لا دخان أبيض من روما: نتنياهو “يفخّخ” مقترح التبادل
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
الجديد برس:
وصل رئيس جهاز «الموساد» الإسرائيلي، ديفيد برنياع، صباح أمس، إلى روما، للمشاركة في الاجتماع الرباعي حول مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية، والذي شارك فيه رئيس «وكالة المخابرات المركزية الأمريكية» ويليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس «المخابرات العامة المصرية» عباس كامل.
وغطّت حادثة قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتلّ، على الاجتماع التفاوضي في روما، إذ لم يحظَ هذا الأخير بتغطية واهتمام إعلامييْن كافييْن في إسرائيل، الأمر الذي يبدو أنه أنجى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من موجة جديدة من الاتهامات والانتقادات، حول موقفه وأدائه السلبي في المفاوضات.
وبعد عودة برنياع إلى تل أبيب، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن «رئيس الموساد عاد من روما بعد أن ناقش مع بقية الوسطاء “وثيقة التوضيحات” بشأن مفاوضات غزة». وأضاف مكتب نتنياهو، في بيان، أن «اللقاءات ستتجدّد في الأيام القادمة».
ونقلت قناة «كان» العبرية، بدورها، عن مسؤول إسرائيلي مطّلع، قوله إن «اللقاء في روما عُقد من أجل اللقاء فقط، ولم يحدث أي اختراق خلاله في المفاوضات». وبحسب مصادر مطّلعة على مسار المفاوضات، فقد كان الوسيطان المصري والقطري، على اطّلاع تقريباً على ما سيحمله الموفد الإسرائيلي إلى روما.
وبناءً على ذلك، «أبلغت الدوحة، الأمريكيين، قبل انعقاد الاجتماع، أن هذا الأخير لن يأتي بنتيجة استثنائية، وأشارت إلى احتمال مرتفع بأن لا تقبل حركة حماس المقترح الإسرائيلي المعدّل». وتضمّن المقترح المعدل شروط نتنياهو الجديدة، وهي:- منع عودة «المسلّحين» من جنوب قطاع غزة إلى شماله، وذلك عبر تفتيش العائدين عند «محور نتساريم».
– بقاء جيش الاحتلال الإسرائيلي في «محور فيلادلفيا» الحدودي مع مصر.
– الحصول على ضمانات تتيح لإسرائيل استئناف حربها على غزة بعد المرحلة الأولى من الصفقة، إذا لم تنجح الأطراف في الانتقال إلى المرحلة التالية.
– الحصول على أسماء الأسرى الأحياء المنويّ إطلاق سراحهم من غزة، مُسبقاً.
قدّم رئيس «الموساد» المقترح الإسرائيلي المعدّل إلى الوسطاء في روما
وكان العدو الإسرائيلي، قدّم، أول من أمس، المقترح الإسرائيلي المُعدّل لصفقة التبادل مع حركة «حماس» إلى الإدارة الأمريكية، بحسب ما نقله موقع «واللا» عن مسؤول إسرائيلي. وبينما كان من المفترض أن تتسلّم حركة «حماس» المقترح الجديد من الوسطاء، إلا أن مصادر الحركة أكدت أن ذلك «لم يحصل بعد»، وأن كل ما يجري الحديث عنه هو «أجواء وإشارات».
ورغم عدم توصّل المجتمعين في روما إلى خلاصات نهائية، إلا أن نقطة رئيسية جرى بحثها بالتفصيل، وهي المتعلقة بالانسحاب الإسرائيلي من «محور فيلادلفيا» الحدودي، خلال المرحلة الأولى من الصفقة. وبحسب مصادر مطّلعة، فقد «ناقش الموفد الإسرائيلي إمكانية الانسحاب من فيلادلفيا، ورهن ذلك بسرعة وفعالية تركيب أجهزة الاستشعار والمراقبة والرصد، على طول الشريط الحدودي بين قطاع غزة والأراضي المصرية».
ووفق مسؤول مصري تحدّث إلى «الأخبار»، فإن «القاهرة طلبت البدء بالانسحاب التدريجي، بناءً على عدم اكتشاف إسرائيل أي أنفاق تخترق الحدود بين القطاع وسيناء، منذ السيطرة الإسرائيلية على المحور في أيار/ مايو الماضي».
كذلك، طرح الموفد الإسرائيلي «فكرة» إنشاء «آلية دولية» تحول دون عودة «المسلحين» المزعومين إلى شمال قطاع غزة. وبحسب المصدر، طلبت تل أبيب، أيضاً، «إعادة تموضع» لقواتها في القطاع، وليس فقط على الشريط الحدودي، بما يمكّنها من سرعة الوصول إلى أي موقع داخل غزة، عند أي حدث مفاجئ.
