نترك عزيزى القارئ وثيقة التمكين التى سوف نتحدث عنها كاملة بالتفصيل فى حلقات قادمة ونتحدث فيما هو أهم حالياً، فمصر تواجه فى الوقت الحالى عدداً من التحديات التى تشكل مخاطر قائمة على الأمن ‏القومى للدولة ‏المصرية، أول هذه التحديات هو التحدى المتربص ‏بمصر من ‏الشرق من سيناء، سواء من إسرائيل أو من الجماعات ‏الإسلامية ‏المتطرفة، فضلاً عن الأزمة الليبية وما تفرضه من تحديات على حدود مصر الغربية، وكذا الحرب السودانية وما تنطوى عليه من تهديدات لمصر، يعتقد البعض بل الكثيرون من هنا وهناك أن الحرب التى يواجهها السودان حرب بين طرفين أو جنرالين، كما تختزل بعض المجموعات السياسية الحرب فى السودان، لكن على الأرض وفى الواقع الميدانى والزمنى، والحرب ما زالت مستمرة فى عامها الثانى، الذى أخذت نمطاً جديداً غير معهود فى المنطقة، الذى تم اختباره فى ليبيا، لكن سرعان ما أوقفته القوى الدولية التى تتشابك مصالحها وتتقاطع فى الهلال النفطى الليبى.

دارت حلبة الصراع فى السودان بأسلوب ليس بجديد على منطقتنا العربية والأفريقية التى كانت وما زالت منطقة مصالح وتجارب للقوى العظمى التى تستهدف ثروات منطقتنا ومقدراتها، هذه الدول استهدفت بناء الدولة من الداخل دون الحاجة إلى تدخل خارجى، ما يطلق عليه حديثاً الحروب الهجينة (الوكلاء والضغط الأيديولوجى من خلال المنظمات غير الحكومية المشبوهة الممولة من الخارج لتغيير الأنظمة... إلخ)، عن طريق انتشار نوع جديد من القتال لا ساحات محدودة له، فاندلعت الحرب فى شهورها الأولى بهدف إخضاع الجيش السودانى، لقوة شبه عسكرية هى قوات الدعم السريع التى خططت لتحطيم قدرات المؤسسة العسكرية السودانية، وإنهاكها بعد فشل عملية الإخضاع الأولى، والعمل على إصابة جسد الدولة الهش بالشلل الجزئى، فقد تآكلت بنية الدولة وتدهورت مركزيتها مع بروز حالات جديدة من الولاءات تقاسمها جنرالات الحرب والقوى السياسية بعد التغيير السياسى الذى حدث فى ظل ضعف التجانس القومى المعقد، ما شكل عائقاً أمام كل محاولات التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فوضعت الدولة بفعل فاعل فى قالب الهندسة الجديد، وأصبحت حقلاً خصباً للتجارب التى تجعل المواطن جندياً فى جيش عدوه، لقد أنهت حرب الجيل الرابع فى السودان احتكار الدولة للعنف، والسياسات الموجهة تجاه مواطنيها، مع العمل الممنهج لإفقاد ثقتهم بها، وإضعاف نفوذها بتفاقم الأزمات التى تلاحقها، والاستقطاب الحاد بين مكوناتها الإثنية والجغرافية، وسيولة النسق المجتمعى بقيادة حروب الوكالة من المجموعات المحلية ضد الدولة المركزية ومواردها.

تمثل قوات الدعم السريع نموذجاً مثالياً لذلك بممارساتها العنيفة، وسط صمت دولى محير، مقارنة بما تم فى حرب دارفور الأولى التى حشدت كل الآلة الدولية، مع كثافة فى القرارات والجلسات والنداءات واللجان والمبعوثين، والتظاهرات التى قادت إلى اصطفاف الضمير العالمى، لقد تضاءلت فى هذه الحرب الفروقات بين المقاتلين والمدنيين، وصعوبة التمييز بين ميدان الحرب وميادين السياسة، واستخدام الشعارات السياسية التى ترفع على أسنة بنادق قوات الدعم السريع، والبحث المزعوم عن الديمقراطية وسط أشلاء المدنيين، بدلاً عن أصواتهم، إضافة إلى التدخلات الخارجية تحت ستار بعثات دولية وأممية والتى عملت طويلا لهندسة مشروعها فى السودان، وجعله واقعاً قسرياً لفرض الأجندات الجديدة، وللحديث بقية

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: من الإخوان الإرهابية إلى السودان مصر فى السودان

إقرأ أيضاً:

