توجيهات صريحة من الرئيس عبدالفتاح السيسى بتنفيذ برامج الحماية من تعاطى المخدرات بالمناطق السكنية الجديدة «بديلة العشوائيات» تمثلت فى تنفيذ صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، برئاسة الدكتورة مايا مرسى، وزيرة التضامن الاجتماعى ورئيس مجلس إدارة الصندوق، أنشطة توعوية لحماية الشباب من الوقوع فى براثن الإدمان، وإنشاء عيادات لعلاج الإدمان فى المناطق المطوَّرة، انطلاقاً من رؤية الدولة فى بناء الإنسان بجانب الاهتمام بمسكنه.

وينفذ الصندوق العديد من البرامج التوعوية المتكاملة للوقاية من الإدمان فى المناطق المطوَّرة، مثل الأسمرات والمحروسة وروضة السودان وروضة السيدة وأهالينا وإسطبل عنتر وبشاير الخير وحدائق أكتوبر والخيالة وحى الضواحى ببورسعيد، والمناطق المجاورة التى سيتم تطويرها.

من جانبه، أكد الدكتور عمرو عثمان، مدير الصندوق، تنفيذ العديد من البرامج التوعوية حول كيفية الوقاية من الإدمان من خلال زيادة الوعى بين قاطنى المناطق السكنية الجديدة، بخاصة للشباب والمراهقين، فضلاً عن التدريب على اكتساب المهارات الحياتية للوقاية من تعاطى المخدرات، وكذلك تعزيز الوعى والتثقيف الأسرى، بما يكفل تمكين أفراد المجتمع من مواجهة مشكلة المخدرات.

وقال «عثمان»، لـ«الوطن»، إن التدخلات اعتمدت على تنفيذ حملات الزيارات المنزلية والتواصل المباشر مع الأسر المقيمة فى هذه المناطق، وتأهيل الكوادر المجتمعية من الشباب للمشاركة فى جهود التوعية بخطورة القضية، لافتاً إلى أنه على مدار عام كامل جرى تنفيذ ما يقرب من 170 ألف زيارة منزلية استهدفت الأسر المقيمة فى المناطق المطوَّرة والمجاورة، بمتوسط زيارتين إلى 3 لكل أسرة على مدار العام.

وأكد أن الهدف هو تعزيز الوعى والتثقيف الأسرى بما يكفل تمكين الأسر بهذه المناطق من مواجهة مشكلة المخدرات وتعريفهم بآليات الاكتشاف المبكر للتعاطى وسبل المواجهة، والتعريف بخدمات الخط الساخن على مستوى المشورة والدعم النفسى والعلاج والتأهيل، وحث مرضى الإدمان منهم على التقدم للعلاج المجانى الذى يقدمه الصندوق فى عيادته الموجودة بهذه المناطق أو بمراكزه العلاجية التابعة، وجرى اختيار أكثر من 250 كادراً من أبناء المناطق المطوَّرة وبناء قدراتهم كمتطوعين وقيادات طبيعية تقوم بتنفيذ أنشطة الوقاية ونشر رسائل التوعية داخل تلك المناطق.

وأضاف «عثمان» أنه جرى تشغيل 8 عيادات تابعة للخط الساخن لاستقبال طالبى الخدمات العلاجية بهذه المناطق المطورة وتقديم المشورة وإحالة المرضى لتلقى العلاج فى المراكز التابعة للصندوق والشريكة مع الخط الساخن، والبالغ عددها 33 فى 19 محافظة، مع وضع برنامج عمل للفريق العلاجى بالخط الساخن داخل العيادات التى يوجد بها بشكل يومى عدد من الأخصائيين النفسيين المؤهلين لهذا الغرض، وقدمت هذه العيادات الخدمات لـ10644 مريض إدمان «جديد ومتابعة»، عبر خدمات الخط الساخن، وتمثلت فى «خدمات المشورة، الدعم النفسى، والعلاج والتأهيل للمتعافين لمنع الانتكاسة».

