قُتل ما لا يقل عن 15 مدنيًا، برصاص قوات “الدعم السريع” خلال محاولتهم مغادرة مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في حادثة دامية تعكس خطورة التحولات الميدانية في المدينة التي باتت مركزًا رئيسيًا للصراع المستمر في السودان.

ونقل موقع سودان تريبيون عن مصادر محلية أن الضحايا سقطوا أثناء استجابتهم لدعوات وجهها قادة بارزون في تحالف “تأسيس”، المدعوم من قوات الدعم السريع، طالبوا فيها السكان بإخلاء المدينة تحت ذريعة أنها “منطقة نزاع نشطة”.

وأفادت تقارير بأن القتلى كانوا ضمن مجموعة صغيرة من الشباب أُجبروا على المغادرة نتيجة الظروف المعيشية المتدهورة، إلا أنهم تعرضوا للغدر وتمت تصفيتهم بصورة “بشعة”، وفقاً لوصف الشهود.

وتشير التقارير إلى أن دعوات الإخلاء جاءت بعد دعوة علنية من الهادي إدريس، رئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، الذي طالب سكان الفاشر بمغادرة المدينة، كما أعرب عن رفضه إدخال المساعدات الإنسانية إلى داخلها، ما اعتبره مراقبون تمهيدًا لتغيير ديمغرافي قسري.

وبحسب المعلومات، حددت قوات الدعم السريع وحلفاؤها في “تحالف تأسيس” منطقة قرني الواقعة على البوابة الغربية للمدينة كنقطة تجميع للراغبين في المغادرة، تمهيدًا لنقلهم إلى مناطق مثل كورما وطويلة، الخاضعة لسيطرة حركة عبد الواحد نور والمجلس الانتقالي بقيادة إدريس.

في موازاة ذلك، أعلنت القوة المشتركة المتمركزة في الفاشر عن صدّها لهجوم جديد شنته قوات الدعم السريع على المدينة، مؤكدة استمرار حالة التأهب.

وكانت الفاشر قد تحولت خلال الأسابيع الأخيرة إلى جبهة استراتيجية حساسة في الحرب الدائرة، حيث تسعى قوات الدعم السريع إلى بسط سيطرة كاملة عليها، ما يعزز من نفوذها غرب السودان.

هذا وتعيش السودان على وقع نزاع مسلح دموي اندلع في 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وبينما تركزت المعارك في البداية حول العاصمة الخرطوم، سرعان ما امتدت إلى ولايات دارفور وكردفان، وأدت إلى انهيار شبه كامل في الخدمات الصحية والتعليمية، مع تصاعد حاد في أزمات الغذاء والنزوح، وتدهور الوضع الإنساني إلى مستويات خطيرة، زأسفر النزاع عن مقتل الآلاف ونزوح ملايين السكان داخليًا وخارجيًا، في واحدة من أسوأ الكوارث التي يشهدها الإقليم منذ عقود.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الجوع في السودان الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الحرب السودانية السودان قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع (الجنجويد)، «مليشيا إرهابية تتحرك كأعمدة موت»

