شبكة اخبار العراق:
2025-08-03@09:28:12 GMT

سوريا والعراق ليستا دولتي حرب

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

سوريا والعراق ليستا دولتي حرب

آخر تحديث: 12 غشت 2024 - 9:12 صبقلم: فاروق يوسف ما من حرب إقليمية في الأفق. طرفا تلك الحرب لا يريدانها. لا ترغب إسرائيل في أن تشعل المنطقة. ليست لها مصلحة في ذلك بالرغم من أنها تعرف أن الغرب كله يقف معها. لا يمكنها تحمل تكلفة تلك الحرب البشرية. أما إيران فإن لها خبرة لا يُستهان بها في ما يمكن أن تجره الحرب من ويلات.

ذلك لا يعني أنها دولة مسالمة. بل هي تدرك جيدا أن إسرائيل ليست العراق. وأنها لو ارتكبت حماقة الانجرار وراء حرب تعرف أنها ستخرج منها ممزقة تخشى أن يكون سقوط نظامها السياسي وهو أعز ما تملك هو ثمن تلك الحرب. حتى اللحظة لا تزال إيران تلجأ إلى الحرب بالوكالة من خلال أتباعها في العراق ولبنان وسوريا واليمن. حرب لا تخسر فيها شيئا ولا تحرض أعداءها على الانقضاض عليها. تعرف أن جزءا من معسكر الأعداء يفضل أن يتستر نظامها بأتباعه ويخنس كما لو أن المشكلة ليست من صنعه. هناك مقاومة إسلامية وضعت إسرائيل هدفا لها. ولكن إسرائيل في المقابل قررت أن تنهي ذلك الوضع الشاذ، لا من خلال التصدي المباشر لإيران بل من خلال إخراج أتباعها من مخابئهم لتصطادهم بيسر. وما حرب غزة بكل صفحات الإبادة البشرية التي تضمنتها إلا بداية لتلك المحاولة التي لا تخلو من صعوبات جمة. ولكن هل بإمكان إيران إقحام سوريا والعراق في حرب بديلة طويلة الأمد مثلما قد يحدث للبنان؟ ذلك الاحتمال ليس واردا لأن العراقيين والسوريين لم يضعوه في حساباتهم مثلما يفعل اللبنانيون دائما وهم أصحاب تجارب قاسية ومؤلمة في ذلك المجال. بإمكان حزب الله أن يجر لبنان إلى كارثة جديدة. لكن الحشد الشعبي في العراق أو الميليشيات الإيرانية المنتشرة في سوريا ليس بإمكانها أن تفعل الشيء نفسه. لذلك لا يُظهر السوريون أو العراقيون اهتماما بالحرب إن وقعت. كما أن هناك حقيقة تبطل كل التوقعات. سوريا والعراق دولتان منهكتان أفقدتهما الحروب كل عوامل المناعة. فلا سيادة وطنية ولا بنية تحتية ولا قرارا سياسيا مستقلا ولا مجتمعا متماسكا ولا مستقبل واضحا.حسن نصرالله يعرف أنه صار وحيدا في ميدان، لن تنصره فيه إيران التي اعتذر نيابة عنها عن الدخول في حرب، هي ليست مستعدة لها غير افتراءات المقاومة الإسلامية التي تحرك الملعقة خارج كوب الشاي كما يقول المثل لا شيء يمكنه أن يشكل سببا للقبول بحرب إقليمية تكون الدولتان جزءا منها. إسرائيل تعرف كل ذلك وأكثر. الولايات المتحدة هي الأخرى تعرف أن الدولتين قد خرجتا من المعادلة السياسية في الشرق الأوسط. الأكثر مدعاة إلى السخرية أن مواطني الدولتين، سوريا والعراق لا يشعرون بالقلق من إمكانية نشوب حرب، يكون لهم نصيب فيها. فهم بعدما عاشوا كوارث الحروب يقفون خارج منطقة انتظار الحرب. بالنسبة إليهم لن تأتي الحرب بجديد. إن قامت وإن لم تقم فالأمر سواء. تلك حقيقة تروّع إيران في ما لا تشكل جزءا من إستراتيجية إسرائيل في التعامل مع المنطقة. لقد انتهى العراق وانتهت سوريا في إطار الرؤية المستقبلية للمنطقة. وبما أن إيران قد أعفت نفسها من الحرب المباشرة وهو ما عبّر عنه مندوبها السامي في لبنان حسن نصرالله حين أكد في خطابه الأخير على أن هناك ظروفا تمنعها من الرد على اغتيال إسماعيل هنية فإنها ستجد نفسها في حرج لم تتوقعه حين ترى أن أتباعها في العراق وسوريا لن يتمكنوا من إغراء إسرائيل للانجرار إلى حرب إقليمية فاشلة هي أشبه بالحرب على طواحين الهواء. تلك ستكون مشكلة إيرانية. وهي تجسيد لفشل السياسة الإيرانية في المنطقة. لقد آن الأوان لكي تُمنى السياسة الإيرانية في المنطقة بالفشل. وما على إيران في مواجهة ذلك الفشل سوى أن تراهن على الحوثيين في  اليمن. وهو رهان خاسر بسبب الجغرافيا. يعرف حسن نصرالله أنه صار وحيدا في ميدان، لن تنصره فيه إيران التي اعتذر نيابة عنها عن الدخول في حرب، هي ليست مستعدة لها. لذلك فإن تضحيته بلبنان لن تكون عنوانا لحرب إقليمية خرج منها العراقيون والسوريون بسلامة. ولكنها سلامة لا يعتد بها. ذلك لأن البلدين لا يصلحان للحرب. وليست إسرائيل بلهاء لكي تشن الحرب عليهما. وهو ما يعني أن إيران لا تملك سوى حسن نصرالله وجيشه تحارب بهما. فهل ستكتفي إسرائيل بما تقدمه إيران لها؟

