حزب الله يؤكد تورط جيش الاحتلال في الجريمة ولبنان يدعو إلى تحقيق دولي
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
أهالي مجدل شمس يطردون وزراء صهاينة حاولوا المشاركة في تشييع ضحايا الجريمة الإسرائيلية محللون يؤكدون: الحادثة لا تحمل بصمات المقاومة
الثورة / حمدي دوبلة
يحاول الكيان الصهيوني إلصاق مسؤولية استهداف أطفال مجدل شمس في الجولان السوري المحتل بالمقاومة الإسلامية في لبنان فيما بدأت تتكشف تفاصيل مثيرة تثبت تورط جيش الاحتلال في الجريمة باستهداف ملعب كرة القدم بصاروخ”إسرائيلي” اعتراضي مضاد للصواريخ، وفق ما أكده مسؤولون لحزب الله للأمم المتحدة.
ودعا لبنان أمس إلى تحقيق دولي في الحادثة وسط تأكيدات من قبل محللين وخبراء عسكريين أن الجريمة لا تحمل بصمات حزب الله الذي حرص منذ بدء الحرب على الحدود الشمالية لدولة الاحتلال على ضرب أهداف عسكرية بحتة، بينما سارع وزراء في حكومة الاحتلال إلى المشاركة في مراسيم تشييع الضحايا حيث واجههم الأهالي بهتافات الرفض لوجودهم في البلدة، معبرين عن رفضهم لمحاولة استغلال وتوظيف مأساة القرية لمصلحة الاحتلال ليغادروا مطرودين وفقا لوسائل إعلام عبرية.
وعارض محتجون غاضبون من أهالي بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل مشاركة وزراء صهاينة في جنازة 12 شخصا قضوا جراء سقوط صاروخ على ملعب لكرة القدم وطالبوهم بالرحيل.
وبثت وسائل إعلام عبرية مقاطع فيديو تظهر احتجاج السكان على زيارة الوزراء، بمن فيهم وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش الذي غادر المنطقة مطرودا.
وهتف أحد سكان مجدل شمس في وجه سموتريتش: “ارحل من هنا يا مجرم، لا نريدك في الجولان”.
وقال آخر: “نريد الهدوء ولم نحصل عليه.. لقد سئمنا وعودكم”، وفق ما أوردته القناة “13” الخاصة.
كما تعرض لأمر مشابه وزراء حزب الليكود بقيادة الإرهابي نتنياهو الذي قطع زيارته الاستعراضية لواشنطن على اثر الحادثة، ومن الوزراء الذين تعرضوا للاهانة في الجولان بحسب الإعلام الصهيوني وزراء حماية البيئة عيديت سيلمان، والاقتصاد نير بركات، والطاقة إيلي كوهين وسمعوا اتهامات صريحة من الاهالي لهم بمحاولة الاستثمار السياسي للمأساة والرقص على دماء أطفالهم.
في سياق متصل، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية بأن منتدى السلطات الدرزية بعث برسالة إلى الوزراء الصهاينة طالبهم بعدم حضور الجنازة.
وقال المنتدى في رسالته: “لا تأتوا.. نظرا لحساسية الوضع فإننا نطالب بعدم تحويل المجزرة إلى حدث سياسي.. نطالب بجنازة دينية هادئة حسب العادات الدرزية”.
إلى ذلك نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول أمريكي قوله إن “مسؤولين في حزب الله أبلغوا الأمم المتحدة” أن الحادث في مجدل شمس “كان نتيجة سقوط صاروخ إسرائيلي اعتراضي مضاد للصواريخ على ملعب لكرة القدم”. وتحدث المسؤول الأمريكي للموقع عن “قلق إدارة الرئيس جو بايدن البالغ” من أن يؤدي ما حدث إلى “حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله”. وقال المسؤول إنّ “ما حدث اليوم قد يكون المحفّز الذي كنا نشعر بالقلق بشأنه، وحاولنا تجنبه مدة 10 أشهر”.
