بوابة الوفد:
2025-05-09@19:55:17 GMT

جماليات التصوف

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

هل يتضاد التصوف مع العقل ومن ثَم التنوير؟ سؤال صاحبنى سنوات عديدة وطفتُ به بين الكتب والبلدان بحثا عن إجابته التى رأيتُ فيها تجاور العقل والتصوف فى بلدان وبيئات متقدمة علميا، لأن التصوف يعالج جوانب الروح بينما التنوير يعيش فى كنف العقل ولذا فما أحوجنا إليهما، وهذا لا ينفى أن يختار من شاء أحدهما ولا ضير.

لقد عشتُ فى أجواء صوفية منذ ميلادى وقد سمعتُ عن الكرامات الصوفية منذ نشأتى الأولى واستهوتنى هذه العجائبية. ولذا حصلت على منحة ألكسندر فون هومبولت على مشروع (أدبيات الكرامة الصوفية، دراسة فى الشكل والمضمون)، صدر فى طبعاته بألمانيا والإمارات العربية ومصر. ونقلت هذه الحكايا التى كنت أسمعها عن الأولياء الذين يمشون على الماء ويطيرون فى الهواء إلى عالم الإبداع فرأيت أنها جنس أدبى مستقل ربما يكون نواة الحكى والسرد القصصى والروائى. فالكرامة التى تحكى عن وَلى يعيش فى قرية مجاورة لنا شرق النيل وصاحبه الولى الذى يقطن غرب النيل. وأن الولى الشرقى يشعل حطبا فى الشتاء ويمسك بيده الجمر فيكوّره كرات ويرميها بيديه إلى الولى الغربى فيتناولها بيديه ويتدفأ بها دون أن تضرهما والمسافة بين دفتى النهر تصل إلى قرابة الكيلومتر. هذا النص بعجائبيته وغرائبيته لا يقبل التشكيك لدى مُعتنقيه. نص شفوى متناول بين الناس ولا يجرؤ أحد على تكذيب سارده، لكن هذا لم يفصلنى عن العقل فقد درستُ أبا العلاء المعرى فى رسالتى للدكتوراه وانشطر البحث العلمى فى عقلنة المعرى وعرفانية التصوف. لا أزال أرى أن العلم والثقافة هما الطريق الوحيد للتقدّم. كل الحضارات التى سادت بقيت بالعلم والتى زالت عندما اضمحلّ علمها. والثقافة المشتقة من ثَقَف أى قوّم فروع الأشجار لتغدو رماحا لا ميل فيها ولا اعوجاج، هنا يصبح العقل قادرا على التفكير دون تأثير الغير عليه وهذا هو التنوير الذى ننادى به لمجتمعاتنا العربية، التنوير الذى يعنى فى أبسط تعريفاته، «إعمال العقل بمعزل عن تأثير الغير».

مختتم الكلام

قال ابن الفارض:

كل مَن فى حِماكَ يهواكَ لكنْ

أنا وحدى بكلّ مَنْ فى حماكَ

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هومبولت

إقرأ أيضاً:

الإثنين المقبل.. ثقافة السويس تُطلق العرض المسرحي «كرنفال الأشباح»

ينطلق في التاسعة من مساء الإثنين المقبل 12 مايو الجاري،

أولى ليالي العرض المسرحي «كرنفال الأشباح» على مسرح التربية والتعليم بمحافظة السويس، في تجربة فنية جديدة تقدمها فرقة بيت ثقافة الملك فيصل المسرحية، التابعة لفرع ثقافة السويس، ضمن فعاليات الموسم المسرحي الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان، وذلك في إطار خطة وزارة الثقافة لدعم الحراك الإبداعي في المحافظات.

يُقام العرض بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، العرض تأليف. موريس دوكوبا، إخراج. أحمد رضوان، ويقدم للجمهور يوميًا بالمجان لمدة سبع ليال.

العرض يناقش سلوك الإنسان فى المجتمع الذى يعيش فيه عن طريق أنماط مختلفة من شرائح المجتمع كتبها مؤلف وقام بوضع نهاياتها بشكل سوداوى، ما جعل تلك الشخصيات يرفضون واقعهم الذى فرضه عليهم المؤلف، وعندما أتيحت لهم الفرصة لتغيير ما فرض عليهم تحكمت فيهم أهواؤهم وشهواتهم وأنانيتهم وكانت نهايتهم أسوء مما كانت.

يشارك في العرض نخبة من فناني السويس الشباب، وتتنوع عناصره الفنية بين الموسيقى والألحان التي وضعها. محمد طاهر، وصمم الملابس والديكور. رامى عاطف، والاستعراضات. عمر حسين، والأشعار. احمد عايد.

العرض ينفذ بإشراف الإدارة المركزية للشؤون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وإنتاج الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، وبالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي بإدارة الدكتور شعيب خلف، وفرع ثقافة السويس بإدارة هويدا طلعت.

مقالات مشابهة

  • مكتبة مصر العامة تحتفي بثلاثين عامًا من التنوير في حفل تدشين كتاب يوثق مسيرتها
  • استعدادات للحرب ضد تركيا: العقل الصهيوني يحرك الهند
  • بسبب ظروف طارئة.. إلغاء حفل مدحت صالح فى 6 أكتوبر قبل موعدها بيوم
  • شيخ العقل: لتهدئة الخواطر ونبذ السجالات المذهبية
  • 5 عادات بسيطة لتدريب العقل على السعادة
  • العلم أثبت فعاليتها.. 5 عادات لتدريب العقل على السعادة
  • د.حماد عبدالله يكتب: فاقد الشىء لا يعطيه !!
  • الإثنين المقبل.. ثقافة السويس تُطلق العرض المسرحي «كرنفال الأشباح»
  • عودة الحركة تدريجيا إلى طريق دمشق السويداء بعد الاتفاق بين الحكومة ومشيخة العقل
  • محافظ دمياط يشارك بتجربة للنحت على الخشب