روسي قاتل.. من هو محور صفقة تبادل السجناء الكبرى؟
تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT
في حديقة وسط العاصمة الألمانية برلين عام 2019، أطلق روسي على متن على دراجة نارية، النار صوب رأس مقاتل انفصالي شيشاني سابق، بينما كان أطفال وآباء يتابعون الحادث.
وفي وقت لاحق، وصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مطلق النار، فاديم كراسيكوف، بأنه رجل وطني قبل أن تدين محكمة ألمانية الرجل الروسي وتقضي بسجنه مدى الحياة لارتكابه "إرهاب دولة" بإيعاز من موسكو، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".
وكان كراسيكوف من بين المشمولين في أول صفقة بين روسيا ودول غربية منذ ديسمبر عام 2022، حيث تم الاتفاق على عملية تبادل سجناء كبيرة بينهم عدد من الأميركيين، الخميس، تتضمن إطلاق سراح ما لا يقل عن 16 محتجزا لدى روسيا، مقابل 8 روس سجناء في الولايات المتحدة وألمانيا والنرويج وبولندا وسلوفينيا.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن "الشخصية المحورية" في الصفقة هو القاتل الروسي المدان كراسيكوف.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس بوتين أشاد بكراسيكوف بعد جريمته وأصبح يركز بشكل كبير على القيام بكل الجهود من أجل إخراجه من سجنه في ألمانيا.
وذكرت أن سلوك بوتين وإصراره على إطلاق سراح كراسيكوف "حيّر" المسؤولين الأميركيين المنخرطين في المفاوضات لإتمام الصفقة، الذين قالوا إنهم غير متأكدين من سبب رغبة بوتين القوية في إخراجه من السجن.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن كراسيكوف قال لحارس سجنه ذات مرة: "روسيا الاتحادية لن تتركني أتعفن في السجن".
وكان الانفصالي الشيشاني، زليمخان خانغوشفيلي، فر إلى ألمانيا عام 2016 طلبا للجوء بعد وضع اسمه على قائمة الاغتيالات الروسية لقيادته غارة شنها مقاتلون شيشانيون عام 2004 أدت لمقتل مسؤولين أمنيين كبار، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".
واتهمت السلطات الألمانية كراسيكوف بأنه كان يعمل لدى جهاز الأمن الفدرالي الروسي عندما ركب دراجة واقترب من خانغوشفيلي وأطلق رصاصتين في رأسه من مسافة قريبة بحديقة "كلاينر تيرغارتن" في 23 أغسطس 2019. وحكم عليه أواخر 2021 بالسجن مدى الحياة.
كيف دخل ألمانيا؟أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أنه في بداية محاكمته، حاول إخفاء هويته الحقيقية، وسبب تواجده في ألمانيا.
وقال إن اسمه فاديم سوكولوف وليس فاديم كراسيكوف، وكان يحمل جواز سفر روسيا يُعرفه على أنه سوكولوف. وقالت السفارة الروسية في برلين إن اسمه فاديم سوكولوف وليس فاديم كراسيكوف.
وذكر أنه سائح لا علاقة له بالحكومة الروسية، وأنه كان في برلين لزيارة صديقته.
لكن المحققين الألمان علموا في نهاية المطاف أنه كان ضمن قسم العمليات الروسية السرية، وعلى الأرجح ضمن وحدة خاصة تابعة لجهاز الأمن الفدرالي تسمى "فيمبل" التي أعيد تسميتها بـ"V".
وقبل السفر إلى برلين، استأجر غرفة في وارسو يوم 20 أغسطس، وفي 22 أغسطس، غادر إلى برلين لتنفيذ جريمته خلال اليوم التالي، تاركا أمتعته وهاتفه المحمول في غرفته بالفندق الواقع بالعاصمة البولندية، التي حجزها حتى 25 أغسطس، وهو اليوم الذي خطط فيه للعودة إلى موسكو، وفقا لملفات المحكمة.
وقال محققون ألمان إنه التقى في برلين بأشخاص زودوه بملابس جديدة ودراجة سوداء وتفاصيل عن الروتين اليومي لضحيته. وحصل على مسدس. وجهز مساعدوه دراجة كهربائية من أجل الهرب بعد تنفيذ الجريمة، لكنه اعتقل أثناء الفرار.
وخلال المحاكمة، بدا كراسيكوف غير مهتم، وقام في بعض الأحيان بنزع سماعات الرأس التي كانت توفر ترجمة للشهود الذين يشهدون ضده.
وبعد وقت قصير من صدور الحكم عليه، نقلته السلطات من برلين إلى منشأة أمنية مشددة، لم يكشف عنها في بافاريا.
ولد كراسيكوف في قرية كينستوبي في كازاخستان، وخدم في الجيش السوفييتي خلال حربه في أفغانستان. وانضم لاحقا إلى وحدات النخبة العسكرية في وزارة الداخلية الروسية وجهاز الأمن الفدرالي، وفقا لصهره الذي شهد أمام الادعاء في المحاكمة، بحسب "وول ستريت جورنال".
وتُظهر صور فوتوغرافية من حفل زفاف كراسيكوف في يوليو 2010 بموسكو ضباطا تابعين لجهاز الأمن الفدرالي بين الضيوف.
