عربي21:
2025-07-06@10:00:23 GMT

التأسيس والحركة

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

الحركة في ماهية الخلق:

من يدرس الكون سيجد أنه في حركة وبأنواعها، وهي حركة إهليجية سريعة وفق المعايير والقياسات البشرية، حتى الشمس التي تدور حولها كواكب المجرة تتحرك أيضا وكلها متجهة إلى حيث أراد الله لها مستقرا. والمستقر هو نهاية حياتها ورحلتها، بل المجرة كلها تدور وكل بحركته يشكل جانبا من الظاهر وديمومة الحياة والتعاقب الزمني والمعايير والقياسات والجاذبية وتغيير الفصول.

وبالحركة توسع للكون وثبات، فالماء المتحرك الجاري لا يتأسن، فإن ركد تأسن مع الوقت. وبتتابع التقادم كما يشير الإحساس الذي تكونه كلمة (يتأسن وتقادم) لأن البكتريا والحشرات وما يسبب أسنه يكون فاعلا عند الركود.

التأسيس والإنبات:

الحركة أنواع وتسمياتها عدة تصف السير ورد الفعل، فأن أتينا للحركة في الحياة المدنية وما يتعلق بها من سياسة واقتصاد وأمن، وهذه أيضا مسارات، فهي مسارات إنتاجية أو مخرجات لكل منظومة في الواقع، وهذا ما يحتاج إلى تأسيس وتخطيط أو مسارات إصلاح أو صيانة لأمور ومنتجات تحتاج إلى صيانة، وهذه تلزمها المتابعة وإلا تهدمت واندثرت ولمّا تنتهي مهمتها زمنيا.

الحركة أنواع وتسمياتها عدة تصف السير ورد الفعل، فأن أتينا للحركة في الحياة المدنية وما يتعلق بها من سياسة واقتصاد وأمن، وهذه أيضا مسارات، فهي مسارات إنتاجية أو مخرجات لكل منظومة في الواقع، وهذا ما يحتاج إلى تأسيس وتخطيط أو مسارات إصلاح أو صيانة لأمور ومنتجات تحتاج إلى صيانة
والتأسيس يحتاج إعدادا وإرساء للجذور، للثبات وليس الإنبات لأن العواصف والرفض والتحديات كثيرة في تغيير وإصلاح الحياة، وما لم يك التأسيس جيدا والتجذير والارتكاز ثابتا فستنكسر المنظومة.

لننظر إلى أشجار الخيزران تطرح البذور وتسقيها لسنين لا ترى إلا برعما ثابتا لا يكاد يُرى، بينما تمتد الجذور على رقتها لتؤسس لنمو الخيزران، فبعد الصبر لخمس سنين تبدأ الحركة والنمو في الساق لترتفع مترا في اليوم أو أقل من هذا لتصل إلى ثلاثين مترا ومائة مترا، وهي تقاوم الريح وتصمد لتحصد وتقام عليها الصناعات.

العمل المدني والفكري الحضاري كالخيزران لا يأتي عشوائيا أبدا؛ وإنما تنشأ له مراكز دراسات تسقى بالطاقات وتتغذى بالدعم المالي والفكري وتضع الخطط وتتعلم وتعلم وتقيم الدورات والندوات وتثقف الكوادر المعدة للبناء، ثم يمارسون القيادة للفكر والعمل لكن لا ينفصلون عن هذه المراكز التي تصوّب في الخطط وما يوجب التغيير أو الإصلاح وكيف تتغير المسارات وما هي الحلول عند الأزمات والمنعطفات.

