شهد يوم الجمعة إنجازات كبيرة للعرب في أولمبياد باريس، وغنم الرياضيون العرب ثلاث ميداليات بينها ذهبيتان للملاكمة الجزائرية إيمان خليف، ولاعب التايكوندو التونسي فراس القطوسي، فيما نالت العداءة البحرينية سلوى ناصر عيد فضية في سباق 400 م.
وأحرزت خليف ذهبية تاريخية بنزالها الأخير في أولمبياد باريس 2024، بعد تغلّبها بإجماع الحكّام على الصينية ليو يوانغ في ملاعب رولان غاروس، الجمعة في نهائي وزن 66 كلغ، متحدية جدلاً كبيراً والمشكّكين بهويتها الجنسية.
وتغلّبت خليف على يانغ المصنفة ثانية 5-0، فأصبحت أول ملاكمة جزائرية وأفريقية تحصد ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية.
وأهدى لاعب التايكوندو فراس القطوسي تونس أول ميدالية ذهبية في باريس، بعد تتويجه بلقب وزن -80 كلغ في القصر الكبير (غران باليه).
وتغلّب المصنف سادساً على الإيراني مهران برخورداري 2-0 (4-2، 5-1) في النهائي، مهدياً بلاده أول ذهبية أولمبية في التايكوندو والرابعة من مختلف المعادن، بعد محمد خليل الجندوبي صاحب فضية وبرونزية في طوكيو وباريس توالياً في وزن -58 كلغ وأسامة الوسلاتي حامل برونزية -80 كلغ في ريو 2016.
قال بعد فوزه "جئت لباريس بنية المنافسة. حُرمت من التأهل في طوكيو. تعبت كثيراً وكوفئت في النهاية".
وتوّجت العداءة البحرينية سلوى عيد ناصر بفضية سباق 400، بعد غيابها عن نسخة طوكيو صيف 2021 بسبب إيقافها عامين بعد إجراء طويل إثر انتهاكها لالتزاماتها المتعلقة بمكافحة المنشطات.
وحلّت ثانية بزمن 48.53 ثانية محققة الميدالية الثانية للبحرين بعد ذهبية وينفريد يافي في سباق 3 الاف م موانع، فيما عادت الذهبية للدومينيكانية ماريليدي باولينو (48.17 ث)، صاحبة فضية نسخة طوكيو 2021، والبرونزية للبولندية ناتاليا كاتشماريك (48.98 ث).
وشهد الجمعة تتويج المنتخب المغربي الأولمبي بالميدالية البروزنية في كرة القدم بعد فوزه، الخميس، في مباراة تحديد صاحب المركز الثالث ضد نظيره المصري.
ومنح المغرب العرب الميدالية الأولى في الكرة المستديرة في تاريخ مشاركاتهم في الألعاب الأولمبية.
وقسا المغرب على مصر بسداسية نظيفة أمام 35 ألف متفرّج في مدينة نانت، حملت توقيع عبد الصمد الزلزولي (23) وهداف المسابقة سفيان رحيمي (26 و64) وبلال الخنوس (51) وأكرم النقاش (73) وأشرف حكيمي (87).
وحصد العرب خمس ذهبيات حتى الآن مع العداء المغربي سفيان البقالي في 3 آلاف م موانع، الجزائرية كايليا نمور في مسابقة العارضتين مختلفتي الارتفاع في منافسات الجمباز، والعداءة البحرينية وينفريد يافي في 3 آلاف م موانع، بالإضافة لتتويج خليف والقطوسي.
كما نالوا ثلاث فضيات عبر ناصر عيد، مبارز الحسام التونسي فارس فرجاني ولاعب التايكوندو الأردني زيد مصطفى في وزن -68 كلغ، وثلاث برونزيات لمبارز السيف المصري محمد السيد، لاعب التايكوندو التونسي محمد خليل الجندوبي في وزن -58 كلغ ومنتخب المغرب في كرة القدم للرجال.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
مخرج إيراني معارض للنظام يفوز بجائزة ذهبية في مهرجان كان السينمائي
فاز المخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي، بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عن فيلمه “كان مجرد حادث” الذي صُوّر سراً، داعياً من على منبر المهرجان إلى “حرية” بلاده. وذلك السبت.
وكوفئ المخرج البالغ من العمر 64 عاماً، والذي تمكن من الحضور إلى مهرجان “كان” السينيمائي للمرة الأولى منذ 15 عاماً، بالجائزة الأرفع للمهرجان، عن فيلمه الذي تدور أحداثه حول مخطط سجناء سابقين للانتقام من جلاديهم.
تبدأ أحداث الفيلم بلقطة لرجل وزوجته الحامل السعيدة وهما يقودان سيارة في الريف ذات مساء، بينما تجلس ابنتهما المرحة في المقعد الخلفي.
وعندما تتعطل السيارة، يقنع الزوج ميكانيكياً بإصلاحها.
وهنا تظهر شخصية جديدة: وهو وحيد، زميل الميكانيكي الذي يظهر للمشاهدين بمظهر أشعث.
يسمع وحيد مزيجاً من أصوات خطوات غير منتظمة لشخصٍ يعرج، وصرير ساقٍ اصطناعية.
