عمر هلال ردا على الجزائر..الشعب القبائلي يستحق أن تتكفل الأمم المتحدة بضمان حقه في تقرير مستقبله
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
وجه السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة ، عمر هلال، رسالة جوابية إلى رئيس وأعضاء مجلس الأمن عقب التصريح الاستفزازي والمضلل والمغلوط للأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية حول قضية الصحراء المغربية خلال اجتماع للمجلس، مؤكدا أن مندوب الجزائر أطلق العنان ، كما العادة ، لكراهية بلده للمغرب وهوسه المرضي بالصحراء المغربية.
وسجل هلال في هذه الرسالة أنه خلال المناقشة التي تمت في مجلس الأمن أول أمس الاثنين برئاسة جوليوس مادا بيو رئيس جمهورية سيراليون ، والمخصصة لموضوع ” حفظ السلم والأمن الدوليين: رفع الظلم التاريخي وتعزيز التمثيلية الفعلية لإفريقيا في مجلس الأمن”، رأى الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية لوناس مقرمان أنه من المناسب أن يستفيض في تصريحه ليتناول قضية غير مدرجة بتاتا على جدول أعمال هذه الجلسة.
وأكد السفير أنه بالنظر إلى أن وحدهم أعضاء لجنة قادة الدول والحكومات العشرة بالاتحاد الإفريقي المعنية بإصلاح مجلس الأمن، وممثلو مجموعات المصالح في المفاوضات البيحكومية والمجموعات الإقليمية ، كانوا مدعوين للتدخل خلال هذا النقاش ، فإن المغرب يود تقديم عناصر الجواب التالية على تصريح المندوب الجزائري شكلا ومضمونا.
تصريح خارج السياق تماما
وأشار هلال إلى أنه عوض اقتراح إجراءات ملموسة، وبلورة استراتيجية ناجعة من شأنها رفع الظلم المتمثل في عدم تمثيل إفريقيا في مجلس الأمن، فإن ممثل الجزائر اختار طريق الأطروحات المضللة والمعطيات المغلوطة والتأكيدات الزائفة مضيفا أنه” من الواضح أن بلده مهووس ، بالأحرى، بكراهية المغرب ويعاني من هوس مرضي بالصحراء المغربية”.
وسجل أن الجزائر ، التي تبنت قمة قادة الدول الإفريقية ترشيحها لعضوية مجلس الأمن من أجل الدفاع عن المصالح المشروعة للقارة وفي مقدمتها التمثيلية الإفريقية في مجلس الأمن “فضلت، كالعادة، خدمة أجندتها الوطنية المعادية للمغرب على حساب قضية إفريقيا”.
وأشار هلال إلى أن الأمين العام للوزارة الجزائرية، أخل وبشكل شنيع، بالاحترام الواجب لفخامة رئيس سيراليون الذي طمح ، بصفته رئيسا للجنة العشرة التابعة للاتحاد الإفريقي ، إلى أن يجعل من قضية تمثيلية إفريقيا الحدث البارز والبصمة المميزة لرئاسة بلاده لمجلس الأمن” مضيفا ” لكن للأسف لم يكن في الحسبان هذا الانزلاق من قبل ممثل الجزائر الذي كان الوحيد الذي أثار قضية الصحراء المغربية خلال هذه الجلسة”.
الصحراء كانت مغربية منذ الأزل وستظل كذلك إلى الأبد
وفي معرض تناوله لقضية تصفية الاستعمار المزعومة كما قدمها مندوب الجزائر خلال المناقشة، شدد سفير المغرب على أن قضية الصحراء المغربية قضية وحدة ترابية ووحدة وطنية للمملكة المغربية، وليست بالقطع قضية مزعومة لتصفية استعمار مسجلا أنه، لا التاريخ، ولا القانون الدولي، ولا تقارير الأمين العام للأمم المتحدة، ولا الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، ولا قرارات مجلس الأمن بطبيعة الحال ، تشير للصحراء المغربية بالتوصيف المزعوم ” أرض مستعمرة” .