وفي السياق، أشارت مراسلة شبكة “بي. بي. سي” الإخبارية البريطانية، في منشور لها في موقع “أكس”، إلى أنّ “هناك عدداً من الأسئلة بشأن ما حدث في مجدل شمس، إذ في الوقت الذي ينفي حزب الله مسؤوليته عن الحادث يصر جيش الاحتلال على اتهامه”.
وأضافت المراسلة نفيسة كهنفارد أن “نمط هجمات حزب الله في الأشهر الـ10 الماضية يُظهر أنه كان يركز، بصورة أساسية، على الأهداف العسكرية”، حتى بعد كل هجوم على “أهداف مدنية في الجانب الآخر ، كان يبرر بأن المكان المستهدف يستخدمه الجنود الإسرائيليون”.
وكانت المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله – نفت، السبت، نفياً قاطعاً، الادعاءات التي أوردتها عدة وسائل إعلام إسرائيلية، ومنصات إعلامية متعددة، بشأن استهداف مجدل شمس في الجولان السوري المحتل.
وأكّدت المقاومة الإسلامية، في بيان، أنّ لا علاقة لها بالحادث على الإطلاق، نافيةً نفياً قاطعاً كل الادعاءات الكاذبة في هذا الخصوص.
ومن جهته دعا لبنان أمس الأحد، إلى إجراء “تحقيق دولي” في القصف الذي قتل 12 فتى وفتاة ببلدة في الجولان السوري المحتل محذراً من أن أي هجوم كبير على لبنان قد يُشعل حرباً إقليمية.
ودعا وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب امس إلى “إجراء تحقيق دولي أو عقد اجتماع للجنة الثلاثية عبر اليونيفيل لمعرفة حقيقة الأمر” في تصريح نقلته الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وتضم اللجنة الثلاثية مسؤولين من الجيشين اللبناني والإسرائيلي، إلى جانب قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
ودعا بو حبيب إلى “التطبيق الكامل والشامل للقرار 1701” الصادر عن مجلس الأمن الدولي من الجهتين، وأنهى هذا القرار حرب العام 2006 بين حزب الله وإسرائيل وينصّ على حصر الانتشار المسلّح في جنوب لبنان بالجيش اللبناني وقوة اليونيفيل الأممية.
وأشار بو حبيب إلى أن أي “هجوم كبير من قبل إسرائيل على لبنان سيؤدي إلى تدهور الوضع في المنطقة واشتعال حرب إقليمية”.
وتوعد وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت أمس، “بضربة قوية ” في أعقاب ضربة مجدل شمس، بينما حذرت إيران إسرائيل من أن أي “مغامرات” عسكرية جديدة في لبنان قد تؤدي إلى “عواقب غير متوقعة”.
واستبعد بو حبيب “فرضية أن يكون حزب الله قد نفذ الهجوم على قرية مجدل شمس”، مشيراً إلى أنه “منذ بدء النزاع في الجنوب، لم يستهدف الحزب مواقع مدنية بل عسكرية فقط”.
واحتلّت إسرائيل مرتفعات الجولان في العام 1967 وضمتها في العام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وأعلن حزب الله في بيان امس- في أول عملية له بعد حادثة مجدل شمس- أنه استهدف “تموضعاً لجنود العدو الإسرائيلي قرب الحدود”، رداً على “اعتداءات العدو على القرى الجنوبية”.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: فی الجولان السوری المحتل مجدل شمس فی تحقیق دولی حزب الله بو حبیب
إقرأ أيضاً:
السيسى: مصر ولبنان لديهما جهد مشترك عبر سنوات فى مجال الثقافة والكتابة والشعر
رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، بأخيه الرئيس جوزاف عون، رئيس الجمهورية اللبنانية، في بلده الثاني مصر، مؤكدًا أن هذه الزيارة تحمل رمزية خاصة، وتجسد متانة العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين البلدين، وتعكس ترابطًا ممتدًا عبر العصور، حيث كانت مصر ولبنان نموذجًا للأخوة العربية الحقيقية.
مباحثات ثنائية لتدعيم التعاون الاقتصادي وإعادة الإعمار
وأكد الرئيس السيسي، خلال المؤتمر الصحفي المشترك في قصر الاتحادية، أن زيارة الرئيس عون تأتي في مرحلة دقيقة، بما يعكس عمق العلاقات المصرية اللبنانية وصلابتها على مختلف الأصعدة.
