بعيدا عن غزة.. اقتصاد فلسطيني آخر يتهاوى
تاريخ النشر: 27th, July 2024 GMT
يقترب اقتصاد الضفة الغربية من الانهيار مع إغلاق المعابر مع إسرائيل حيث لم يعد بإمكان عرب إسرائيل القدوم إلى جنين وطولكرم للتسوق، بالمقابل لا يستطيع فلسطينيو الضفة المغادرة للعمل في إسرائيل.
عمدت إسرائيل إلى غلق جميع المعابر مع الضفة الغربية بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وكذلك حجبت معظم عائدات الضرائب عن السلطة الفلسطينية.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن الخطوات الإسرائيلية تهدف لإضعاف السلطة الفلسطينية وتضييق الخناق على سكان الضفة الغربية على نطاق واسع.
تدفع السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية، نحو 50 في المئة فقط من الرواتب المستحقة لموظفيها الذين يقدر عددهم بنحو 140 ألف موظف.
وفي عموم الضفة الغربية، التي يبلغ عدد سكانها نحو ثلاثة ملايين نسمة، خسرت المنطقة نحو 144 ألف وظيفة منذ أكتوبر، وفقد 148 ألف فلسطيني كانوا يعملون في إسرائيل وظائفهم، بحسب البنك الدولي.
ووفقا للصحيفة لم تفقد الضفة الغربية زبائنها من عرب إسرائيل وحسب، بل حتى السكان المحليين توقفوا عن التبضع أيضا بسبب افتقارهم للمال والخشية من استمرار التوغلات الإسرائيلية.
يقول واصف فرحات، وهو صاحب مطعم علي بابا الفخم المكون من طابقين في جنين، إن "الناس باتوا يخشون مغادرة منازلهم".
قبل أقل من ثلاث سنوات، أنفق فرحات 3 ملايين دولار لافتتاح مطعمه، على أمل تحسن الاقتصاد في الضفة الغربية، لكن توقعاته باتت اليوم بعيدة من أي وقت مضى، وفقا للصحيفة.
يؤكد فرحات البالغ من العمر 51 عاما أنه كان يوظف 53 عاملا في مطعمه الحالي ومطعم آخر وسط المدينة لكن اليوم لم يعد هناك 18 موظفا فقط "لأن الإيرادات انخفض بنسبة 90 بالمائة".
وتشير الصحيفة إلى أن القوات الإسرائيلية عمدت لاستخدام الدبابات والجرافات المدرعة في أجزاء كبيرة من جنين وطولكرم، خاصة قرب مخيمات اللاجئين.
شملت الأعمال التي نفذتها القوات الإسرائيلية، كما تقول الصحيفة، تجريف الطرق وتدمير أنابيب المياه والصرف الصحي وكسر خطوط الكهرباء وتحطيم العديد من واجهات المتاجر ومكاتب الأمم المتحدة.
يقول كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي شلومو بروم إن العمليات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي تمثل إجراءات وقائية لمنع موجة جديدة من التفجيرات الانتحارية التي تنفذها الجماعات المسلحة".
لكن العمليات الإسرائيلية لم تؤد سوى لمزيد من التراجع على الاقتصاد المنهار في الضفة الغربية.
يقول رئيس غرفة تجارة جنين عمار أبو بكر، التي تمثل 5000 شركة، إن 70 في المئة منها تكافح من أجل البقاء.
ويضيف أبو بكر إن الغرفة تعمل على إصلاح الطرق الرئيسية التي دمرتها القوات الإسرائيلية لأن السلطة الفلسطينية لا تملك المال الكافي لمثل هذا العمل.
بالإضافة إلى الأضرار التي سببها إغلاق المعابر، تعرض الاقتصاد في الضفة الغربية لضغوط بسبب الإضرابات العامة التي استمرت أشهرا في عامي 2022 و2023 تعاطفا مع الفلسطينيين الذين قتلوا في الغارات الإسرائيلية.