وإذ يدلّ هذا على نية إسرائيلية واضحة للإبقاء على احتلال قطاع غزة، بطريقة أو بأخرى، فإن التحركات العسكرية الجارية حالياً في القطاع تصبّ في الاتجاه نفسه، إذ يفيد المصدر المصري نفسه، بأن «جزءاً من الطرقات التي طرح الجانب الإسرائيلي البقاء فيها داخل قطاع غزة، تمرّ في أحياء طلب إخلاءها أخيراً في خان يونس»، لافتاً إلى أن «التحركات العسكرية الإسرائيلية داخل القطاع في الوقت الحالي، تمهّد لانسحاب عسكري من مناطق عدة، في مقابل “إعادة تموضع” تتيح سرعة وصول القوات إلى أي منطقة خلال فترة التهدئة المفترضة».
المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: قطاع غزة فی روما
إقرأ أيضاً:
تصريحات لوزير التراث الإسرائيلي تثير غضب واشنطن.. ماذا قال؟
نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية عن مصادر مطلعة قولها، إن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أعربوا عن غضبهم الشديد من تصريحات لوزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، دعا فيها إلى "محو غزة" وجعلها "يهودية".
وذكرت المصادر أن السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، يحيئيل ليتر، تواصل مع الوزير إلياهو وطلب منه توضيحات.
وقال مصدر سياسي إن تصريحات الوزير إلياهو أدت إلى تصاعد الضغط الأمريكي على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأضاف المصدر لـ "إسرائيل هيوم" أت "التصريحات غير المسؤولة للوزير عميحاي إلياهو كانت السبب الرئيسي في خلق الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتوسيع المساعدات لغزة. هو من وقّع على إدخال المساعدات".
بدوره، ذكر مكتب الوزير أن "إلياهو طلب من السفير التأكد من أن العالم يفهم أن كل ما يحدث في غزة هو مسؤولية حماس، وألا يتم تحويل المسؤولية إلى إسرائيل من خلال تحمل مسؤولية لا داعي لها".
وأضاف: "في اليوم الذي يلقي فيه الإرهابيون أسلحتهم سيكون جيداً للجميع، بما في ذلك سكان غزة. في اليوم الذي نلقي فيه أسلحتنا سيعودون لقتلنا واختطافنا".
وأكد مكتب إلياهو أن الوزير كرر موقفه بأن "السيطرة الإسرائيلية على القطاع وحدها ستضمن الأمن والسلام، وحتى ذلك الحين، كان ترامب هو الذي طلب فتح أبواب الجحيم على غزة".
وكان الوزير عميحاي إلياهو قد صرح في مقابلة الأسبوع الماضي: أن "الحكومة تتجه نحو محو غزة، الحمد لله أننا نمحو هذا الشر"، مضيفًا أن "كل غزة ستكون يهودية".
وفي وقت سابق قال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، إن "إسرائيل أقرب من أي وقت مضى" لإعادة احتلال قطاع غزة وإحياء مشروع الاستيطان فيه، في إشارة واضحة إلى تحوّل استراتيجي محتمل في توجهات حكومة الاحتلال بعد نحو 20 عاماً على تنفيذ خطة "فك الارتباط" وانسحابها من القطاع.
وجاءت تصريحات سموتريتش خلال مؤتمر نظم في مستوطنة "ياد بنيامين" وسط فلسطين المحتلة، لإحياء الذكرى العشرين لخطة الانفصال أحادية الجانب، التي نفذتها حكومة أرئيل شارون عام 2005، وشملت تفكيك المستوطنات في قطاع غزة وأربع مستوطنات شمالي الضفة الغربية.
وقال الوزير اليميني في حكومة بنيامين نتنياهو: "نحن أقرب من أي وقت مضى إلى إعادة بناء غوش قطيف"، في إشارة إلى الكتلة الاستيطانية الكبرى التي كانت قائمة جنوبي قطاع غزة قبل الانسحاب.
وأضاف: "حيث لا توجد مستوطنات، لا يوجد جيش.. وحيث لا يوجد جيش، لا يوجد أمن"، في تبرير واضح لدعوات إعادة السيطرة الميدانية على القطاع، زاعماً أن "غزة جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل".
وتابع قائلا: "لا أريد العودة إلى غوش قطيف كما كانت، كانت صغيرة ومكتظة. نحتاجها الآن أكبر بكثير، وأوسع بكثير".