قال عبد الله بوانو رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، إن مشروع قانون المسطرة المدنية الذي تم تمريره في مجلس النواب، يشكل ضربا للضمانات الدستورية المتعلقة بالتقاضي، معبرا عن تساؤلات بخصوص السرعة الكبيرة التي تم بها تمريره في القبة التشريعية رغم أهميته.

وأكد بوانو في ندوة صحفية حول مشروع القانون نظمها الحزب، أنه لم يعط لهذا الأخير الوقت الكافي لمناقشة عادية سواء في الجلسة العامة أو في لجنة العدل والتشريع، مسجلا أنه في الوقت الذي منحت لمشروع قانون المراكز الجهوية للاستثمار 25 ساعة للمناقشة رغم أنه لا يضم إلا 4 مواد، فقد تم تمرير مشروع القانون المتعلق بالمسطرة المدنية بسرعة لا تتناسب مع تضمنه لـ644 مادة.

وتساءل بوانو عن السبب وراء هذه السرعة في التمرير، وما إذا كان مرتبطا بتعديل حكومي مرتقب يطيح بوزير ما، أو الهدف هو تسريع العمل بالمسطرة المدنية الجديدة قبل نهاية السنة، خاصة مع موجة الاحتجاجات التي تعرفها المملكة، أم له علاقة بما يتم التحضير له من القانون الجنائي وقانون المسطرة المدنية وباقي التشريعات.

وقال بوانو إن المجموعة النيابية لحزبه قدمت 154 تعديلا على مشروع القانون يخص 90 مادة، تهدف لتجاوز عدد من الإشكالات التي يحملها هذا المشروع، والتي لم تكن مطروحة بالقانون السابق، لاسيما التمييز بين المواطنين وأشخاص القانون العام، والتمييز بين المواطنين على أساس قدراتهم المالية، وضرب مجانية التقاضي، وضرب مبدأ التقاضي على درجتين، والمس بحق الدفاع، وتهديد الأمن القانوني والقضائي.

وفيا يخص التمييز بين المواطنين والدولة ومؤسساتها أمام القضاء، سجل بوانو أن المادة 383 من مشروع القانون تنص على أن الطعن بالنقض يوقف تنفيذ الأحكام الصادرة ضد الدولة، والجماعات الترابية ومجموعاتها، وشركات الدولة والأوقاف، لكنه بالمقابل حينما تصدر هذه المؤسسات حكما ضد المواطن، فإن الطعن بالنقض لا يوقف تنفيذ الحكم الصادر لصالح الدولة ومؤسساتها.

كما تنص المادة 502 على عدم قبول الحجز على أموال وممتلكات الدولة ومؤسساتها وشركاتها، لكن بالمقابل يسمح بالحجز على ممتلكات المواطنين.

كما سجل بوانو أن القانون يضرب الحق في الاستئناف والطعن بالنقض، حيث لا يحق للمواطن استئناف حكم في قضية ما، إلا إذا تجاوزت قيمتها 30 ألف درهم، ولا يحق له الطعن بالنقض إلا إذا تجاوزت القيمة 80 ألف درهم، معتبرا أن في ذلك استهانة بالمواطن الضعيف الذي قد تحدد هذه المبالغ مصير حياته بأكملها.

 

كما أشار بوانو إلى أن مشروع القانون يمنع المواطن المتقاضي من التجريح في هيئة الحكم، حتى لو كان أحد أعضائها له صلة قرابة أو غيرها مع الطرف الآخر في القضية.

وقال بوانو إن من أخطر ما جاء في مشروع القانون أنه يمنح النيابة العامة فتح قضايا تم إغلاقها منذ سنوات أو عقود، عبر الطعن في المقررات القضائية « التي من شأنها مخالفة النظام العام » دون التقيد بآجال الطعن المنصوص عليها في القانون، وذلك بفتح الباب للنقض في القضايا التي مرت بجميع مراحل التقاضي من الابتدائية والاستئنافية والنقض والإبرام وترتب على أحكامها الأثر لسنوات وسنوات، الأمر الذي اعتبره بوانو تراجعا خطيرا عن ضمان الأمن القضائي للمواطنين المغاربة.

وأكد بوانو أن خطورة هذه المادة تتمثل في أن أي حكم قضائي في يد المواطنين المغاربة لم يعد آمنا حتى لو كان صدر في سنة 1956، وأضاف بأن في ذلك مساس باستقلالية القضاء، وبقيمة الشيء المقضي به، ويهدد الأمن القانوني واستقرار المعاملات، كما يتيح للمحكمة إعادة تكييف الأفعال والوقائع.

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: مشروع القانون الطعن بالنقض

إقرأ أيضاً:

قانون التجنيد يهدد بحل الكنيست بعد تلويح الحريديم بالانسحاب

تتزايد المؤشرات في داخل الاحتلال الإسرائيلي على اقتراب حلّ الكنيست والتوجه نحو انتخابات مبكرة، وذلك في ظل تصاعد التوتر داخل الائتلاف الحاكم بقيادة بنيامين نتنياهو، على خلفية الخلاف العميق بشأن قانون التجنيد الخاص بإعفاء المتدينين اليهود من الخدمة العسكرية.

