يمانيون:
2025-05-14@20:55:04 GMT

مناعة اليمن مقابل القوة الغربية

تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT

مناعة اليمن مقابل القوة الغربية

يمانيون – متابعات
انطلقت أعمال المساندة العسكرية اليمنية رسميًا لغزّة في العاشر من أكتوبر 2023 بإعلان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي استعداد الحركة لدخول الحرب باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة، واتخاذ خيارات عسكرية أخرى في حال تدخل الولايات المتحدة الأمريكية بشكلٍ مباشرٍ إلى جانب إسرائيل، وقد تدرّج التصعيد اليمني من مهاجمة كيان الاحتلال بالصواريخ إلى استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وعند باب المندب، ومن ثمّ توسعت دائرة الاستهداف ليشمل بحر العرب والمحيط الهندي وصولا إلى المرحلة الرابعة من التصعيد والتي تؤكد على استهداف أي سفينة تدخل موانئ فلسطين المحتلة بما فيها موانئ البحر الأبيض المتوسط وتكسر الحصار المفروض الذي أعلنته القوات المسلحة اليمنية ضمن هذه المرحلة، معلنة عن الإعداد المستمر للمرحلتين الخامسة والسادسة من سلّم التصعيد ضدّ كيان الاحتلال الصهيوني وحلفائه الغربيين.

تتحدث هذه الدراسة المرفقة أدنى الملخص عن ضغوط الولايات المتحدة والغرب على حكومة صنعاء وفشلها في ردع أنصار الله وتسييل قوتها العسكرية على شكل منع التصعيد في البحر الأحمر وحماية الملاحة الإسرائيلية فيه وحماية مصالحها وصعوبة استخدام أسلحة غير تقليدية في المواجهة.
مارست الولايات المتحدة والغرب ضغوطاً عسكرية واقتصادية وأمنية على حكومة صنعاء بهدف ردعها عن مساندة غزة وإجبارها على التراجع عن قرار إغلاق الملاحة بوجه السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وحشدت لذلك اساطيل حربية ومدمرات لحماية هذه السفن، وشنّت الغارات الجوية على الأراضي اليمنية مستهدفة مراكز إطلاق الصواريخ والمسيرات ومنشآت حيوية أخرى، وكان نصيب هذا الجهد الفشل في تحقيق هدف ردع اليمن عن سياسته، ولم تتح للغرب والولايات المتحدة فرصة استعمال أسلحة غير تقليدية لمهاجمة اليمن والقضاء على حكومة صنعاء لأسباب موضوعية تتصل بموقع اليمن في الجيوبوليتيك وتفادي أي هزة عنيفة في منطقة باب المندب وتداعيات ذلك على التجارة العالمية، وأيضاً لأسباب تتصل بالكلفة الباهظة لهذه العملية العسكرية غير التقليدية ونسبة نجاحها، فالمستوى العسكري الأمريكي خبر فشل العمليات العسكرية التقليدية، البرية منها والجوية، وغير التقليدية في أفغانستان بمواجهة أفراد محليين تمرّسوا على القتال في الجبال وتحصنوا في مراكز القيادة والسيطرة، ولم تفلح الأسلحة التكتيكية وغير التقليدية في القضاء على حركة طالبان.

