رفضت المحكمة العليا في بريطانيا، الجمعة، طلبا قدمته الناشطة البريطانية من أصل فلسطيني هدى عموري، المؤسسة المشاركة في حركة "فلسطين أكشن"، لتعليق قرار الحكومة تصنيف الحركة منظمة إرهابية، وذلك إلى حين البت في الطعن القانوني الذي تقدمت به ضد الحظر.

ويأتي القرار القضائي في وقت تستعد فيه المحكمة للنظر في القضية بشكل كامل خلال الأسابيع المقبلة، وسط جدل متصاعد حول قانونية الخطوة الحكومية التي أثارت انتقادات حقوقية واحتجاجات شعبية.



وكانت وزارة الداخلية البريطانية قد أدرجت حركة "فلسطين أكشن" على لائحة المنظمات المحظورة بموجب قانون مكافحة الإرهاب، بعد اقتحام اثنين من أعضائها قاعدة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، وتخريب طائرتين باستخدام الطلاء الأحمر، احتجاجاً على ما تقول الحركة إنه "تورط بريطاني في دعم آلة الحرب الإسرائيلية ضد غزة".

The Home Secretary plans to proscribe Palestine Action, which will make support for the group illegal.

We have less than a week to stop this!

Sign the petition to show the strength of the public support. https://t.co/aMImHEarjV — Palestine Action (@Pal_action) June 26, 2025
الحظر يدخل حيز التنفيذ
ومع رفض القاضي مارتن تشيمبرلين تعليق القرار، بات الحظر نافذاً اعتباراً من منتصف ليل الجمعة، ما يعني أن أي انتماء أو دعم علني للحركة أصبح مجرماً، ويُعاقب عليه بالسجن لمدة قد تصل إلى 14 عاماً.

وبذلك، تنضم "فلسطين أكشن" إلى قائمة الجماعات المحظورة في بريطانيا، والتي تضم تنظيمات مثل "داعش" و"القاعدة"، رغم الفوارق الشاسعة في طبيعة النشاط والسياق السياسي.

أول حظر لحركة عصيان مدني
وخلال الجلسة، قال رضا حسين، محامي هدى عموري، إن الحظر يشكل سابقة خطيرة، بوصفه "المرة الأولى التي تُدرَج فيها منظمة تعتمد العمل المباشر والعصيان المدني، دون أن تدعو إلى العنف، كمنظمة إرهابية". 

ووصف القرار بأنه "استبدادي وتمييزي، وانتهاك فج لمبادئ القانون العام البريطاني".

وأكد حسين أن القضية ليست فقط متعلقة بحرية التعبير، بل تتصل بأسس العمل السياسي السلمي في البلاد، محذراً من خطورة توسيع مفهوم الإرهاب ليشمل الاحتجاجات غير العنيفة.

من جانبها، دافعت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر عن القرار، معتبرة أن لا مكان لما وصفته بـ"العنف والتخريب الجنائي" في سياق الاحتجاجات السلمية. 

وقال محامو الوزارة إن القضية يجب أن تُحال إلى لجنة الاستئناف الخاصة بالمنظمات المحظورة، وليس إلى المحكمة العليا.

"التواطؤ مع جرائم الحرب"
وتأسست حركة "فلسطين أكشن" عام 2020، وبرزت في السنوات الأخيرة من خلال تنفيذ سلسلة من التحركات المباشرة ضد شركات بريطانية متورطة في تصنيع أسلحة أو تكنولوجيا لصالح الاحتلال الإسرائيلي، على رأسها شركة "إلبت سيستمز" الإسرائيلية.

وتقول الحركة إن أفعالها تمثل "رداً مباشراً على تواطؤ الحكومة البريطانية مع جرائم الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة"، لاسيما في ظل الدعم العسكري والاقتصادي الذي توفره لندن لتل أبيب، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي الذي دخل شهره التاسع، وتسبب في سقوط أكثر من 50 ألف شهيد وجريح.


"كلنا فلسطين أكشن"
وعلى هامش الجلسة، نظم العشرات من النشطاء اعتصاماً حاشداً أمام المحكمة العليا، رفعوا خلاله الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات داعمة للحركة والمقاومة الفلسطينية، أبرزها "كلنا فلسطين أكشن". 

Breaking: The High Court has just denied @Pal_action’s application for interim relief to stop the ban going into effect tonight. And they’ve been told to appeal directly to the Court of Appeal.

This is the moment the news broke to the protest here tonight: pic.twitter.com/aiwFnYcuxb — Asa Winstanley (@AsaWinstanley) July 4, 2025
واعتبر المشاركون أن الحظر محاولة لإسكات الأصوات الداعمة لفلسطين، في وقت تصمت فيه الحكومات عن المجازر في غزة.

وأكد متحدثون في الاعتصام أن نشاط "فلسطين أكشن" جاء نتيجة "تقصير المؤسسات الرسمية والمجتمع الدولي في التحرك لوقف الإبادة الجماعية بحق المدنيين في القطاع".

ومن المقرر أن تُعقد جلسة استماع كاملة خلال الأيام المقبلة للنظر في الطعن الذي تقدمت به عموري ضد قرار الحظر، وسط ترقب واسع من منظمات حقوقية ومدافعين عن حرية التعبير، يعتبرون أن الحكم المقبل سيحدد مستقبل شرعية التحركات الاحتجاجية السلمية في بريطانيا.

ويُخشى أن يشكل القرار سابقة قد تستخدم لاحقا لتجريم حركات التضامن مع القضية الفلسطينية، أو أي أشكال من العصيان المدني المناهض لسياسات خارجية مثيرة للجدل.