وفى عام 2021 افتُتحت عيادة حدائق أكتوبر، التى أصبحت بمثابة شعاع نور لمحافظة الجيزة كاملة، فخلال الأربع سنوات الماضية استطاعت العيادة ترسيخ مفهوم قوى يتمحور حول أهمية علاج الإدمان والتعاطى برسائل توعوية وجلسات وندوات مكثفة لم تقتصر فقط على المدمنين، بل اشتملت على الأسر أيضاً، وليس فى أكتوبر فقط، بل فى جميع ربوع محافظة الجيزة.

الساعة تشير إلى الخامسة مساءً، حيث أجرت «الوطن» جولة فى العيادة والمنطقة المحيطة، هنا جلسات توعوية، وهناك كشوفات طبية لمدمنين، فى جانب آخر يجلس عدد من المتطوعين ينفذون أنشطة توعوية مُهمة رغم بساطتها، بين ورقة وقلم، يرسم الأطفال الصغار مستقبلهم الذى يقوم على شعار «لا للتدخين ولا للمخدرات»، فهو الشعار الذى تعلموه وأتقنوه من متطوعى صندوق مكافحة وعلاج الإدمان الذين ينفذون العديد من الأدوار فى هذا الشأن.

تنقسم العيادة، وفق الدكتورة آية سليم، مدير مشروع الحماية من المخدرات بالمنطقة المطوَّرة بحدائق أكتوبر، إلى القسم العلاجى وبه أخصائى وطبيب، إذ يُستقبل المريض ويشخص الأخصائى حالته ويدون العلاج، وبعد المواظبة فى فترة مُحددة يجرى تحويل المريض إلى أحد مراكز علاج الإدمان بالغردقة وقنا.

القسم الوقائى، حسب «آية»، هو النواة، وأساس العمل فى العيادة لأنه يُبنى على رجال الظل والمتطوعين، وهم من وضعوا حجر الأساس فى العيادة: «بيخرجوا بره وينشروا الرسائل التوعوية ويعرَّفوا الناس بالخدمات العلاجية»، مؤكدة: «نعمل فى الميادين والأماكن العامة والمدارس المحيطة».

على مدار الأعوام الماضية، تمكنت العيادة من تحقيق نجاحات مُهمة فى عملية التوعية، إذ بلغ عدد المرضى المترددين على العيادة لتلقى العلاج 8141، من ضمنهم 139 سيدة، وعدد المتعافين داخل العيادة 100، وعدد متلقى التوعية من الجمهور العام 111306 من بينهم 72349 من الرجال و38957 ألفاً من السيدات.

كما بلغ عدد الفعاليات التى نظَّمتها العيادة 300، وعدد الأطفال بالفعاليات 7 آلاف، وعدد المهرجانات الكبرى التى تنظمها العيادة 15، وبلغ عدد لقاءات الإرشاد الأسرى 200. وتضطلع العيادة بدور مُهم فى عملية التوعية «الأون لاين»، خاصة فى المناطق التى يصعب الوصول إليها نظراً لطبيعتها الخاصة، وتوضح «آية» أن فريق السوشيال ميديا يهتم بنشر رسائل توعوية ونصائح وخدمات علاجية متنوعة على مدار الوقت: «العيادة عبارة عن شعاع نور لكل المناطق المحيطة».

وتشير «آية» إلى أن الإدمان يحتاج إلى محاربة وتوعية مكثفة، لافتة إلى حرص العيادة على توفير تدريبات مكثفة ومهارات تفاوض وتواصل لدى المتطوعين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإدمان التعافى المناطق العشوائية الاكتشاف المبكر فى المناطق على مدار

إقرأ أيضاً:

بودربالة: تكامل الأدوار بين القطاعات ومشاركة وسائل الإعلام يكرّس أن مكافحة المخدرات مسؤولية جماعية

