فوائد تناول الأيس كريم من حليب الخيل
تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT
توقعت منظمة الصحة العالمية أن يعاني نصف سكان العالم من الحساسية بحلول عام 2025.
لأجيال عديدة، تم الترويج في آسيا الوسطى على الفوائد الصحية المفترضة لحليب الخيل. ومؤخرًا، يرى باحثون في بولندا أنه يجب استخدامه في صناعة الآيس كريم، بدعوى أنه يتمتع بمذاق لذيذ إلى جانب كونه مفيدًا لصحة الأمعاء، وفقًا لما نشرته "ديلي ميل" البريطانية.
حليب الخيل المخمر
من خلال تطوير أربعة أنواع منفصلة من الآيس كريم، اكتشف باحثون بولنديون أن تلك التي تحتوي على حليب الخيل المخمر تشتمل على علاجات بروبيوتيك جيدة، حيث تساعد في منع البكتيريا الضارة من التمسك بالأمعاء.
عند هضمها، يكون لهذه البروتينات تأثيرات مضادة للميكروبات وللالتهابات.
في الدراسة، طور العلماء من جامعة ويست بوميرانيا للتكنولوجيا في شتشيتسين ببولندا أربعة أنواع من الآيس كريم باستخدام حليب الخيل، حيث يحتوي الأول على بكتيريا الزبادي، والثاني بكتيريا الزبادي والإينولين البروبيوتيك، فيما يشتمل النوع الثالث على بكتيريا لاكتيكاسيباسيلوس رامنوسوس والرابع بكتيريا لاكتيبلانتيباسيلوس.
بسترة و60 عينة
تم بسترة حليب الخيل أولاً عند 65 درجة مئوية لمدة نصف ساعة - وهي درجة حرارة مماثلة لحليب البقر - قبل تحضير 60 عينة من الآيس كريم.
معدل الذوبان ولون كريمي
وتم اختبار المنتجات بعد يوم واحد، حيث أكتشف الباحثون أن "جميع العينات لم تختلف بشكل كبير في قيمة التجاوز ومعدل الذوبان". كما لم تختلف مستويات البروتين والدهون بين الآيس كريم المختبر.
وعلى نحو مماثل، قال الباحثون إن اللون "الأبيض الكريمي" لجميع العينات كان "طبيعيًا وجذابًا". وعند تقييم الملمس ثبت أنه "ناعم وكريمي جدًا وخشن قليلاً"، مع "طعم لطيف وكريمي".
ركيزة للبكتيريا الحيوية
وفي مقال كتبه الباحثون، ونشرته دورية PLoS ONE، قالوا: إن عينة واحدة فقط، تحديدًا تلك التي تحتوي على الإينولين والبكتيريا
اكتوباكيللوس بلانتاروم، كانت ذات نكهة حمضية أكثر بشكل واضح من العينات الأخرى".
وأضاف الباحثون أن "حليب الخيل هو بيئة جيدة للبروبيوتيك"، مشيرين إلى أنه ربما "يكون مرتبطًا بمحتوى اللاكتوز العالي، وهو ركيزة للبكتيريا الحيوية".
وبينما أقروا بأن "الأدبيات حول آيس كريم حليب الخيل محدودة للغاية"، أضافوا: "يمكن اعتبار حليب الخيل مادة خام مناسبة لإنتاج آيس كريم الزبادي والآيس كريم التآزري".
علاج لعدة أمراض
ولطالما رجح بحث منفصل عن حليب الخيل أنه يمكن استخدامه لعلاج مرض السل وقرحة المعدة وحتى التهاب الكبد المزمن.
في المملكة المتحدة، أدار عدد متزايد من الناس ظهورهم لحليب البقر، واختاروا بدلاً من ذلك بدائل نباتية.
في السنوات الأخيرة، زادت الأمراض المرتبطة بالحساسية لدى الأطفال، حيث توقعت منظمة الصحة العالمية أن يعاني نصف سكان العالم من الحساسية بحلول عام 2025. وكانت الأبحاث قد كشفت عن أن الأطفال الذين يعانون من رد فعل شديد تجاه حليب البقر قادرون على تناول حليب الخيل كبديل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: آسيا سكان العالم منظمة الصحة العالمية الأمعاء البكتيريا ميكروبات البروتينات الزبادي الآیس کریم
إقرأ أيضاً:
هل نجح الباحثون الأردنيون في توثيق هوية القدس وحمايتها معرفيا؟
عمّان- شكلت مدينة القدس محورا مركزيا في الوجدان العربي والإسلامي، كما حظيت المدينة المقدسة بمكانة خاصة في الفكر والاهتمام الأكاديمي الأردني، لما تمثله من رمزية دينية وتاريخية وحضارية قل نظيرها، الأمر الذي دفع الباحثين في الأردن للاهتمام بصورة كبيرة بدراسة مدينة القدس عبر تأليف الكتب المتخصصة من مختلف الجوانب التاريخية، والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والقانونية، والثقافية، والفنية، والدينية، والأدبية، والعمرانية.