وذكر الدبلوماسي المغربي كذلك بأن تصفية الاستعمار في الصحراء المغربية حسمت وبشكل نهائي بفضل المسيرة الخضراء المظفرة التي ستحتفل المملكة بذكراها الخمسين السنة المقبلة مضيفا أنه تمت تزكية عودتها إلى الوطن الأم من قبل الامم المتحدة وذلك بموجب قرارها 3458/ب المؤرخ في عاشر دجنبر 1975 والذي سجل اتفاقية مدريد الموقعة في 14 نونبر 1975. وقد تم إيداع هذه الاتفاقية، يضيف الدبلوماسي المغربي، منذ 18 نونبر 1975 لدى الأمين العام للأمم المتحدة.
وحرص هلال على أن يوضح بأن الصحراء المغربية هي اليوم موضوع مسلسل سياسي يهدف إلى التوصل إلى حل سياسي وواقعي وبراغماتي ودائم ومقبول من الأطراف تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي وذلك حصريا في إطار الفصل السادس المتعلق بالتسوية السلمية للنزاعات.
الخطاب المزدوج السافر للجزائر بشأن تقرير المصير
وفي رده على مسألة تقرير المصير التي طرحتها الجزائر في حالة الصحراء المغربية “بهدف وحيد يتمثل في معاكسة استرجاعها من قبل المغرب “، أكد السفير أن الجزائر تلجأ إلى تفسير ماكر وانتقائي لهذا المبدأ، في محاولة يائسة لتضليل المجتمع الدولي.
وأشار الدبلوماسي المغربي ، في رسالته الجوابية، إلى أن مندوب الجزائر تحاشى عن قصد الإشارة إلى أن القرار 1514 ينص بوضوح على أن الحق في تقرير المصير لا ينبغي ان يمس بأي حال من الأحوال بالوحدة الترابية للدول الأعضاء، ولا أن ينطبق على جزء من دولة ذات سيادة عضو في الأمم المتحدة.
وسجل أن المندوب الجزائري “تجاهل القرار 1541 الذي يحدد الخيارات المختلفة لتطبيق القرار 1514 حول مبدأ تقرير المصير، ومنها الارتباط الحر أو الاندماج. وبعد ذلك اعتمدت الجمعية العامة القرار رقم 2625 لعام 1970 الذي أضاف خيار + أي وضع سياسي آخر يتم اختياره بحرية + “.
وأوضح السفير، أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي هي شكل عصري وملموس وديمقراطي لممارسة حق تقرير المصير، مشيرا إلى أنه لهذا السبب جدد مجلس الأمن التأكيد في قراراته العشرين المتتالية، منذ تقديم المبادرة سنة 2007، على سموها وجديتها ومصداقيتها.
وتابع عمر هلال “بل أكثر من ذلك، تتمتع هذه المبادرة بدعم دولي واسع ومتزايد باعتبارها الحل الوحيد والأوحد للتسوية النهائية لهذه القضية، ومنه الدعم الذي عبرت عنه فرنسا مؤخرا والذي يكتسي رمزية كبرى لكونها عضوا دائما في مجلس الأمن” مشيرا إلى أن الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية أعطى لنفسه الحق في المطالبة، خارج السياق، بحق تقرير المصير لساكنة الأقاليم الصحراوية للمملكة المغربية.
وسجل السفير في هذا الصدد أن المسؤول الجزائري “وعلى العكس من ذلك ينكر هذا الحق على شعب القبائل الذي يعيش تحت الاحتلال منذ قرون. فلتلتزم الجزائر إذن ، وبشكل كامل، بمنطقها في دعم مبدأ تقرير المصير لصالح كافة شعوب العالم، وتقبل بمنحه لشعب منطقة القبائل”. وأعرب عن أسفه لكون “القبائل منطقة مهملة، وسكانها الذين يفوق عددهم 7 ملايين نسمة يعيشون حالة من التهميش والفقر؛ وشبابها ونساؤها يتعرضون للاضطهاد وحقوقهم في التعبير والتجمع وتكوين الجمعيات وفي حرية التنقل والحفاظ على ثقافتهم وهويتهم القبائلية، تنتهك بشكل يومي” مضيفا أن ” الشعب القبائلي المقدام يستحق تماما أن تتكفل الأمم المتحدة بضمان حقه في تقرير مستقبله بحرية وممارسة حقه في تقرير المصير، تماما كما تطالب الجزائر بذلك لسكان آخرين عبر العالم”.
