أمور تعينك على فعل الخير.. علي جمعة يوضحها
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
كتب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف منشورا جديدا عبر صفحته الرسمية على فيس بوك قال فيه: إن القدماء الحكماء قالوا: "آخرُ الفكر أوَّلُ العمل".
وتابع: فينبغي عليك – أيها المؤمن – بعد أن تتفكر في آيات الله وفي كتابه، أن تستنبط منها أحكامه سبحانه وتعالى، التي ارتضاها مقياسًا ونبراسًا لخلقه.
وأضاف: وبعد أن تتدبر في شأن هذا الكون، ينبغي عليك أن تعمل؛ فلا يليق بك أن تقف عند مرحلة الفكر والتفكر والتدبر والاتعاظ القلبي دون أن تُترجم إلى حركةٍ في الجوارح، وعملٍ في الواقع.
وأشار إلى أن النبي ﷺ قال: "وأن أناسًا قد أغرّهم بالله الغرور" – أي الشيطان – "يقولون: نحن نحسن الظن بالله؛ ولو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل".
وقال الله سبحانه وتعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.
فالعملُ واجب، وقد جعله الله سبحانه وتعالى قرينًا للإيمان {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}.
وبين ان الله لم يجعل الإيمان وحده سببًا لسعادة الدارين؛ فقد يكون منجيًا لإنسانٍ من النار، لكن العمل هو الأساس الذي بُنيت عليه العبادة، وهو الذي قامت عليه عمارة الكون، وبالجدّ فيه تتحقّق النتائج.
وقال سيدُنا الفضيل بن عياض رضي الله تعالى عنه: "إن الله لا يتقبل العمل إلا بالإخلاص والصواب".
فينبغي لك – بعد التفكر والتدبر ومعرفة مراد ربك في كتابه وسنة نبيّه ﷺ – أن تبدأ العمل، على أن يكون هذا العمل مبنيًا على "الإخلاص".
والإخلاص يكون بتحرير النية لله؛ وقد قال النبي ﷺ: "إنما الأعمال بالنيات"،
أي: لا يصدر عنك عمل إلا إذا كان مؤسَّسًا على نيةٍ خالصةٍ لله رب العالمين، نيةٍ تجمعها في قلبك، وتتأملها وتتدبرها، ثم تُصمّم أن يكون عملك لله وحده.
فإذا نازعك الشيطان، أو نازعتك نفسك، فأبِ تلك المنازعة، وتمسّك بقول النبي ﷺ: "إنما الأعمال بالنيات"، ثم ابدأ العمل.
فأوّل العمل: أن تجمع الفكر، وآخر الفكر: أن تبدأ العمل.
أمور تعينك على عمل الخير
وأنت في طريق العمل – كل عمل خير – فهناك مُعينات، منها:
1. نصيبك من القرآن الكريم:
اجعل لك حصة يومية منه، قلّت أو كثرت، بحسب برنامجك وظروفك، ولا تهجر القرآن.
2. كثرة ذكر الله:
قال النبي ﷺ: "لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله".
فكن من هذا الصنف، فإن الذكر يُعين على الطريق، ويُدنيك من الحضرة الإلهية، ويطهّر القلب، ويمنع الرياء والنفاق، ويملأ القلب حياءً من الله سبحانه وتعالى.
فالذي يكثر من ذكر الله؛ يثبت في حضرة الله.
ومن ثبت في حضرته، هان عليه العمل.
ومن ثبت في حضرته، صدق في أقواله وأفعاله، وتأبى نفسه أن تتزيّا بزيّ المنافقين.
ومن ثبت في حضرته، وفّقه الله وهداه، ورأى فعل الله في كل شيء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التفكر فعل الخير الفكر العمل إحسان الظن بالله سبحانه وتعالى النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
كيف كان يقضي النبي يوم الجمعة؟.. الطريقة كما وردت في كتب السنة
الله اختار الجُمعة فَجعل يَومها عيداً، وَاختارَ لَيلتها فَجعلها مثلها ، وَإنّ من فَضلِها أنْ لا يسأل الله عزّ وَجلّ أحد يَوم الجُمعة حاجة إلّا استَجيب لَهُ.
كان النبي يقضي يومه، بافتتاحه بذكر الله والصلاة والدعاء والاجتهاد في العبادة، كما كان النبي الكريم يقضي يومه في خدمة أهله ونفسه، كما كان يقضي النبي يومه بقضاء وقت كبير في الدعوة والنصح والتوجيه والتشريع.