معنى النجاح:

الأغلبية من الناس تقيم النجاح على مخرجات الإنسان وليس على تفاعلها مع البيئة وما أفادت منظومته أو منظومة المجتمع ككل، بل هنالك مقاومة وتسفيه وتجاهل واستخفاف بالمنظومات البشرية المنتجة للفكر أو التي تدل الآخرين على طريق الرشاد، لأنها منظومات تدعو إلى تشغيل وحركة وجهد للإنجاز والتغيير وليس لديها قوة إلا قوتها في الفكرة والعزيمة، وإرادتها مقيدة بفهم المجتمع وجهوزيته للنهضة، لهذا نجد أن من يهرب من هذه الطاقات من منظومة مجتمعه إلى مجتمع حاضن تبدو كفاءته واضحة وفاعليته متعاظمة، فيكتفي مجتمع كمجتمعنا الجغرافي بالتباهي بالمنجزات وربما لومه لما قدم في بلد آخر ولم يستفد منه بلده، والحقيقة أن هذا النوع من المتكلمين هم أحد أسباب تعطيل الطاقات لأنهم يتصورون أنفسهم يفكرون ويعملون بينما الحقيقة أنهم مرضى بالتكديس وليس الإبداع.

الجدل العقيم والنجاح:

من معالم الأمم المتخلفة هو الجدل العقيم وعبادة الأشخاص وتقديسهم وهم ليسوا أنبياء، وحتى الأنبياء يصوب الله أفعالهم وكلامهم بالوحي والقرآن زاخر بهذه التصويبات للأنبياء، فتقديس الناس من معالم التخلف وفشل للمنظومة العقلية، فأنت أمام الله فرد. تلك فكرة النهاية والرقابة والحساب، وأنت في الحياة ضمن مجتمع لا بد أن تبنيه بالصواب واتباعه وليس بجدل عقيم لا فائدة منه ولا مخرجات وتضييع الهمم والقدرة على تحويل المعطيات إلى عمل منظم.

الجدل مفيد في مراحل تكوينية عندما تناقش الفكرة قبل إنضاجها لمعرفة سبل تأثيرها وأين ستؤثر وما هي فوائدها الجانبية وأضرارها العرضية المتوقعة وكيفيه معالجة أو الاستفادة من كل هذا كفكرة أولية، انتظارا لظرف العمل والتكتيك أو التخطيط المرحلي في إعادة النظر بالفكرة الموضوعة في الموازنة العامة لأي عمل، فالموازنة هي مخرجات التخطيط في نواحي عدة والتخطيط في أمر جزء من الموازنة، البحث عن الفكرة الصواب هي حقيقة سلامة المنظومة العقلية وصحتها ونفعها للبشرية؛ أن العالم يتغير وهندسة الخليقة تنبهنا لهذا، فالكون قيامته بتوقف حركته فينهار كل شيءفهنالك التخطيط في المال والتخطيط في الفكر وتوجهاته وكيفية طرحه بالعموم، وهنالك التصاميم في موازنة المشاريع وبحوث العمليات في التنفيذ والتي تعدل أثناء التنفيذ وفق مستجدات المعطيات، وهذا نظريا شامل للحراك البشري.

الجدل العقيم عند ركود الفكر عند ظن الاكتفاء والعالم يسير ويتحرك، تثبيت فكرتك مثلا عن فعل شخص عمره في العشرين، ثم تأتي بذات نظرتك ومصرّا عليها وأنت في الخمسين، ملغيا الزمن، كذلك خطابك لأمة في القرن الواحد والعشرين بعقلية القرن الثامن أو العاشر الميلادي، أنت تخاطب نفسك ولا تخاطب الناس. بدون أن تدرس وتعيد النظر والتخطيط فلا نجاح.