وفي الجانب الآخر، فإنّ استعمال أسلحة غير تقليدية ضدّ اليمن هو قرار بشن حرب وهو بحاجة إلى إذن الكونغرس الأمريكي وتفويضه بعد إجراء دراسة لحيثيات هذا الاستعمال ومخاطره والوقوف على أهدافها وكلفته المادية، ومسألة صرف أموال إضافية غير مقررة للجهد العسكري الأمريكي هي فكرة غير مرحب بها لدى المشرّع الأمريكي المنشغل بتأمين مليارات الدولارات لأوكرانيا بمواجهة روسيا، ومنشغل أيضاً ببرنامج ضخم جداً لتحديث الجيش الأمريكي ليكون على أهبة الاستعداد لمواجهة الخصم الصيني براً وبحراً وجواً، وهو في غنى عن فتح جبهة عسكرية جديدة سوف تمتد لعشرات السنين في منطقة باب المندب من مخاطرها إثارة الاضطرابات في أسعار المشتقات النفطية والغاز ما يؤثر على الاقتصاد الأوروبي والأمريكي بالسلب، وقد واجه التواجد الأمريكي في البحر الأحمر من صعوبة التأمين اللوجستي لتعويض استعمال الصواريخ والمقذوفات المضادة من المدمرات والبوارج الباهظة الثمن، وكان من أسباب عدم نجاح حملة “تحالف الازدهار” في ردع التصعيد اليمني عدم توفر الجاهزية المالية لتكون الحملة بمستوى التصعيد اليمني، وظهرت هذه الثغرة بوضوح أكبر لدى الشركاء الأوروبيين الذين عانوا من كلفة التشغيل وتأمين الذخائر المناسبة، حتّى أنّ بعض صواريخ الحماية للفرق والبوارج الحربية تبين أنّ خطوط إنتاجها قد تمّ إقفالها.

ومن جهة ثالثة، فإنّ فشل الغرب في تسييل قوته العسكرية على شكل منع التصعيد في البحر الأحمر وحماية الملاحة الإسرائيلية فيه وحماية مصالحه، وتردده في استعمال أسلحة غير تقليدية لإنهاء هذا التصعيد، هي نتاج حساب الكلفة والجدوى، فشن حرب أمريكية على اليمن تعني عودة الفلسفة الأمريكية لتحقيق مصالحها عن طريق القوة العسكرية واستحضار حقبة غزو العراق وأفغانستان وما تلا ذلك من تمكن بعض الدول جبي مكاسب استراتيجية مثل إيران جراء هذا النهج، وتعني أيضاً السماح برفع سقف المواجهة مع محور المقاومة واستدعاء دور أكبر لأطرافه في منطقة البحر الأحمر في تكرار لتجربة العدوان السعودي على اليمن ومآلاته الإقليمية وتعاظم دور حركة أنصار الله نتيجة تهيئة هذا العدوان لأحد أسباب بروز الحركة وتعاظمها. ويعني استخدام السلاح غير التقليدي لردع اليمن فتح أبواب التسابق في استعمال هذه الأسلحة الفتاكة أمام الدول التي تخوض صراعات “مماثلة” مثل روسيا أمام أوكرانيا، وإسرائيل ضدّ غزة وضدّ إيران، والهند ضدّ باكستان، فلا مصلحة للولايات المتحدة في فتح هذا الباب كسابقة في تاريخ الحروب طالما أنّ لديها البدائل الدبلوماسية والقدرة على احتواء التصعيد اليمني و “محاصرته” ريثما يقتنع الصهاينة بعدم جدوى الحرب على غزة.

– موقع الخنادق / ناصر الحسيني

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر التصعید الیمنی الإسرائیلیة فی

إقرأ أيضاً:

اليمن تغير المعادلة السياسية من البوابة العسكرية

 

