المهندس محمد موسي ادم عبير الامكنة (2-4)
تاريخ النشر: 8th, August 2024 GMT
محمد صالح عبدالله يس
ايام الطفولة هي فترة مميزة من حياتنا، حيث تكون البراءة والمرح هما السائدين. في تلك الأيام، كانت الحياة بسيطة وملونة، وكنا نستمتع بكل لحظة دون هموم أو ضغوط. أتذكر عندما كنت ألعب في الحي مع أصدقائي بعد المدرسة. كنا نركض في الشوارع ونلعب ألعابًا تقليدية مثل ((الحكو ولعبة كديس من نطاك))و"الجري السريع".
كنا نحب الحياة بكل تفاصيلها، وكنا نعيش كل لحظة كأسعد الناس. كانت الأسرة تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل تلك الذكريات، كانت حبوباتنا يمتعننا بجميل الحكي المصحوب بالخرافات المرعبة والمضحكة في ان واحد أيام الطفولة تعني أيضًا التعلم والتطور. كانت المدرسة مكانًا للمعرفة والاكتشاف، حيث بدأنا نكتشف شغفنا واهتماماتنا كان اساتذتنا هم الذين ساعدونا في توجيه خطواتنا الأولى نحو المستقبل.أشعر بالامتنان لتلك اللحظات البسيطة والاستثنائية التي شكلتني. تلك الأيام لا تُنسى، وستظل دائمًا جزءًا مني. إننا جميعًا نحمل في قلوبنا ذلك الطفل الصغير، حيث تظل الذكريات حية، تذكرنا بأهمية الفرح والبراءة في حياتنا الايام والسنون تحاول ان تمسح عن ذاكرتي كل شئ جميل عن امكدادة وحاولت ان تنتاش اعماقي واني لها التناوش من مكان بعيد فقد خبات ذكرياتي في اعماق سحيقة سترحل معي الي دارالخلود ولكن ساحاول استخراج جزء يسير منها لزوم التوثيق والنشر ووفاءً لكرام عشنا معهم طفولة بريئة وشبابا باذخا يتدفق بالعطاء والحيوية والان نحن علي اعتاب عمر النبوة ان ننشر النسخة المخبأة في الهاردسك ليتعرف ليتعرف ابناءنا ومن جايلناهم علي طبيعة حيواتنا ونرسم لابناءنا خارطة طريق علهم يستهدون بها في هذه العهود المظلمة التي تمر بها بلادنا اتساقا مع معني المثل الذي يقول ان توقد شمعة واحدة خير لك من ان تلعن الظلام ونقلب دفاتر تلك الايام
امكدادة وكما ذكرت في مرات متعددة تتميز بموقعها الجغرافي وطبيعتها الجبلية الساحرة فهي محاطة بالجبال احاطة السوار بالمعصم ويجمع معظم علماء الطبيعة والجلوجيا والجغرافيون ان تحت هذه الجبال الغاز غارقة في المجهول وتحتاج لمن يفك طلاسمها المجهولة وقد اطلق الاهالي اسماء لهذه الجبال بعضها ارتبط بالخرافة وبعضها ارتبط بالمردة والشياطين ورحم الله البروفيسور احمد الطيب زين العابدين والبروفيسور عبد الله عثمان التوم اللذان سجلا افادات وتدوينات عن ظاهرة هذه الجبال والتي تصلح لعمل دراسات ستضيف الكثير لتاريخ الحفريات السودانية
المدينة ايضا تنتشر في اطرافها وتتوزع بعض البرك والرهود ففي شرق المدينة رهد (الركبة ) الذي تتدفق مياهه من اسفل الجبل وتستمر مياه حتي فترة الدرن تجف وكنا ونحن في سن اليفاعة نمارس في العوم واللعب واحيانا تنتهي مياههه قبل مواعيدها لان عمال الصحة يستخدمونها في غسل ونظافة تنكر المخلفات الصحية التي يجرونه بجمل معروف باسم جمل الصحة اذ يقومون بحفر حفرة ضخمة يصلون عليها هذه المخلفات وهي قريبة من الرهد فرغم الروائح الكريهة التي تتسرب الي الرهد لكنا كنا لا نابه لها لا الامطار ستنزل غدا وتتجدد مياه الرهد
الي الجنوب من رهد الركبة توجد ترعة كبيرة في مجري العربات تسمي رهد الرهيدات وهي منطقة طينية شديدة الوحل ولا تصلح للعوم واللعب الا لمدة ثلاثة او اربع ايام وذلك بسبب الهجوم الكاسح علية من قبل الابقار والاغنام التي ترعي بالقرب منه