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: سوریا والعراق حرب إقلیمیة حسن نصرالله تعرف أن

إقرأ أيضاً:

أسبوع مصيري| خلافات في إسرائيل بين القيادة السياسية والعسكرية.. ما القصة؟

قالت القناة 12 الإسرائيلية، نقلا عن مصادر مطلعة، إن إسرائيل تدخل أسبوعا مصيريا يتوقع أن تتخذ خلاله قرارات استراتيجية "ستغير وجه الحرب" في قطاع غزة، وسط تصاعد الخلافات بين المستويين السياسي والعسكري في البلاد.

ماليزيا تطالب بتحقيق دولي في مقــ.ــتل 1300 فلسطيني من طالبي المساعدات في غزةمظاهرات عالمية تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة.. وتطالب بوقف فوري لإطلاق النارالأونروا: آلية توزيع المساعدات تسببت في مقـ.تل 1400 جائع في غزةرئيس وزراء اسكتلندا: الإبادة الجماعية واضحة جدا في قطاع غزة

وأشارت القناة إلى وجود مخاوف جدية من صدام محتمل بين القيادة السياسية التي تسعى لتوسيع العمليات العسكرية في غزة، وبين المؤسسة العسكرية التي تتحفظ على هذه التحركات وتبدي عدم رضاها عن نية الحكومة توسيع المناورات في القطاع، بحسب ما أفادت به هيئة البث الإسرائيلية.

وفي السياق نفسه، نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، أن الحكومة لم تتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن تغيير المسار التفاوضي، رغم تعثر المحادثات مع حركة حماس.

وأوضح المسؤول أن الصفقة الجزئية التي تشمل وقفا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا لا تزال مطروحة على الطاولة، معتبرا أن إسرائيل "تقف عند مفترق طرق"، وأن "حماس تماطل ولا تنخرط بجدية في المفاوضات، لكن ذلك قد يتغير قريبا".

وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد الضغط الداخلي والدولي على حكومة الاحتلال الإسرائيلية للتوصل إلى حل ينهي الحرب المستمرة منذ أشهر، وسط تصعيد ميداني مستمر وتباين في الرؤى داخل دوائر صنع القرار في تل أبيب.
 

طباعة شارك إسرائيل الحرب في قطاع غزة قطاع غزة حركة حماس حكومة الاحتلال الإسرائيلية

مقالات مشابهة

  • أسبوع مصيري| خلافات في إسرائيل بين القيادة السياسية والعسكرية.. ما القصة؟
  • إغاثة غزة.. منظمات يهودية أميركية تضغط على إسرائيل
  • برلماني: مرور أول شحنة بالممر الإقليمي بميناء سفاجا يعزز التجارة بين مصر والسعودية والعراق
  • تحولات في العلاقات بين إسرائيل وهولندا بسبب الحرب على غزة
  • ضربة تقضي على النووي .. مخاوف من عودة الحرب بين إيران و إسرائيل
  • مقال بواشنطن بوست: حتى المدافعون عن إسرائيل بدؤوا أخيرا الاعتراف بالحقيقة
  • مستشار الأمن القومي الأميركي السابق يدعو إسرائيل لإنهاء الحرب على غزة
  • سلوفينيا ستحظر استيراد الأسلحة وتصديرها من إسرائيل وإليها على خلفية الحرب على غزة
  • وزير الإعلام: إسرائيل لا ترى بعين إيجابية وجود سوريا الجديدة بل تريدها ممزقة
  • ويتكوف يصل إسرائيل للقاء نتنياهو وزيارة غزة