الصحراء المغربية نموذج حقيقي للتنمية الجهوية وأوضح السفير ، الذي رفض الادعاءات الزائفة للمندوب الجزائري بشأن مسألة الموارد الطبيعية في الصحراء المغربية، أن أي تقرير للأمين العام، ولا أي قرار لمجلس الأمن، لم يضف أي قدر من المصداقية على هذه الإدعاءات ، مشددا على أنه وعلى العكس من ذلك، فالمغرب هو الذي ضخ 8 ملايير دولار لتنمية أقاليمه ، لينتقل بتنميتها الاجتماعية والاقتصادية إلى مستوى أعلى من مستوى عدة ولايات في الجزائر. وتابع السفير في رسالته إلى مجلس الأمن “بالفعل، فإن المشاريع الكبرى المتعددة والأوراش الضخمة للبنية التحتية بالصحراء، بفضل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2015، غيرت من وجه المنطقة، التي أضحت وجهة جذابة للمستثمرين الأجانب ، ما مكنها من تسجيل أعلى مؤشرات التنمية في المملكة، وأن تكون قطبا إقليميا بين القارة الإفريقية وبقية دول العالم” .
ودعا الدبلوماسي المغربي، المسؤول الجزائري إلى الاطلاع على التقارير العديدة بمجلس الأمن، منذ 2016، بما فيها تقارير الأمين العام للأمم المتحدة لسنوات 2021 و2022 و2023 ، والتي تبرز مجهودات المغرب في مجال الاستثمارات الضخمة والمشاريع التنموية المهيكلة بأقاليمه الصحراوية. وأضاف أن هذه التقارير تثبت بالتالي أن الازدهار المعتبر الذي تعرفه الصحراء المغربية، على كافة الأصعدة ، لم يتأثر بتاتا بالموقف العدائي للجزائر منذ نصف قرن، كما أنه لم يظل رهينة لانتظار التسوية السياسية لهذا النزاع الإقليمي.
وتابع ” وهذا ليس هو الحال في الجزائر، التي، بدلا من تخصيص ملايير الدولارات من عائدات النفط والغاز لتنمية بلدها، تستخدمها في تمويل وتسليح صنيعتها + البوليساريو + ، فضلا عن جماعات إرهابية وانفصالية أخرى تنشط في المناطق المجاورة لها وتقوض بشكل خطير استقرار البلدان المجاورة “.
ت طبيق قرارات مجلس الأمن
وعند تطرقه للموقف ” المتناقض بجلاء ” الذي تتبناه الجزائر في موضوع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الصحراء المغربية، سجل السفير أن هذا البلد يرفضها بشكل رسمي في جانب ويطالب بإلحاح بتطبيقها في جانب آخر .
وشدد السيد هلال على أن المندوب الجزائري يتناسى أن بلاده تتحمل كامل المسؤولية عن حالة الانسداد الحالية التي وصل إليها المسلسل السياسي ، حيث مازالت ترفض العودة إلى الموائد المستديرة بالرغم من الدعوات المتكررة لمجلس الأمن والذي يعتبر الجزائر طرفا رئيسيا في هذا النزاع الإقليمي مسجلا أن الجزائر برفضها أخذ مكانها مجددا في الموائد المستديرة تقوض وبشكل خطير المسلسل السياسي الذي أطلقه مجلس الأمن وهي اليوم أحد أعضائه ، وتضع نفسها في مواجهة الشرعية الدولية التي تمثلها قرارات هذا المجلس والتي دعا مندوبها بقوة إلى تطبيقها .
وخلص السيد هلال في ختام رسالته الجوابية إلى أن المملكة المغربية تأمل بقوة في أن تركز الجزائر أكثر خلال الفترة المتبقية من عضويتها في مجلس الأمن ، على مصالح القارة التي تمثلها وليس على الترويج المحموم لأجندتها الوطنية ضد جارها المغرب.