وبحسب ما أوردته صحيفتا يديعوت أحرونوت وهآرتس العبريّتان، الأربعاء، فإن كبار الحاخامات في أوساط التيار الحريدي أوعزوا إلى الأحزاب الدينية بالانسحاب من الائتلاف الحاكم، احتجاجًا على ما وصفوه بـ"الجمود التشريعي" في تمرير قانون يُعفي طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية الإلزامية.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الحاخامات طالبوا أحد الأحزاب الحريدية بدعم أي اقتراح لحل الكنيست، في خطوة قد تفضي فعليًا إلى سقوط الحكومة، بينما اعتبرت صحيفة هآرتس أن الأوامر الصادرة عن الحاخامات تمثل "تحولًا دراماتيكيًا" في موقف التيار الحريدي داخل الائتلاف.

وفي السياق ذاته، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن أزمة قانون التجنيد باتت تمثل "اختبارًا حقيقيًا لمصير حكومة نتنياهو"، محذرة من أن قرارات الحاخامات الأخيرة قد تُعيد تشكيل المشهد السياسي بالكامل.


لقاء "حاسم" بين الليكود والحريديم
تأتي هذه التطورات عقب اجتماع جرى مساء أمس الثلاثاء بين يولي أدلشتاين، رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست عن حزب "الليكود"، وممثلين عن تحالف "يهدوت هتوراه" الديني، لبحث سبل تمرير مشروع قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية.

ورغم وصف اللقاء بـ"ذي الروح الطيبة"، وفقًا لما نقلته هيئة البث عن أدلشتاين، إلا أن الخلافات بين الطرفين لا تزال "عميقة وشاسعة"، الأمر الذي يزيد من احتمالات تفكك الحكومة.

وقالت مصادر في حزب "ديغل هتوراه" (أحد مكونات تحالف يهدوت هتوراه) إن الليلة الماضية كانت "حاسمة"، وأكدت أن كبار الحاخامات قرروا التوجه إلى صناديق الاقتراع، في إشارة واضحة إلى فقدان الثقة بالائتلاف الحكومي الحالي.


حاخامات يدفعون نحو إسقاط الحكومة
وأشارت هيئة البث إلى أن الحاخام موشيه هليل هيرش، الزعيم الديني البارز في حزب "ديغل هتوراه"، يعتزم إصدار أمر مباشر بالانسحاب من الحكومة في غضون الأيام المقبلة، وذلك بعد اطلاعه على تفاصيل المفاوضات المتعثرة.

كما أيد الحاخام دوف لنداو، الشريك في قيادة الحزب ذاته، مقترح التصويت لصالح حل الكنيست، وهو ما يعزز التقديرات بأن حكومة نتنياهو تقترب من نهايتها.

يُذكر أن المحكمة العليا الإسرائيلية أصدرت في 25 حزيران/يونيو 2024 قرارًا يُلزم الحريديم بالخدمة العسكرية، ويمنع المؤسسات الدينية التي ترفض ذلك من تلقي الدعم المالي الحكومي، وهو ما فجر أزمة واسعة داخل الائتلاف الحاكم، الذي يعتمد بصورة محورية على دعم الأحزاب الدينية المتشددة.

وتتكون كتلة "يهدوت هتوراه" من حزبين صغيرين هما "ديغل هتوراه" و"أغودات يسرائيل"، ويتمتعان بتأثير سياسي كبير داخل حكومة نتنياهو نظرًا للهامش الضئيل للأغلبية البرلمانية.

مقالات مشابهة

  • الوزير خطاب: وجدنا في أرشيف الأمن السياسي ملايين التقارير المرفوعة التي تسبب بأذى المواطنين واليوم أخضعنا الأجهزة الأمنية لوزارة الداخلية وستكون أبوابها مفتوحة للشكاوى
  • مشروع قانون جمهوري يهدد بخفض التغطية الصحية في أميركا
  • إيلون ماسك: مشروع قانون ترامب لخفض الضرائب شر مقيت
  • قانون التجنيد يهدد بحل الكنيست بعد تلويح الحريديم بالانسحاب
  • ماسك يكشر عن أنيابه في وجه ترامب.. فهل انتهى شهر العسل بينهما وما السبب؟
  • قانون الإجراءات الجنائية الجديد.. يُعرّف حالات التلبّس ويمنح سلطات أوسع للضبط القضائي
  • بعد موافقة مجلس النواب.. تفاصيل تعديلات مشروع قانون الثروة المعدنية
  • إيهاب منصور: طرح قانون الإيجار القديم كان متعجلا.. ويجب أن يبنى على بيانات دقيقة
  • فسخ العقد وزيادة الأجرة.. قانون الإيجار القديم في سيناريو مفاجئ للمؤجر والمستأجر
  • خلافات بين الجمهوريين بشأن قانون ترامب “الضخم والجميل”