من الناحية الشمالية للمدينة هنالك حفير ضخم عبارة عن بحيرة مسورة بالشوك واسمها فولة ام ستوية نسبة لقرية امستوية وهي مصدر الري الوحيد لاهل القرية وسكانها وقد نسجت حول هذه الفولة الكثير من الحكاوي والاساطير والاخ عباس دودين ابراهيم كان يحكي لنا عنها الكثير بحكم صلة القرابة التي تربطه باهل امستوية ولست ادري ان كانت حكاويه صادقة رآها عيان بيان ام كان يسترق السمع من بعض كبار ام ستوية ونقلها لنا ونحن في تلك الايام كلما رغبنا الذهاب الي تلك الفولة تذكرنا تلك القصة وتمثل امامنا ذلكم الثعبان الضخم برموشه الحمراء وراسه الضخم فتتراجع رغبتنا ونصرف النظر عن هذه الفولة الجميلة
وطالما نحن بصدد الحديث عن الرهود فهناك رهد كُكُرُوك ويقع غرب امكدادة وتنحدر مياهه من قرية شوقارة وقرية سنقرنا وحلة موسي جراب وقرية مريديفة وميزته ان حوضه واسع ومياهه صافية وهو اكثر عمقا من بقية الرهود ووان بها ثعبان نتسابق فيها الي رهد كُكُروك ونحن رهط من جلاوزة الفوضي الخلاقة فهذا الرهد رغم صغره ومساحته الضيقة كنا نعوم فيه بفرحة وغبطة احيانا يحوي بداخله اكثر من ثلاثون شخصا بل رغم ضيق سعته الا انه يحتملنا ويحضننا في احشاءة في توؤدة وحنية
البعض منا كان يعرف فن العوم ويجيده واخرون دون ذلك وحتما من لا يعرف فن العوم يغرق
كنا نقضي وقتا ممتعا فيه وبعده نخرج لندلك اجسادنا بالصابون حتي لا ينفضح امرنا عندما نعود الي بيوتنا وامام زنقة مجلس التحقيق الاسري ( كنتو وين والله كنا في المدرسة المدرسة وجاهز لاداء القسم حتي ولوكانت هناك بعض الادلة القطعية التي تؤكد انك كنت في الرهد فاحيانا رغوة الصابون التي ندلك بها اجسادنا بعد خروجنا من الرهد حتي لا نترك اثرا لبقايا ماء الرهد ذو الصبغة الطينية الحمراء ولرغوة الصابون قدرة فائقة علي طمس ومسح ما تبقي من طين الرهد واحيانا يكون الدلة خفيفا لان صاحب الصابونة لا يقبل دعكها كثيرا حتي لا تنتهي وهي اصلا صغيرة ومتناهية في الصغر واحيانا يكون صاحبها قد اتي بها من حمام البيت او من طرف طشت غسيل العدة وكنا نطلق عليها اسم (البروة ) رغوة الصابون احيانا لا تصل الاذنين وتظل بقايا الطين لاصقة بها وحينئذ تصاب بانهيار وتسقط جميع دفوعاتك وتنتظر تنفيذ العقاب غدا في طابور الصباح فالجريمة ثابتة والمبلغ ولي الامر ومنفذ العقوبة الاستاذ الذي يتلو حيثيات الجريمة وتداعياتها وينتزع منك اعترافا اخرا وتخبره ببقية الكهنة الذين رافقوك في هذه الرحلة الماساوية بل احيانا بعضنا تكون لديه مشاحنات شخصية مع احد زملاءة فينتقم منه في هذا اليوم ويلصق به نفس التهمة رغم براءته فنحن رغم صغر سننا الا اننا تعلمنا هذه النظرية( علي وعلي اعدائي )
رغم كل هذه العقوبات والتهديدات الا اننا نعيد ونكرر نفس الممارسات ونتحين نزول الامطار فمع نزولها تكون مياه البرك صافية ولم تتكاثر عليها الايدي او تختلط بابوال الحيونات وروثها وهناك بعض البرك معروفة بصفاء ونقاء مياهها لكنها ليست كنقاء ككروك وحقا المنهل العذب رواده كُثر
ms.yaseen5@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الأمير عبدالعزيز بن سعود يتفقد عددًا من المشروعات التطويرية في المشاعر المقدسة
تفقد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، اليوم، عددًا من المشروعات التطويرية في المشاعر المقدسة.