السيسي: مصر ولبنان يرتبطان بعلاقات تاريخية تعود إلى الفراعنة والفينيقيين عاجل- السيسي يؤكد دعم مصر الكامل لاستقرار لبنان وسيادتهوأضاف أن المباحثات بين الرئيسين كانت فرصة لتبادل الرؤى حول سبل تعزيز التعاون الثنائي، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية، حيث تم التأكيد على دعم جهود إعادة إعمار لبنان باستخدام الخبرات المصرية في هذا المجال.
مصر تؤكد موقفها الثابت في دعم سيادة لبنانكما شدد الرئيس السيسي على موقف مصر الثابت في دعم استقرار لبنان، وصون سيادته الكاملة، وأكد على رفض مصر القطعي لانتهاكات إسرائيل المتكررة ضد الأراضي اللبنانية، والاحتلال المستمر لجزء منها.
وأضاف السيسي أن مصر تواصل جهودها المكثفة مع الأطراف الإقليمية والدولية للضغط على إسرائيل للانسحاب الفوري وغير المشروط من الأراضي اللبنانية.
وأكد على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل كامل، بما يسهم في تمكين لبنان من بسط سيادتها على أراضيها وتعزيز دور الجيش اللبناني في جنوب نهر الليطاني.
دعم مصر للبنان في مواجهة التحديات الإقليميةودعا الرئيس السيسي المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في إعادة إعمار لبنان، مشددًا على أهمية مشاركة الهيئات الدولية والجهات المانحة لضمان عودة لبنان إلى مساره الطبيعي نحو السلام والتعايش في المنطقة.
وأشار إلى أن المباحثات بين الجانبين تناولت أيضًا تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث أكدا على ضرورة إنهاء العدوان الإسرائيلي، واستئناف اتفاق وقف إطلاق النار، وضرورة إطلاق سراح جميع الرهائن والأسرى مع ضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى القطاع.
مصر ولبنان يدعمان القضية الفلسطينيةوجدد الرئيس السيسي ونظيره اللبناني دعم القضية الفلسطينية، مؤكدين رفضهما لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم العادلة.
ودعا السيسي المجتمع الدولي إلى حشد الجهود الدولية لتنفيذ خطة إعادة إعمار غزة، دون تهجير أهلها، مع التأكيد على تمكين السلطة الفلسطينية من العودة إلى القطاع.
كما دعا إلى توسيع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، معتبرًا أن هذا المسار هو الضامن الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
دعم مصر للبنان وسوريا في مواجهة التحديات الإقليميةكما تناول الرئيس السيسي ونظيره اللبناني تطورات الوضع في سوريا، حيث جدد الرئيس السيسي دعم مصر الكامل للشعب السوري، مؤكدًا على ضرورة أن تكون العملية السياسية في سوريا شاملة وغير إقصائية، مع استمرار جهود مكافحة الإرهاب، ورفض أي مظاهر للطائفية أو التقسيم.
وأدان الرئيسان الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد السيادة السورية، وأكدوا على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية المحتلة، واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
مصر ولبنان: تاريخ طويل من التعاون الثقافي والحضاريفي ختام كلمته، أكد الرئيس السيسي أن مصر ولبنان كانا دائمًا في طليعة التعاون الثقافي والتعليمي، مشيرًا إلى أن مصر كانت من أولى الدول التي أقامت علاقات مع لبنان منذ الأربعينات.
كما أشار إلى التعاون المستمر بين البلدين في مجال الثقافة والكتابة والشعر، حيث كانت مصر ولبنان دائمًا في مقدمة المساعي لدعم الحضارة والتنمية في المنطقة.
وأكد الرئيس السيسي أن مصر ستظل إلى جانب لبنان في كل مساعيه لحماية استقراره وسيادته، وتعزيز علاقات البلدين في مختلف المجالات، لاستعادة لبنان دوره العريق كمنارة للثقافة في المنطقة.