النتيجة من كان متدينا فإنه سيكفر الآخرين ويعتبرهم خارج الطاعة دون أن ينظر إلى أن خطابه ليس مناسبا، ومن كان علمانيا ومن أحزاب العلمانية أو فكرها فسيُخَوّن الأمة أو أي شخص يناقضه أو يطرح سلبية لقائد حركة يقدسه وكأن الباطل لا يأتيه من خلفه أو بين يديه، فهذا بسبب الركود عند زمان ومكان وفكرة ولم يتطور في ذهنه، واقتنع أنه سيقاتل العالم الذي يتغير بدل إصلاحه أو مراجعة فكره. إن كانت الغاية مما يحمل مصلحة بلده فليعلم أين المصلحة، فالعبودية للأشخاص هي بتنزيههم كالآلهة وعبادتهم بهذا التنزيه رغم أنك تسجد لله في ظنك، وأن البحث عن الفكرة الصواب هي حقيقة سلامة المنظومة العقلية وصحتها ونفعها للبشرية؛ أن العالم يتغير وهندسة الخليقة تنبهنا لهذا، فالكون قيامته بتوقف حركته فينهار كل شيء.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الحركة الكون الإصلاح الفكرة الإصلاح الفكر الحركة الكون الجمود مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

أحمد الجروان: التسامح قرار واعٍ وليس شعاراً

أكد أحمد بن محمد الجروان، رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، أن التسامح ليس مجرد شعار أو موقف عابر، بل قرار واعٍ ومنظومة متكاملة تبدأ من التعليم وتُدمج في السياسات العامة والخطابات المجتمعية، واعتبر أن بناء السلام يبدأ من الرؤية التربوية والقيمية التي يتلقاها الأطفال في المدارس.
وشدد في محاضرة استضافتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» بعنوان «حوار على ضوء القيم: عندما يصبح التسامح ثقافة والسلام خياراً»، على دور القيم الإنسانية مثل الاحترام، والعدالة، والكرامة، وحرية الاعتقاد بوصفها ركائز أساسية لتعزيز ثقافة السلام، مشيراً إلى أن الأزمة الراهنة في العالم هي «أزمة أخلاقية» تتطلب خطاباً بديلاً قائماً على الحوار والاحترام المتبادل.
يأتي تنظيم المحاضرة ضمن أعمال منتدى «أحاديث الألكسو» الذي تنظمه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في مقرها بتونس، بحضور نخبة من المسؤولين والخبراء والمهتمين بالشأنين الثقافي والتربوي في العالم العربي.
واستعرض الجروان تجربة المجلس في الدفع بثقافة التسامح عبر التعليم والدبلوماسية البرلمانية والتعاون الدولي.
وأكد أن الكراهية تُصنع وكذلك «صناعة التسامح» يمكن ترسيخها عبر التعليم والإعلام والخطاب الديني والفني والتشريعي، داعياً لإدماج قيم التسامح في المناهج العربية.
وأعلن توقيع مذكرة تفاهم بين المجلس و«الألكسو» لتعزيز التعاون في مجالات إعداد المناهج التربوية.
(وام)

مقالات مشابهة

  • شبح العطش يهدد غزة.. الاحتلال يمنع صيانة الآبار ويقصف محطات التحلية- (فيديو)
  • اجتماع في تعز يناقش مخرجات ورشة استنهاض العمل التعاوني الزراعي
  • محافظ الغربية يتابع انتظام أعمال صيانة أعمدة الإنارة بجميع المراكز والقرى
  • صيانة وتأهيل أربع مدارس في طرطوس متضررة من الزلزال الذي ضرب سوريا
  • أحمد الجروان: التسامح قرار واعٍ وليس شعاراً
  • القضاء البريطاني يرفض تعليق حظر فلسطين أكشن.. والحركة تواصل تحديها للحكومة
  • «محمود مسلم»: مشاركة حزب الجبهة في القائمة الو طنية من أجل مصر تتسق مع توجهاته منذ التأسيس
  • ترامب يترقب رد حماس حول مقترح الاتفاق والحركة تجري مشاورات مع الفصائل
  • قادربوه يتابع آخر مستجدات أعمال صيانة مطار طرابلس ومشروعات حكومة الدبيبة
  • «الشارقة الشرطية» يناقش مخرجات «البحث العلمي»