وسيتم نشر الرسالة الموجهة من قبل السفير هلال إلى رئيس وأعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة باعتبارها وثيقة رسمية لهذه الهيئة الأممية.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: الأمین العام للأمم المتحدة الصحراء المغربیة الأمم المتحدة فی مجلس الأمن تقریر المصیر فی تقریر إلى أن من قبل
إقرأ أيضاً:
هل يستحق الرئيس ترامب جائزة السلام؟.. منظمات حقوقية تجيب
لم يمضي نحو شهر منذ أن استحدث الاتحاد الدولي لكرة القدم، جائزة جديدة تحمل اسم "جائزة الفيفا للسلام"، قال إنها تهدف إلى تكريم شخصيات أسهمت في تعزيز التقارب بين الشعوب من خلال الرياضة، ليتبين أول من نال شرفها هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم أن رئيس الاتحاد الدولي جياني إنفانتينو، امتنع حينها الكشف عن أول المتلقين، قائلا: "ستعرفون ذلك في الـ5 من كانون الأول/ديسمبر"، خلال حديثه في منتدى الأعمال الأمريكي في ميامي بعد إلقاء ترامب كلمته في الحدث ذاته.
Trump teased as possible first FIFA Peace Prize winner https://t.co/hz6veFFRzk — Axios (@axios) November 6, 2025
ويأتي منح "فيفا" هذه الجائزة بعد فترة وجيزة من عدم فوز الرئيس ترامب بجائزة نوبل للسلام في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، رغم محاولاته المتكررة للتأكيد على أحقّيته بها نظير ما وصفه بجهوده في إنهاء 8 حروب حول العالم، ومع خروج اسمه من سباق نوبل، يبدوا أن جائزة الـ"فيفا" شكّلت خياراً بديلًا للرئيس الأمريكي الذي لطالما شعر بخيبة الأمل من لجنة نوبل النرويجية. حيث قام جياني إنفانتينو بتسليمها له شخصيًا خلال الحفل الذي احتضنه مركز كينيدي للفنون المسرحية.
In one of the most pathetic and humiliating moments in history, Trump just received the new inaugural FIFA Peace Prize.
They literally invented a “peace prize” to keep him happy after he didn’t receive the actual Nobel Peace Prize. Beyond parodypic.twitter.com/I1ahYRCz85 — Republicans against Trump (@RpsAgainstTrump) December 5, 2025
ترامب يظفر بالنسخة الأولى من جائزة "فيفا" للسلام
رغم أن الأمر على بما يبدوا تم وفق تنسيق مسبق، مع ذلك، أصر ترامب على أنه لم يكن لديه أي علم بأنه سيفوز بجائزة التنصيب عندما سار على السجادة الحمراء قبل إجراء القرعة بحسب صحيفة نيويورك بوست، وقال ترامب للصحفيين وهو يلتقط صورًا للكاميرات: "لا أعلم إن كنتُ قد حصلتُ على الجائزة. لم أُعرَ اهتمامًا رسميًا، سمعتُ عن جائزة سلام، وأنا هنا لأُمَثِّل بلادنا بطريقة مختلفة".
وفي كلمة أمام الحضور، عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن امتنانه للجائزة، قائلًا: "إنه حقًا واحد من أعظم التكريمات في حياتي. لقد أنقذنا ملايين الأرواح، والكونغو مثال على ذلك. تمكنا من إنهاء العديد من الحروب، بعضها حتى قبل أن يبدأ. إنه لشرف كبير أن أكون مع جياني، الذي عرفته منذ وقت طويل.. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً، والولايات المتحدة اليوم أكثر دولة ازدهارًا في العالم".
After being snubbed by the Nobel Committee for the last decade, Trump just received the FIFA Peace Prize in front of an audience of a billion people.
Checkmate. ???? pic.twitter.com/73OiC2HOdc — johnny maga (@_johnnymaga) December 5, 2025
طلب الاحتفاظ بكأس العالم
صحيفة الـ"تايمز"البريطانية، أستبقت الأحداث، وأفادت قبل أيام، بأن ترامب سيمنح الجائزة الجديدة مقابل نحو 22 مليون دولار، ولفت تقرير الصحيفة رصد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات بين إنفانتينو وترامب، كما ظهر ترامب في آب/أغسطس الماضي ممازحًا رئيس الاتحاد الدولي إنفانتينو داخل البيت الأبيض، وسأله عن الاحتفاظ بنسخة من كأس العالم للأبد، وقال إنفانتينو مخاطبًا ترامب وأمامه مجسم لكأس العالم: "الفائزون فقط يحق لهم لمسه، وبما أنك فائز فمن الطبيعي أن تمسكه". ليرد ترامب مازحًا: "هل أستطيع الاحتفاظ به؟".
