بوابة الوفد:
2025-06-12@04:29:39 GMT

مات «هنية» ليعيش ألف ألف «هنية»

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

حادث اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس الفلسطينية  «إسماعيل هنية» من قبل جهاز الاستخبارات الإسرائيلى «الموساد» .. لن يكسب إسرائيل حربها القذرة على قطاع غزة الحبيب والجريح منذ 300 يوم. مات «هنية» ليعيش ألف ألف هنية بعده يقاوم وينتفض ويثور لتأتى الغلبة والنصر من عند الله ولو بعد حين.

لقد اغتالته إسرائيل بتفجير عبوة ناسفة عبارة عن جهاز عالى التقنية يستخدم الذكاء الاصطناعي، زرعته مسبقًا فى غرفة نومه بمقر إقامة الحكومة الإيرانية الرسمى فى طهران.

مات «هنية» ولكن ستعيش أفكاره حتى لو اختلفت معه حول جدواها، يكفيك أن تحترم إخلاصه لقضية وطنه، وأنه فى النهاية دفع حياته وحياة معظم أولاده وأحفاده ثمن حرية هذا الوطن.

أنهت إسرائيل حياة هنية وغيره من القيادات الفلسطينية واللبنانية والعربية ليبقى السؤال ساخنًا: هل كسبت إسرائيل الحرب على قطاع غزة على الرغم من حجم المذابح والتجاوزات اللإنسانية التى ارتكبتها فى حق سكان غزة العزل؟

الإجابة تجىء على لسان باحثين إسرائيليين بالنفى القاطع، بل وجدوا فى حربها الدائرة على قطاع غزة عدوانا سافرا ووحشيا منذ 7 أكتوبر 2023، فقد نشر مؤخرًا مركز رؤية للتنمية السياسية فى بحث هام بعنوان «قراءات إسرائيلية نقدية لإدارة العدوان على غزة فى شهره العاشر»، حيث يرى باحثون إسرائيليون مع دخول الحرب «الإسرائيلية» على قطاع غزة شهرها العاشر، لا يزال الاحتلال يعلن أنّ هدفه الرئيسى هو القضاء على قدرات حركة حماس العسكرية، والإطاحة بحكمها، سعيًا لتغيير الواقع السياسى الاستراتيجي، ورغم أنّ العدوان بدأ باصطفاف غير مسبوق إلى جانب الاحتلال من قِبَل الولايات المتحدة والدول الغربية وبعض الدول العربية «ضمنًا»، لكن مرور هذه الشهور من العدوان كشف عن سوء إدارته فى مختلف الجوانب: العسكرية والقانونية والأمنية، ما أحدث ضررًا عميقًا فى شرعية هذه الحرب على الصعيد الدولي، وتراجع قدرة الاحتلال فى تسخير المجتمع الدولى لتحقيق أهدافه العدوانية.

وفى هذا البحث الهام لمركز رؤية للتنمية السياسية فقد وجّهت العديد من الكتابات «الإسرائيلية» انتقادات حادة لدوائر صنع القرار فى «تل أبيب» بسبب إخفاقاتها المتلاحقة فى إدارة الحرب، ما تسبب فى الحيلولة دون نجاحها فى تحقيق أهدافها، وما لم يحدث تغيير عميق فى الطريقة التى تتصرف بها، فيبدو أنّ وضع الاحتلال فى السنوات المقبلة سيكون أسوأ مما كان عليه قبل الحرب.

فى الوقت ذاته، هناك اعتراف «إسرائيلي» بوجود نقص فى توصيف جميع الجهود المطلوبة لإنجاز أهداف الحرب، وهو ما لم يكن ظاهرًا فى البداية، ما أسفر مع مرور الوقت عن ارتفاع الأثمان المدفوعة على المدى الطويل، لأنه كشف عن عدم دراية «إسرائيلية» كافية بأهداف حماس واستراتيجيتها، سواء أكان إجبار الاحتلال على إطلاق سراح كبار الأسرى فى سجونه أو الاستفادة من الفرصة السانحة على خلفية الضعف الذى أصاب الاحتلال بسبب الانقلاب القانوني، وما أسفر عنه من شروخات داخلية، ولعلّ عدم الإحاطة «الإسرائيلية» الكافية بهذه الأهداف نتج عنه خطأ فى فحص سلوك حماس العسكرى طيلة الشهور الماضية.

