يصف كاميرون هدسون، كبير الموظفين السابق في مكتب المبعوث الخاص إلى السودان، التغيير في توصيف «البرهان» برئيس مجلس السيادة بدلاً عن قائد القوات المسلحة على أنه تغيير رمزي مهم من قبل واشنطن..

التغيير:(وكالات)

بيان يبدو في ظاهره كالبيانات السابقة الصادرة من وزارة الخارجية الأميركية، يعرض اتصالاً بين وزير الخارجية الأميركي وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، للتشديد على ضرورة مشاركة القوات المسلحة في محادثات سويسرا، لكن الناظر في تفاصيله سرعان ما يتفاجأ بتفصيل مهم.

فبالبرهان، الذي لطالما عرفت عنه الإدارة الأميركية منذ انقلاب 25 من أكتوبر  2021 بـ«قائد القوات المسلحة»، تم التعريف عنه في البيان هذه المرة على أنه «رئيس مجلس السيادة»، في تغيير لافت في لهجة الإدارة الأميركية، فسّره البعض على أنه تودد من قبلها لإقناع البرهان بالمشاركة في المحادثات التي تسعى الولايات المتحدة جاهدة لعقدها في الـ14 من الشهر الحالي.

«تغيير رمزي مهم»

يصف كاميرون هدسون، كبير الموظفين السابق في مكتب المبعوث الخاص إلى السودان، التغيير في التوصيف على أنه «تغيير رمزي مهم من قبل واشنطن»، ويفسر في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «إنه يمنح البرهان والقوات المسلحة السودانية أمراً طالما طالبوا به منذ البداية، وهو الاعتراف بأنه لا يزال يمثل السلطة السيادية في البلاد، وأنه ليس مجرد طرف آخر في الصراع على قدم المساواة مع (قوات الدعم السريع)».

ويوافق ألبيرتو فرنانديز، القائم بالأعمال السابق للسفارة الأميركية في السودان، على تقييم هدسون، فيقول لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الاعتراف الأميركي بالبرهان «يهدف إلى إظهار أنه يتعدى كونه طرفاً من طرفي الحرب الأهلية، ويتماشى مع نظرة الجيش لنفسه بوصفه مؤسسةً فريدة تمثل الأمة وتحميها»، مضيفاً: «لقد كان هذا تحفيزاً ضرورياً للقوات المسلحة لحضور المحادثات؛ لأنه يعد نوعاً من المكافأة الملموسة».

ويعرض البيان تفاصيل الاتصال بين البرهان وبلينكن، فيقول إن وزير الخارجية الأميركية «شدد على ضرورة مشاركة القوات المسلحة السودانية في المحادثات على وقف إطلاق النار في سويسرا»، مؤكداً أن «الدمار والخراب اللذين شهدتهما البلاد منذ أبريل 2023 دليلاً على أن عقد محادثات وطنية على وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع، وتجنب انتشار المجاعة، واستعادة العملية السياسية المدنية».

من جانبه، قال البرهان في وقت لاحق على منصة «إكس»: «تلقيت اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، تحدثت معه عن ضرورة معالجة شواغل الحكومة السودانية قبل بدء أي مفاوضات، وأبلغته بأن (الميليشيا المتمردة) تحاصر وتهاجم الفاشر وتمنع مرور الغذاء لنازحي معسكر زمزم».

ورداً على دعوة حديثة لحضور مفاوضات جنيف، قالت الحكومة السودانية إنها «أوضحت أن أي مفاوضات قبل تنفيذ إعلان جدة، الذي ينص على الانسحاب الشامل ووقف التوسع، لن تكون مقبولة للشعب السوداني»، لكن الحكومة طلبت عقد اجتماعات مع مسؤولين أميركيين لمناقشة جدول أعمال المحادثات. ومن المتوقع أن تكون محادثات جنيف، التي وافقت «قوات الدعم السريع» على حضورها، أول محاولة كبرى منذ أشهر للتوسط بين الجانبين المتحاربين لإنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهراً.

هل تنعقد المحادثات؟

تشديد واضح على أهمية عقد المحادثات التي تراهن عليها الإدارة الأميركية بوصفها ورقةً أخيرة لحل الأزمة ووقف إطلاق النار في بلد يعاني أزمة إنسانية مستشرية، وصلت إلى حد المجاعة، لكن انعقادها يعتمد بشكل جذري على موافقة طرفي النزاع؛ أي «قوات الدعم السريع» والقوات المسلحة السودانية، على المشاركة فيها، وهو أمر لم يحسم بعد من جانب البرهان.

هدسون: التغيير في لهجة الخارجية الأميركية لا يضمن أن القوات المسلحة السودانية ستحضر المحادثات

ويرى هدسون أن التغيير في لهجة الخارجية الأميركية «لا يضمن أن القوات المسلحة السودانية ستحضر المحادثات»، لكنه يشدد في الوقت نفسه على أنه يحسن من فرص تلك المشاركة.