???? LMAO! The FIFA President told President Trump "the trophy is only for winners," so Trump GRABBED the FIFA World Cup trophy and held on to it
POTUS: "Can I keep it?! We're NOT giving it back! It'll fit very well on the wall over there" ????
Trump's having the time of his life… pic.twitter.com/mk28NY2uhO — Nick Sortor (@nicksortor) August 22, 2025
سجل إدارته المروع في مجال حقوق الإنسان
منظمة هيومن رايتس ووتش، كان لها رأي آخر، حيث قالت إن سجل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المروع في مجال حقوق الإنسان لا يعكس بالتأكيد "أعمالًا استثنائية من أجل السلام والوحدة"، متسائلة "منح مكافآةً على ماذا؟ رغم السجل الحقوقي المروّع، مشددة على أنه كان يفترض بـ"الفيفا" التي منحت الرئيس الأمريكي ما سمّته "جائزة الفيفا للسلام"بذل كل جهدها لضمان أن تكون "كأس العالم 2026" خالية من انتهاكات حقوق الإنسان".
مكافآةً على ماذا؟
رغم السجل الحقوقي المروّع لإدارة ترامب، "الفيفا" تمنح الرئيس الأمريكي ما سمّته "جائزة الفيفا للسلام".
بدل منح "جوائز" مُصطنعة، على الفيفا بذل كل جهدها لضمان أن تكون "كأس العالم 2026" خالية من انتهاكات حقوق الإنسان. pic.twitter.com/0ecnGVwZkG — هيومن رايتس ووتش (@hrw_ar) December 6, 2025
وقالت مديرة المبادرات العالمية في هيومن رايتس ووتش مينكي ووردن في مؤتمر صحافي، أنه "لا توجد إجراءات شفافة، ولا مرشحون ولا لجنة تحكيم"، وأضافت ووردن وهي المشرفة على الرياضة في هيومن رايتس ووتش: "تُمنح جائزة الفيفا للسلام المزعومة في ظلّ اعتقالات عنيفة للمهاجرين، ونشر الحرس الوطني في المدن الأمريكية، والإلغاء المُذلّ لحملات الفيفا المناهضة للعنصرية والتمييز". وأضافت: "لا يزال هناك وقتٌ للوفاء بوعود الفيفا بكأس عالم خالية من انتهاكات حقوق الإنسان، لكنّ الوقت يمرّ بسرعة".
سلام مع عسكرة مدن أمريكا وملاحقة المهاجرين!
وفي أصدر تحالف الرياضة والحقوق، وكرامة 2026، والاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، والاتحاد الأمريكي للعمل والمنظمات الصناعية، ومنظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، ومجلس المشجعين المستقلين، والرابطة الوطنية للنهوض بالملونين، وحليف الرياضيين، ومراسلون بلا حدود، اجتمعوا وأصدروا بيانًا مشتركًا للضغط على الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لتنظيم كأس، وقالوا فيه: إن بطولة كأس العالم 2026، التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك بشكل مشترك، من المفترض أنها تمثل فرصة لتطبيق نموذج جديد لأحداث الفيفا - نموذج يدعم حماية قوية للعمال، ويصون حقوق الأطفال، ويدعم حرية وسائل الإعلام، ويضمن استفادة العمال والمجتمعات من استضافة هذا الحدث الرياضي الضخم.
البطولة في الاتجاه الخاطئ
التحالف، أكد أن تدهور وضع حقوق الإنسان في الولايات المتحدة يُعرّض هذه الالتزامات للخطر"، وفق ما أكدته أندريا فلورنس، المديرة التنفيذية لتحالف الرياضة والحقوق، التي قالت، إن: "العمال والرياضيون والمشجعون والمجتمعات المحلية هم من يجعلون كأس العالم ممكنًا"، مشيرة إلا أنه مع تبقي 200 يوم على انطلاق البطولة، فإن الهجمات المتصاعدة على المهاجرين في الولايات المتحدة، وإلغاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لرسائل مناهضة التمييز، والتهديدات لحرية الصحافة وحقوق المتظاهرين السلميين، تشير إلى أن البطولة تتجه في الاتجاه الخاطئ.