وقال البنك الدولي في تقرير نشر مؤخرا، إن الوضع المالي للسلطة "تدهور بشكل كبير في الأشهر الثلاثة الماضية، مما يزيد بشكل كبير من خطر الانهيار المالي".
وأشار التقرير إلى "الانخفاض الجذري" في تحويلات الضرائب من إسرائيل و"الانخفاض الكبير في النشاط الاقتصادي".
وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967 تصاعدا في العنف منذ أكثر من عام، لكن الوضع تدهور منذ اندلعت الحرب في غزة.
مذاك، قُتل ما لا يقل عن 579 فلسطينيا في الضفة برصاص القوات الإسرائيلية أو المستوطنين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وقتل ما لا يقل عن 16 إسرائيليا، بينهم جنود، في هجمات شارك فيها فلسطينيون، وفقا للأرقام الإسرائيلية الرسمية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: القوات الإسرائیلیة السلطة الفلسطینیة الضفة الغربیة فی الضفة
إقرأ أيضاً:
هجوم متوحش للمستوطنين في الضفة.. واستشهاد فلسطيني اختناقا
قتل فلسطيني، الخميس، اختناقا بالغاز خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي عقب اعتداءات نفذها مستوطنون في بلدات وسط الضفة الغربية المحتلة.
وقال شهود عيان إن مستوطنين إسرائيليين هاجموا بلدات سلواد ورامون وأبو فلاح شرقي رام الله وسط الضفة الغربية وأحرقوا عددا من المركبات، أعقبه اقتحام للجيش الإسرائيلي، أسفر عن مقتل فلسطيني.
???? آثار إحراق المستوطنين لمركبة ومنزل خلال الهجوم على بلدة سلواد شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية pic.twitter.com/ppWOdFdsS5 — ساحات - عاجل ???????? (@Sa7atPlBreaking) July 31, 2025
وذكر الناشط في مقاومة الاستيطان عايد غفري للأناضول، أن المستوطنين أشعلوا النار في 16 مركبة فلسطينية على الأقل.
وبين أن الهجوم خلف أضرارا كبيرة في المركبات وممتلكات المواطنين.
وقال إن "المستوطنين المتطرفين خطوا شعارات باللغة العبرية على منازل السكان".
وأظهرت مقاطع فيديو تسلل مجموعة من المستوطنين إلى تلك البلدات واحراقهم مركبات عبر سكب مواد شديدة الاشتعال عليها.
وقال الشهود إن جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم تلك البلدات بعد هجوم المستوطنين مما أدى لاندلاع مواجهات مع عشرات الفلسطينيين.
وأضافوا أن مواجهات اندلعت بين الفلسطينيين وقوات الجيش استخدم الأخير فيها الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
ورشق الفلسطينيون القوات الإسرائيلية بالحجارة وأغلقوا طرقات بالسواتر والحاويات الفارغة.
وأفادت مصادر محلية في بلدة سلواد باستشهاد الفلسطيني خميس عياد جراء استنشاقه الغاز المسيل للدموع خلال المواجهات.
#صورة | الشهيد خميس عياد، ارتقى إثر اعتداء قطعان المستوطنين على بلدة سلواد شرق مدينة رام الله بالضفة الغربية pic.twitter.com/PYCGKPN72I — المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) July 31, 2025
وتشهد الضفة الغربية تصاعدا في اعتداءات المستوطنين المتطرفين، حيث شنوا في الأسابيع الأخيرة عدة هجمات على بلدات شرقي رام الله وأحرقوا مركبات في بلدات كفر مالك وأبو فلاح، وبيتن وبرقة.
وبموازاة حرب الإبادة، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون بالضفة، بما فيها القدس المحتلة، ما لا يقل عن 1011 فلسطينيا، وأصابوا نحو 7 آلاف، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفا، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلفت أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.