واستحوذ تاريخ مدينة القدس على اهتمام الباحثين والمؤلفين والمؤرخين والسياسيين والمثقفين والفنانين ورجال الدين منذ أقدم الأزمنة باعتبار أنَّ الصراع على المدينة قديم متجدِّد، في حين يراهن الاحتلال عبر سعيه المستمر لتغيير روح المدينة وهويتها التاريخية من خلال طمس المعالم وتبديل الحقائق وخلق واقع ثقافي وسياسي جديد يستهدف أصالتها والعبث بواقعها الديني والحضاري والتاريخي.
على مدار العقود الماضية، تجلّى الاهتمام الأكاديمي الأردني في السعي نحو توثيق مدينة القدس، ودراستها بمختلف أبعادها، وشكلت الجامعات الأردنية حاضنة لهذا الجهد العلمي، عبر ما أُنجز من رسائل ماجستير ودكتوراه، إضافة إلى مئات المؤلفات الفردية والجماعية التي حاولت تأصيل المعرفة المقدسية من زاوية علمية وطنية ملتزمة.
ورغم حالة الزخم الأكاديمي والعلمي المتعلق بمدينة القدس، فإن الإنتاج المعرفي -حسب أكاديميين أردنيين- واجه عديدا من التحديات التي هددت فاعليته واستدامته، وهي على النحو التالي:
صعوبة دخول مدينة القدس المحتلة نتيجة الإجراءات الإسرائيلية المشددة، مما يعوق إجراء الدراسات الميدانية. محدودية الوصول إلى الوثائق الأرشيفية الخاصة كالأرشيف العثماني أو سجلات الأوقاف التي تحتاج إلى تراخيص خاصة. شُح الموارد الرقمية إذ لا تزال عديد من الوثائق والمراجع المهمة غير متاحة إلكترونيا. ضعف الدعم المؤسسي وقلة تمويل الدراسات البحثية المتخصصة عن مدينة القدس. إعلانوقد صدرت عشرات الكتب عن القدس على يد باحثين وأكاديميين أردنيين، تناولت المدينة من زوايا مختلفة، من بينها:
القدس في القانون الدولي. تاريخ القدس السياسي والحضاري. القدس في الأدب العربي الحديث في فلسطين والأردن. الهوية الثقافية والمعمارية للقدس. السياسات الإسرائيلية في القدس وتهويد المدينة.وفي ظل اشتداد معركة الروايات حول مدينة القدس، يؤكد نائب رئيس رابطة الكتّاب الأردنيين، وأستاذ التاريخ والحضارة بجامعة اليرموك الدكتور رياض ياسين، أن تناول مدينة القدس أكاديميًا ليس لمجرد أنها قضية بحثية أو معرفية، بل لأنها تمثل "صراعا وجوديا وهويّاتيا يمسّ عمق الوعي العربي والإسلامي في مواجهة الأدلجة الصهيونية".
ويقول الدكتور ياسين -الذي ألّف عديدا من الكتب المتخصصة عن مدينة القدس في حديثه للجزيرة نت- إن "الموضوع ليس سهلا، فنحن العرب مسكونون بالقدس، لا على المستوى السياسي أو الجغرافي فقط، بل في عمقنا الديني والروحي والثقافي، فالقدس تختلف عن أي مدينة أخرى، لأنها محمّلة بكل هذه المعاني في وجداننا".
ويرى الدكتور ياسين الذي ألف كتاب "التكوين السياسي والتاريخي لمدينة القدس" أن معضلة الرواية العربية والإسلامية حول القدس تكمن في انتشار الرواية الإسرائيلية كـ"النار في الهشيم"، خاصة في الموسوعات الرقمية الضخمة والمواقع الغربية ذات التأثير، التي تُعرِّف القدس باعتبارها "عاصمة لإسرائيل" ضمن منظومات معرفية تستند إلى مواقف سياسية منحازة من الدول الكبرى، تعيد إنتاج السردية الإسرائيلية في الوعي العالمي.
وتابع الأكاديمي الأردني: "إذا كنت أمثّل الحق العربي والإسلامي، فأنا بالضرورة أقف على الطرف الآخر من هذه السردية، وأسعى لتثبيت الرواية الأصلية بأن هذه مدينة عربية وإسلامية في تكوينها التاريخي والثقافي والسياسي".
ويشير الدكتور ياسين إلى أن ما يجري على الأرض من محاولة محو للهوية العربية في القدس يُقابَل بصراع حقيقي ومركّب، يتداخل فيه البعد السياسي، بالمشهد الإعلامي.
عرض لدراسة صدرت عن اللجنة الملكية لشؤون #القدس الأردنية تؤكد أهمية الوثائق التاريخية في حفظ الموروث الثقافي والاجتماعي لمدينة القدس في مواجهة محاولات الاحتلال طمس الإرث الحضاري للمدينة. https://t.co/11f8KFDEZS
— الجزيرة نت | ثقافة (@AJA_culture) July 20, 2025
توثيق الروايةوتحدث الدكتور ياسين عن جهود المؤسسات الأردنية التي تسعى لتوثيق الرواية الأصلية للمدينة، وعلى رأسها اللجنة الملكية لشؤون القدس، التي تقوم برصد الصحافة والمتابعات اليومية لكل ما يجري داخل مدينة القدس، إضافة إلى الدور الفاعل لمؤسسة القدس الدولية في بيروت، التي تعمل بشكل احترافي في توثيق الروايات والملفات التي تُغفلها المؤسسات الدولية.
