سرايا - مع بقاء حوالي 100 يوم حتى الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، سمح أول فيديو رسمي لحملة نائبة الرئيس كامالا هاريس بإعادة تقديم نفسها للناخبين الأمريكيين، ومعاينة بعض الرسائل التي ستدعم حملتها الوليدة للرئاسة أمام الخصم الجمهوري دونالد ترامب.

لكنها كشفت أيضاً عن الخيار الصارخ الذي سيواجهه الأمريكيون عندما يتوجهون إلى صندوق الاقتراع في نوفمبر (تشرين الثاني)، وفقاً لتقرير تحليلي مطول للكاتبة لورين فيدور في صحيفة "فايننشال تايمز".


فروقات كبيرة
وفي حين سيسعى الجمهوريون إلى اعتبار هاريس راديكالية خطيرة، فإن الديمقراطيين سيسلطون الضوء على التمييز بين مدعية عامة تبلغ من العمر 59 عاماً ورئيس سابق يبلغ من العمر 78 عاماً أدانته هيئة محلفين هذا العام من 34 تهمة جنائية.
تقول فيدور إن المؤسسة الديمقراطية التي كانت يائسة في الأسابيع الأخيرة أصبحت الآن مبتهجة بإمكانية رفع اسم أول رئيسة، وأول رئيس أمريكي آسيوي وثاني رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة.
أدى دخول هاريس المتأخر إلى السباق هذا الأسبوع إلى زعزعة المنافسة الرئاسية الأمريكية التاريخية بالفعل، إذ إن قرار جو بايدن في نهاية الأسبوع الماضي بتعليق حملته لإعادة انتخابه وتأييد نائبته خلفاً له في منتصف عام الانتخابات أمر غير مسبوق تقريباً في التاريخ السياسي الحديث.
كانت آخر مرة قرر فيها رئيس أمريكي التخلي عن الترشح لولاية ثانية ليندون جونسون في مارس (آذار) من عام 1968.
في الوقت نفسه، جاء اختيار بايدن المهم للتنحي جانباً بعد أسبوع واحد فقط من نجاة دونالد ترامب بصعوبة من محاولة اغتيال في تجمع انتخابي في بنسلفانيا.
وكانت آخر مرة تم فيها إطلاق النار على رئيس أمريكي حالي أو سابق رونالد ريغان في عام 1981.
"أيام يحدث فيها عقود"
يقول بوب شروم، الأستاذ بجامعة جنوب كاليفورنيا: "هناك عقود لا يحدث فيها شيء، وأيام تحدث فيها عقود.. نحن نعيش خلال الأيام التي تحدث فيها عقود".
الاضطرابات في الأسابيع القليلة الماضية تجعل المحللين والمتنبئين حذرين من استخلاص أي استنتاجات مبكرة حول ما يمكن أن يعنيه ترشيح هاريس لنتيجة انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني).
يقول كايل كونديك من مركز السياسة بجامعة فيرجينيا غير الحزبية: "لا توجد سابقة تاريخية جيدة لما يحدث الآن.. نحن نسير في المجهول".
لكن محاولة هاريس لكسب منصب البيت الأبيض ضخت بلا شك الطاقة والحماس في حزب ديمقراطي كان يعاني لأسابيع من الاقتتال الداخلي حول سن بايدن ولياقته البدنية، وتراجع أرقامه في استطلاعات الرأي.
I’m so proud of my girl, Kamala. Barack and I are so excited to endorse her as the Democratic nominee because of her positivity, sense of humor, and ability to bring light and hope to people all across the country. We’ve got your back, @KamalaHarris! pic.twitter.com/xldcZeDXuS

— Michelle Obama (@MichelleObama) July 26, 2024
جمعت هاريس في الأيام الأربعة الأولى من حملتها أكثر من 126 مليون دولار من مساهمات الحملة واشتركت في أكثر من 100000 متطوع جديد.
مسار صعب
حتى أكثر الديمقراطيين حماسة يعترفون بأن هاريس ستواجه مساراً صعباً إذا أرادت هزيمة ترامب في نوفمبر (تشرين الثاني) لأنها عانت منذ فترة طويلة من معدلات موافقة منخفضة نسبياً لوجودها كنائبة لبايدن.
ومع ذلك، تشير الاستطلاعات التي أجريت هذا الأسبوع إلى أن أداء هاريس بالفعل أفضل من أداء بايدن، مما يضيق الفارق بينها وبين ترامب.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الخميس أن هاريس تتخلف عن ترامب بنقطة واحدة فقط، 48-47، بين الناخبين المحتملين وهو تعادل افتراضي. في وقت سابق من هذا الشهر، في أعقاب أداء المناظرة الذي أدى في النهاية إلى سقوط بايدن، خلف الرئيس ترامب بست نقاط ملفتة للنظر.