وكانت الحكومة البريطانية قد صعدت مؤخراً من خطابها تجاه المظاهرات المؤيدة لفلسطين، لاسيما مع تصاعد الاحتجاجات ضد دعم لندن العسكري والدبلوماسي للاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها المستمر على غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي صنفته منظمات حقوقية دولية على أنه "إبادة جماعية". 

وتتهم حركة "فلسطين أكشن" الحكومة بـ"توفير غطاء سياسي واقتصادي" للعدوان، عبر صفقات سلاح وتسهيلات لوجستية.

ويأتي تصنيف الحركة كمنظمة إرهابية في سياق مناخ سياسي متوتر داخل بريطانيا، حيث تتزايد الضغوط على الحكومة لتبرير دعمها للاحتلال الإسرائيلي، وسط تنامي الأصوات الرافضة لتجاهل الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية بريطانيا غزة أسلحة بريطانيا غزة أسلحة فلسطين اكشن المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فلسطین أکشن

إقرأ أيضاً:

نائبة وزيرة التضامن: المجتمع المدني شريك للحكومة فى التنمية والعمل

شهدت المهندسة مرجريت صاروفيم نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي فعاليات الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس مؤسسة منارة للتنمية والتدريب التى نظمت تحت عنوان  " 10 سنين نور"، وذلك بحضور المهندس هشام الجاولي  رئيس مجلس أمناء المؤسسة وممثلين عن المجلس القومى للمرأة والمجتمع المدنى والقطاع الخاص وعدد من خبراء  التنمية  ومجلس الأمناء وقيادات العمل بالمؤسسة.

وأعربت المهندسة مرجريت صاروفيم نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي عن سعادتها بالمشاركة فى هذه الفعالية لإحدى مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة، حيث الايمان بأن الاستثمار الأجدى هو الاستثمار في الإنسان، من خلال اتاحة فرص التعلم والتدريب والتمكين الاقتصادي وزيادة نسبة المشروعات الصغيرة الموجهة للمرأة وزيادة الإقراض متناهي الصغر للنساء، وربط التدريب المهني باحتياجات السوق. 

وأكدت نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي على دور  مؤسسات المجتمع المدني بوصفها شريك أساسي فى مثلث التنمية والعمل فى شراكات مع الجانب الحكومى والقطاع الخاص  وفق مسارات محددة لتحقيق التنمية المستدامة ووفق رؤية مصر ٢٠٣٠ .

ومن جانبه اكد المهندس هشام الجاولى رئيس مجلس أمناء مؤسسة منارة للتنمية والتدريب أن احتفال اليوم يمثل 10 سنوات من العمل والجهد فى إطار الاستثمار فى البشر عبر برامج التعليم والتدريب المهني والتمكين الاقتصادي والتوعية الصحية، مستهدفة تحقيق أثر وتغيير حقيقي تنموي.

وأشار إلى أن قصص النجاح تعكس هذه الجهود وتمثل نتاج العمل في خدمة المجتمع، مؤكدا على الدور الهام لمؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص كشركاء فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة على ارض مصر.

وأضاف الجاولى أن احتفالية اليوم ترحب بفتح آفاق جديدة للتعاون فى مجالات التنمية والتدريب وتعد بداية لانطلاقة لعشر سنوات جديدة من العمل التنموى الجاد بمواصلة  جهودها فى الوصول إلى الفئات الأكثر احتياجاً، مع توسيع نطاق البرامج التدريبية والمشروعات الداعمة للتمكين الاقتصادى، بما يساهم فى خلق فرص عمل حقيقية وتحسين جودة الحياة، مؤكداً أن الاستثمار فى العنصر البشرى سيظل هو المحور الأساسى الذى تستند إليه المؤسسة فى رؤيتها ورسالتها.

وشهدت الفعالية عرضا لفيديو توضيحى عن المؤسسة وقصص للنماذج الناجحة وتم مناقشة  دور المجتمع المدنى والقطاع الخاص فى تنمية المجتمع وتلبية احتياجاته عبر جلسة حوارية. 

الجدير بالذكر أن مؤسسة منارة للتنمية والتدريب تعمل عبر رسالة تستهدف تعزيز بناء،المهارات والتعلم مدى الحياة بين الفئات الأكثر تهميشا من خلال زيادة فرصهم التعليمية والاقتصادية وتحسين وصولهم إلى الخدمات الاجتماعية المختلفة.

طباعة شارك المهندسة مرجريت صاروفيم وزيرة التضامن الاجتماعي الاحتفال

مقالات مشابهة

  • صلاح يرفض عودة «الأجواء المشتعلة» مع ليفربول بـ«تعليق ساخر»!
  • حقوق الإنسان: قمع تظاهرات الشرش في البصرة يدفع نحو تعليق عمل الحكومة
  • القضاء الإداري يؤجل دعوى تعليق تنفيذ أحكام الإعدام بعد تعديلات الإجراءات الجنائية
  • بشأن الأونروا.. فلسطين ترحب بالإجماع الدولي على فتوى "العدل الدولية"
  • سفير السودان: القرار البريطاني ضد الدعم السريع خطوة سياسية مهمة
  • «أستاذتي وحبيبتي وقدوتي».. أول تعليق لـ ريهام عبد الغفور بعد القرار الرئاسي بعلاج عبلة كامل
  • معتقلو فلسطين أكشن يواصلون إضرابهم عن الطعام في السجون البريطانية
  • «الموارد البشرية» تحدد عطلة رأس السنة الميلادية للحكومة الاتحادية
  • نائبة وزيرة التضامن: المجتمع المدني شريك للحكومة فى التنمية والعمل
  • نائب ولائي:الإطار يرفض التدخل الأمريكي في اختيار المرشح لرئاسة الحكومة المقبلة