الرؤية - أحمد التوبي

أجمع عددٌ من المختصين على الإيجابيات الواعدة التي تتوافر عليها تقنيات "إنترنت الأشياء"، مُعتبرين إياها من أبرز الابتكارات التكنولوجية في العصر الحديث؛ لما تُتيحه من اتصال بين الأجهزة المختلفة وتبادل للبيانات يُمكن حال استثمارها بشكل إيجابي تحسين كفاءة الأعمال والخدمات، إلا أنَّهم في الوقت ذاته لم يغفلوا جملة تحديات كبرى تتعلق بالأمن والخصوصية ومخاوف الاختراق، إضافة للحاجة إلى بُنى أساسية قوية وقوانين تنظيمية واضحة، لضمان تحقيق العلامة الكاملة باستفادة رقمية قادرة على قيادة دفة الاقتصاد المعرفي.

أسامة الدغاري خبير أمن معلومات، يقول لـ"الرؤية": إنَّ استخدام الأوامر الصوتية أو الهواتف الذكية لبعض أجهزة إنترنت الأشياء؛ يمكن أن تُحَسِّن استخدام أجهزة إنترنت الأشياء في الحياة اليومية للفرد؛ فهناك أجهزة تساعد الشخص على القيام بالأعمال المنزلية الروتينية بسهولة، كتنظيف أرضية المنزل وري الأشجار والنباتات، وتشغيل وإغلاق نظام التكييف المنزلي.. أما عن مخاوف أمن وخصوصية استخدام أجهزة إنترنت الأشياء في المنزل، فالأجهزة والأدوات المرتبطة بالإنترنت يكون من السهل اختراقها؛ وهذا أسوء تحدٍّ يواجه هذه التقنيات الواعدة.

ولم يغفل الدغاري التأكيد على عدَّة إيجابيات لتقنيات إنترنت الأشياء يُمكنها أن تعزز كفاءة الأعمال التجارية؛ موضحاً أنَّ هذه الأجهزة المتقدمة قد تسهم في تعزيز كفاءة الأعمال عبر تحسين مختلف الجوانب التشغيلية. فمن جانب الإنتاج، تتيح هذه الأجهزة مراقبة البيانات في الوقت الفعلي، مما يقلل فترات التوقف غير المخطط لها، كما تفعل جنرال إلكتريك (GE) التي تستخدمها للصيانة التنبؤية. أما في إدارة المخزون، فتستفيد "وول مارت" مثلا من أجهزة الاستشعار المتصلة لتتبع مستويات المخزون بدقة، مما يقلل التكاليف ويعزز تجربة العملاء. وهي الحال كذلك في قطاع الطاقة، حيث نرى أن شركة الطاقة إنجي (Engie) تستخدم أجهزة انترنت الأشياء لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة وتقليل التكاليف. كما تسهم تقنيات إنترنت الأشياء أيضاً في تحسين تجربة العملاء من خلال تقديم خدمات مخصصة، وتعزز الصيانة التنبؤية، وتدعم تحسين سلسلة التوريد عبر رؤية شاملة وفعالة.

 

تحديات جمَّة

أما سعود الريامي أستاذ التكنولوجيا، فيرى في التحديات الأخلاقية المرتبطة بجمع واستخدام البيانات من أجهزة انترنت الأشياء، أنَّ هناك الكثير من القضايا المرتبطة بهذه العملية؛ من بينها تتبع المسار الاقتصادي  الشرائي للمستخدم عبر تطبيقات الشراء والطلبات على الإنترنت وتفضيل علامة تجارية على أخرى أو منتج على آخر، فضلا عن القضايا المتعلقة بالجانب الصحي حيث قد تحدث انتهاكات  للمعلومات الصحية للمستخدم عبر الساعات الذكية والأجهزة الاخرى المرتبطة بالصحة ونشرها للبيانات الخاصة به واستخدامها لأغراض معينه بدون إذن المستخدم مما يؤدي لانتهاك خصوصيته.

