نتنياهو يجبر بايدن على تغيير أولوياته في الباسيفك للدفاع عن إسرائيل
تاريخ النشر: 6th, August 2024 GMT
قالت مجلة "فورين بوليسي" إن الجيش الأمريكي المنتشر فوق طاقته يستعد للدفاع عن "إسرائيل".
وأضافت في تقرير لها أن وزارة الدفاع الأمريكية قامت في البداية بإعادة توجيه مسار حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" من المحيط الهادي إلى الشرق الأوسط، حيث أراحت حاملة الطائرات ثيودر روزفلت. وبعد ذلك أرسلت مزيدا من الطرادات والمدمرات القادرة على التصدي للصواريخ الباليستية بالمنطقة.
وتحذر إدارة بايدن منذ أيام من أن الولايات المتحدة ستؤكد على سلامة "إسرائيل" ضد أي هجوم إيراني جديد.
ولدى الولايات المتحدة نظام دفاعي أقامته بالمنطقة. وفي منتصف نهار أمس الاثنين، كان الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية بالشرق الأوسط في "إسرائيل" حيث بحث خطط الدفاع الجوي نقطة بنقطة. واتصل الرئيس جو بايدن مع الملك عبد الله الثاني الذي ساعد بالخطة الأمريكية لصد الصواريخ والمسيرات الإيرانية في نيسان/ أبريل ردا على تفجير القنصلية الإيرانية في دمشق بداية ذلك الشهر.
ومن جهة أخرى وصل وزير الدفاع الروسي السابق ورئيس مجلس الأمن الروسي حاليا، سيرغي شويغو إلى طهران والتقى مع نظيره الإيراني.
وتأتي الجهود الأمريكية في ظل أولويات إدارة بايدن لزيادة أعداد الجنود والبوارج الحربية في منطقة الباسيفيك، إلا أنها أعادت توجيه الجهود من جديد نحو الشرق الأوسط. وهو ما وزع القدرات الأمريكية، جنودا وسفنا على أكثر من مسرح. ونقلت المجلة عن مارك مونتغمري الزميل البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية "نحن لا نبني جيشا للتعامل مع ثلاثة مسارح مجتمعة".
ويقوم الجيش الأمريكي بإرسال أرصدة عسكرية لا يستطيع إخراجها من منطقة إلى منطقة مهمة أخرى. فالحاملة لينكولن والتي من المفترض أن تغطي منطقة المحيطين الهندي والباسيفكي في طريقها إلى منطقة الخليج. أما حاملة الطائرات روزفلت فقد عادت للتو إلى ميناء نورفولك في فيرجينيا بعد رحلة طويلة في البحر الأحمر ومواجهة الحوثيين في اليمن.
ولو استمر هذا الوضع بتحدي قدرة الجيش في منطقة المحيط الهندي والباسيفكي فإنه "سيتحدى قدرتنا لنشر أرصدة نريد وجودها في تلك المنطقة من العالم"، كما يقول الأدميرال المتقاعد جون ميلر والذي عمل سابقا قائدا للأسطول الخامس. ولكنه حذر قائلا من أن الجيش الأمريكي لديه المقدرة على تحريك أرصدته سريعا فـ"نحن قادرون على نقل طائرات القوات الجوية بين المحيط الباسيفكي والشرق الأوسط. كما نستطيع نقل السفن بين الباسيفك أو المحيط الأطلسي في الشرق الأوسط دون أي صعوبة وبفترة قصيرة من الزمن".
ويعترف الأدميرال بأن هذه العملية مكلفة وصعبة وتستغرق وقتا لكي يتم استبدال الأرصدة المستخدمة. ولا "نستطيع مواصلة هذه اللعبة الدفاعية حيث نظل نلعب في نصف الملعب بدون الهجوم".
لقد بات من المؤكد أن إيران سترد. وأعلنت إيران عن نواياها، فأرسلت تحذيرات دبلوماسية ورسائل تحذيرية تتعلق بالسلامة. وبحلول صباح يوم الاثنين، أصدرت إيران إخطارا للطيارين بإغلاق مجالها الجوي. كما ألغت شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا رحلاتها إلى بيروت وتل أبيب وطهران. وحثت الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية رعاياها على مغادرة لبنان والدول المجاورة الأخرى في أقرب وقت ممكن.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بايدن امريكا الاحتلال غرب آسيا بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط فوق رقعة النار.. هل تقترب الحرب الكبرى؟
من جبال طاجيكستان إلى ضفاف الخليج، تعود لغة السلاح لتعلو فوق دبلوماسية الغموض. وفي تصريح حمل نذر الشر.
قال رئيس أركان الجيش الإيراني خلال لقائه قائد الجيش الطاجيكي: «إيران جاهزة لأي معركة قادمة، وأمريكا وإسرائيل لا عهد لهما»، هكذا تعلن طهران بصراحة أن المنطقة ليست على حافة الحرب، بل تقف بالفعل على حافتها.