وبحسب الباحثين الإسرائيليين فى مركز رؤية للتنمية السياسية فإن اليوم، وبينما تدخل الحرب شهرها العاشر، تتواتر إقرارات الاحتلال بأنّ حماس استعدّت جيدًا للدفاع عن نفسها، وإلحاق العديد من الإصابات بجيشه، والتسبب بأضرار واسعة النطاق له، تمهيدًا لتحويل الحرب على غزة لتصبح متعددة الساحات، وتقويض اتفاقيات التطبيع، وزيادة الانتقاص من شرعية الاحتلال حول العالم، وصولًا لحرمانه من إمكانية استكمال خطته العسكرية، وإنهاء الحرب بعد إطلاق سراح الأسرى، ما يمنح الحركة مزيدًا من الهيبة والنفوذ بين الفلسطينيين، والبقاء مسيطرة على غزة، رغم ما مُنيت به من خسائر وأضرار.

يدرك الباحثون الإسرائيليون أكثر من ذلك، أنّ الاحتلال سعى لتعميم جملة من الرسائل «المضللة» فلسطينيًا ودوليًا، وأهمها أنه يقاتل حماس وليس الفلسطينيين، رغم ثبوت بطلانها وزيفها، بدليل أنّ الاستباحة الشاملة لقطاع غزة، من أقصاه إلى أقصاه، واستخدام القوة العسكرية الفتاكة ضد المدنيين الآمنين فى بيوتهم وخيامهم، ولّدت صورة إشكالية لدى شركاء الاحتلال، وفى الرأى العام الدولي، وتسببت فى انقسام معهم، وصلت حدّ تجميد صفقات أسلحة للاحتلال، وأضرار واسعة النطاق لشرعية العدوان، واحتجاجات لم يتم السيطرة عليها فى كبرى عواصم العالم والجامعات.

أخيرًا يجد الباحثون الإسرائيليون أن عشرة أشهر من الحرب «الإسرائيلية» على غزة قد كشفت أنّ سلوك الاحتلال لم يتنبه لكثير من التطورات التى واكبته، وبالتالى جاءت العديد من النتائج السلبية نتيجة التردد، أو عدم القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة، وغياب الإدارة، بدليل أنه فى الكثير من الأحيان، أظهر الاحتلال إصرارًا غريبًا على مسار معين فى الحرب رغم أنّ ثمنه كبير، ويشكل مخاطر عالية جدًا، وبعد فترة من الوقت يتم التخلى عنه، ولكن بعد فوات الأوان، وبعد دفع ثمن باهظ للغاية، سواء أمام المقاومة من الناحية العسكرية، أو أمام المجتمع الدولى من الناحية الدبلوماسية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هنية على قطاع غزة على غزة

إقرأ أيضاً:

عباس لماكرون: لا مكان لحماس في غزة بعد الحرب ومستعدون لقوات دولية لحمايتنا

أعرب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن دعمه لنزع سلاح حركة حماس واستبعادها من الحكم في قطاع غزة، كجزء من تصور لحل الدولتين، وذلك في رسالة وجّهها للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عشية مؤتمر أممي مقرر في نيويورك منتصف حزيران/يونيو الجاري.

وأكد عباس في رسالته، التي كشف عنها قصر الإليزيه الفرنسي، أنه "يؤيد إلقاء حماس للسلاح" وتخليها عن حكم غزة، معتبراً ما قامت به الحركة في 7 أكتوبر 2023 من قتل وأسر مدنيين "أمراً غير مقبول"، داعياً إلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن.

