إسرائيل تأمر بهدم مساكن 140 مقدسيا لغضبها من الشيخ عكرمة صبري
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
قالت "هآرتس" إن مجموعة من السكان في القدس الشرقية أبلغوا أن الجرافات ستهدم العمارة التي تؤويهم قريبا، مما يترك 140 شخصا مشردين بلا مأوى، بحجة أن المفتي العام السابق الشيخ عكرمة صبري كان يسكن هناك.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية -في تقرير بقلم جدعون ليفي وأليكس ليفاك- أن المبنى المقصود يقع على جبل الزيتون بالقدس الشرقية، وتسكنه أسر من الطبقة المتوسطة والعليا، وهم يدركون أن الإجراءات البيروقراطية المتبعة في بنائه كانت معيبة، ولكنهم يعيشون فيه منذ أكثر من 20 عاما، وكانوا متأكدين أنه سيشرع بأثر رجعي.
ويقول السكان إن الإجراءات اللازمة كانت جارية، معتقدين أن سبب اختياره للهدم أن الشيخ عكرمة (86 عاما) الذي شغل منصب مفتي القدس من عام 1994 إلى عام 2006، استأجر شقة في الطابق الأرضي منه قبل بضعة أشهر.
ويبدو -حسب الصحيفة- أن المنظمات اليهودية اليمينية المتطرفة عازمة على هدم المبنى بسبب المستأجر السابق للشقة رقم 1، باعتباره أهم شخصية مسلمة بالمدينة، والمشرف على الأماكن المقدسة الإسلامية هناك، وبالفعل تظاهر نشطاء اليمين هناك أكثر من مرة مؤخرا، وشتموا الشيخ وهددوا بهدم المبنى.
وفي الأسبوع الماضي، علق إشعار على باب كل شقة، تعلن فيه "الوحدة الوطنية لتطبيق قوانين التخطيط والبناء" عزمها على تنفيذ عملية هدم البناء وتطلب إخلاءه قبل يوم 26 يوليو/تموز، مذكرة بعدم مسؤولية الدولة عن الأضرار التي تلحق بالممتلكات إذا لم يخل المبنى كما هو محدد".
وبعد أن أذنت محكمة القدس المركزية بالهدم، استأنف أصحاب الشقق لدى المحكمة العليا، التي أصدرت أمرا بوقف الإجراءات ريثما تتلقى توضيحا من الدولة بشأن خطتها، وأمهل القاضي خالد كبوب الحكومة حتى 7 أغسطس/آب للرد، فكان رد فعل الجماعات اليمينية هو استهداف كبوب في وسائل الإعلام، مدعية أنها وجدت صلة بينه وبين المفتي السابق.
إعلانوذكرت الصحيفة الإسرائيلية بأن الوحدة الوطنية لتطبيق قوانين التخطيط والبناء كانت تابعة لوزارة الداخلية، ولكنها نقلت إلى المالية، قبل أن تنقل في يونيو/حزيران 2024 إلى وزارة الأمن برئاسة إيتمار بن غفير.
من المفارقات أن بن غفير نفسه، الذي يدعم البناء غير القانوني والفوضوي وغير المنظم في المستوطنات والبؤر الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية، هو المسؤول عن تطبيق قوانين التخطيط والبناء
ومن المفارقات أن بن غفير نفسه -الذي يدعم البناء غير القانوني والفوضوي وغير المنظم في المستوطنات والبؤر الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية- هو المسؤول عن "تطبيق قوانين التخطيط والبناء" مما يظهر أن المستهدف هم السكان الفلسطينيون الذين لا يستطيعون البناء بشكل قانوني، في ظل غياب الخطط الهيكلية وتصاريح البناء التي ترفض الدولة الإسرائيلية منحها.
وكان البناء المستهدف بالهدم قد اكتمل بناؤه عام 2003، وهو يضم 17 شقة، ويقول السكان إنهم اكتشفوا بعد انتقالهم إليه عدم وجود تصريح بناء، لكن المقاول أكد لهم أنه قيد الانتظار قبل أن ينتقل إلى مصر، وعندها شرعت المجموعة في حملة قانونية مطولة لتقنين المبنى.
ويقول السكان إن العملية كانت شبه منتهية، ولكن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول جعل حدا لها، وخاصة بعد أن ألقى الشيخ عكرمة في المسجد الأقصى خطبة لاذعة، وأعلن معسكر اليمين الحرب عليه.
وقالت الصحيفة إن موقف وحدة إنفاذ القانون سوف يعلن الأسبوع المقبل في المحكمة العليا، وفي انتظار ذلك يجلس ممثلو 140 شخصا في الشارع، قلقين للغاية بشأن مستقبلهم، لأن الشقق باهظة الثمن في القدس الشرقية، ولا أحد بينهم يستطيع شراء منزل آخر.
وتساءلت الصحيفة إلى أين سيذهب هؤلاء؟ ليقول يوسف أبو حمد (60 عاما) الذي يسكن في المبنى مع أبنائه وأحفاده "نطلب القليل من الشفقة. إنهم يحرضون علينا. لا نملك حتى القدرة على استئجار شقق. نطلب المساعدة في تقنين المبنى، كما نطلب من المجتمع الدولي أن يمد يده ويستخدم نفوذه لوقف الهدم. نحن بشر. نحن سكان إسرائيل، ونناشد كل من يستطيع المساعدة أن يتدخل".
ويقول عيسى شرباتي، وهو صحفي يسكن في المبنى مع والديه وزوجته وأطفالهما الأربعة، إنه -طوال سنوات تغطيته لعمليات هدم المنازل بالقدس الشرقية- لم يقرر هدم مبنى بهذا الحجم قط، مؤكدا أن السبب هو المفتي السابق. ويروي نضال جبران، وهو أب 5 أبناء وحفيدين، أن مفتشي البلدية زاروا المبنى وأبلغوا السكان بأنه من المقرر هدمه اليوم التالي لخطبة الشيخ عكرمة بالمسجد الأقصى.