من أحاجي الحرب ( ٢١٣٠٧ ):
○ كتب: د. Yousif Kamil Amin
لقد قمت بترجمة هذا الحوار إلى العربية، وهو لقاء أجرته قناة BFMTV في برنامج BFM Story مع الكاتب والفيلسوف الفرنسي برنار-هنري ليفي عقب عودته من السودان. وصف ليفي ما يجري بأنه «أشرس وأكثر الحروب نسيانًا في العالم اليوم»، مقدّمًا صورة لبلد ممزق بالانتهاكات والنزوح الجماعي، مشيرًا إلى وجود 12 مليون نازح من أصل 51 مليون نسمة، وهي أرقام قال إنها تكشف حجم المأساة التي تمر «تمامًا تحت رادار الإعلام العالمي».
???? ليفـي حسم الرواية التي يحاول البعض تبسيطها بجهل حينا وخبث أحيانا أخرى:
❌ هذه ليست حربًا بين جنرالين!
⚠️ ليست نزاعًا قبليًا أو عرقيًا كما يُروّج البعض.
✅ بل هي انقسام سياسي حقيقي بين مشروعين متناقضين لمستقبل البلاد.
???? وأوضح أن أحد هذين المشروعين يقوده حميدتي عبر مليشيا الدعم السريع (الجنجويد)، التي وصفها بأنها «مليشيا إرهابية تتحرك كأعمدة موت» لا تعرف سوى الحرق ، النهب ، القتل ، الاغتصاب
???? وأضاف: «جمعت شهادات نساء تطاردك ليلًا ونهارًا»،
????مشددًا على أن هذه الأفعال تمثل إرهابًا بالمعنى الكلاسيكي للكلمة، على طريقة داعش والقاعدة.
???????? كما ربط ليفي بشكل مباشر بين هذه الجرائم والدعم الخارجي، مؤكدًا أن الإمارات هي الداعم الرئيسي لهذه المليشيا، واصفًا وقوفها إلى جانبها بـ «❌ الخطأ السياسي والأخلاقي الفادح».
وفي هذا السياق، نقل ليفي رسالة واضحة من الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان إلى أبوظبي، حيث اعتبر أن الإماراتيين الذين وقفوا في محطات كثيرة في الجانب الصحيح من التاريخ، يرتكبون اليوم خطأً كبيرًا بدعمهم لهذه المليشيا، لكنه خطأ قابل للإصلاح إذا اختاروا التراجع عنه ووقف هذا المسار الذي يهدد السودان كله.
???? وأوضح ليفي أن البرهان يطالب بإنهاء ما وصفه بـ « حالة الخلط التي تساوي بين الجلاد والضحية في الخطاب الدولي»،
مشددًا على أنه لا يجوز خلق أي معادلة زائفة بين الطرفين. ✅ ليفـي أيّد هذا الموقف بشكل كامل وشرح أن الواقع واضح مهما كانت الظروف:
✔️ لدينا من جهة حكومة سودانية شرعية يقودها مجلس سيادة ورئيس وزراء مدني، مهما كانت لها من عيوب،
❌ وفي الجهة الأخرى مليشيا إرهابية ترتكب جرائم ضد المدنيين وضد الإنسانية.
وأكد أن الاستمرار في مساواة الطرفين هو خيانة للواقع ويمنح المليشيا غطاءً للاستمرار في جرائمها.
????️ ليفي وصف ما يجري بأنه ليس مجرد كارثة إنسانية، بل مشروع سياسي لتدمير السودان وتحويله إلى «دولة تهريب» تبيع نفسها لأعلى المزايدين على حساب حضارة السودان العريقة التي تضاهي حضارة الفراعنة.
وأوضح أن البرهان، الذي كان أحد الموقّعين على اتفاقات أبراهام، «يقدم الكثير» للمجتمع الدولي، معتبرًا أن وقف الدعم الخارجي، خصوصًا من الإمارات، يمكن أن يغيّر مسار الحرب ويمنح السودان فرصة للنجاة.
واختتم ليفي حديثه بينما تُعرض صور الخرطوم وطريق الأبيض والفاشر، قائلاً: «لا أحد يعرف، لا أحد يهتم. وهذه، بالنسبة لي، أكبر مظلمة في العالم».
————————-
برنار-هنري ليفي فيلسوف وكاتب وصانع أفلام فرنسي، وُلد في 5 نوفمبر 1948 في مدينة بني صاف بالجزائر، ويُعد من أبرز الوجوه الفكرية والسياسية في فرنسا منذ السبعينيات. برز كأحد أعضاء مجموعة “الفلاسفة الجدد” التي انتقدت الماركسية والأيديولوجيات الشمولية. عُرف بمشاركته في قضايا حقوق الإنسان ونشاطه في مناطق النزاعات مثل البوسنة وليبيا والسودان. يُعتبر ليفي من المؤيدين البارزين للكيان الصهيوني، حيث يرى في دعمها دفاعًا عن الديمقراطية ورفضًا لمعاداة السامية، لكنه في الوقت نفسه لا يتردد في انتقاد بعض سياساتها، خاصة ما يتعلق بالاحتلال ومعاملة الفلسطينيين، مؤكدًا أن بقاء الكيان يعتمد على التمسك بالقيم الأخلاقية والديمقراطية..
#من_أحاجي_الحرب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يتصدى لهجوم شنته الدعم السريع على مدينة الفاشر
  • الاعيسر.. ‏ازدواجية المعايير في المواقف تجاه الجرائم التي ترتكبها ميليشيات الدعم السريع والمرتزقة
  • السودان.. مقـ.ـتل 15 مدنيا برصاص قوات الدعم السريع في دارفور
  • الطاهر حجر يدعو سكان الفاشر من المدنيين والعسكريين لمغادرة المدينة
  • عاجل.. الجيش السوداني يُعلن إسقاط طائرة مسيرة تابعة لـ الدعم السريع في مدينة الفاشر
  • الفاشر تسير نحو المجاعة
  • الدعم السريع (الجنجويد)، «مليشيا إرهابية تتحرك كأعمدة موت»
  • شاهد بالفيديو.. كيكل: سنطارد “الدعم السريع” حتى “أم دافوق”
  • “الدعم السريع” تنشئ كلية حربية في إحدى مدن غرب السودان