إلا أن فرنانديز متفائل أكثر بانعقاد هذه المحادثات، فيقول: «من شبه المؤكد أن تنعقد هذه المحادثات»، لكنه يعقّب قائلاً: «رغم ذلك، نجاحها غير مضمون، فالطرفان، وخاصة القوات المسلحة السودانية، يريدان الفوز العسكري، ومن المحتمل أن تقبل (قوات الدعم السريع) بالتقسيم، وهو ما لا يمكن للجيش قبوله».

ويفسر فرنانديز قائلاً: «الجيش هو الطرف الأكثر تشدداً، وأعتقد أن احتمالية النجاح الكامل لأي وقف لإطلاق النار وإنهاء القتال والتوصل إلى تسوية سياسية، هي منخفضة جداً، لكن بالنظر إلى أن هذا هو موسم الأمطار، وأن القتال قد تباطأ، فإن احتمال تحقيق نجاح جزئي عبر المحادثات من دون نهاية كاملة للحرب، بل وقفة إنسانية، كما في غزة، لإدخال المساعدات الغذائية الطارئة، كبير جداً».

من ناحيته، يعدّ هدسون أن نجاح المحادثات هو في انعقادها فقط، مشيراً إلى أن هناك احتمالات جيدة في حصول هذا، مضيفاً: «أما على المدى الطويل، فمن الصعب تخيّل كيف سيتجسد النجاح».

نقلاً عن الشرق الأوسط

الوسومالخارجية الأمريكية حرب الجيش والدعم السريع مباحثات جنيف

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الخارجية الأمريكية حرب الجيش والدعم السريع مباحثات جنيف القوات المسلحة السودانیة الخارجیة الأمیرکیة قوات الدعم السریع التغییر فی على أنه على أن

إقرأ أيضاً:

واشنطن تعلن توقيف قيادي بارز بتنظيم «داعش» خلال عمليات في العراق وسوريا

أعلنت القيادة العسكرية الوسطى الأميركية، الأربعاء، اعتقال “قيادي” بارز في تنظيم داعش خلال سلسلة عمليات نفذها الجيش الأميركي نهاية مايو في العراق وسوريا، ضمن جهود التحالف الدولي لمكافحة التنظيم المتشدد. وشملت العمليات ست تدخلات، خمسة منها في العراق وواحدة في سوريا، أسفرت عن مقتل عدة متشددين واعتقال شخصين من بينهم هذا القيادي، دون الكشف عن هويته.

وشارك في هذه العمليات شركاء الولايات المتحدة، وهم قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد والجيش العراقي، اللذان يواصلان مواجهة خلايا داعش النشطة في المناطق الريفية والنائية في كلا البلدين، ورغم تراجع وتيرة الهجمات، لا تزال الخلايا المتشددة تستهدف بشكل خاص القوات الكردية في شمال شرق سوريا.

يذكر أن تنظيم داعش سيطر في 2014 على مساحات واسعة في سوريا والعراق، وأعلن إقامة “الخلافة الإسلامية”، لكن تحالفاً دولياً نجح في دحره من العراق عام 2017 ومن سوريا عام 2019. وفي ظل استمرار التهديدات، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال لقائه الأخير مع الرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية، إلى دعم جهود منع عودة تنظيم داعش.

القيادة المركزية تدعم القوات الشريكة خلال عمليات هزيمة داعش في العراق وسوريا.
قامت قوات #القيادة_المركزية_الأمريكية_(#سنتكوم)، بدعم القوات الشريكة في العمليات في العراق وسوريا ، في الفترة بين 21 الي 27 مايوايــــار، وشن حملة مكثفة ومستمرة تستهدف هزيمة التنظيم الارهابي داعش.
قامت… pic.twitter.com/JR63OvNTq6

— U.S. Central Command (@CENTCOMArabic) June 5, 2025

مقالات مشابهة

  • من هو مرشح ترامب لقيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط؟
  • ارتفاع أسعار الذهب عالميا بعد بيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة طغت على تفاؤل المحادثات مع الصين
  • وجود القوات الأميركية في شرق سوريا.. عملية انسحاب أم تبديل؟
  • واشنطن تعلن توقيف قيادي بارز بتنظيم «داعش» خلال عمليات في العراق وسوريا
  • «الدفاع» تكرّم الفائزين بجائزة القوات المسلحة للتميز
  • بيان مهم للقوات المسلحة في الـ 11:20 مساءً
  • الجيش المغربي يعزز أسطوله بمدرعات أمريكية
  • جولد بيليون: حركة محدودة للذهب وترقب المحادثات الأميركية الصينية
  • فيدان: نتوقع عقد جولة مفاوضات جديدة بين روسيا وأوكرانيا
  • ???? يوسف عبدالمنان: الغرق في الدموع