عثرت على اوراقي الثبوتية.. شكرا لكم ولابى فارس

عثرت على اوراقي الثبوتية.. شكرا لكم ولابى فارس
كنت اردد فى سري مقطعا من مدحة الشيخ البرعي في رائعته ” مصر المؤمنة”، “أكملت علاجك غير حقنة ومشرحة، بالعافية افرحا ولي ديارك امرحا” ، وانا فى طريقي لاستلام اوراقي الثبوتية التى تم نهبها ضمن مقتنيات شنطة سطا عليها لصوص اثمون فى شارع فيصل محطة التعاون بالقاهرة فى الساعات الأولى من فجر الجمعة الماضي..
،انا كذلك تحصلت على اوراقي “بدون اجراءات او فتح بلاغ او كثير عناء”، وقد جاءتني تسعي بفضل دعوة الاف الخلص من ابناء وبنات شعبي، ومن احبابي واصدقائي فى هذه الصفحة، وقد ارتفعت الأكف بالدعاء، فلكم مني خالص التحايا والتقدير ولن اوفيكم جميعا حقكم من الشكر والجزاء.
قصة عودة وثائقي الثبوتية، اجمل مافيها انها عرفتني على من عثر عليها، شاب سوداني “صميم وودبلد” يدعى خالد محمد عثمانAbo Fares ، ابوفارس كان فى طريقه للسودان ، وقد ذهبت به المقادير الى محطة غير التى كان يقصدها بسبب خطأ فى الارشاد والترتيب، وفي المكان الخطأ لاحظ ابوفارس ان صبيا مصريا يعرض اوراقا لاسرته بينما هو منهمك فى تحديد مقصده الذى سيقله للسودان، لحظتها كان الصبي المصري يعرض على ابنائه حمل اوراقي باعتبار انها لسوداني، فقد فطن الى نخوة السودانيين الذين يهتمون بحاجة بعضهم وان كان ليس بينهم سابق معرفة، حينها ذهب ابو فارس واطلع على الاوراق قبل ان يصيح فى وجه الصبي، “دة اخوي”، وينفحه مبلغا من المال ويستلم الأوراق.
وابو فارس لم التقه فى حياتي وان كان من متابعي الصفحة، وقد فعل الواجب ويزيد وهو يهاتفني عبر الماسنجر ويبحث عن ارقامي من الاصدقاء المشتركين حتى عثر على تلفون ام حباب فكان خبر عثوره على اوراقى الثبوتية يتساقط علىنا بلسما وشفاءا…
“ابوفارس” توجه الى السودان فى حفظ الله ورعايته ترك الاوراق مع اسرته التى زرناها بمعية ام حباب ووجدنا انفسنا فى “بيت سوداني” تتسيده المودة وتسكنه الرحمة ،ويسوده الاحترام، حفظ الله ام فارس ووالدها وابنائها وبناتها، فلقد استقبلونا بكرم واحتفاء سوداني استعدنا معه “اجواء الحلة” فى ربوع بلادنا الحبيبة.. اخذنا ، ضالتنا ، ولساننا يلهج بالشكر لابى فارس واسرته، ونسأل الله ان يحفظهم فى الحل والترحال..
والشكر لكم على دعواتكم التى وجدت طريقها للاستجابة …
والحمد لله الذى رد الينا ضالتنا..
وبارك الله فيكم…جميعا..
اما الشامتون ..فاسأل الله ان يشفيهم وهو بهم كفيل…
المهم عادت كل الاوراق والحمد لله .. البحث عنها فى القاهرة كان اشبه بتتفتيش “ابرة” فى اكوام قش ولكنه الله ربي، اذا اراد شيئا ان يقول له كن ، فيكون.. والحمد لله..من قبل ومن بعد..

محمد عبدالقادر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عثرت على اوراقي الثبوتية.. شكرا لكم ولابى فارس
  • شبكات الكبتاغون تنتقل من سوريا إلى السودان.. مصنع ضخم داخل حقل ألغام للدعم السريع
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: جماعة الإخوان الإرهابية هم كلاب النار وخدام إسرائيل
  • مستشار المفتي يدعو لإطلاق مبادرة شاملة لفضح الجماعات الإرهابية
  • مخطط الإخوان الإرهابية.. «مصدر أمني» ينفي وجود تجمعات لمواطنين بإحدى المحافظات
  • بعد إعلان حكومة "تأسيس"...ما أسباب حالة الانقسام في السودان؟
  • حكومة موازية في نيالا.. ماذا تعرف عن خريطة نفوذ الدعم السريع في دارفور؟
  • السودان يدين إعلان الدعم السريع حكومة موازية
  • وزارة الخارجية تدين ما ذهبت إليه مليشيا الدعم السريع الإرهابية بإعلان حكومة وهمية
  • الدعم السريع يعلن تشكيل حكومة موازية في السودان