هذه الأصوات لطالما طاردت وحيد لسنوات أثناء كوابيسه.
فهي تُذكره بشخص يُعرف باسم “بيج ليغ”، وهو مُحقق سادي عذب وحيد أثناء سجنه بتهمة التحريض التي لُفقت له.
وبمجرد أن يرى الرجل، يندفع وحيد ويُسقطه أرضاً مستخدماً مجرفة، ثم يضعه في صندوق في مؤخرة شاحنته، ويُخطط لدفن الشخص، الذي يعتقد أنه المحقق “بيغ ليغ”، حياً في الصحراء.
لكن وحيد لا يعرف شكل هذا المحقق، لأنه كان معصوب العينين طوال فترة سجنه، ولذلك لا يمكنه الجزم بأن الرجل الذي احتجزه هو “بيج ليغ”.
ولهذا، يقرر وحيد قيادة الشاحنة والذهاب إلى المدينة للحصول على رأي ثانٍ من صديق كان مسجوناً معه.
لكن الأمور لم تكن بهذه البساطة، إذ سرعان ما امتلأت شاحنة وحيد بسجناء سابقين يتجادلون حول هذا الموضوع، ومن بينهم مصوّرة حفلات زفاف، وامرأة غاضبة من المقرر أن تتزوج في اليوم التالي، ورجل تملأه المرارة، مستعد دوماً لخنق الأسير، سواء أكان “بيج ليغ” أم غيره.
يمزج المخرج الإيراني، جعفر بناهي هذه القضايا بجرعةٍ من الكوميديا “الصحية”.
فوحيد ورفاقه ليسوا قصاصين متعطشين للدماء، بل هم مجموعة من الأشخاص يتشاجرون، وقد تُحبط مهمتهم بنفاد البنزين.
ففي لحظة ما، سيضطرون إلى دفع الشاحنة داخل مرآب، بما في ذلك العروس التي ترتدي فستان زفافها الأبيض.
وفي هذه الأثناء، لا يكتفون بالبحث عن الشرطة السرية لمساعدتهم، بل يُثير استياءهم الفساد المُستشري على نطاق محدود.
فأحد الأمثلة الساخرة على ذلك، هو قيام اثنين من حراس أمن بإنتاج جهاز خاص بهما لإتمام عمليات الشراء بالبطاقة الائتمانية، حتى يتمكنا من بيع شرائح الهاتف المحمول للأشخاص الذين يحتاجون إلى شرائها وليس بحوزتهم أموال نقدية.
هذه المشاهد الساخرة ليست مجرد تسلية عابرة، بل إنها تُعزز وجهة نظر بناهي القوية بأن الأبطال والأشرار ليسوا جميعاً شخصيات بارزة ترتدي زياً رسمياً.
فهناك من ارتكبوا أسوأ الشرور، وأولئك الذين تحملوها، وهناك من سكتوا عنها وسمحوا لها بالحدوث،
ويمكن رؤيتهم جميعاً في أي شارع من شوارع المدينة المُشمسة، وهم يُمارسون حياتهم اليومية مع أصدقائهم وأقاربهم.
ويضع بناهي هذه الرؤى المرعبة والإنسانية المؤثرة في فيلم بسيط وسريع الحركة.
ولذلك، يوازن فيلم “كان مجرد حادث” بين الغضب والدفء والفكاهة والتعاطف مع شخصياته، حتى عند تناوله أكثر المواضيع قتامة.
سُجن المخرج الإيراني جعفر بناهي، مراراً وتكراراً ومُنع من إخراج الأفلام في موطنه إيران.
كما أنه مُنع من السفر عدة مرات، لدرجة أنه لم يزر مهرجان كان منذ عام 2003، على الرغم من مشاركة أفلامه.
وقد حُكم عليه في إيران عام 2010، بالسجن ست سنوات ومُنع من التصوير لمدة 20 عاماً أو السفر إلى الخارج، لدعمه احتجاجات مناهضة للحكومة ونشر “دعاية مناهضة للنظام”، وأُطلق سراحه بكفالة مشروطة بعد شهرين.
و منذ عام 2010، لم يتمكن المخرج الإيراني من مغادرة بلاده لحضور أي من المهرجانات السينمائية الكبرى التي حصد فيها جوائز، كجائزة الدب الذهبي” مرتين في مهرجان برلين وثلاث جوائز في مهرجان كان وجائزة أخرى في مهرجان البندقية.
وقال بناهي لوكالة فرانس برس الثلاثاء “الأهم هو أن الفيلم قد أُنتج. لم أُفكر في ما قد يحدث بعد ذلك. أشعر بأني حيّ ما دمت أصنع أفلاما”.
وخلال تسليمه جائزة السعفة الذهبية، تطرقت رئيسة لجنة التحكيم جولييت بينوش إلى الدور الذي يضطلع به الفنانون في “تحويل الظلام إلى غفران”.
وقالت النجمة الفرنسية إن “الفن يستفز ويطرح الأسئلة ويبدّل الأوضاع (…) الفن يحرك الطاقة الإبداعية لأثمن جزء فينا وأكثره حيوية. قوة تحوّل الظلام إلى غفران وأمل وحياة جديدة”.
بي بي سي نيوز عربي
إنضم لقناة النيلين على واتساب