثار المتوقعة لزيادة الأسعار:

ارتفاع تكاليف النقل: ستؤدى زيادة أسعار الوقود إلى ارتفاع تكاليف النقل، مما قد يؤدى بدوره إلى زيادة أسعار السلع والخدمات.

زيادة الأعباء على المواطنين: ستمثل هذه الزيادة عبئاً إضافياً على المواطنين، خاصة، الذين يعتمدون على وسائل النقل العام والسيارات الخاصة فى تنقلاتهم اليومية.

تأثير على القطاعات الاقتصادية: ستؤثر هذه الزيادة على العديد من القطاعات الاقتصادية، مثل الصناعة والنقل والزراعة، مما قد يؤدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج.

والسؤال هو: ما الخطوات التى يمكن دراستها للتخفيف من آثار الزيادة:

توفير بدائل نقل نظيفة ومستدامة: يمكن للحكومة تشجيع استخدام وسائل النقل العام والنقل بالدراجات، وتوفير حوافز مالية لشراء السيارات الكهربائية والهجينة.

تقديم دعم مالى للمواطنين المتضررين: يمكن تقديم دعم مالى للمواطنين ذوى الدخل المحدود للتخفيف من آثار الزيادة فى أسعار الوقود، خاصة فى ظل التوجه من الدعم العينى إلى الدعم النقدى.

تحسين كفاءة استهلاك الطاقة: يمكن تشجيع المواطنين والشركات على ترشيد استهلاك الطاقة من خلال توفير الأجهزة الكهربائية الموفرة للطاقة، وتنفيذ برامج توعية فى كل وسائل الإعلام.

وختاماً تتجه الدولة المصرية إلى الاندماج فى الاقتصاد العالمى، بحيث يكون الاقتصاد المصرى جاهزاً للمنافسة فى ظل حالة السيولة العالمية وإرهاصات بروز قوى عالمية جديدة وثورات صناعية وتكنولوجية، بحيث أصبحت الفرصة مواتية لمصر للتقدم والازدهار، حيث انتقل الاقتصاد المصرى من مرحلة اقتصاد الأزمة إلى مرحلة الانطلاق الاقتصادى وهذه الانطلاقة لها قوانينها وسياساتها، أما البعد الاجتماعى للسياسات الاقتصادية فلها برامج مثل تكافل وكرامة وحياة كريمة وكذا دعم الصحة والتعليم.

* عضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أسعار المحروقات تسعير المنتجات البترولية المواصلات العامة الطاقة الإنتاجية أسعار المنتجات البترولیة زیادة أسعار فى أسعار

إقرأ أيضاً:

تحذير هام جداً للفتيات بشأن المستحضرات التجميلية المقلدة

صراحة نيوز – كشفت دراسة حديثة أجرتها منظمة حماية المستهلك البريطانية “ويتش” عن انتشار واسع لمستحضرات تجميل مقلدة عبر منصات الإنترنت الشهيرة مثل أمازون، إي باي، تيك توك شوب، وفينتد، محذرة من أن هذه المنتجات قد تحتوي على مكونات “سامة” تشكل خطراً جسيماً على صحة المستخدمين.

وفي إطار التحقيق، قامت “ويتش” بشراء 34 منتجاً من المكياج والعناية بالبشرة من بائعين خارجيين على هذه المنصات، والتي تروج لعلامات تجارية معروفة. وخلص البحث إلى أن 23 من هذه المنتجات (أي نحو 67%) كانت على الأرجح مقلدة، بناءً على مقارنة بصرية مع النسخ الأصلية المشتراة من موزعين موثوقين.

وتفاوتت النسب بين المنصات؛ حيث وُجد أن 4 من أصل 11 منتجاً على “أمازون” مزيف، و8 من أصل 11 على “إي باي”، و5 من أصل 6 على “تيك توك شوب”، و6 من أصل 6 على “فينتد”. وأكد الباحثون أن استخدام مستحضرات تجميل مقلدة قد يؤدي إلى تهيج الجلد، التهابات، بل وحروق كيميائية.

وفي تصريحاتها، أشارت د. آمنة عادل، استشارية الأمراض الجلدية، إلى أن بعض هذه المنتجات قد تحتوي على مواد سامة مثل الزرنيخ والرصاص والزئبق، وقد أظهرت تحاليل سابقة أن بعض المنتجات المقلدة تحتوي على مواد غير صالحة مثل فضلات حيوانية (بول أو براز) تستخدم كمثبتات.

ومن بين الأمثلة التي وردت في التحقيق، لوحظ أن عبوة رذاذ تثبيت المكياج كانت مشابهة للأصل في الشكل، لكنها تمتاز برائحة قوية وغير مألوفة. كما ظهر أحمر شفاه بسعر أرخص بـ10 جنيهات إسترلينية، مع شعار مطمس، وأيضاً سيروم كانت رائحته مشابهة للشامبو. علاوة على ذلك، كانت عبوات منتجات “سيرافي” غير مطابقة للأصل من حيث اللون والقوام، وكانت تفتقر إلى علامات السلامة المعروفة.

وفي مفاجأة أخرى، تبين أن بعض المنتجات المقلدة، رغم سعرها المنخفض (أقل من 10 جنيهات إسترلينية)، كانت من بين الأكثر مبيعاً. وأكد فيل لويس، المدير العام لـ”مجموعة مكافحة التزييف”، أن الأرباح الناتجة عن بيع هذه المنتجات المزيفة ضخمة للغاية، حتى وإن كانت الأسعار منخفضة، مشيراً إلى ضرورة أن يكون المستهلكون حذرين للغاية عند الشراء.

ودعت “ويتش” الحكومة البريطانية إلى إجراء إصلاحات في نظام الرقابة على الأسواق الإلكترونية، مطالبين بتطبيق قوانين صارمة تفرض التزامات قانونية على منصات البيع لمنع تداول المنتجات المقلدة. من جانبها، أكدت روشيو كونشا، مديرة السياسات وحماية المستهلك في “ويتش”، أن المستهلكين يجب أن يشعروا بالثقة عند الشراء عبر الإنترنت، لكنهم قد يتعرضون لشراء منتجات غير مختبرة أو حتى سامة.

مقالات مشابهة

  • الصناعات الغذائية: مستعدون لدعم خطط الحكومة لخفض الأسعار
  • على خلفية زيادة أسعار الوقود.. أربعة قتلى ومئات المعتقلين في احتجاجات في أنغولا تحولت إلى أعمال عنف
  • بلومبرج: 20 مليار دولار تكلفة واردات مصر من المنتجات البترولية والغاز الطبيعي خلال 2025
  • تحذير هام جداً للفتيات بشأن المستحضرات التجميلية المقلدة
  • أسعار السجائر الآن في مصر بعد الزيادة الجديدة.. قائمة كاملة بالتحديثات
  • بعد أيام.. موعد صرف معاشات شهر أغسطس وقيمة الزيادة
  • زيادة جديدة في أسعار الشاي التركي
  • وزير العمل يسلم 62 شهادة لخريجي دورات تدريب مجانية بمجالات الخدمات البترولية
  • تحذير.. ارتفاع درجات الحراة يهدد بزيادة أسعار المنتجات الزراعية بالأسواق
  • رقم يخوف.. نكشف الزيادة المفرطة في أعداد أطباء الأسنان في مصر