في هذا السياق، يلفت الدكتور ياسين إلى دراسته المنشورة في مجلة "أفكار"، التي تناول فيها الإنتاج المعرفي عن القدس في مجالات السياسة، والأدب، والتاريخ، والقانون، والتراث الثقافي، مشيرا إلى أن الكتب التي تناولت القدس كثيرة، لكنها تواجه تحديات تتعلق بالنشر والترويج والانتشار.
إعلانوبيّن الدكتور ياسين أن الصراع على القدس ليس قانونيا فقط، بل أيديولوجيا بامتياز، فالرؤية الإسرائيلية تقوم على "أسرلة" المدينة، بينما الرواية العربية تتعامل مع القدس كجزء لا يتجزأ من الهوية الحضارية الإسلامية، مؤكدا أن "الباحث العربي والمسلم مدعوّ لأن يكون حاضرا، لا فقط بموقفه، بل بأدواته المعرفية والبحثية، كي لا تنفرد الرواية الإسرائيلية بإعادة تشكيل الوعي العالمي".
من جانبه، أكد الباحث والأكاديمي الأردني الدكتور عبد الله الخباص أن الأردن يُعد من أكثر الدول العربية اهتماما بمدينة القدس على المستويين الأكاديمي والثقافي.
ويشير الدكتور الخباص -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن الجامعات الأردنية تبدي انفتاحا وتيسيرا كبيرين في ما يتعلق ببحوث الدراسات العليا المرتبطة بالقدس، إذ يشجع أعضاءُ هيئة التدريس الطلبة في مرحلتي الماجستير والدكتوراه على تناول المواضيع التي تتعلق بتاريخ مدينة القدس وحضارتها، بالإضافة إلى حضورها في الأدب العربي الحديث، خاصة في الشعر، والقصة، والرواية، والمسرح.
ويقول الدكتور الخباص إن "الإجراءات في الأردن ميسّرة إلى حد كبير، ولم أواجه شخصيا أي صعوبات إدارية أو أكاديمية، باستثناء الوصول إلى بعض المصادر والدراسات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة".
ويضيف مستدركا: "مع ذلك، تمكنت من الحصول على عدد من المجموعات القصصية والدواوين الشعرية عبر المراسلات، رغم أن كثيرا من المنشورات في داخل الأراضي الفلسطينية لا تزال غير متاحة بسهولة".
ويستشهد الدكتور الخباص بتجربته الشخصية، مشيرا إلى أن كتابه، الذي نُشر عام 1996، تم اعتماده ضمن "مكتبة الأسرة" التابعة لوزارة الثقافة الأردنية، في خطوة تعكس الدعم المؤسسي الرسمي لنشر الإنتاج المعرفي المتعلق بالقدس.
ويضيف أن عددا من الجامعات الأردنية بادرت إلى اعتماد "مساق القدس" ضمن برامجها التدريسية لمختلف التخصصات، كما ناقشت أقسام التاريخ في الجامعات رسائل علمية تناولت موضوعات ذات صلة بالمدينة المقدسة، منها الأوقاف الإسلامية، والفترة العثمانية، إضافة إلى التاريخ الأردني المعاصر المرتبط بالقدس.
ولفت الدكتور الخباص إلى دور ملتقى القدس الثقافي، الذي يُعد منصة فاعلة في تعزيز المعرفة بالقدس من خلال تنظيم مسابقات، ودورات تدريبية، وورش عمل، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، موضحا أن الأنشطة المتنوعة المتعلقة بقضية القدس تشمل مجالات الرسم، والأدب، والشعر، والخاطرة، ويشارك فيها آلاف الطلبة من مختلف المراحل الدراسية، مما يعكس حالة الوعي المجتمعي والثقافي المستمرة تجاه المدينة المقدسة.
وكانت الحكومة الأردنية قد وقعت في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، اتفاقية مشروع وقفية القدس للبحث العلمي وجودة التعليم بالشراكة بين الجامعة الأردنية وجامعة القدس ومؤسسة منيب رشيد المصري للتنمية.
وتهدف الوقفة إلى توفير إطار مؤسسي منظم ومستدام لتأمين مصادر مالية متنامية لدعم إعداد وتأهيل الكوادر البشرية من فنيين وعلماء وباحثين من طلبة الجامعات الأردنية والفلسطينية، وإنتاج المعرفة والابتكارات والصناعات الإبداعية المتعلقة بمدينة القدس وغيرها من الموضوعات، وتأمين التمويل المالي لدعم الطلاب المتميزين، وذلك من خلال مئات المنح الدراسية.