وقال شاهد لصحيفة "وول ستريت جورنال" إنه كان يعيش هو وزوجته الثانية في شقة راقية بموسكو، حيث أخبرت زوجته عائلتها أنه كان يكسب حوالي 10 آلاف دولار شهريا، بالإضافة إلى مكافآت لما سماه "رحلات العمل"، التي تستمر في بعض الأحيان لأسابيع.
وقال صهره إن كراسيكوف تفاخر ذات مرة بلقاء بوتين في منشأة تدريب عسكرية. ويتذكر أنه قال إن بوتين "يطلق النار بشكل جيد".
وحصل المدعون الألمان على لقطات من كاميرا مراقبة تعود إلى عام 2013 أظهرت رجلا عرفوه على أنه كراسيكوف وهو يقتل رجل أعمال روسيا وبطريقة تشبه قتل خانغوشفيلي.
وتشير الصحيفة إلى أن زوجة كراسيكوف وطفله نقلا إلى شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا بعد اعتقاله عام 2019 ويعيشان الآن تحت مراقبة جهاز الأمن الفدرالي، وفقا لأشخاص مقربين من العائلة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وول ستریت جورنال الأمن الفدرالی أنه کان
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يدعو لـردع قوي والمحادثات مع روسيا انتهت بإسطنبول بعد ساعتين
دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة إلى "رد فعل قوي" من الأسرة الدولية في حال فشلت المباحثات مع موسكو في إسطنبول، منددا بتغيّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتينين عن هذه المفاوضات التي انتهت في إسطنبول بعد ساعتين من بدايتها، لكنها أسفرت عن أكبر عملية تبادل للأسرى بين الجانبين.
وقال زيلينسكي في العاصمة الألبانية تيرانا: "إذا تبيّن أن الوفد الروسي لم يحضر إلا للمظاهر وليس في وسعه التوصّل إلى أي نتيجة اليوم، فلا بد للجميع أن يرد".
وشدد على ضرورة "رد فعل قوي، (من خلال) العقوبات"، منددا بعدم حضور الرئيس الروسي إلى تركيا "لأنه شعر بالخوف".
وأجرى وفدا موسكو وكييف مباحثات الجمعة في إسطنبول، بوساطة تركية، وهي الأولى المباشرة بين الطرفين منذ ربيع العام 2022 بعيد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
من جهته قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن الطرفين الروسي والأوكراني اتفقا مبدئيا على الاجتماع مجددا والتفاوض في جولة أخرى.
وأضاف فيدان أن أوكرانيا وروسيا اتفقتا على تبادل شروطهما للتوصل إلى وقف إطلاق النار كتابة.
كما أكد على تبادل 100 أسير من كل طرف كإجراء لزيادة الثقة.
من جانب آخر، نقلت وكالة رويترز عن مصدر دبلوماسي أن مطالب موسكو منفصلة عن الواقع وتتجاوز بشكل كبير أي شيء تمت مناقشته سابقا.
إعلانوأضاف المصدر، طالبا عدم الكشف عن هويته، أن المطالب تشمل إنذارات نهائية لأوكرانيا بالانسحاب من أراضيها مقابل وقف إطلاق النار، وشروطا أخرى غير قابلة للتنفيذ وغير بناءة".
وتابع: "أوكرانيا مستعدة لوقف إطلاق نار فعلي ومواصلة عملية سلام حقيقية من دون أي شروط مسبقة".
في الأثناء قال وزير الدفاع الروسي رستم عمروف للتلفزيون الأوكراني اليوم الجمعة إن روسيا وأوكرانيا اتفقتا على تبادل ألف أسير حرب من كل جانب.
وإذا سارت الأمور على ما يرام في عملية التبادل، فستصبح أكبر عملية تبادل للسجناء منذ أكثر من 3 سنوات منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
عقوبات جديدة
من جهة ثانية، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الجمعة إن الاتحاد الأوروبي يعمل على حزمة جديدة من العقوبات التي ستستهدف روسيا لزيادة الضغط على بوتين.
وأضافت فون دير لاين قبل اجتماع مع القادة الأوروبيين في تيرانا عاصمة ألبانيا "سنزيد الضغط.. نعمل على حزمة جديدة من العقوبات، تشمل عقوبات على (خطي أنابيب) نورد ستريم 1 و2، وكذلك إدراج المزيد من سفن أسطول الظل (بقائمة العقوبات)، وخفض سقف أسعار النفط، وأخيرا المزيد من العقوبات على القطاع المالي الروسي".
من جانبه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته إن جلوس الأوكرانيين إلى طاولة المفاوضات أمر جيد، مضيفا أنه يتعين الآن على بوتين أن يتعاون.
وتابع روته، متحدثا في اجتماع القادة الأوروبيين في ألبانيا: "كل الضغوط عليه". وأضاف أن بوتين ارتكب خطأ بإرسال وفد منخفض المستوى إلى المحادثات في تركيا.
ولم يحضر بوتين المحادثات بينما اعتبرت أوكرانيا التمثيل الروسي المنخفض إهانة، بحسب تصريحات لزيلينسكي.
وفي 11 مايو/أيار الجاري، اقترح بوتين استئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا من دون شروط مسبقة في 15 من الشهر ذاته بإسطنبول، طالبا من نظيره التركي رجب طيب أردوغان استضافة الجولة الجديدة.
يشار إلى أنه في مارس/آذار 2022، استضافت إسطنبول عدة جولات من المباحثات بين وفود روسية وأوكرانية للتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب.
إعلان