يقول كونديك: "احتاج الديمقراطيون إلى دفعة من التفاؤل، وحصلوا على دفعة واحدة"، مضيفا: "لقد حولوا الموت إلى فرصة قتال للعيش".
وتواجه هاريس العديد من الاختبارات السياسية المهمة في الأفق، بدءاً من اختيار نائبها للترشح، وهو قرار قد يأتي في أقرب وقت الأسبوع المقبل. وبحسب ما ورد تقوم نائبة الرئيس بفحص العديد من الشركاء المحتملين، بما في ذلك عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا مارك كيلي والعديد من الحكام الديمقراطيين، وهم جوش شابيرو من ولاية بنسلفانيا وروي كوبر من ولاية كارولينا الشمالية وآندي بيشير من كنتاكي.
ملفات حاسمة
أما فيما يخص ملفات حملتها، فقد أثبتت قضية الحقوق الإنجابية أنها القضية الفائزة في انتخابات الديمقراطيين منذ أن ألغت المحكمة العليا الأمريكية الحق الدستوري في الإجهاض في عام 2022.
لكن المطلعين على الحزب يعتقدون أن هاريس ستكون بطلة أكثر فعالية للحقوق الإنجابية من بايدن، فهي كاثوليكية ملتزمة فضلت في وقت سابق من حياتها المهنية المزيد من القيود على الوصول إلى عمليات الإجهاض.
وبينما حاول ترامب تعديل موقفه من هذه القضية، من المرجح أن يسلط الديمقراطيون الضوء على سجل جي دي فانس، نائبه في الترشح، الذي أيد في الماضي حظراً وطنياً على الإجراءات وعارض الاستثناءات في حالة الاغتصاب.
من جهة أخرى، كانت إحدى المشكلات العديدة التي واجهت حملة بايدن هي دعم ترامب المتزايد بين الناخبين السود واللاتينيين. وفي مذكرة هذا الأسبوع، أصرت جين أومالي ديلون رئيسة حملة بايدن على أن هاريس، ابنة مهاجرين من الهند وجامايكا، ستكون قادرة على حشد الدعم من الناخبين السود والناخبين اللاتينيين والناخبين الأمريكيين الآسيويين والناخبات على وجه الخصوص.
وكتبت أومالي ديلون: "ستكون هذه الحملة قريبة وصعبة، لكن هاريس في موقع قوة.. وستفوز".

التناقض الآخر مع ترامب الذي يتطلع الديمقراطيون إلى تسليط الضوء عليه هو خلفيتها في القانون والنظام. ففي تصريحات لموظفي الحملة يوم الاثنين، أوضحت هاريس أنها ستتكئ على أوراق اعتمادها كمدع عام في سان فرانسيسكو، ولاحقاً المدعي العام في كاليفورنيا، لملاحقة ترامب.
بينما لم يضيع ترامب والجمهوريون أي وقت في ملاحقة هاريس، حيث سعوا إلى تصويرها على أنها ديمقراطية يسارية خطيرة لا تتماشى سياساتها مع التيار الرئيسي.
كما سعى ترامب وحلفاؤه إلى إلقاء اللوم على هاريس في التضخم وتدفق المهاجرين على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وهما من أكبر نقاط الضعف السياسية لبايدن.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: تشرین الثانی أن هاریس

إقرأ أيضاً:

الهاجري يعلن ترشحه لرئاسة اتحاد الطاولة لدورة 2025-2028

معتصم عبدالله (أبوظبي)