هناك صورة نمطية للشخصية اليمنية لدى الغرب، بل وحتى لدى بعض العرب. هذه الصورة مستمدة من الهيئة الخارجية لليمني، ويُقاس بها مدى تقدم اليمن وتطوره. هذه النمطية تتحكم في عقول الغرب، فلا يستطيعون تصور تقدّم اليمن في ظل هيئته وطريقة عيشه وثقافته، وتبعيته – قبل ثورة 21 من سبتمبر – للخارج.
اليمن يثبت اليوم أنه قائد من قادة العرب، من خلال ما يقوم به في البحر الأحمر، وما يقدمه من نصرة للشعب الفلسطيني. لقد غيّر اليمن المعادلة السياسية والعسكرية والإعلامية في المنطقة، عبر حادثتين بارزتين: الأولى، سقوط طائرتي F-18 من على متن حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” بفعل الضربات الصاروخية والمسيرات اليمنية، والثانية الصاروخ الفرط صوتي الذي ضرب مطار بن غوريون الإسرائيلي.
اليمن اليوم يفعل ما لم تفعله جيوش عربية بأن يقاتل في جبهتين، جبهة البحر الحمر ضد حاملة الطائرات الأمريكية بمسمياتها المختلفة، وضد العدو الإسرائيلي بضربه في عمقه الاستراتيجي، نصرة لغزة العزة فماذا يعني ذلك سياسياً وعسكرياُ.
المعادلة السياسية تتحقق غالبا من البوابة العسكرية، فعن طريق القوة والتأثير العسكري تتغير المعادلة السياسية، بل تتعدى الجغرافيا المعينة ونقصد هنا اليمن إلى دائرة أوسع لتشمل ملفات أخرى، كون اليمن من محور بات يُعرف في المنطقة بأنه محور المقاومة المساند لغزة، والمناهض للهيمنة الأمريكية والبلطجة الإسرائيلية.
برز هذا العنوان بعد معركة “طوفان الأقصى” من خلال جبهات المساندة لغزة في معركتها ضد العدو الصهيوني فعرف بمصطلح “وحدة الساحات” فكانت جبهات المساندة من اليمن ولبنان والعراق، والكل يعلم اليوم بأن جبهة لبنان والعراق لأسباب داخلية وسياسية أغلقت، أو وقفت وبقيت جبهة اليمن تصارع وحدها مساندة الشعب الفلسطيني.
إسرائيل بعد وقف إطلاق النار في لبنان والمشاركة في تغيير النظام السياسي في سوريا وتمركزها في ثلاث محافظات سورية، أرادت بعد هذه الأحداث أن ترسم معادلة سياسية جديدة في المنطقة مزهوة بانتصارات حققتها ضد محور المقاومة في المنطقة. ربما تكون إسرائيل حققت انتصارات نوعية في استهداف قادة كبار سياسيين وعسكرين من أمثال “السيد حسن نصر الله ” ولكنها لم ولن تستطيع القضاء على فكرة المقاومة، لانها ببساطة فكرة لا تموت بموت قادتها .
ما أصاب الأمريكان والإسرائيليين من قبل حكومة صنعاء غير المعادلة السياسية، من نشوة فرحة هزيمة هذا المحور، إلى التفكير بمهادنته، خاصة بعد استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” وإصابتها إصابات مباشرة وقبلها “أيزن هاور” والصاروخ الفرط صوتي الذي أصاب العمق الإسرائيلي.
المعادلة السياسية تتغير تجاه اليمن من قبل الأمريكان بفضل ضربات البحر الأحمر، فبمجرد القبول بوقف التصعيد العسكري بين أمريكا واليمن يعتبر ذلك فشلاً أمريكيا كبيراً في تحييد حكومة صنعاء، فقد ذكر وزير الخارجية العماني” السيد بدر البوسعيدي” التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وأنصار الله اليمنية بعد اتصالات أجرتها سلطنة عمان مع الطرفين “.
وهذا يعني استعداد الطرف الأقوى هنا وهو الأمريكي بقبول الواسطة العمانية، لان الحل العسكري لم ينفع في منع صنعاء من استهداف القطع العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر، فجاء هذه الاتفاق اعترافا من الأمريكي بعجزه عسكرياً في تغير المشهد العسكري في المنطقة لصالح إسرائيل.