وأوضح عباس أنه مستعد لدعوة "قوات عربية ودولية للانتشار في الأراضي الفلسطينية" ضمن مهمة لحماية الاستقرار، بتفويض من مجلس الأمن الدولي، مضيفاً أن الدولة الفلسطينية المستقبلية "لن تكون عسكرية" وستعمل على "ترتيبات أمنية تخدم الجميع" ضمن إطار حماية دولية.

من جهته، رحّب الإليزيه الفرنسي بما وصفه بـ"الالتزامات الملموسة وغير المسبوقة" من عباس، معتبراً أنها تعكس "رغبة حقيقية" بالتوجه نحو تنفيذ حل الدولتين.




وجاءت رسالة عباس استجابة لمطالب فرنسية متكررة، كان آخرها دعوة ماكرون في نيسان/أبريل الماضي للرئيس الفلسطيني بـ"استبعاد حماس من غزة وإصلاح السلطة الفلسطينية"، وهي شروط سبق وربط بها ماكرون أي اعتراف رسمي فرنسي بدولة فلسطينية.

وعبّر عباس عن استعداده لإجراء "انتخابات رئاسية وتشريعية خلال عام"، تحت إشراف دولي، في خطوة يرى فيها مراقبون محاولة لاستعادة الشرعية الداخلية في وجه الانتقادات المتزايدة للسلطة الفلسطينية وأدائها، خصوصاً بعد حرب غزة المستمرة منذ أشهر.

وفي حين تسعى فرنسا لجعل المؤتمر الدولي حول حل الدولتين المقرر في نيويورك (17-21 يونيو) نقطة انطلاق جديدة للعملية السياسية، يواجه الطرح برفض إسرائيلي واضح، في ظل مواصلة حكومة نتنياهو للحرب ورفضها أي دور للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة.

ووسط إشارات متضاربة من باريس بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، تؤكد الخارجية الفرنسية أنها تعمل لحشد دعم دولي واسع لهذه الخطوة، في وقت انضمت فيه كندا وبريطانيا لإعلان مشترك مع باريس الشهر الماضي عبّر عن "تصميم على الاعتراف بالدولة الفلسطينية".

لكن ماكرون، الذي شدد مؤخراً على أن "حصار غزة فاضح ووصمة عار"، يواجه ضغوطاً داخلية وخارجية متزايدة لاتخاذ موقف أكثر حسمًا من الحرب الإسرائيلية على القطاع، في وقت تتهمه فيه تل أبيب بشن "حملة صليبية ضد الدولة اليهودية".

ميدانيا ارتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا بقصف ورصاص إسرائيلي في مناطق مختلفة من قطاع غزة إلى 55 شخصا منذ فجر الثلاثاء، من بينهم 19 من المجُوعين الذين كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات الأمريكية الإسرائيلية.

وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر بوجه المساعدات الإنسانية ولاسيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي، إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 181 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.


مقالات مشابهة

  • سموتريتش يطالب نتنياهو بعدم إبرام صفقة مع حماس
  • القاهرة الإخبارية: تصعيد خطير في العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة اليوم
  • هل تسقط حكومة نتنياهو؟.. المعارضة الإسرائيلية تصوت على حل الكنيست
  • تصعيد سياسي.. المعارضة الإسرائيلية تسعى لحل الكنيست رغم مفاوضات الهدنة
  • القناة 12 الإسرائيلية: ترامب طلب من نتنياهو إنهاء الحرب في قطاع غزة
  • عباس لماكرون: لا مكان لحماس في غزة بعد الحرب ومستعدون لقوات دولية لحمايتنا
  • اعتقالات وحظر تجول.. تفاصيل العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية
  • لماذا لا تستطيع إسرائيل أن تنتصر في غزة؟
  • حماس تطالب بوقف العمل بالمراكز العسكرية المشبوهة لتوزيع المساعدات
  • هآرتس: بدلا من إنقاذ 20 أسيرا عاد نتنياهو للحرب وفقدت إسرائيل 20 جنديا