أكد رئيس مجلس قضاء الجزائر محمد بودربالة أن قانون 03.25جاء ليتمم مضمون جديد في التعاون مع جرائم المخدرات قائما على دمج البعدين الردعي والوقائي في مقاربة واحدة، ولهذا ييرز بودربالة أن مسؤوليتنا تتمثل في حسن فهم هذا القانون وتكييف الممارسة القضائية والإدارية مع متطلباته سواء في مجالات التحقيق والمتابعة أو التنفيذ العقابي.
وأضاف رئيس المجلس على هامش انطلاق أشغال الملتقى العلمي الموسوم ب القانون رقم 03_25 المتعلق بالوقاية من المخدرات والموثرات العقلية ومنع الاستعمال والاتجار غير المشروعين بها…بين متطلبات الردع والوقاية، المنعقد بمجلس قضاء الجزائر بحضور قضاة ومدراء المؤسسات العقابية والتربوية، والاطارات بمختلف الاسلاك الأمنية وممثلي وزارة الشؤون الدينية، وممثل عن الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها،
ان هذا اللقاء فرصة لتناول عدة محاور ابرزها السياسة الجنائية الجديدة وفهم هذه المستجدات بما يضمن توحيد العمل القضائي داخل المجلس والمحاكم التابعة له، وهي الغاية المرجوّة للجميع.
كما أن التحدي الثاني للمستجدات الطبية والاجتماعية المرتبطة بالادمان للتطرق الى أساليب العلاج وطرق التكفل بالمدمنين داخل المؤسسات الصحية وأهمية إدماجهم إجتماعيا بعد الامتثال للعلاج وهذا عنصر حيوي في المقاربة الوطنية الشاملة الواردة في صلب هذا القانون.
وأشار ذات المتحدث ان خصوصية المتابعة المرتبطة بالمخدرات والمؤثرات العقلية، فالتحقيق في هذه الملفات ذو طابع حساس، تتطلب الدقة والانسجام مع المعايير القانونية والمداخلة المخصصة لهذا الجانب توضح لنا السبل العلمية التي تضمن فعالية في المتابعة واحترام الضمانات القانونية.
كما ان تكامل الأدوار بين القطاعات يؤكد محمد بودربالة أنه يتمثل في حضور ممثلي المجتمع المدني وضباط الشرطة القضائية وقطاعي التعليم والشؤون الدينية ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها يكرّس ان مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية مسؤولية جماعية تتجاوز حدود القطاع القضائي.
بالإضافة الى ان نجاح أي نص قانوني لا يتحقق بمجرد صدوره وانما يتحقق عبر التطبيق السليم والتقييم المستمر والعمل المشترك.
واختتم محمد بودربالة ان مجلس قضاء الجزائر سيظل فضاء مفتوحا للتكوين والانفتاح في إطار مقاربة تعزز احترافية القضاء وتضمن تطوير آليات التعاون الداخلي والدولي في مجال الوقاية من جرائم المخدرات والموثرات العقلية ومكافحتهما.

مقالات مشابهة

  • ضبط متسولين بأسوان وتحويلهم إلى النيابة
  • مادورو يتهم الولايات المتحدة بـالقرصنة.. وترامب يعلن قرب بدء مكافحة تهريب المخدرات برًا
  • جهاز مكافحة المخدرات يضبط متهمين بحيازة أقراص مهلوسة بعد مقاومة في أجدابيا
  • جهاز مكافحة المخدرات يضبط مشتبهين بحيازة حشيش في الساحل
  • مكافحة التهريب والمخدرات نالوت تضبط محاولة تهريب حبوب مهلوسة وتحيل المتهم إلى نيابة المخدرات
  • ترامب يحذر الرئيس الكولومبي من عواقب فشل مكافحة المخدرات
  • جهود صندوق مكافحة الإدمان في البرامج الوقائية.. إنفوجراف
  • بودربالة: تكامل الأدوار بين القطاعات ومشاركة وسائل الإعلام يكرّس أن مكافحة المخدرات مسؤولية جماعية
  • جهود موسعة لصندوق مكافحة الإدمان في تعزيز الوعي والوقاية داخل الجامعات والمجتمعات
  • للتوعية من مخاطر المخدرات.. الداخلية تنظم لقاءات مع طلبة المدارس والجامعات