أعلن المهندس داوود الهاجري، الرئيس الحالي لاتحاد كرة الطاولة، نيته الترشح لمقعد الرئاسة في الدورة الانتخابية المقبلة 2025-2028، والتي تستكمل ما تبقى من عمر الدورة الأولمبية الحالية.
وأكد الهاجري في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن المرحلة المقبلة تمثل امتداداً للعمل المتواصل خلال السنوات الماضية، قائلاً: «نأمل أن تكون هذه الفترة محطة متميزة للعبة، نسعى خلالها لمواصلة تحقيق النتائج الإيجابية والبناء على ما تحقق». 
وجاء إعلان الهاجري على هامش الإقرار الرسمي للنظام الأساسي المعدل لاتحاد الطاولة، خلال اجتماع الجمعية العمومية غير العادية، الذي عُقد يوم 24 يوليو بمشاركة 19 نادياً، 
وأوضح أن التعديلات التي طالت النظام الأساسي جاءت متوافقة مع دليل حوكمة الاتحادات الرياضية، حيث تضمن الإصدار الجديد 92 مادة موزعة على 6 أبواب رئيسية، شملت الهيكل التنظيمي، آليات الانتخابات، إدارة الموارد، حقوق الأعضاء، إلى جانب نماذج إدارية لتفعيل الحوكمة وتقييم الأداء، وترسيخ مبادئ الشفافية والمساءلة ضمن بيئة رياضية مستدامة.
ومن أبرز التعديلات التي تم اعتمادها، المادة 49، والتي تنص على تقليص عدد أعضاء مجالس الإدارات من 11 إلى 9 أعضاء، في خطوة تتماشى مع توجه تطوير الهيكل المؤسسي، وتعزيز الدور الاستراتيجي لمجالس الإدارات مقابل تعيين مديرين تنفيذيين يتولون الجوانب التشغيلية اليومية.
وأعلنت لجنة الانتخابات، برئاسة المهندس محمد جمعة البحر، فتح باب الترشح للدورة الجديدة خلال الفترة من 1 إلى 8 أغسطس، على أن تُجرى الانتخابات يوم 1 سبتمبر 2025.
ويتألف المجلس الجديد من 9 أعضاء، يترشح منهم 7 (من ضمنهم مقعد المرأة ومقعد الرئيس)، بينما يحتفظ الرئيس المنتخب بحق تعيين عضوين إضافيين في المجلس.
وتحدّث الهاجري عن التطور الذي شهدته اللعبة خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن منتخبات الإمارات الوطنية لكرة الطاولة أصبحت تملك لاعبين مصنفين ضمن أعلى المستويات في آسيا، من بينهم محمد سعيد المسيبي، المصنف ضمن أفضل 5 لاعبين على مستوى القارة.
وقال: «شهدت السنوات الأخيرة تكثيف المشاركات الدولية، لا سيما على صعيد بطولات العالم، ونفخر بما تحقق من تطور في الأداء والتصنيف، وهدفنا تعزيز هذه المكتسبات».
وأضاف: «نثمن الدعم الكبير الذي تحظى به اتحادات الألعاب الفردية من قبل وزارة الرياضة، إلى جانب اللجنة الأولمبية الوطنية والمجالس الرياضية، والتي كان لها دور بارز في النتائج الخارجية وفي تمكيننا من تنظيم بطولات نوعية، ومواصلة خطط تطوير اللعبة».
وأكد الهاجري أن اتحاد الطاولة مستمر في تنظيم البطولات المحلية والدولية، بما يعكس ثقة المجتمع الرياضي في قدرات الإمارات التنظيمية، وترسيخ مكانتها على خريطة الاستضافات الرياضية الكبرى، حيث يدرس الاتحاد بجدية التقدم بطلب استضافة بطولة العالم لكرة الطاولة لعام 2028، مشيراً إلى أن فرص الإمارات كبيرة للفوز بتنظيم الحدث العالمي بفضل البنية التحتية المتطورة، والدعم المؤسسي من الجهات الرياضية في الدولة.
وأوضح الهاجري أن هذا التوجه يأتي في ظل النجاحات التنظيمية المتتالية التي حققتها الدولة، وآخرها استضافة النسخة الثانية من بطولة الإمارات الدولية للناشئين والشباب، والتي أسدل الستار على منافساتها بصالة نادي شباب الأهلي، بمشاركة 196 لاعباً ولاعبة من 29 دولة، على مدار أربعة أيام من التنافس القوي.
وتابع: «لدينا رؤية واضحة لتنظيم بطولات نوعية تواكب تطلعاتنا وتعزز من مكانة الدولة كمحطة مفضلة لتنظيم أكبر الأحداث»، مشدداً على أن النجاحات التنظيمية السابقة تمثل دافعاً قوياً نحو استضافة بطولة العالم في المستقبل القريب.

أخبار ذات صلة أحمد بالهول الفلاسي: «دبي مولاثون» تعزز جودة الحياة «عمومية الشطرنج» تعتمد إشراك «الأعضاء المقيمين» في مجلس الإدارة

مقالات مشابهة

  • بالفيديو: نتنياهو يلتقي ويتكوف وعلى الطاولة مصير مفاوضات غزة
  • المسيبي يهدي الإمارات برونزية «دولية كازاخستان» لكرة الطاولة
  • كامالا هاريس تفتح الباب لخوض رئاسيات 2028
  • كامالا هاريس تحدد موقفها من الترشح لمنصب حاكمة كاليفورنيا
  • النصر السعودي يقلب الطاولة في «ودية» تولوز
  • ترامب: إسرائيل ترفض حصول حماس على المساعدات التي يتم توزيعها في غزة
  • الهاجري يعلن ترشحه لرئاسة اتحاد الطاولة لدورة 2025-2028
  • وزير أميركي: ترامب سيحسم أمر الاتفاقيات التجارية هذا الأسبوع
  • هل يُقرب المؤتمر الأممي حل الدولتين أم يزيحه عن الطاولة؟
  • ترامب يقلص المهلة التي منحها لبوتين لوقف الحرب