جائزة سلام بيد.. وتلويح بالحرب بيد أخرى!
لم يرد الرئيس دونالد ترامب – قبل حصوله على جائزة الفيفا للسلام خلال قرعة كأس العالم 2026، على سؤال حول ما إذا كان حصوله على الجائزة سيتعارض مع تعهده بشن هجوم "بري" قريبا ضد فنزويلا، بحسب تقرير لشبكة "سي أن أن".
وقال ترامب لمراسلة الشبكة، كايتلان كولينز، قبل إجراء القرعة: "لم يتم إخطاري رسميًا، لقد سمعت عن جائزة السلام، وأنا هنا لأمثل بلادنا بمعنى مختلف، لكن يمكنني أن أقول لكم إنني أنهيت 8 حروب، وهناك حرب تاسعة قادمة، وهو أمر لم يفعله أحد من قبل"، وأضاف: "لكنني أريد حقا إنقاذ الأرواح. لست بحاجة إلى جوائز. أنا بحاجة إلى إنقاذ الأرواح. ونحن ننقذ الكثير من الأرواح".
وتأتي تعليقات الرئيس ترامب في الوقت الذي كثفت فيه الإدارة الأمريكية ضرباتها على قوارب المخدرات المزعومة. وتواجه الإدارة تدقيقًا من الكونغرس، بما في ذلك بعض المشرعين الجمهوريين، في أعقاب الكشف عن ما يُسمى بـ"الضربة المزدوجة" التي أسفرت عن مقتل ناجين بعد ضربة أولى على سفينة مخدرات مزعومة، لكن الرئيس لم يبد أي إشارة تذكر على أن هذه الانتقادات من المرجح أن تمنع المزيد من التصعيد في المنطقة، وأشارا مرارا إلى رغبته في القيام بضربات برية، وقال للصحفيين في البيت الأبيض، الأربعاء: "أعتقد أنكم ستجدون استجابة كبيرة لما يقومون به تحديدًا، وهو تدمير تلك القوارب"، وأضاف: "سنبدأ قريبًا جدا في القيام بذلك على الأرض أيضا، لأننا نعرف كل طريق، ونعرف كل منزل، ونعرف أين يصنع هذا الهراء، ونعرف أين يقومون بتجميعه كله".
استراتيجية ترامب.. هيمنة على غرب الأرض
من المفارقات أيضا، والتي عدت محاولة لفرض الهيمنة، تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي قال فيها إن "الولايات المتحدة ستعيد تأكيد هيمنتها في نصف الكرة الغربي، وستبني قوة عسكرية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وربما تعيد تقييم علاقتها مع أوروبا، وذلك في وثيقة استراتيجية شاملة تسعى إلى إعادة صياغة دور الولايات المتحدة في العالم.
ووصفت استراتيجية الأمن القومي، التي نُشرت رؤية ترامب بأنها رؤية "واقعية مرنة"، وقالت إن على واشنطن إحياء عقيدة مونرو التي تعود إلى القرن التاسع عشر، والتي أعلنت أن نصف الكرة الغربي هو منطقة نفوذ واشنطن، ونبهت الوثيقة كذلك إلى أن أوروبا تواجه "محوا حضاريا" ويجب أن تغير مسارها، وتعد الوثيقة أحدث وأوضح تعبير عن رغبة ترامب في زعزعة نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية الذي قادته الولايات المتحدة والمبني على شبكة من التحالفات والمجموعات متعددة الأطراف، وإعادة تعريفه من خلال منظور "أميركا أولا"، حيث تقول الوثيقة المكونة من 29 صفحة إن سياسة ترامب مدفوعة "قبل كل شيء بما يصلح لأميركا".
وقالت الوثيقة، التي تصدرها كل إدارة أميركية جديدة وتوجّه عمل عدد من الوكالات الحكومية، إن ترامب "سيستعيد التفوق الأميركي" في نصف الكرة الغربي ويضع المنطقة على رأس أولويات السياسة الخارجية للإدارة، وجاء في الوثيقة أن النتيجة المترتبة على "مبدأ مونرو" هي استعادة القوة والأولويات الأميركية، بما يتوافق مع مصالح الولايات المتحدة الأمنية، مما يشير إلى أن الحشد العسكري الأميركي الكبير في المنطقة ليس مؤقتا.