كما كان النبي يقضي يومه بتفقد أحوال الناس في معاشهم وتعاملاتهم وأسواقهم، كما كان النبي يجالس الناس ويسأل عنهم ويزور المريض منهم، وكان النبي يقضي يومه في إجابة الداعي ويمشي في حاجة الضعيف والمسكين.
كيف كان الصحابة يقضون يوم الجمعة؟كما كان الصحابة يقضون يوم الجمعة بالدعاء، فكان سعيد بن جبير بعد أن يصلي العصر ؛ حيث أنه كان لا يكلم أحدًا حتى تغرب الشمس ، وذلك لانشغاله بالدعاء.
كما كان الصحابة يقضون يوم الجمعة بالطاعة والانفراد للعبادة وذكر الله عز وجل، فكان حال " طاووس بن كيسان" إذا صلى الجمعة استقبل القبلة يدعو الله ويناجيه، ولا يكلم أحدا حتى المغرب.
كما كان الصحابة يقضون يوم الجمعة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً، لقول الشيخ الطوسي أن خير الأعمال في هذا اليوم هي الصلاة على الرسول صل الله عليه وسلم ألف مرة ويستحب أن يقول فيه: «اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين أو الآخريين».
كما كان يحرص الصحابة على الغسل، وقد روي أحد المواقف مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو قائم في خطبة يوم الجمعة ؛ حيث دخل رجل من المهاجرين الأولين من أصحاب النبي صلّ الله عليه وسلم ؛ فناداه عمر قائلًا ” أية ساعة هذه” ، قال “إني شغلت فلم أنقلب إلي أهلي حتى سمعت التأذين فلم أزد أن توضأت فقال والوضوء أيضا وقد علمت أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم كان يأمر بالغسل” ، ثم ذكر حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلّ الله عليه وسلم قال : “غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم.
فضل يوم الجمعةرُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: خيرُ يومٍ طلعت فيهِ الشَّمسُ يومُ الجمعةِ، فيهِ خُلِقَ آدمُ، وفيهِ أُهْبِطَ، وفيهِ تيبَ علَيهِ، وفيهِ قُبِضَ، وفيهِ تقومُ السَّاعةُ، ما علَى الأرضِ من دابَّةٍ إلَّا وَهيَ تصبحُ يومَ الجمعةِ مُصيخةً، حتَّى تطلعَ الشَّمسُ شفقًا منَ السَّاعةِ إلَّا ابنَ آدمَ، وفيهِ ساعةٌ لا يصادفُها مؤمنٌ وَهوَ في الصَّلاةِ يسألُ اللَّهَ فيها شيئًا إلَّا أعطاهُ إيَّاه فقالَ كعبٌ: ذلِكَ يومٌ في كلِّ سَنةٍ، فقلتُ: بل هيَ في كلِّ جُمُعةٍ،).
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال فيه "ساعة " لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها رواه البخاري
عن أبي لبابة بن عبد المنذر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إن يوم الجمعة سيّد الأيام وأعظمها عندا لله، وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، وفيه خمس خِلال: خلق اللهفيه آدم، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل اللهَ فيها العبدُ شيئا إلا أعطاه ما لم يسأل حراما، وفيه تقوم الساعة. ما منملَك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا بحر إلا وهُنّ يشفقن من يوم الجمعة“ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَدرونَ ما يومُ الجُمعةِ؟ قال: قُلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ، ثُمَّ قال: تَدرونَ ما يومُ الجُمعةِ؟، قُلتُ: اللهُ عزَّ وجلَّ ورسولُه أعلمُ، قال: قُلتُ في الثَّالثةِ أو الرَّابعةِ: هو اليومُ الذي جُمِعَ فيه أبوكَ أو أبوكم، قال: لكنِّي أُخبِرُكَ بخَبرِ يومِ الجُمعةِ: ما مِن مُسلمٍ يَتطهَّرُ، ثُمَّ يَمشي إلى المسجدِ، ثُمَّ يُنصِتُ حتى يَقضيَ الإمامُ صَلاتَه؛ إلَّا كانتْ كَفَّارةُ ما بيْنَه وبيْنَ يومِ الجُمعةِ التي قبلَها، ما اجتُنِبَتِ المَقتَلةُ).