واطلع سموه خلال جولة قام بها على عددٍ من المشروعات التطويرية الجديدة المنفذة هذا العام 1446هـ، لخدمة حجاج بيت الله الحرام، ومن بينها مسار المشاعر (المرحلة الثانية) الذي يضم مسارات للمشاة مدعمة بأرضيات مطاطية صديقة للبيئة تهدف إلى تسهيل حركة المشاة وتحسين إدارتها، إضافة إلى تخفيف أثر الإجهاد الحراري.
كما اطلع سموه خلال زيارته مسجد نمرة، على مشروع تظليل وتبريد الساحات المحيطة بمسجد نمرة، الذي يهدف إلى تلطيف المناخ في ساحات المسجد لتخفيف أثر الإجهاد الحراري، وتمكين الحجاج من أداء الصلوات براحة ويسر وسهولة.
ودشن الأمير عبدالعزيز بن سعود خلال الجولة مستشفى الطوارئ الجديد في مشعر منى، الذي يسهم في رفع الجاهزية الطبية لخدمة ضيوف الرحمن، وفق أعلى المعايير الطبية، إضافة إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للحالات الطارئة، وتقديم الرعاية الطبية العاجلة بكفاءة عالية.
وكان سموه قد اطلع على عرض مرئي عن المشروعات التطويرية الجديدة التي نفذتها شركة كدانة خلال موسم حج هذا العام 1446هـ، وشملت 25 مشروعًا تطويريًا.
رافق سموه خلال الزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، وصاحب السمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف نائب وزير الداخلية المكلف، ومعالي وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ومعالي وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح بن ناصر الجاسر، ومعالي وزير البلديات والإسكان الأستاذ ماجد بن عبدالله الحقيل، ومعالي وزير الصحة الأستاذ فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، ومعالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري، ومعالي مساعد وزير الداخلية الدكتور هشام بن عبدالرحمن الفالح، ومعالي نائب وزير الحج والعمرة الدكتور عبدالفتاح بن سليمان مشاط، ومعالي وكيل وزارة الداخلية الدكتور خالد بن محمد البتال، ومعالي مدير الأمن العام الفريق محمد بن عبدالله البسامي، ومعالي مستشار رئيس أمن الدولة الأستاذ أحمد بن محمد الثقفي، ومدير عام الدفاع المدني اللواء حمود بن سليمان الفرج، ووكيل رئيس أمن الدولة للعمليات الأمنية اللواء محمد بن عبيد العصيمي، والرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة المهندس صالح بن إبراهيم الرشيد، والرئيس التنفيذي لبرنامج خدمة ضيوف الرحمن المهندس محمد إسماعيل، والرئيس التنفيذي لشركة كدانة المهندس محمد بن ناصر المجماج، وأمين عام لجنة الحج العليا خالد بن حمد الصيخان.
المشاعر المقدسةقد يعجبك أيضاًNo stories found.