وتحدث الريامي حول الابتكارات المستقبلية التي يُتَوَقَّع ظهورها في مجال انترنت الأشياء، قائلاً: هناك الكثير من الابتكارات المرتبطة بتقنية إنترنت الاشياء في جميع المجالات مثل مجالات الصناعة والصحة والتعليم والمجال الزراعي، ونتوقع ظهور المزيد من الابتكارات في المستقبل القريب وذلك من خلال دمجها بالذكاء الاصطناعي وأدواته المختلفة، خصوصا المرتبطة بعملية تحليل البيانات والتي لابد من استخدام إنترنت الأشياء للحصول عليها. ولفت الريامي إلى تأثير الابتكارات المستقبلية المتعلقة بإنترنت الأشياء على الفرد والمجتمع، موضحًا أن العصر الحالي مختلف عن العصور السابقة، حيث نعيش في عالم متسارع يضم أحدث التقنيات التي لها تأثير مباشر على الأفراد والمجتمعات، والتي ستسهم بفاعلية في خدمة البشرية، ولكن لابد من توخي الحظر وتجنب الجوانب المظلمة لهذه التقنيات لتجنب مساوئها.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تحسين الأسطل: الاحتلال يمنع دخول الصحفيين الأجانب لإخفاء جرائمه في غزة

قال الدكتور تحسين الأسطل، نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين، إن الصحفيين في قطاع غزة يعانون أوضاعًا شديدة الخطورة كغيرهم من أبناء الشعب الفلسطيني، في ظل سياسة التجويع والحصار التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن الاحتلال يمنع دخول المساعدات ويعرقل وصول الغذاء والدواء، ما أدى لتدهور الوضع الصحي وانتشار الأمراض خاصة بين الأطفال.


وأضاف الأسطل، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية داليا أبو عميرة على فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن ما يسمى بمراكز المساعدات المدعومة من الاحتلال الأمريكي تحوّلت إلى «مصائد موت»، حيث أُطلقت النار على نساء فلسطينيات أمام أحد تلك المراكز، مما أدى إلى استشهاد عدد منهن، ما يكشف الطبيعة الإجرامية لهذه المؤسسات.


وأوضح أن الاحتلال منع منذ 7 أكتوبر وحتى الآن دخول أكثر من 4 آلاف صحفي أجنبي إلى غزة، في محاولة لمنع كشف الحقائق وفضح الجرائم التي ارتكبها بحق المدنيين، مؤكدًا أن الاحتلال يخشى من نقل صورة حقيقية لما حدث على الأرض من تدمير ممنهج لمدن ومخيمات ورياض أطفال وشبكات البنية التحتية، مشيرًا إلى أن الاحتلال استخدم جرافات ضخمة سلمتها له الإدارة الأمريكية لتدمير ما تبقى من محافظات غزة، وهو ما يرقى إلى جريمة حرب ضد الإنسانية لا يمكن إخفاؤها.

طباعة شارك تحسين الأسطل نقيب الصحفيين فلسطين قطاع غزة الشعب الفلسطيني

مقالات مشابهة

  • برج الميزان .. حظك اليوم الأحد 27 يوليو 2025 :تتلقى دعمًا
  • فضيحة مدوية لـ طارق صالح بشأن “الحوثيين” والبحر الأحمر
  • النخيل في الخليج.. بين الأصالة والتراث وتحديات التخطيط الحضري الحديث
  • برج الميزان حظك اليوم السبت 26 يوليو 2025.. لا ترهق نفسك بإرضاء الجميع
  • “الأوروبي للصحفيين”: يجب التحقيق في استخدام “إسرائيل” التجويع كسلاح حرب بغزة
  • تحسين تحضير واستخدام الأدوية.. ورشة لتعزيز كفاءة 50 مشاركًا في مركزي القطيف
  • تركيب نحو 2500 بوابة إنترنت جديدة في مركز اللاذقية الثاني
  • برج الميزان | حظك اليوم الجمعة 25 يوليو2025.. سيكون وضعك المالي جيدا
  • تركيا تكشف عن تقنيات دفاعية “تُغير قواعد اللعبة” في البحر والجو
  • تحسين الأسطل: الاحتلال يمنع دخول الصحفيين الأجانب لإخفاء جرائمه في غزة