رقعة الشطرنج: الشرق الأوسط كمتاهة نزاعاتفي الجغرافيا السياسية لا مكان للفراغ، وكل انسحاب، هو تقدم لخصم آخر. والشرق الأوسط، منذ قرن كامل، لم يكن إلا ساحة تصادم مصالح بين إمبراطوريات قديمة وجديدة، لكن اليوم لم يعد الصراع على موارد أو طرق ملاحية فحسب، بل بات صراع هويات وتحالفات تتقاطع وتتناقض مع كل شروق.
من حرب يونيو (حزيران ) إلى صفقات التطبيع، ومن غزّة إلى مضيق هرمز، من اليمن إلى كردستان، تتشظّى الرقعة واللاعبون لا يتوقفون عن تحريك بيادقهم. وإذا كان القرن العشرون قد شهد الحرب الباردة على الأرض العربية، فإن الحاضر يشهد صراع "الخصوم المتقاطعين" و"التحالفات المؤقتة" في شرق أوسط بلا ثوابت.
إيران: من خطاب الردع إلى خطاب الاشتباكإيران باتت تخرج من خطاب الردع إلى خطاب الاشتباك، ضمن عقيدة عسكرية هجومية مغطاة بعباءة ثورية، تصريحات رئيس الأركان الإيراني تأتي في توقيت حرج، «تصعيد في الجنوب اللبناني، اختناق أمني في غزة، ضربات في سوريا والعراق، واحتقان إقليمي تقوده تل أبيب وواشنطن ضد "الهلال الشيعي»، كما يسمونه.
إسرائيل: هروب إلى الأمام أم ترتيب للمواجهة الكبرى؟إسرائيل الغارقة في أزماتها السياسية والقضائية تبحث عن نصر تكتيكي يرمم صورتها الردعية بعد فشلها في غزة، وتدفع واشنطن نحو مواجهة إيرانية تُغلف بخطاب "التهديد النووي"، لكنها تعرف أن ضرب إيران يعني اشتعال الجبهات من اليمن إلى لبنان، مع آلاف الصواريخ على الجليل والساحل المحتل.
«طاجيكستان».. ما وراء الرسائل الجيوسياسية؟أن تصدر هذه التصريحات من «دوشنبه» ليس تفصيلاً. فطاجيكستان، على تخوم أفغانستان، تقع في منطقة نفوذ صيني- روسي حساس. تنامي التعاون العسكري مع إيران يعني بناء جبهة جديدة في ظهر الحلف الأمريكي، وتكريس لحظة فارقة في شبكة التحالفات بين طهران وموسكو وبكين في قلب آسيا.
«أوروبا».. التردد السياسي وسط اضطراب المصالحأما أوروبا، فتمضي على حد السكين، تخشى انفجارًا جديدًا في الشرق يهدد أمنها الطاقي واللاجئين، لكنها عاجزة عن رسم سياسة مستقلة بعيدًا عن الرغبة الأمريكية. برلين وباريس تراقبان المشهد اللبناني والسوري بقلق، وتحاولان الحد من الانفجار الكبير عبر رسائل خلف الكواليس، لكن بدون أدوات ضغط حقيقية.
«لبنان وسوريا».. الجبهتان المنسيتان في قلب العاصفة.لبنان مرشح للانفجار في أي لحظة، حزب الله، الذي يُعد رأس الحربة في أي رد إيراني، بات جاهزًا لخوض معركة لا يريدها لكنه لا يتردد إن فرضت. الغارات الإسرائيلية تتكثف في الجنوب والضاحية، وتحركات الحزب تتوسع من الجليل إلى الجولان. أما سوريا، فهي الحلبة الصامتة التي تحتمل اشتعالًا مفاجئًا.
القصف المتكرر على مطارات دمشق وحلب ومحيط دير الزور هو رسالة واضحة بأن تل أبيب تعتبر الأرض السورية امتدادًا لجبهة الحرب المقبلة، بينما طهران تعيد تموضع قواتها على الأرض.
هل الحرب قادمة؟ قراءة في الاحتمالاتمواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل «قائمة»، لكنها مؤجلة ما لم تُفتح جبهة فجائية تشعل الإقليم دفعة واحدة.
تصعيد بالوكالة في لبنان وسوريا والعراق، هو السيناريو الأقرب، عبر ضربات متبادلة ورسائل دموية دون مواجهة شاملة.
خليج محتقن وتوازنات هشة، «الرياض وأبوظبي» تراقبان عن كثب، وتلعبان على توازن بين الحوار مع طهران والتنسيق مع واشنطن
وفي الختام «الجغرافيا لا ترحم من يجهل التاريخ»، فالشرق الأوسط ليس مجرد رقعة شطرنج، بل متاهة من اللهب، تحكمها ذاكرة ملتهبة وخرائط متحركة. كل لاعب يتوهم أنه يمسك بالخيوط، لكنه غالبًا ما يكون جزءًا من خيط خفي في يد قوة أكبر، والحرب قد لا تقع غدًا، لكنها تُطبخ على نار هادئة، والجميع يتهيأ للانفجار الكبير!!
كاتب وباحث في الشؤون الجيوسياسية والصراعات الدولية. [email protected]
اقرأ أيضاً«عبد العاطي» يستعرض مع سيناتور أمريكي جهود مصر لدعم الاستقرار بالشرق الأوسط
أستاذ علوم سياسية: «الشرق الأوسط الجديد» يُعيد رسم خريطة الإقليم لصالح إسرائيل