هذا الاتفاق هو نصر سياسي يمني استطاع اليمنيون انتزاعه من الأمريكان بفضل الصواريخ اليمنية التي غيرت المعادلة العسكرية في المنطقة، خاصة بعد سقوط طائرة أف 18 الأمريكية، ولا يعني هذا الاتفاق بأن اليمنيين سوف يوقفون أسنادهم لغزة عبر استهداف العمق الإسرائيلي، فقد ذكر عبر منصة أكس “محمد البخيتي عضو اللجنة السياسية في حركة أنصار الله ” أن العمليات العسكرية لدعم غزة لن تتوقف حتى يتوقف العدوان عليها ، ويرفع الحصار عنها لدخول الغذاء والدواء والوقود إليها ” وذكر كذلك “أما بالنسبة لهجماتنا على الولايات المتحدة فهي تندرج في سياق حق الدفاع عن النفس، إذا أوقفت هجماتها علينا ، فستتوقف هجماتنا عليهم وينطبق هذه الموقف على بريطانيا .
النصر العسكري اليمني في البحر الأحمر نتج بقبول أمريكا وقف التصعيد مع اليمن، وهذا الأمر سوف يترجم سياسيا في الملف الفلسطيني، وملف المفاوضات الإيرانية الأمريكية لعقد اتفاق نووي جديد بينهما كيف ذلك، هنا نقول بأن المدخلات العسكرية لها مخرجات سياسية.
ففي الملف النووي، ما حصل في اليمن انعكس إيجاباً على مسار التفاوض الإيراني-الأمريكي، إذ ينقل الوسيط العُماني رسائل مطمئنة تعكس رغبة الطرفين في عقد هذا الاتفاق. ويعود التفاؤل إلى فشل تجربة اليمن – إن صح التعبير – والتي كانت تُستخدم كعصا لترهيب الإيرانيين ودفعهم إلى التفاوض من منطلق الضعف وتحت تهديد الحرب. غير أن إيران رفضت هذا الأسلوب وفرضت قواعدها التفاوضية. فقد فشلت الحرب الأمريكية ضد حكومة صنعاء فشلاً ذريعاً، ومن دلائل هذا الفشل قبول الأمريكيين بوقف التصعيد عبر الوسيط العُماني.
في غزة، غيّر الصاروخ الفرط صوتي المعادلة، وسَيُجبِر الإسرائيليين على وقف العدوان والدخول في مرحلة تفاوض جديدة، خاصة بعد تخلّي أمريكا عن المواجهة العسكرية في اليمن، وفقاً للاتفاق الأمريكي-اليمني الأخير. وتشير وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن الجانب الأمريكي يضغط على إسرائيل للتوصل إلى صفقة في غزة، إذ إن التصعيد هناك لا يصب في مصلحة بيئة التفاوض لإنهاء الملفات العالقة في المنطقة. فالاتفاق مع إيران واليمن سينعكس على جبهة غزة، والعكس صحيح. كما أن الولايات المتحدة بحاجة إلى اتفاق جديد مع إيران لتحصيل منافع اقتصادية لم تُحقق في اتفاق عام 2015، ويُرجّح بعض المراقبين أن هذا هو أحد أسباب انسحاب أمريكا من الاتفاق خلال الولاية الأولى للرئيس “ترامب”.
في ضوء المتغيرات العسكرية والسياسية المتسارعة، يبرز اليمن اليوم كفاعل إقليمي مؤثر يعيد رسم التوازنات في المنطقة. لقد فرض حضورَه من بوابة الصراع العسكري، فانتقل إلى طاولة السياسة بقوة الإنجاز الميداني. وإن كانت الصواريخ قد غيّرت المعادلات، فإن نتائجها ستنعكس حتماً على الملفات الكبرى، من غزة إلى الاتفاق النووي. إنها لحظة إعادة تموضع لقوى المقاومة، ورسالة واضحة: لا استقرار دون حساب لليمن ودوره الجديد.
* كاتب عماني

مقالات مشابهة

  • ممثل سلطان عمان: نقدر الدور البناء للرئيس ترامب في اليمن وعودة الملاحة
  • سلطنة عُمان تشيد بالدور الأمريكي في إنهاء الصراع باليمن وعودة الملاحة الآمنة في البحر الأحمر
  • اليمن تغير المعادلة السياسية من البوابة العسكرية
  • بعد 52 يوماً من العدوان على اليمن.. ترامب يعترف بشجاعة أنصار الله ويرفع الراية البيضاء
  • عاجل|ترامب: مستعد لاستخدام القوة العسكرية للدفاع عن السعودية وحلفاء الولايات المتحدة
  • ترامب: لن أتردد باستخدام القوة العسكرية للدفاع عن السعودية
  • بالتنسيق مع واشنطن.. اليمن يوجه ضربة موجعة لشبكات تهريب السلاح للحوثيين
  • تقرير أمريكي: إغراق مدمرة وثلاث سفن إمداد في معركة البحر الأحمر مع اليمن
  • اليمن تُرعب واشنطن ..
  • الاحتلال يتحدث عن صاروخ من اليمن بعد غارات إسرائيلية على الحديدة