وفي معرض شرحهم لقضيتهم، أشار السكان إلى أن عائلة نيروح -التي تسكن في الطابق الثاني- لديها 3 أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، متسائلين أين سيذهبون؟ وقال جبران إن "جميع شاغلي المبنى أبرياء من أي ذنب. الجميع يريدون العيش بسلام. ليس لدينا مكان نذهب إليه إذا هدم المبنى. لو لم يكن المفتي يعيش هنا، لما اقتربوا منا. هناك العديد من المباني غير القانونية، ويتم تقنينها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات القدس الشرقیة الشیخ عکرمة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يعتقل العشرات في الضفة ويخطر بهدم منازل بالقدس
شهدت مدن وبلدات عدة بالضفة الغربية المحتلة حملة اقتحامات واعتقالات واسعة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، تزامنت مع اعتداءات عنيفة للمستوطنين طالت عائلات فلسطينية وأراضي زراعية.
ففي الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، أفاد مراسل الجزيرة، أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة بيت أُمّر شمال المدينة، وداهمت عددا كبيرا من منازل المواطنين، وحوّلت بعضها إلى ثكنات عسكرية، ومنعت التجوال داخل شوارع البلدة.
وأسفرت تلك المداهمات عن اعتقال أكثر من 40 فلسطينيا من البلدة خلال ساعات الليل.
ووفق شهود عيان، تعرّض المعتقلون للضرب المبرح أثناء اقتحام الجيش بعد احتجازهم في ساحة ملعب رياضي وسط البلدة، حولته قوات الاحتلال إلى مركز تحقيق واستجواب ميداني.
كما أفاد مراسل الجزيرة، أن قوات الاحتلال اقتحمت منازل أقارب الشهيد عمران الأطرش في مدينة الخليل واعتقلت عددا منهم.
ويُعدّ الأطرش أحد منفذي عملية الدعس والطعن عند مفترق غوش عتصيون جنوبي الضفة، الثلاثاء الماضي، والتي أدت إلى مقتل مستوطن وإصابة 3، أحدهم حالته حرجة.
اعتداءات المستوطنينوفي الخليل أيضا، أصيب 3 فلسطينيين من أسرة واحدة مساء الأربعاء، في اعتداء نفّذه مستوطنون قرب المنطقة المعروفة بـ"ظهر الهوية" المحاذية للطريق الالتفافي رقم 60.
وقال المواطن فيصل القواسمي، إن مجموعة من المستعمرين هاجمت والده ووالدته وشقيقه، مما سبب لهم إصابات في الرأس وكدمات متعددة، ونُقل المصابون إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وفي محافظة جنين، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عددا من الشبان في بلدة قباطية، كما نفذت وحدة خاصة إسرائيلية عملية تسلل إلى أحد المنازل في البلدة واعتقلت شابا.
وفي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال ساحة المستشفى الوطني، كما اعتقلت شابا من بلدة بيت فوريك، إضافة إلى اعتقال آخر من قرية سالم أثناء مداهمة منزله.
إعلانكما شهدت بلدة بيت فوريك سلسلة مداهمات لمنازل المواطنين في الصباح.
وفي مدينة البيرة، اقتحمت قوات الاحتلال حيّ أم الشرايط، ما أدى إلى اشتعال مركبة وسط المدينة عقب سقوط قنبلة مضيئة أطلقها الجنود خلال عملية الاقتحام.
ونفذت قوات الاحتلال حملة مداهمات في عدة أحياء بمدينة قلقيلية، منها حي القرعان، واعتقلت شابا من حي النقار.
عقب عملية مزدوجة قرب غوش عتصيون.. الاحتلال يعتقل أكثر من 200 فلسطيني في بيت أمّر شمال الخليل جنوبي الضفة الغربية، المزيد مع مراسل الجزيرة منتصر نصار#مراسلو_الجزيرة pic.twitter.com/FOU5Qao3uE
— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 20, 2025
إخطارات بهدم منازل في القدسوفي القدس المحتلة، سلّمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء، إخطارات بهدم منازل لأربع عائلات في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة، بذريعة أنها "غير صالحة للسكن".
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية، أن العائلات فوجئت بالقرارات رغم إقامتها فيها منذ ما يقارب 6 عقود.
وأوضحت العائلات أن سلطات الاحتلال ترفض منذ سنوات منحها تراخيص لترميم المباني أو تحسين بنيتها، وتمنع أي أعمال صيانة ضرورية للحفاظ على سلامتها، ما أدى إلى تدهور حالتها واستغلال ذلك لاحقا ذريعة للهدم.
فوجئت 4 عائلات مقدسية؛ كستيرو، وصيداوي، وحشيمة، ومسودة، بورقة عند مدخل "الحوش" يُبلغهم الاحتلال فيها بقرار هدم منازلهم في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة في القدس، والتي تقع على بُعد أمتار من المسجد الأقصى.
????شبكة "القدس البوصلة" زارت منزل عائلة كستيرو الممنوع من الترميم..… pic.twitter.com/NPyaOuRVCf
— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) November 19, 2025
7 آلاف اعتداءووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، ارتكب المستوطنون 7154 اعتداء في الضفة الغربية خلال سنتي حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، ما تسبب في مقتل 33 فلسطينيا وتهجير 33 تجمعا سكانيا حتى الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتشير المعطيات إلى أن اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين مجتمعة أدّت إلى مقتل 1076 فلسطينيا وإصابة نحو 10 آلاف و760، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألفا و500 فلسطيني حتى يوم الثلاثاء.