الثمانيني أبو فؤاد نازح أنهكه الجوع والمرض، دفعته الحرب إلى نصب خيمته بجوار النفايات، لا يختلف حاله كثيرا عن حال 170 ألف مسن في قطاع غزة المحاصر، فتكت بهم الحرب ولم ترحم شيخوختهم. أما في مركز الوفاء لرعاية المسنين، لحظات عصيبة يمر بها المسنون، بعد مضاعفات صحية بسبب سوء التغذية الحاد الذي أدى إلى وفاة 5 منهم في الأشهر الأخيرة.

مراسل الجزيرة محمد قريقع يسلط الضوء على جانب من معاناة كبار السن في غزة.

3/8/2025-|آخر تحديث: 11:51 (توقيت مكة)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

تقرير أممي: 198 مليون عربي يعانون الجوع الحاد أو المتوسط

تشهد المنطقة العربية مستويات غير مسبوقة من نقص الغذاء حيث عانى 198 مليون إنسان من جوع حاد أو متوسط خلال العام الماضي، وهو ما عزاه مسؤول أممي إلى غياب العدالة الاجتماعية وهشاشة النظم الغذائية المحلية.

فقد أصدرت 6 منظمات أممية بيانا مشتركا قالت فيه إن الدول العربية تواجه مستويات من الفقر هي الأعلى منذ عقدين، وإن 77 مليونا و500 ألف شخص (يمثلون 16% من سكان المنطقة) عانوا من الجوع الحاد خلال العام الماضي.

وعزت هذه المنظمات تفاقم أزمة الجوع إلى الاضطرابات التي تشهدها المنطقة، بما فيها الحرب في قطاع غزة والنزاع المسلح في كل من اليمن والسودان.

لكن التقرير أشار أيضا إلى أن تباطؤ النمو الاقتصادي وتراجع قيمة العملات المحلية، وارتفاع أسعار الطعام والوقود وتفاقم أعباء الديون، كانت سببا رئيسيا في تفشي معدلات الجوع.

كما أشار إلى أن الدول العربية تواجه مشكلات في الحفاظ على الدعم وتراجع الحماية الاجتماعية وتعزيز إنتاج الغذاء محليا، وقال إن 198 مليونا عانوا نقصا حادا أو متوسطا في الغذاء، خلال عام 2025 بزيادة قدرها 65% عن مستويات 2015.

وحذر التقرير من أن الارتفاع الحاد في تكلفة الغذاء الصحي جعله بعيدا من متناول 186 مليون شخص يعادلون نحو 40% من سكان المنطقة العربية.

ووصف عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد للمنظمة الأممية للأغذية والزراعة (الفاو) بأنها "سابقة مقلقة" وقال إنها تتعارض مع خطط 2030 للتنمية المستدامة التي تستهدف القضاء على الجوع، مشيرا إلى أن المنطقة "تبتعد عاما بعد آخر عن الهدف".

وفي مقابلة مع الجزيرة، قال الواعر إن الجوع يقاس وفق مسارين: الأمن الغذائي المتعلق بوفرة الغذاء، والقدرة على شرائه. في حين سوء التغذية يقاس بالحصول على الغذاء الصحي.

وتقدر كلفة الحصول على غذاء صحي بـ4.3 دولارات للشخص الواحد يوميا، وهو رقم يفاقم عجز الناس على الحصول عليه لأنه يفوق متوسط دخل كثيرين، حسب الواعر.

إعلان غياب العدالة

وتلعب الصراعات دورا مهما في تفاقم أزمتي الجوع وسوء التغذية، لكن غياب المساواة داخل البلد الواحد تمثل عاملا رئيسيا أيضا -وفق الواعر- الذي قال إن سكان القرى والمدن النائية يعجزون عن شراء الغذاء الصحي بشكل عادل بسبب ارتفاع الأسعار أو عدم وصول سلاسل الإمداد.

ولم تعد العديد من دول المنطقة قادرة على توفير الحد الأدنى من الاكتفاء الغذائي الذاتي، وهو ما عزاه المسؤول الأممي إلى تغير المناخ والجفاف وندرة المياه وهشاشة النظم الغذائية بشكل حاد جدا.

ولتجاوز هذه الأزمة الخطيرة، يقول الواعر إن على الحكومات التركيز على منظومات الحماية الاجتماعية والتعامل مع التفاوت الطبقي بشكل أكثر إنصافا حتى يتمكن الناس على الحصول على الحد الأدنى من الغذاء الصحي.

وإلى جانب ذلك، فإن على هذه الحكومات زيادة الإنفاق على البحث العلمي لتعظيم الإنتاج المحلي من خلال الزراعات الذكية، وزيادة منظومات الدعم الحكومي.

ولا يزال ينظر للغذاء الصحي بالمنطقة العربية على أنه نوع من الرفاهية وهو ما يصفه الواعر بالخاطئ، لأنه أوصل معدلات التقزم والهزال والسمنة والسكري وفقر الدم مستويات غير مسبوقة.

مقالات مشابهة

  • الدقران: العدو الاسرائيلي يمارس التجويع بحق سكان غزة
  • تقرير أممي: 198 مليون عربي يعانون الجوع الحاد أو المتوسط
  • 350 طفلًا فلسطينيا يواجهون ظروفًا قاسية في سجون العدو الإسرائيلي
  • في يومهم العالمي.. الجزيرة تعايش مأساة أطفال غزة
  • هل تؤدي التكنولوجيا إلى الخرف الرقمي لدى كبار السن؟
  • جهاد حرب: الحكومة الإسرائيلية تعيش على الحرب وتواصل الاغتيالات والتدمير في لبنان
  • دراسة: الاستماع إلى الموسيقى معظم الأيام قد يقلل مخاطر الخرف لدى كبار السن
  • لازاريني: سكان غزة يعانون من الأمراض والنزوح والمساعدات غير كافية
  • الأمم المتحدة: 96% من سكان غزة يعانون من الأمن الغذائي
  • قفزة لأرباح أنظمة إلبيت الإسرائيلية بسبب حرب غزة والمبيعات لأوروبا